أسرار قرار نقل السلطة المفاجئ بالعراق

[Mohammad Abouzied]

دبي – خالد عويس

نفى مدير مكتب "العربية" في بغداد هشام بدوي نبأ اعتقال أبي مصعب الزرقاوي المتهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة في منطقة الحلة جنوب بغداد، وفقا لتصريحات أدلى بها الجنرال مارك كيميت مساعد قائد القوات الأمريكية في بغداد. وذلك فيما فوجئ العراقيون اليوم بتنفيذ الأمريكيين لإجراءات نقل السلطة بشكل مبكر، الأمر الذي اعتبره محللون عراقيون يهدف إلى تجنب عمليات تفجير وعنف "واسعة النطاق"، كانت متوقعة بحلول موعد نقل السيادة.

وكانت وكالة "رويترز" للأنباء أشارت صباح اليوم إلى تقارير ذكرت بأن "أبومصعب الزرقاوي" المتهم بالضلوع في عمليات تفجير وقتل وذبح في العراق وقع في قبضة القوات الأمريكية. إلا أن القوات الأمريكية نفت اعتقال "الزرقاوي" عبر نائب قائد القوات الأمريكية الجنرال كيميت.

و أعلن صباح اليوم في بغداد أن السلطة نقلت إلى العراقيين من دون التوقيع على اتفاق رسمي بين التحالف، والحكومة العراقية حول وضع القوات الأجنبية التي ستبقى في البلاد.

وجرى نقل السلطة خلال حفل نظم في المنطقة الخضراء التي تضم مقر سلطة الائتلاف بعد 14 شهرا من احتلال العراق. وشارك الرئيس العراقي غازي عجيل الياور في الحفل، فيما أعلن متحدث باسم الائتلاف على هامش الحفل أن الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر سيغادر اليوم الاثنين العراق حيث أمضى 13 شهرا.

وتم تسليم السلطة وسط أجواء من العنف المتصاعد مع اقتراب 30 يونيو، الموعد الأصلي لنقل السلطة، وقال بريمر أمام حوالى 30 شخصية من سياسيين ودبلوماسيين وصحافيين في مكتب علاوي في المنطقة الخضراء "من دواعي سروري أن نكون هنا باسم الائتلاف لتسليم السلطة".

من جهته أكد علاوي أن "نقل السلطة إلى الحكومة والشعب العراقي يوم تاريخي، عملنا بكد مع السفير بريمر للتوصل إلى ذلك"، وسلم بريمر الياور وعلاوي رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش تطلب إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد أن قطعت عام 1990 إثر غزو نظام صدام حسين للكويت.

[Mohammad Abouzied]

تحاشي الإرهاب عجل نقل السلطة

وقال مدير المخابرات العراقية السابق وفيق السامرائي إن الهدف من تقديم موعد نقل السلطة للعراقيين متعلق "بالحالة الأمنية"، وأشار السامرائي في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" أن قوات التحالف كانت تتوقع عمليات تفجير وعنف واسعة في 30 يونيو المقبل، وهو الموعد الذي كان محددا لنقل السلطة للعراقيين. وأضاف السامرائي بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش قصد من تقديم موعد نقل السلطة خلق "مفاجأة" لقمة حلف النيتو التي تنعقد في أسطنبول.

وقال السامرائي إن الإجراء الذي اتخذ صباح اليوم في العراق سيعزز مطالبات بوش للحلف المذكور بإرسال قوات لحفظ السلام في العراق. وتوقع السامرائي بحصول متغيرات على الصعيد الأمني لجهة تخفيف حدة الانفلات الأمني وعمليات التفجير، والقتل في العراق بعد نقل السلطة للعراقيين، مضيفا بأن "ذلك ممكن إذا أطلقت يد السلطة وكانت الوسائل بيدها كافية لمواجهة المهددات الأمنية".

[Mohammad Abouzied]

نقل السلطة ورقة انتخابية لبوش

من جهته قال السفير العراقي السابق لدى الأمم المتحدة محمد الدوري بأن عملية نقل السلطة إلى العراقيين لن تنهي الاحتلال، وتساءل الدوري في سياق تصريحاته لـ"العربية.نت" عن جدوى هذه الخطوة ما لم تكن خطوة حقيقية وعن معنى نقل السلطة في وجود الاحتلال وتواجد 140 ألفا من الجنود الأجانب.

وأضاف الدوري بأن تسليم السلطة للعراقيين بالمعنى الاستراتيجي والسياسي لابد أن يحقق الاستقلال الناجز وعودة السيادة الكاملة للعراق، وهو بهذا المعنى – والكلام للدوري-ليس كذلك، مشيرا إلى أن العملية ليست أكثر من موقف تكتيكي إعلامي يصب في اللعبة الانتخابية الأمريكية أكثر منها لمصلحة الشعب العراقي.

وقال الدوري بأن الشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر تحريره الكامل من ربقة الاحتلال، وليس مجرد ورقة شكلية وتظاهرة إعلامية لا تنعكس بالضرورة على مستقبل العراق.

وأشار الدوري إلى أنه "لا علاقة بين نقل السلطة للعراقيين والأوضاع الأمنية" موضحا بأن "الأوضاع الأمنية مرتبطة بالاحتلال"، وأضاف بأن الأوضاع الأمنية ستستقر متى انتهى الاحتلال.

[Mohammad Abouzied]

مكتب الصدر: سقطت ذرائع الإرهاب

من جانبه أوضح مدير مكتب الصدر في بغداد محمود السوداني بأن نقل السلطة للعراقيين هو "إجراء وقائي" تجنبا لعمليات كانت متوقعة في 30 يونيو بحسب تقديره. وأضاف السوداني لـ"العربية.نت" أن عملية نقل السلطة إلى العراقيين "ستسقط ذرائع الإرهابيين" في مقاومة الاحتلال، مشيرا إلى أن قوات متعددة الجنسيات ستحل محل قوات الاحتلال. وانتقد السوداني بشدة ما وصفه "بالتصرفات الإرهابية لما يسمى بالمقاومة".

وأكد المحلل السياسي العراقي هارون محمد بأن عملية نقل السلطة إلى العراقيين تمت اليوم (الاثنين) تحسبا من عمليات قد تستهدف القوات الأمريكية والحكومة العراقية الأربعاء المقبل.

وقال محمد لـ"العربية.نت" بأن زيارة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى أسطنبول ولقاءاته مع عدد من المسؤولين في حلف النيتو، كانت مؤشرا لنقل السلطة وتأكيدا للسيادة العراقية.

وأشار محمد إلى أن الأطراف العراقية المقاومة ستمنح على الأرجح حكومة علاوي فرصة للايفاء بالتزاماتها تجاه الشعب العراقي، لكنه توقع تصعيد المقاومة في حال فشلت حكومة علاوي في التزاماتها.

وأضاف محمد بأنه سيتعين على حكومة علاوي أن تعالج بشكل جدي وسريع ملفات الصحة والتعليم علاوة على البطالة، وقال محمد بأن حكومة علاوي إلى جانب معالجة المسائل المذكورة، تظل مطالبة بالتعاطي "سياسيا" مع المقاومة العراقية ومن يقفون وراءها.