اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مصارع العشاق


خالد المسلم

Recommended Posts

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أستمعت وأستمتعت بشريط الدكتور عائض القرنى مصارع العشاق لا أدرى ما الذى ذكرنى به فعدت لاستمع له من جديد وهناك أيضا كتاب بالاسم ذاته للدكتور عائض صدر بعد الشريط بمده ...بصراحه هذه نقله جديده لم نعهدها من قبل فى الخطب الدينيه حيث تتحول الخطبه الى مقامات ادبيه لاتخل بمعنى الخطبه ...دعنى ابدا ببعض ما جاء فى الخطبه :

1-نحن عرب بلا عمر واكراد بلا صلاح الدين وترك بلا فاتح (محمد الفاتح )وهنود بلا أقبال(محمد أقبال)وأفارقه بلا (بلال)..

الموقف الاول

الموقف الأول : عمر يجمع الصدقات

أتي ( صلى الله عليه وسلم ) والحديث عند البخاري فأرسل عمر ، وعمر في تلك الفترة وبعد تلك الفترة تلميذ لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) .

أرسله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( اذهب اجمع الصدقات ) . ( أي : الزكاة ) .

من أين يجمعها ؟ من المسلمين .

أخذ عمر ، رضي الله عنه وأرضاه ، جهته ، وامتثل الأمر ، وطاف على المسلمين : ادفعوا الصدقة .

لمن الصدقة ؟ أللقصور أللدور ؟ لا ، بل للفقراء ، وللمساكين وللمحتاجين .

وعمر : صارم وهو يصلح لمثل هذه المهمات ، والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يعرف أن يضع الرجال ، فأبي بن كعب يضعه سيداً للقراء ، ومعاذ قاضياً إماماً ، وأبو بكر أستاذاً في الإدارة ، وأول خليفة ، وحسان للقوافي ، والمجالس الأدبية ، التي ينافح بها عن الإسلام ، وزيد بن ثابت للفرائض ، وخالد بن الوليد لفصل الرؤوس عن الأكتاف ، في سبيل الله ، وعلي بن أبي طالب قاضياً وللمهمات ، والزبير : الحواري ، وعثمان للإنفاق ، وابن عوف للبذل .

وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

ذهب عمر يطرق على الأبواب : ادفعوا الزكاة .

يقولون : من أرسلك ؟ فيقول : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإذا سمعوا محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) دفعوا الصدقة ؛ لأن عمر مهما أوتي من قوة ، لا يملك القلوب كما يملكها ( صلى الله عليه وسلم ) حتى يقول فيه أحد الشعراء :

محاسنه هيولى كل حسن ومغناطيس أفئدة القلوب

حتى العذارى في الخدر يتبعن كلامه ( صلى الله عليه وسلم ) .

فذهب عمر ليطرق الأبواب ، ومر بالناس جميعاً ، فوصل إلى العباس والعباس : عم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له : ادفع الصدقة .

قال : من أرسلك ؟

قال : الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .

قال : لن أدفع .

فذهب إلى خالد ، سيف الله المسلول ، أبي سليمان ، صاحب الغارات ، وقال له : ادفع الصدقة .

قال : من أرسلك ؟

قال : الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .

قال : لن أدفع ؟

فذهب لبن جميل ، قال : أدفع الصدقة .

قال : من أرسلك .

قال : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .

قال : لن أدفع ؟

فرجع عمر بالأموال ، وقال : يا رسول الله ، دفع الناس جميعاً إلا ثلاثة .

قال : ( من هم ؟ )

قال : عمك : العباس وخالد بن الوليد ، وابن جميل .

قال : ( يا عمر، أما تعلم أن العباس عمي ، أما تعلم أن عمر الرجل صنو أبيه ، هي علي ومثلها لعامين) ( يقول : صدقته علي ومثلها، فأنا اقترضت منه صدقة عامين ، ولكن استحيا العباس أن يقول لعمر أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) اقترض مني زكاة عامين ، وعلم أنه إذا رد عمر سوف يتذكر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .

قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( أما خالد ، فإنكم تظلمون خالداً ، إنه قد احتبس أدرعه وأعتده في سبيل الله ) ( عنده مائة سيف وعنده مائة رمح ، وعنده : مائة فرس ، قال : هي رهن ، وهي محبوسة في سبيل الله ) .

وهل في الوقف صدقة ؟ وهل فيه زكاة ؟ لماذا يا عمر تطلب من خالد أن يزكي وهو قد وقفها ؟

يقولون معن لا زكاة لماله وكيف يزكي المال من هو باذله

ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد فيها فليتق الله سائله

خالد إذا حضر المعركة ، دعا مائة فارس ، وأعطاهم مائة سيف ، ومائة رمح ، ومائة فرس ، فهي لله ، ولذلك لا يرثها أبناء خالد .

خالد مات ، ولا يملك إلا ثوبه .

خالد بن الوليد خاض مائة معركة . خالد بن الوليد ما في جسمه شبر إلا وفيه ضربة بالسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم .

فماذا فعلت أنا وأنت للإسلام ؟ خالد قدم دموعه ودمه ووقته .

تسعون معركة مرت محجلة من بعد عشر بنان الفتح يحصيها

وخالد في سبيل الله مشعلها وخالد في سبيل الله مذكيها

وما أتت بلدة إلا سمعت بها الله أكبر تدوي في نواحيها

ما نازل الفرس إلا خاب نازلهم ولا رمى الروم إلا طاش راميها

خالد ، يوم اعتزل الجيش ، وهو كبير ، أخذ مصحفاً يقرأ من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر ، ويبكي ، ويقول : شغلني جهادي عن القرآن ، ونقول : يا أبا سليمان ، عندنا شباب ، شغلهم البلوت عن القرآن ، والمجلة الخليعة ، والأغنية الماجنة .

يا أبا سليمان ، لقد شغلك الجهاد عن القرآن ، إن جهادك أعظم من قراءة القرآن ؛ لأنك رفعت لا إله إلا الله بجهادك .

أتته سكرات الموت ، فقال : لقد خضت مائة معركة ، وها أنا أموت على فراشي ، كما يموت البعير ، فلا نامت أعين الجبناء .

يقول : اليوم يفرح الجبناء أني مت .

يقول ابن كثير : قاتل خالد يوم مؤته ، فكسر تسعة أسياف في يده ، وما ثبت في يده إلا صحيفة يمانية .

وكان جسيماً بديناً كالحصن ، وقتل بيده يوم مؤته خلقاً كثيراً .

يقول عمر : لما تولى أبو بكر طلبت منه عزل خالد .

فقام أبو بكر غاضباً على المنبر ، وقال : والله لا أغمد سيفاً سله الله على المشركين .

فالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( خالد سيف الله المسلول سله على المشركين ) (50) .

فلما تولى عمر كان أول ما أصدر : عزل خالد . فقال خالد : والله ما قاتلت بالأمس لعمر ، وما قاتلت اليوم لعمر ، وإنما قاتلت لله , أنا أقاتل لله قائداً أو مقوداً .

إذا عذره الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( إنكم تظلمون خالداً ) .

وأما ابن جميل فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( وأما ابن جميل فما ينقم إلا أن كان فقيراً فأغناه الله ) (51) أي : أنه لا عذر له .

قال الله في ابن جميل وأمثاله ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّه َ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ) (التوبة:75-77) لا عذر لابن جميل ، أما العباس فمعذور وخالد معذور .

الموقف الثانى

أسامة ولا إله إلا الله

أرسل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) جيشاً ، قائده أسامة بن زيد ( وعمره آنذاك قيل : قبل الرابعة عشر والثالثة عشر ، إلى الخامسة عشر ) إلى الحرقات من جهينة على البحر الأحمر .

أتدرون من في قيادة أسامة ؟ ومن هم الجيش ؟ أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، والقائد : أسامة عبد مولى ، وكلنا عبيد لله .

وبعض شبابنا اليوم ، عمره : ثلاث عشر سنة ، ولا يعرف شيئاً ؛ لأن من يتربى على جمع الطوابع ، والمراسلة ، يأتي بعقلية مثل هذه العقلية .

أما أسامة فتربى على لا إله إلا الله ، وتربى على الصلوات الخمس، وعلى قيام الليل ، وعلى تدبر القرآن .

ذهب أسامة ، وقاد الجيوش ، فوصل إلى هناك في جهينة ، فخرجت جهينة تقاتل الصحابة ، فخرج رجل من الكفار فأتى للمسلمين ، لا يقصد مسلماً إلا قتله ، فانطلق إليه أسامة فهرب الرجل من أسامة واختفى وراء شجرة فخرج عليه فلما رفع السيف لقتله قال الرجل : لا إله إلا الله محمد رسول الله .

فكأن لسان حال أسامة أن قال : ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) (يونس: 91- 92) فضربه فقتله .

لمن ترفع القضية هذه ؟ قضية شائكة .. إنسان يقاتل ، ثم تذهب إليه فتطارده ، ثم يقول : لا إله إلا الله ، فتقتله .

رفعت للمصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأتى الصحابة ، فأخبروا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فتغير لونه ، واحمر وجهه ، ورعد أمره ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأشرف أسامة ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن يسلم : ( يا أسامة ، أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) ؟.

قال : يا رسول الله إنه قالها مستجيراً بعد أن قتل المسلمين .

قال : ( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟

قال : يا رسول الله قالها مستجيراً .

قال : ( يا أسامة ما تصنع بلا إله إلا الله إذا أتت يوم القيامة ) (52) .

موقف تشيب له الولدان .

فقال أسامة : يا ليتني ما أسلمت إلا هذه الساعة ، أجاهد ، وأقتل مسلماً يا ليتني ما أسلمت إلا الآن ، يا ليتني ما ذهبت في الجيش .

( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟ تأتى لا إله إلا الله في بطاقة فتنزل فتدافع عن صاحبها .

لا إله إلا الله ، من أجلها أقيمت الأرض .

لا إله إلا الله ، أثقل كلمة قالها الناس .

لا إله إلا الله : مفتاح الجنة .

( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟

قال : ليتني ما أسلمت إلا الآن .

حنانيك يا أسامة ، وغفر الله ذنبك يا أسامة ، وعطف الله عليك القلوب ، وقد فعل .

أما الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقد توقف ، وما أفتاه ، بل قال : ( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟ يعني : احتكم أنت وإياه يوم العرض الأكبر .

وفيه دليل على أن لا إله إلا الله محمد رسول الله مفتاح الجنة .

وعلى أنها تنقذ العبد من القتل في الدنيا ، إن لم يترك الصلاة .

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الموقف الثالث

الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يعاتب أبا ذر

اجتمع الصحابة في مجلس ، لك يكن معهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فجلس خالد بن الوليد ، وجلس ابن عوف ، وجلس بلال ، وجلس أبو ذر ، وكان أبو ذر فيه حدة وحرارة .

فتكلم الناس في موضوع ما ، فتكلم أبو ذر بكلمة اقتراح : أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا .

قال بلال : لا هذا الاقتراح خطأ .

فقال أبو ذر : حتى أنت يا ابن السوداء تخطئني .

لا إله إلا الله ! أين أنت ؟

فقام بلال مدهوشاً ، مرعوباً ، غضبان أسفاً ، وقال : والله لأرفعنك إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) (أكبر هيئة ) فاندفع بلال ماضياً إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .

ومن هو بلال ؟ إنه روح الإسلام منادي السماء .

فاستفاقت على أذان جديد ملؤ آذانها أذان بلال

بلال : الصوت الحبيب إلى القلوب .

بلال : الذي سحب على الرمل ، وهو يقول أحد .. أحد .

وصل للرسول ( صلى الله عليه وسلم )، وقال : يا رسول الله ، أما سمعت أبا ذر ماذا يقول في ؟

قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ماذا يقول فيك ؟ )

قال : يقول كيت وكيت وكيت .

فتغير وجه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأتى أبو ذر ، وقد سمع بالخبر ، فاندفع مسرعاً إلى المسجد فقال : يا رسول الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

فغضب ( صلى الله عليه وسلم ) حتى قيل : ما ندري أرد أم لا ؟

قال : ( يا أبا ذر أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية ) (58) .

هذه الكلمة ، كأنها صاعقة على أبي ذر .

فبكى أبو ذر ، وأتى إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجلس ، وقال : يا رسول الله ، استغفر لي ، سل الله لي المغفرة .

ثم خرج أبو ذر من المسجد باكياً .

إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكمو ألم

ذهب ، فطرح رأسه في طريق بلال ، وأقبل بلال ، العبد ، الذي ما كانت تقيم له الجاهلية قيمة بالتميز العنصري ، الذي سحقه الإسلام .

يقول عمر : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا أي : بلالاً .

أتى أبو ذر فطرح خده على التراب ، وقال : والله يا بلال لا أرفع خذي عن التراب حتى تطأه برجلك ، أنت الكريم وأنا المهان .

رفع الله منزلتك يا أبا ذر إلى هذا الحد .

إنه تأديب الإسلام ، وحياة القرآن ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63) .

فأخذ بلال يبكي من هذا الموقف ، من الذي يستطيع أن يقف هذا الموقف ، ولا ينقطع قلبه ؟

إن بعضنا يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات ، فلا يقول عفواً ، يا أخي ، أو سامحنا .

إن بعضنا يجرح بعضاً جرحاً عظيماً ن في عقيدته ، ومبادئه ، وأغلى شيء في حياته ولا يقول: سامحني .

إن البعض قد يتعدى بيده على زميله ، وأخيه ، ولا يقول : عفواً ، يا أخي .

قال : والله لا أرفع خدي ، حتى تطأه بقدمك ، فبكى بلال ، واقترب ، وقبل ذاك الخد لا يصلح للقدم بل يصلح للقبلة .

ذاك الخد ، أكرم عند الله ، من أن يضع عليه القدم ؟

ثم قاما وتعانقا ونباكيا .

إذا اقتتلت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها

هذه هي حياتهم ، يوم تعاملوا مع الإسلام .

( أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية ) فليس عندنا معامل ألوان ، ولا عندنا أبيض ، ولا أحمر ، ولا أسود ، ولا من آل فلان ، أو من آل فلان .. لا عندنا تقوى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: من الآية13) ، لذلك إذا رأيت إنساناً يمتدح بآبائه وأجداده وهو صفر فاعرف أنه لا قيمة له عند الله .

إذا فخرت بآبائهم لهم شرف نعم صدقت ولكن بئس ما ولدوا

طرق طارق على عمر ، قال : من ؟

قال : أنا الكريم ابن الكريم ابن الكريم .

تدرون من هو هذا الرجل ؟ إنه عيينة بن حصن بن بدر ، وهو : صادق ، فأسرة بنو بدر ، هؤلاء أسرة من أربع أسر ، من أكبر أسر العرب ، فحاتم الطائي على كرمه كان يمدحهم ويقول : هم أكرم مني .

يقول حاتم لامرأته لما تغاضبا :

إن كنت كارهة معيشتنا هذا فحلي من بني بدر

الضاربون في كل معترك والطاعنون وخيلهم تجري

فأسرة بني بدر من أعظم الأسر .

فقال عمر : بل أنت الأخس ، ابن الأخس ، ابن الأخس الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .

وفي موقف أبي ذر ، وبلال دروس :

منها : الإعتذار من الأخ إذا سألت إليه بالهدية ، والبسمة الحانية ، والمعانقة ، وألا تحمل ضغينة على أخيك .

فأنا وإياكم نشجب كل هذا العداء ، والبغضاء بين الأحبة ، والتفلت على أوامر الله ، والضغينة من أجل أمور نسبية ، يختلف فيها الناس ، وقد تختلف فيها وجهات النظر .

ألا إن من يفعل ذلك ، أو يحمل على أخيه المسلم ، فقد أساء وظلم .

ومنها : أن الفضل في الإسلام للتقوى ، لا للون ، ولا للحسب والنسب .

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا يادكتور خالد ,,,

ابقا طمنا عليك ,

تحياتى

493275s8wrn8jsb5.gif

"‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} "

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا

أنا من محبي عائض القرني جزاه الله خيرا أيضا

فعلا موضوع مفيد

وهذه بعض المقتطفات من نفس الموضوع:

* تحدى أحمد بن حنبل الدنيا في حب مبدئه الحق ، فتكسرت السياط على البساط ، وأبو عبد الله يضحك في وجوه المنايا ، والوحي يهتف به : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان: من الآية58) . ليعلم أحمد أن : المتوكل سوف يتولى ، والمعتصم يموت .

* في قاموس أحمد بن حنبل : حديث قدسي : ( وعزتي وجلالي ما اعتصم بي أحد فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجاً ومخرجاً ) .

أراد أهل البدعة أن يصرفوه عن الحق فما انصرف ، لأن أحمد ممنوع من الصرف !

عجباً كيف شربت الموت شربا *** وجعلت السيف للعلياء دربا

عجباً كيف تحديت الملا *** وسقيت الرمح حتى صب صبا

كنا أطفالاً نسمع بأحمد بن حنبل ، فحسبناه مفتياً في الزوايا ، فلما كبرنا علمنا أنه معلم جيل ، وشيخ حياة .

* عشق الدماء الحجاج بن يوسف .. كما عشقت امرأة العزيز يوسف ! فجرد السيف على الملة ، فشقي بسعيد ، وكسر بابن جبير منارة الدين .

الرجل محنط في الدماء فما سمع من سكاره : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) .

* أحد الفنانين رقص على نغمة :

أخبروها إذا أتيتم حماها *** أنني ذبت في الغرام فداها

وتراقصت أطراف جعفر الطيار على زمجرة :

يا حبذا الجنة واقترابها *** طيبة وبارد شرابها

طارت روح جعفر إلى الجنة ، فأعطاه مولاه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، والذي يطير أعظم ممن يسير .

نطير إليك من شوق الحشايا *** وبعض الناس نحوكم يسير

* حمل أبو بكر الصديق الصدق فصار في قافلة : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) (الزمر: من الآية33 ) فسمي الصديق ، فلا يعرفه العالم إلا ( بالصديق ) وصار خليفة الصادق المصدوق .

وحمل مسيلمة الكذاب رداء الكذب ، فهو زنزانة ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: من الآية18) فلا يعرف مسيلمة إلا ( بالكذاب ) .

أراد خالد بن الوليد أن يداوي مسيلمة الكذاب من الكذب ، فما نجع الدواء ، فقطع رأسه ، ليزول الألم بالكلية !!

عشاق الصدق كثير يموتون من أجله ، وعشاق الكذب أكثر يقتلون تحت نعليه !

* جرحت أصبع رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ، فسال الدم الطاهر فقال :

( هل أنت إصبع دميت *** وفي سبيل الله ما لقيت ) (11)

لأن من قرب روحه للرحمن ، لا يحزن على إصبعه ، ومن انتظر أن يسيل دم ظهره ، لا يبكي على دم ظفره .

* حرام بن ملحان طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورش القاتل وهو يقول : فزت ورب الكعبة ! شهد له دمه أنه محب وأقام دليل المحبة ، فسلوا رمح القاتل .. ( فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر ) .

يأتي حرام بن ملحان يوم القيامة ، وكلمه يدمي ، الريح ريح المسك ، واللون لون الدم .

تفوح أرواح نجد من ثيابهم *** عند القدوم لقرب العهد بالدار

الشيح والكاد والريحان قد عقبت *** يا موقد النار أطفئ شعلة النار

* دخل المهدي خليفة بني العباس المسجد ، والعلماء جلوس ، فلما رأوه قاموا ، وقعد ابن أبي ذئب ، لأن الذئاب لا تقوم للثعالب ، فقال له : لمَلم تقم لي ؟ قال كدت أفعل فذكرت : ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين:6) . فتركت القيام لذاك اليوم ، فقال الخليفة

اجلس فقد أقمت شعر رأسي ! . فقامت الدنيا لابن أبي ذئب ؛ لأنه ما قام ، والقيام مع القدرة ، ولا قدرة لمن يدخر قيامه لمولاه !

* مد سعيد الحلبي رجله في المسجد ، فدخل السلطان عليه فما رد رجله ، فأعطاه مالاً ، فقال سعيد : إن الذي يمد رجله لا يمد يده ، ولو مد سعيد يده لقطع السلطان رأسه !

أنا لا أرغب تقبيل يد *** قطعها أحسن من تلك القبل

إن جزتني عن صنيعي كنت في *** رقها أولا فيكفيني الخجل

تم تعديل بواسطة أبوعمار
du3a.gif
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الفاضل ابو عمار فتح الله عليك هذا بالضبط نص الخطبه

ولكن نأتى بالخطبه من اولها

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد:

فهذه بنات فكر ضمرتُ مرائرَها، وسرَّحتُ ضفائِرَها، سمُّوها ما شئتم: مقاماتٍ أدبية، أو صولاتٍ خطابية، إلياذةً، أو ملحمة، المهمّ أنني آمنت بأفكارها، وتبطَّنت أسرارها، جعلتُ عنوانها: (مصارع العشاق). فإن كنتم منهم حصل الاتفاق، وإلا فالسماعُ يكفي، والقراءة تشفي.

* نحن أمةٌ تسأل عن دم البعوضة، ونريق دم الحسين !!

لبست قميص المثنى بن حارثة، وفي يدها حربة بابك الاخرمي.

* حج محمد عليه الصلاة والسلام؛ ليقول للحجاج: (أنا كأفقركم!) ففهمها الفطناء، لكن أبا جهل ما حضر الموقف!

* عرب بلا عمر .. وأكراد بلا صلاح الدين.. وترك بلا فاتح .. وأفارقة بلا بلال .. لا قيمة لهم.

* جسم الأمة كلّه جراح يوم عرفة جؤار البوسنة و الهرسك أخجل أهل الموقف، وخلاف الأفغان أزعج المحرمين، وضياع بيت المقدس نكس رءوسنا عند الصخرات.

من لم تنفعه عينه، لم تنفعه أذنه.. ونحن كذبنا ما سمعناه بآذاننا، وقد رأيناه بعيوننا.

لقد نصحتك عينُك في نهار من التبيانِ حتى سالَ ماؤها

* حج عمر ، فأنفق عشرين درهماً، وقد ختم بالرق على عنق كسرى وقيصر ، وقد حججنا ندوسُ الحريرَ ونستخشنُ الديباجَ، ونحن نسبِّح للرقّ في أدبار الصلوات!!

أما الخيام فأنها كخيامِهم وأرى رجالَ الحي غيرَ رجالها

* صحن طعامنا مكسور؛ لأنه ما صنع في المدينة ، وخيمتُنا ممزقة؛ لأن أطنابها مستوردة، ونسينا: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)).

* نحن ثلاثة حجاج ضاع رابعنا!

حاجٌّ في عرفة ، وماله في البنك ألربوي، وحاجٌّ في مزدلفة ، ولكنه بات مع نغمة ووتر، وحاجٌّ رمى الجمرات، وأشعل في قلوبنا الجمرات، والرابع أشعث أغبر، رفعت دموعه إلى العرش.

* عشق بلال الجنة، فأمهرها ركعتين مع كل وضوء، فسمع صاحب العَقد دفَّي نعليه عند باب الخطوبة، فعرف أن ليلة العرس حانت:

ألم تر أنِّي كلما زرتُ زينباً وجدت بها طيباً وإن لم تطيب

*وقصر بلال تلوح عليه أحرف: ((وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).

*وعشق أبو جهل النار فصعُبت عليه لا إله إلا الله؛ لأن نافخ الكير تزكمه نفحةُ المسك.

قيل لـأبي جهل : قد أقام بلال الصلاة، فصل وراء الإمام، فقال: لستُ على وضوء، فمات قبل أن يُصلي.

قيل لـأبي جهل : لماذا تدخل النار؟

قال: لأنِّي عاشق!

لا تلُمني في هواها والجوى فأنا من لومكم في صَمَمِ

صاح في وجه أبي جهل لسان القدر: ((وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)).

* أبو مسلم الخراساني .

عشق الإمارة حتى الثمالة، فعاش من أجلها وهاش، وسكر من حبِّها وطاش، بقر بطون المساكين بالخنجر، فبقر بطنَه أبو جعفر (1):

كل يطاح من الناس له يوم يطوح

تعلَّق بغير الله، فعلقه أقرب الناس إليه من قدميه: ((وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)).

أبعين مفتقر إليك نظرتَ لي فأهنتَني وقذفتني من حالق

لست الملوم أنا الملومُ لأنني علقتُ آمالي بغيرِ الخالقِ

جعل الرِّياسة تميمة في عنقه، وقد قال المعصوم عليه الصلاة والسلام: (من علَّق تميمة فقد أشرك) (1).

عشق أبو مسلم الخراساني المنصب فما تراجع عنه، والتراجعُ حرامٌ عند العاشقين.

* مات الجعد بن درهم في حبِّ البدعةِ، فما أحسَّ للذبح في هوى المحبوب ألماً، فلماذا يألم أهل السنة من الذبح في حبِّ السنة، والله يقول: ((وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ)).

سقينا هموا كأساً سقونا بمثلها ولكننا كنا على الموتِ أصبرا

خرج خالد القسري على الجعد بن درهم بالسكين، فما تاب المسكين؛ لأنه عاشق، والعاشق يقول:

والله لو قطعوا رأسي لأهجُرَها لسار نحو هواها في الحمى راسي

الجعد بن درهم : ممَّن زيِّن له سوءُ عمله فرآه حسناً.

صاح النذير لأبطال السنة بلسان: ((إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ))، فما أحسُّوا للمسَّ حسَّا!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 4
      لا جرم أنك أحد اثنين الحمد لله بتر في البتراء مصير من حاد الله ورسوله,وألحق الظلمة بمن غبر في ديار القوم الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله,ما جعل الآثار إلا للذكرى والاعتبار, فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا, وكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد. وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله كان إذا مر بديار ثمود غذَّ السير وأسرع وقال لأصحابه أبكوا أو تباكوا لئلا يصيبكم ما أصابهم. أيها المسلمون: ما كانت البتراء وأمثالها يوماً إلا لتذكرنا بجبروت الله وأخذه ونكاله للمجر
×
×
  • أضف...