كتاب تيسير العلام

[Howayda Ismail]

باب قضاء الصلاة الفائتة وتعجيلها

..................................

الحديث الحادى عشر بعد المائة

.............................

عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من نسى صلاة فليصلها اذا ذكرها , لاكفارة لها الا ذلك وتلا قوله تعالى :( واقم الصلاة لذكرى )

ولمسلم ( من نسى صلاة او نام عنها فكفارتها : ان يصليها اذا ذكرها )

مايؤخذ من الحديث

..................

(1)وجوب قضاء الصلاة على الناسى والنائم اذا ذكرها

(2)وجوب المبادرة الى فعلها لان تأخيرها بعد تذكرها تفريط فيها

(3)عدم الاثم على من اخرها لعذر من نحو النسيان ونوم , مالم يفرط فى ذلك بان ينام بعد دخول الوقت

ان يعلم من نفسه عدم الانتباه فى الوقت فلا يتخذ له سببا يوقظه فى وقتها

والكفارة المذكورة ليس عن ذنب ارتكب وانما معنى هذه الكفارة انه لايجزئ عن تركها فعل غيرها

من اطعام وعتق ونحو ذلك فلابد من الاتيان بها

[Howayda Ismail]

باب جواز امامة المنتفل بالمفترض

...............................

الحديث الثانى عشلر بعد المائة

.................................

عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما :

( ان معاذ بن جبل : كان يصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الاخرة ثم يرجع الى قومه فيصلى بهم تلك الصلاة )

مايؤخذ من الحديث

................

(1)جواز امامة المنتفل بالمفترض وانه ليس من المخالفة المنهى عنها

(2)جواز امامة المفترض بالمنتفل بطريق الاولى

(3) جواز اعادة الصلاة المكتوبة لاسيما اذا كان هناك مصلحة بان يكون قارئا فيؤم غير قارئ

او يدخل المسجد بعد ان صلى منفردا فيجد جماعة فصلاته تكمل نقص صلاته الاولى وحده

[Howayda Ismail]

الحديث الثالث عشر بعد المائة

.............................

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( لايصلى احدكم فى الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شئ )

مايؤخذ من الحديث

.................

(1)النهى عن الصلاة بدون ستر العاتق قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ستر العاتق لحق

الصلاة فيجوز له كشف منكبيه خارج الصلاة وحينئذ فقد يستر المصلى فى الصلاة مايجوز

ابداؤه فى غير الصلاة

(2) استحباب سترهما او احدهما فى الصلاة مع وجود السترة

(3)استحباب كون المصلى على هيئة حسنة

[Howayda Ismail]

باب ماجاء فى الثوم والبصل ونحوهما

................................

الحديث الرابع بعد المائة

...........................

عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال :

( من اكل ثوما او بصلا فليعتزلنا او يعتزل مسجدنا , وليقعد فى بيته وانى بقدر فيه خضروات

من بقول فوجد لها ريحا فسأل عنها : فاخبر بما فيها من البقول , فقال : قربوها الى بعض

اصحابه كان معه فلما رأه كره اكلها . قال : فانى اناجى من لاتناجى )

قدر : هو الوعاء الذى الذى يطبخ فيه

خضروات : وحداته ( خضرة ) وهى البقلة الخضراء

البقول : جمع بقل وهو كل نبات اخضرت الارض

اناجى : النجوى : السر بين اثنين ويريد بذلك صلى الله عليه وسلم مناجاته مع ربه واختصاصه ربه بذلك

[Howayda Ismail]

الحديث الخامس عشر بعد المائة

.............................

عن جابر : ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :

( من اكل البصل او الثوم او الكراث فلايقربن مسجدنا فان الملائكة تتأذى

مما يتأذى منه بنو الانسان ) وفى رواية : ( بنو آدم )

مايؤخذ من الحديثين

.....................

(1)النهى عن اتيان المساجد لمن اكل ثوما او بصل او كراثا

(2)يلحق بهذه الاشياء كل ذى رائحة كريهة تتأذى منها الملائكة او المصلون كرائحة

التبغ الذى يتعاطاه المدخنون فعلى من ابتلى به الا يتعطاه عند ذهابه للمسجد

وان ينظف اسنانه وفمه حتى يقطع رائحته او يخففها

(3) كراهة اكل هذه الاشياء لمن عليه حضور الصلاة فى المسجد لئلا تفوته الجماعة

فى المسجد , مالم يأكلها حيلة على اسقاط الحضور فيحرم

(4)حكمة النهى عن اتيان المساجد الا يتأذى بها الملائكة والمصلون

(5)النهى عن الايذاء باى وسيلة

(6)ان الامتناع عن اكل الثوم ونحوه ليس لتحريمه بدليل امر النبى صلى الله عليه وسلم

باكلها فامتناعه عن اكلها لايدل على التحريم

[Howayda Ismail]

الحديث السادس عشر

................

عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال :

( علمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد - كفى بين كفيه - كما يعلمنى السورة

من القرآن ك التحيات لله والصلوات والطيبات , السلام عليكم ايها النبى ورحمة الله وبركاته

السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله )

وفى لفظ : ( اذا قعد احدكم للصلاة فليقل : التحيات لله وذكره -وفيه : فانكم اذا فعلتم

فقد سلمتم على كل عبد صالح فى السماء والارض وفيه فليتخير من المسألة مايشاء )

[Howayda Ismail]

الحديث السابع عشر بعد المائة

.............................

عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال : ( لقينى كعب بن عجرة فقال الا اهدى لك هدية ؟

ان النبى صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا : يارسول الله قد علمنا الله كيف نسلم عليك

فكيف نصلى عليك ؟ قال : قولوا :

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد

وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد )

الاحكام

..........

(1)وجوب الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فى التشهد الاخير

قال ابو العالية : صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه

(2)ان من حق النبى صلى الله عليه وسلم ان ندعو ونصلى عليه لانه لم يصلنا هذا الدين

العظيم الا على يديه

(3)انه صلى الله عليه وسلم علم اصحابه الصلاة والسلام عليه

(4)ان من اسباب علو شأن النبى صلى الله عليه وسلم ورفع درجاته دعاء امته

له صلى الله عليه وسلم

(5)ان السلف كانوا يتهادون مسائل العلم ويجعلونها تحفا قيمة وهى افضل التحف والهدايا

(6)حميد مجيد : الحمد والمجد اليهما يرجع المآل كله فان الحمد مستلزم للعظمة والاجلال

والمجد دال على صفة العظمة والجلال والحمد يدل على صفة الاكرام فهذان الوصفان الكريمان

اليهما مرجع اسماء الله الحسنى

(7)البركة : النماء والزيادة والتبريك الدعاء بهما فبارك على ممد وىله يتضمن سؤال

الله ان يعطى رسوله ماقد اعطاه لابراهيم واله من الخير وسعته ودوامه

[Howayda Ismail]

الحديث الثامن عشر بعد المائة

...............................

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو : اللهم انى اعوذ بك من عذاب القبر

وعذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )

وفى لفظ لمسلم : ( اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع , يقول :

( اللهم انى اعوذ بك من عذاب جهنم ) ثم ذكر نحوه

مايؤخذ من الحديث

................

(1)استحباب هذا الدعاء عقب التشهد الاخير

(2)ان هذه الاستعاذة من مهمات الادعية وجوامعها لكون النبى صلى الله عليه وسلم

عنى بها ولاشتمالها على الاستعاذة من شرور الدنيا والاخرة واسبابها

(3)ثبوت عذاب القبر وانه حق والايمان به واجب

(4)التحفظ من شبهات الحياة وشهواتها الآثمة فانها سبب الشرور

(5)التبصر بدعاة السوء وناشرى الالحاد والفساد فانهم يخرجون على الناس باسم

المصلحين المجددين وهم فى الحقيقة الهادمون للفضيلة والدين

(6)المسيح مطلقا هو عيسى بن مريم عليه السلام واذا قيد بالدجال فهو رجل آخر

(7) فتنة المحيا : مايتعرض له الانسان مدة حياته من الاشنشغال بالدنيا والشهوات

واعظمها سوء الخاتمة

(8)فتنة الممات : هى فتنة القبر كما ورد فى البخارى عن اسماء بنت ابى بكر :

( وانكم تفتنون فى قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال )

[Howayda Ismail]

الحديث التاسع عشر بعد المائة

...........................

عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن ابى بكر رضى الله عنهم :

(انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمنى دعاء ادعو به فى صلاتى قال : قل :اللهم انى ظلمت نفسى

ظلما كثيرا ولايغفر الذنوب الا انت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى انك انت الغفور الرحيم )

مايؤخذ من الحديث

................

(1)استحباب هذا الدعاء فى الصلاة

(2)حسن الدعاء وتناسب ( ترتيبه بهذا الشكل )

(3)انه ينبغى لكل داع ان يفتتح دعاءه بالاعتراف بالعجز والتقصير والظلم ثم يثنى على الله تعالى

بان صاحب الطول والحول ثم يقدم حاجته ثم يختم دعاءه بشئ مناسب لدعاءه من اسماء الله الحسنى

(4)فقه الصديق رضى الله عنه اذ علم ان الصلاة موطن الاجابة فطلب من النبى صلى الله عليه وسلم

ان يختار له دعاء لهذا المقام الكريم

(5)قال ابن دقيق العيد : لعل الاولى ان يكون موطن هذا الدعاء فى السجود او بعد التشهد

فانهما الموضعان اللذان امرنا فيهما بالدعاء

(6)ولايغفر الذنوب الا انت قال ابن دقيق العيد : اشارة الى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله

تعالى لايقتضيها سبب من عمل حسن او غيره

[Howayda Ismail]

الحديث العشرون بعد المائة

...........................

عن عائشة رضى الله عنها قالت 0 ماصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد ان نزلت عليه

( اذا جاء نصر الله والفتح ) الا يقول فيها : سبحانك ربنا وبحمدك , اللهم اغفر لى )

وفى لفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول فى ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اغفر لى )

مايؤخذ من الحديث

...................

(1)استحباب الاكثار من الدعاء فى الركوع والسجود

(2)ان تختم العبادات وخصوصا الصلاة بالاستغفار ليتدارك ماحصل فيها من النقص

(3)ان احسن مايتوسل به الى الله فى قبول الدعاء هو ذكر محامده وتنزيهه عن النقائص والعيوب

(4)ان المتعبد بهما حرص على حفظ عبادته فلا ينبغى ان يأمن من الزلل والنقص فيها

(5)فضيلة الاستغفار وطلبه فى كل حال

[Howayda Ismail]

الديث الحادى والعشرون بعد المائة

...................................

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال :

(سأل رجل النبى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر و ماترى فى صلاة الليل ؟ قال : مثنى مثنى

فاذا خشى احدكم الصبح صلى واحدة , فاوترت له ماصلى )

وانه كان يقول : ( اجعلوا صلاتكم بالليل وترا )

مايؤخذ من الحديث

...................

(1)يستدل به على ان صلاة الليل ركعتين ركعتان بلا زيادة او نقصان

(2)ان الوتر يكون اخر صلاة الليل لمن وثق من نفسه القيام

(3)ان وقت الوتر ينتهى بطلوع الفجر

(4)الافضل ان الوتر يكون فى صلاة شفع فتقديم شفع قبل الوتر هو السنة

(5)اجابة السائل على مشهد من الناس لتعميم الفائدة

(6)استحباب الوتر وقد قيل بوجوبه والراجح انه ليس بواجب لكنه من افضل التطوعات

[Howayda Ismail]

عن عائشة رضى الله عنها قالت

( من كل الليل اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اول الليل واوسطه وآخره فانتهى وتره الى السحر )

الاحكام

.........

(1)جواز صلاة الوتر فى اول الليل واوسطه واخره لان الجميع وقتها

(2) الافضل ان يكون وتره اخر الليل لمن وثق من نفسه القيام

اختلاف العلماء

.............

اتفق العلماء ان ابتداء وقته بعد صلاة العشاء واختلفوا فى نهايته

فذهب مالك والشافعى الى نهايته صلاة الصبح

وذهب الامام احمد الى ان وقته ينتهى بطلوع الفجر وجزم بها فى المغنى وعليها الحنابلة المتأخرون

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية : من نام عن صلاة وتره يصليه مابين طلوع الفجر وصلاة الصبح

وعن ابى سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن وتره او نسيه فليصله اذا اصبح او ذكر )

[Howayda Ismail]

الحديث الثالث والعشرون بعد المائة

...................................

عن عائشة رضى الله عنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاث عشر ركعة

يوتر من ذلك بخمس لايجلس فى شئ الا آخرها )

المعنى الاجمالى

..............

تصف عائشة رضى الله عنها صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فى الليل بانه يصلى ثلاث عشرة ركعة فيصلى

الثمان الاول ركعتين ركعتين ثم يصلى خمسا فى سلام واحد لايجلس الا فى آخرها ويجعلها وتره

مايؤخذ من الحديث

....................

(1)ان النبى صلى الله عليه وسلم قد يجعل فى صلاته فى الليل ثلاث عشرة ركعة من دون ركعتى الفجر

(2)وانه يوتر فى بعض الاحيان ن صلاته بخمس ركعات لايجلس الا فى اخر ركعة منها

(3)ان المراد بكون صلاة الليل مثنى مثنى فى غير الوتر

(4)قال شيخ الاسلام ابن تيمية : افضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل واوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر

(5)وقال بعد ان ذكر الوتر الواردة فى السنة : والصواب ان الامام اذا فعل شيئا مما جاءت به السنة

واوتر على وجه من الوجوه المذكورة يتبعه المأموم فى ذلك

(6)قال المحاملى : صلاته ستة انواع

(ا) ركعة واحدة

(ب) ثلاث ركعات

(ج)خمس ركعات مفصولة لايقعد الا فى اخرهن ويسلم

(د)سبع ركعات يقعد فى السادسة ولايسلم ثم يقوم الى السابعة ويتمها

(ه) تسع ركعات يتشهد فى الثامنة ولايتمها ثم يقوم الى التاسعة فيتمها

(و)احدى عشر ركعة يسلم فى كل ركعتين ثم يأتى بواحدة

[Howayda Ismail]

باب الذكر عقب الصلاة

..................

للدعاء والاستغفار بعد الصلاة حكم عظيمة وفوائد جليلة من اظهار التقصير والعجز عن اكمالها وترقيع

الخلل الواقع فيها , وعقب الصلاة من مواطن استجابة الدعاء كما انه دليل على الرغبة فى الطاعة وعدم الملل

لان المتعبد كالحال المرتحل بين العبادات مع مافى الدعاء من زيادة الحسنات وتكفير السيئات ورفعة الدرجات

الحديث الرابع والعشرون بعد المائة

................................

عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ( ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن عباس : كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك اذا سمعته )

وفى لفظ : ( ماكنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بالتكبير )

مايؤخذ من الحديث

.................

(1)استحباب الذكر بعد الصلاة لما فيه من الفوائد الجليلة والمتابعة للنبى صلى الله عليه وسلم

(2)ان يرفع الذاكر صوته بالذكر لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل اصحابه معه

(3)يحتمل ان يكون ابن عباس صغيرا لم يحضر الجماعة فسمع صوتهم بالتهليل وهو خارج المسجد

[Howayda Ismail]

الحديث الخامس والعشرون بعد المائة

.....................................

عن وارد مولى المغيرة بن شعبة قال : ( املى على المغيرة بن شعبة فى كتاب الى معاوية :

ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول فى دبر كل صلاة مكتوبة لا اله الا الله وحده لاشريك له

له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . اللهم لامانع لما اعطيت ولا معطى لما منعت ,

ولاينفع ذا الجد منك الجد , ثم وفدت على معاوية فسمعته يأمر الناس بذلك )

وفى لفظ : ( كان ينهى عن قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال وكان ينهى عن عقوق

الامهات ووأد البنت ومنع وهات )

لاينفع ذا الجد منك الجد : الجد معناه الحظ والغنى , اى لاينفع صاحب الحظ

والغنى منك غنا وحظه

واد البنات : دفنهن وهن على قيد الحياة

منع وهات : اى بخل المال عن الانفاق فى وجوهه المشروعة وحرص شديد على جمعه

مايؤخذ من الحديث

.................

(1)استحباب هذا الدعاء عقب الصلوات المكتوبات

(2)اشتمل هذا الدعاء على توحيد الله ونفى الشريك عنه واثبات الملك المطلق

والحمد الكامل والقدرة التامة له سبحانه وتعالى كما ان فيه توحده بالتصرف والقهر

وان كل شئ بيده فقد جمع توحيد الالهية والربوبية والاسماء والصفات

(3)النهى عن هذه الخصال الذميمة لما تشتمل عليه من مفاسد دينية ودنيوية

(4)اذا عرف المؤمن ان الله هو المعطى المانع تعلق قلبه بالله تعلقا تاما وصرف النظر عن غيره

(5)مسارعة الصحابة رضى الله عنهم الى تنفيذ سنة النبى صلى الله عليه وسلم فان

معاوية رضى الله عنه لما بلغه هذا الدعاء امر الناس بالعمل به

(6)فيه العمل بالخط المعروف وهو مسألة اتفاقية فى جميع الاغراض وان الله لم يامر

بالعمل بها الا ليعمل بها

(7)قبول خبر الواحد

(8)النهى عن اضاعة المال اى انفاقه فى غير الطرق المشروعة فقد جعل اله الاموال لقيام

مصالح الناس وفى تبذيرها تفويت لتلك المصالح

وطرق الانفاق ثلاثة

....................

_فهناك الانفاق المذموم وهو بذل المال فى الامور المذمومة شرعا سواء اكان قليلا او كثيرا

- الانفاق المحمود وهو بذله فى الخير والبر مالم يفوت حقا آخر اهم منه

_ الانفاق فى المباحات وملاذ النفس المباحة فالجائز ان ينفق كل على قدر حاله بدون اسراف

[Howayda Ismail]

فوائد تتعلق ب ( الذكر عقب الصلاة )

..................................

(1)بالنسبة للجهر بالذكر بعد الصلاة اخذ بعضهم من حديث ابن عباس المتقدم :

دليلا على جواز الجهر بالذكر عقيب الصلاة

(ب)لاينبغى للمأموم ان يقوم قبل ان ينصرف الامام عن القبلة ولاينبغى للامام ان يقعد

بعد السلام مستقبل القبلة الا بمقدار مايستغفر ثلاثا ويقول : اللهم انت السلام ومنك السلام

تباركت ياذا الجلال والاكرام ثم يلتفت فمن اراد ان يقوم قام ومن احب ان يقعد يذكر الله فعل

لمارواه النبى صلى الله عليه وسلم : ( ايها الناس انى امامكم فلاتسبقونى بالركوع ول

ولابالسجود ولا بالركوع ولابالقيام ولا بالانصراف )

(ج)من البدع : التسبيح والدعاء الجماعى وكذلك قراءة الفاتحة زيادة فى شرف النبى

صلى الله عليه ولم ومن البدع السجود للدعاء بعد الفراغ من الصلاة وكذا المصافحة بعد

الصلاة وقول : حرما او تقبل الله

(د)كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه وذلك افضل من المسبحة

(ه)صفة الذكر بعد السلام كما وردت عن النبى صلى الله عليه وسلم :

(1)يقول وهو على هيئته اتجاه القبلة : استغفر الله , استغفر الله ثلاثا اللهم انت

السلام منك السلام تباركت ياذا الجلال والاكرام اما زيادة ( وتعاليت )او

(واليك يعود السلام ) فبدعتان

(2)كان صلى الله عليه وسلم اذا اقبل على الناس بوجهه قال ( رب قنى عذابك يوم تبعث عبادك )

(3)كان يقول : لااله الا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير

اللهم لامانع لما اعطيت ولامعطى لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد فان جهر المصلى بذلك

احيانا على وجه الانفراد فلا بأس

(4)قراءة آية الكرسى : ( الله لااله الا هو الحى القيوم .... )

(5)التسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا وثلاثين والتكبير كذلك ثم يقول تمام المائة

لا اله الا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير

(6)ثم يقول : الهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

(7)قراءة( قل هو الله احد ) والمعوذتين دبر كل صلاة مرة وعقب الفجر والمغرب ثلاثا

(8)قول لااله الا الله وحده لاشريك له عشر مرات بعد الفجر والمغرب

(9)وان دعا بعد صلاته سوى ماتقدم بما ورد عنه صلى اله عليه وسلم من مثل قوله :

اللهم انى اعوذ بك من الجبن واعوذ بك ان ارد الى ارذل العمر واعوذ بك من الدنيا

واعوذ بك من عذاب القبر .

( اللهم اغفر لى ماقدمت ومااخرت ومااسررت وماعلنت ومااسرفت وماانت اعلم به منى

انت المقدم والمؤخر لا اله الا انت )

( اللهم انى اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا )

[Howayda Ismail]

الحديث السادس والعشرون بعد المائة

..................................

عن ابى هريرة رضى الله عنه : ( ان فقراء المهاجرين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالوا : يارسول الله ذهب اهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم قال وماذاك ؟

قالوا يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولانتصدق ويعتقون ولانعتق فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : افلا اعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون من بعدكم

ولايكون احد افضل منكم الا من صنع مثل ماصنعتم ؟ قالوا بلى يارسول الله . قال :

تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة

قال ابو صالح : فرجع فقراء المهاجرين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :

يارسول الله سمع اخواننا اهل اللاموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله عليه وسلم :

ذلك فضل الله يأتيه من يشاء

الدثور : جمع دثر وهو المال الكثير

مايؤخذ من الحديث

...................

(1)رغبة الصحاة رضى الله عنهم الشديدة فى الخير وتنافسهم بالاعمال الصالحة فالفقراء

شق عليهم حرمانهم من العبادات المالية والاغنياء لم يكتفوا بغناهم عن مشاركة الفقراء

فى كل ابواب الخير ولعل الله يعطى الفقراء بفضله وكرمه من الاجر على قدر نيتهم الطيبة

(2)الحديث يدل على فضل الغنى الشاكر على الفقير الصابر لما له من الاعمال

(3)ان الانفاق فى سبيل الخير سبب رفع الدرجات , قال ابن القيم : فالغنى اذا اتقى الله

فى ماله وانفقه فى وجهه وليس مقصورا على الزكاة بل مما حقه اشباع الجائع وكسوة العارى

واغاثة الملهوف ورعاية المحتاج والمضطر فطريقه طريق الغنيمة وهى فوق السلامة فالنبى

صلى اله عليه وسلم اقر الفقراء على ماللاغنياء من هذه الرفعة بسبب انفاقهم

(4)فضل هذا الذكر حيث كان سببا فى سبق من يقوله فى ادبار الصلوات فى الثواب

وانه لايلحقه احد الا من عمل مثل عمله لما يحصل فى نفسه من تطهير ولاخلاقه من رياضة

(5)ان الهداية والرزق بيد الله فهو الذى يقسمها بين عباده فينبغى ان يرضى بقسمة الله تعالى

(6)مشروعية هذا الذكر بعد الصلوات المكتوبة كما ورد فى بعض الروايات تقييده بالمكتوبة

وان يكون بهذه الصيغة فالتسبيح يتضمن نفى النقائص عن الله تعالى ثم التحميد المثبت له

الكمال ثم له صفات العظمة

[Howayda Ismail]

باب الخشوع فى الصلاة

..................

الخشوع فى الصلاة هو روحها ولبها ويكثر ثوابها او يقل حسبما عقله المصلى منها

ولذا اثنى الله تعالى على الذين هم فى صلاتهم خاشعون بانهم الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون

ولاحضار القلب فى الصلاة اسباب :

..............................

منها : الاستعاذة من الشيطان وتدبر قراءة الصلاة وانواع الذكر فيها

ومنها :جعل السترة وجعل النظر موضع السجود كما ان دخول الانسان فيها بعد الفراغ

من الشاغلات عنها كالنوم وشهوة الطعام والشرب من اقوى اسباب احضار القلب

ولذا نهى عن الصلاة حال حضور الطعام او مدافعة الاخبثين لان فى ذلك مشغلة عن الصلاة

وذهب الجمهور من العلماء الى صحة صلاة من غلبت صلاته الوساوس ولكن مع نقص ثوابها

وذهب ابو حامد الغزالى وابن الجورى الى بطلانها

[Howayda Ismail]

عن عائشة رضى اله عنها ( ان النبى صلى الله عليه وسلم صلى فى خميصة لها اعلام

فنظر الى اعلامها نظرة فلما انصرف قال : اذهبوا بخميصتى هذه الى ابى جهم واتونى

بانبجانية ابى جهم فانها الهتنى انفا عن صلاتى )

خميصة لها اعلام : كساء مربع مخطط بالوان مختلفة

الانبجانية : كساء غليظ من الصوف ليس به اعلام

آنفا : الان

مايؤخذ من الحديث

...................

(1)مشروعية الخشوع فى الصلاة وفعل الاسباب الجالبة له والابتعاد عن كل مايشغل فى الصلاة

(2)ان اشتغال القلب اليسير لايقدح فى الصلاة

(3)كراهة تزويق المساجد ونقشها والكتابة فيها لما يجلبه من اشتغال المصلين فى النظر اليها

(4)فيه جواز لبس الملابس المعلمة للرجال

(5)فيه استحباب قبول الهدية جبرا لقلب المهدى وتوددا اليه

(6)فيه اه لابأس من رد الهدية ولكن مع بيان السبب لصاحبها حتى لايقع فى قلبه شئ

(7)فيه حسن اخلاق النبى صلى الله عليه وسلم حيث رد عليه الكساء المعلم وطلب الكساء

الذى ليس فيه اعلام ليعلمه انه غير مترفع عن هديته

قال شيخ الاسلام ابن يتيمية : ولاريب ان الوسواس كلما قل فى الصلاة كان اكمل

والذى يعين على ذلك شيئان : قوة المقتضى وضعف الشاغل

اما الاول : فاجتهاد العبد فى ان يعقل مايقوله ويفعله ويتدبر القراءة والذكر والدعاء

ويستحضر انه مناج لله تعالى كأنه يراه فان المصلى يناجى ربه والاحسان تعبد الله كانك تراه

فالن لم تكن تراه فانه يراك ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه اليها اوكد

وهذا يكون بحسب قوة الايمان

والاسباب المقوية للايمان كثيرة

............................

فان مافى القلب من معرفة الله ومحبته وخشيته واخلاص الدين له وخوفه ورجائه والتصديق

باخباره وغير ذلك مما يتباين الناس فيه ويتفاضلون تفاضلا عظيما

ويقوى ذلك كلما زاد العبد تدبرا للقرآن وفهما ومعرفة باسماء الله وصفاته وعظمته

واظهر فقره اليه فى عبادته واشتغاله به فانه لاصلاح له الا بان يكون الله هو معبوده الذى

يطمئن اليه ويأنسس به ويلتذ بذكره ولاحصول لهذا الا باعانة الله ومتى لم يعنه الله على

ذلك لم يصلحه ولاحول ولاقوة الا بالله

الثانى : زوال العوارض وهو الاجتهاد فى دفع مايشغل القلب من تفكر الانسان فيما لايفيده

فى عبادته وتدبر الجواذب التى تجذب القلب عن مقصود الصلاة وهذا فى كل عبد بحسبه فان

كثرة الوساوس بحسب كثرة الشبهات والشهوات وتعليق القلب بالمحبوبات التى ينصرف

القلب الى طلبها والعبد الكيس يجتهد فى كما الحضور ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم

[Howayda Ismail]

باب الجمع بين الصلاتين فى السفر

..............................

لما كان السفر مظنة المشقة رخص فيه الشارع بعض الرخص فى العبادات تيسيرا على عباده ورحمة بهم

ومن تلك الرخص : اباحة الجمع للمسافر الذى ربما ادركه وقت الصلاة وهو جاد فى سفره فابيح له ان يجمع

بين صلاتى الظهر والعصر فى وقت احدهما وبين صلاتى المغرب والعشاء فى وقت احدهما ايضا

وهذا كله من سماحة الشريعة المحمدية ويسرها وهو فضل من الله لئلا يجعل علينا فى الدين من حرج

الحديث الثامن والعشرون بعد المائة

....................................

عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال ( كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يجمع فى السفر بين صلاة الظهر والعصر

اذا كان على ظهر سير ويجمع بين المغرب والعشاء )

فوائد

..........( الاولى )

ماذكر فى الجمع لاجل السفر ان هناك اعذار غير السقر تبيح الجمع

منها : المطر فقد روى البخارى ان النبى صلى الله عليه وسلم : ( جمع بين المغرب والعشاء فى ليلة مطيرة )

وكذلك المرض فقد روى مسلم ان النبى صلى الله عليه وسلم ( جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير

خوف ولا مطر 9 وفى رواية( من غير خوف ولاسفر ) وليس هناك الا المرض وقد جوزه العلماء

الفائدة الثانية

..................

ان السفر الذى يباح فيه الجمع قد اختلف العلماء فى تحديده فجعله الامامان الشافعى واحمد يومين قاصدين

يعنى ستة عشر فرسخا ( الفرسخ اربعة اميال والميل كيلو ونصف كيلومتر فتكون مسافة القصر بالفرسخ ستة عشر

وبالاميال اربعة وستين وبالكيلو ستة وتسعين كيلو متر )

الفائدة الثالثة

.................

عند جمهور العلماء ان ترك الجمع افضل من الجمع الا فى جمعى عرفة ومزدلفة لما فى ذلك من المصلحة

مايؤخذ من الحديث

.................

(1)جواز الجمع بين صلاتى الظهر والعصر وبين صلاتى المغرب والعشاء

(2)عموم الحديث يفيد جواز التقديم والتأخير بين الصلاتين

(3)ظاهره انه خاص بما اذا جد به اليسير

(4)يدل الحديث وغيره من الاحاديث ان الجمع يختص بالظهر مع العصر والمغرب مع العشاء وان الفجر لاتجمع الى شئ منها