drmsaber بتاريخ: 28 يونيو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 يونيو 2004 2004/06/28 يفصلنا يومان عن موعد انتقال السيادة في العراق، ولكننا لا نري اي استعدادات حقيقية للاحتفال بمثل هذا اليوم التاريخي ، الذي من المفترض ان يكون بداية عهد جديد ونقطة مفصلية بالنسبة الي العراق والعراقيين. وما زلنا نجهل نوعية المراسم والترتيبات التي ستؤرخ لهذا الحدث، وسترافق كيفية انتقال السيادة، كما اننا لا نعلم اي شيء عن الشخصيات العراقية والاجنبية التي ستحضر الاحتفالات، ولا نوعية العلم العراقي وشكله الذي سيزين سارية المكان، وهل هو العلم العراقي القديم بألوانه العربية، وكلمة الله اكبر التي تتوسط نجومه، ام انه العلم الجديد الذي اقره مجلس الحكم بألوانه الاسرائيلية؟! يوم الاستقلال، وتسلم السلطة من قوات الاحتلال، يوم عظيم في تاريخ الشعوب، يتحول عادة الي مهرجان فرح ينزل فيه المواطنون الي الشوارع التي تتزين بالاعلام وباقات الزهور، ويرقصون طربا حتي اللحظات الاولي من الصباح، بينما تتلألأ السماء بالالعاب النارية. ولكن يبدو ان يوم الاستقلال العراقي سيكون مختلفا، يغلب عليه طابع الكآبة، وخاليا من اي لحظة فرح، فالشوارع غير آمنة، والطرقات مليئة بالسيارات المفخخة، واصحاب العرس، اي اعضاء الحكومة الجديدة ورئيسها، لن يستطيعوا مغادرة المنطقة الخضراء، وسيتبادلون نخب الاحتفال مع نظرائهم الامريكيين خلف الابواب المغلقة. انه يوم الحرج العظيم وليس يوم الاستقلال، الحرج لكل الاطراف المتورطة في غزو العراق واحتلاله، والمتعاونين معهم، فالرئيس الامريكي جروج بوش صاحب هذا المشروع وراعيه، لن يحضر الحفل، ومن المستبعد ان يكون الدكتور احمد الجلبي واعضاء مجلس الحكم من بين المتصدرين في قاعته الرئيسية، فمعظمهم في حال من الحرد، او عادوا الي المنافي التي جاءوا منها. السيادة بمفهومها الوطني المتعارف عليه لا تعطي وانما تنتزع، والولايات المتحدة نفسها لا تملك هذه السيادة في العراق في الاساس، حتي تمنحها لحكومة جديدة تختار رئيسها واعضاءها. فمن يملك السيادة هو من يملك السيطرة علي البلاد ويوفر الامن والحماية لشعبها، وليس ذلك المذعور الخائف الذي يعيش داخل قلاع محصنة لا يجرؤ علي مغادرتها. والحكومة العراقية الجديدة لن تكون افضل حالا من حكومة حميد كرزاي الافغانية، اي انها تحكم بالاسم فقط، ولا تسيطر علي اكثر من مئة متر خارج مقرها. فمقومات السيادة الثلاثة التي هي جيش قوي، وقوات امن فاعلة، وانسحاب جميع الجيوش الاجنبية، غير متوفرة فيها، ولهذا لا تستطيع ان تقول انها استلمت السيادة، واصبحت تمثل العراق المستقل. فالدكتور اياد علاوي، رئيس وزراء العراق المعين، يؤكد ان القوات الاجنبية ستبقي في العراق، لانه لا يستطيع الاستغناء عنها، والادارة الامريكية اعلنت امس، وقبل اربعة ايام من نقل السيادة، عزمها علي ارسال خمسة عشر الف جندي امريكي للانضمام الي مئة وخمسين الف جندي متواجدين حاليا علي ارض العراق. اما قوات الامن العراقية، ووفق آخر تقرير بثته محطة تلفزيونية امريكية، فهي تفتقر الي التدريب والاجهزة الضرورية، والمعدات العسكرية الحديثة، وثلثها يتقاضي رواتبه دون ان يذهب الي مراكز الشرطة لمباشرة العمل بسبب الفساد، والثلث الثاني لا توجد لديه رغبة في العمل ومعظم افراده يتعاونون مع رجال المقاومة، ودافعهم الاساسي للانخراط في هذه الوظيفة هو الحصول علي الراتب لسد رمق اسرهم الفقيرة المعدمة. اما الثلث الثالث فهو يتأرجح بين الولاء للحكومة الجديدة والمشروع الامريكي الذي اتي بها، وبين الولاء لقناعاته الوطنية والدينية، فعندما يقول اثنان في المئة من العراقيين، في استطلاع اجرته السلطة الامريكية، ان القوات الامريكية هي قوات تحرير، فاننا نستطيع ان نفهم مشاعر هؤلاء وغيرهم واسباب ترددهم في اداء وظيفتهم بالاخلاص المطلوب. ولعل مصير الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين هو المؤشر الاوضح علي مدي سيادة الحكومة العراقية الجديدة واستقلاليتها، فبينما اعلن الدكتور علاوي انه سيسلم الي حكومته، وسيخضع لحماية قوات امنها، سارع كولن باول وزير الخارجية الامريكي امس الي التأكيد، وفي حديث لمحطة سي.ان. ان الفضائية الامريكية بان حراسته القانونية ستنقل الي العراقيين قريبا، اما حراسته الشخصية فستبقي في ايدينا في المستقبل المنظور . فاذا كانت الحكومة العراقية الجديدة التي ستتولي شؤون البلاد غير مؤهلة، او غير قادرة، او بالاحري غير موثوق فيها امريكيا، للاشراف علي حراسة الرئيس صدام حسين، وتوفير الاحتياطات الامنية اللازمة لمنع تحريره من سجنه، فكيف ستدير شؤون البلاد، وتوفر الحماية للشعب العراقي، وتتولي تمثيله في المحافل العربية والدولية؟! انها مهمة شاقة محفوفة بالمخاطر، وليس ادل علي ذلك من تصاعد موجة التفجيرات في مختلف انحاء العراق ضد مراكز الشرطة، ومكاتب التطوع للجيش العراقي، وهي تفجيرات تكشف عن وجود قوي متمكنة عالية الخبرة، وتملك وسائل جمع معلومات متقدمة، وقدرة غير عادية علي تنسيق الهجمات، ومثل هذه القوي لا يمكن ان تكون قادمة من خارج العراق، مثلما يوحي المسؤولون الامريكيون والعراقيون في مؤتمراتهم الصحافية، وانما هي قوي قادمة من رحم العراق، وتاريخه الوطني النضالي المقاوم للاحتلال الاجنبي. وحتي لو افترضنا ان الهجمات الاخيرة التي اسفرت عن مقتل مئة عراقي معظمهم من رجال الشرطة، ونسبة منهم من الابرياء، هي من تنفيذ جماعة القاعدة، وابو مصعب الزرقاوي ممثلها في العراق، فان هؤلاء لا يمكن ان يتحركوا وينفذوا هذه العمليات، وهم الاغراب، دون مساعدات عراقية داخلية، فمن يحميهم، ويأويهم، ويوفر لهم الاسلحة والعتاد والمعلومات؟ الرئيس بوش اخطأ في اختيار يوم الثلاثين من حزيران (يونيو) كموعد لنقل السلطة، تماما مثلما اخطأ في معظم سياساته في العراق والشرق الاوسط، فقد اختار هذا اليوم لاعتبارات انتخابية خاصة به وبحزبه، وعلي امل زيادة فرصه في الفوز بفترة رئاسية ثانية في الحكم، ولكن هذا الاختيار، وهــــذا التوقــــيت، ربما يعطيان نتائج عكسية تماما. فهذا اليوم لن يكون يوما احتفاليا بالنصر، وانما يوم الفشل العظيم في العراق، فشل الرئيس بوش وجماعة المحافظين الجديد. اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
linux بتاريخ: 28 يونيو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 يونيو 2004 (معدل) في الواقع، تم نقل السلطة بالفعل اليوم، 28 يونيو، و قبل الموعد المحدد بيومين، و ذلك تخوفا من أي هجمات قد تشن أثناء مراسم "نقل السلطة". تم تعديل 28 يونيو 2004 بواسطة linux رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
drmsaber بتاريخ: 29 يونيو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يونيو 2004 مفكرة الإسلام: نشرت صحيفة الإندبندنت على الصفحة الرئيسة مقالاً بعنوان: 'أليس في بلاد العجائب وانتقال السلطة في العراق'. وفي المقال يتهكم روبرت فيسك من تقديم موعد انتقال السلطة قائلاً: إن ما كان يفترض أنه أهم موعد في تاريخ العراق الحديث تم تغييره, فيما يشبه تغيير الاحتفال بعيد الميلاد تحسبًا لوقوع أمطار. ويرى فيسك أن تلك الخطوة التي تشبه قصة 'أليس في بلاد العجائب' تدعو للأسف. ويتهكم فيسك كذلك من لفظ انتقال السيادة 'الكاملة' إلى العراقيين قائلاً: أن لفظ 'كاملة' يتغاضى عن وجود 160 ألف جندي من قوات التحالف طلب رئيس الوزراء إياد علاوى بقاءهم في العراق, كما يغفل وجود 3 آلاف من الدبلوماسيين الأمريكيين في السفارة الأمريكية في بغداد. كما يشير فيسك, وفق ما ذكرت 'بي. بي. سي' إلى أن وزير الخارجية العراقي هو من سرب نبأ انتقال السلطة في قمة الناتو المنعقدة في تركيا ليأتي الإعلان عن ذلك الموعد التاريخي غير المسبوق في تاريخ العراق ليس في العراق نفسه وإنما في عاصمة الإمبراطورية العثمانية السابقة. ويقول فيسك: إن علاوي تعهد بعراق جديد يضم 'جميع العراقيين دون تفرقة عرقية أو دينية', غير أن العراقيين الذين يتعهد علاوي بحمايتهم لا يشملون 5 آلاف سجين تعتقلهم الولايات المتحدة في أنحاء متفرقة من العراق. ويقول فيسك: إنه يتعين على علاوي مطالبة قوات التحالف بالانسحاب الفوري، وإن تلك الخطوة كفيلة بأن تحول علاوي في غضون ساعات إلى بطل قومي في العراق, غير أنه يتساءل إن كان علاوي يملك الذكاء الكافي لإدراك ذلك. المعادلة المؤلمة، كما يراها فيسك، هي أن علاوي يعتمد بصورة كبيرة على قوات التحالف وهي نفسها التي يتعين عليه طردها لإثبات جدارته. وقال: إن الاحتلال خلف ورائه تشريعات تثير الشكوك, أغلبها يسمح للشركات الأجنبية بامتصاص ثروات إعادة إعمار العراق، وهو وضع لم يكن للعراقيين يد فيه, وكثيرون في العراق يرفضون الاستمرار في تطبيق قوانين الاحتلال, غير أن علاوي يعتمد على هؤلاء المرتزقة وهو السبب ذاته الذي سيؤدي به حتمًا إلى الفشل,,. اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان