ياسر بتاريخ: 30 أكتوبر 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 أكتوبر 2010 (معدل) فضائل آل البيت في الكتاب والسنة الشيخ/ محمد موسى نصر إنّ فضائل آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرةٌ جداً، جاءت في الكتاب وصحيح السنّة، وليس يعنينا -الساعة- ما وضع أهل الأهواء في فضائل أهل البيت، إذ ليس هذا وقت رده، إنما نذكر ما ورد في فضل آل البيت عموماً، وفضل بعضهم خصوصاً، في الكتاب والسنّة، ومن ذلك: قولــه -تعالى-: {يا نساء النبيّ لستُنَّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتنَّ فلا تخضعن بالقولِ فيطمعَ الذي في قلبهِ مَرَضٌ وقُلن قولاً معروفاً} [الأحزاب:32]، فبيّن الله -سبحانه- فضل قرابـة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكيف أنّ الله -سبحانه- جعلهم من نسبٍ شريف، ومن شجرةٍ مباركة، وكيف أنَّ الله -سبحانه وتعالى- جعل لهم هذه المكانة، وهذه المنزلة؛ لقربهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما هذا إلا لأنَّ الأنبياء يُبعثون من أشرف أقوامهم، ومن أشرف بني جنسهم، ولقد كان نسب نبينا -صلى الله عليه وسلم- من أشرف أنساب العرب من بني هاشم، وما من بطنٍ من بطون العرب، ولا قبيلة من قبائله إلا ولنبينا -صلى الله عليه وسلم- صلةٌ بها صلة قرابة، ولذلك قال الله -سبحانه وتعالى-: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودَّةَ في القُربى}[الشورى:23] ([3])، فنبينا -صلى الله عليه وسلم- لا يسأل العرب ولا العجم أجراً، وإنما يطلب منهم أن يرعوا حقَّ الله في هذه القرابة. ولقد جاءت أحاديث صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل آل البيت الأطهار، من ذلك: حديث واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنَّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»([4])؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- المصطفى المختار، وآل بيته الأطهار، وذلك لنسبتهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلهم حقٌّ، ولهم رعاية، ولهم عناية، في الأرض وفي السماء، عند الله -سبحانه وتعالى- وعند خلقه. ومما ورد في فضل آل بيت([5]) النبي -صلى الله عليه وسلم-: حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي؛ فأدخله([6])، ثم جاء الحسين، فدخل معه، ثم جاءت فاطمة؛ فأدخلها، ثم جاء عليّ؛ فأدخله، ثم قرأ قول الله -عزّ وجلّ-: {إنَّما يُريدُ الله ليُذهبَ عنكم الرّجسَ أهل البيتِ ويُطهِّركم تطهيراً} [الأحزاب:33]»([7]). وحينما أتى وفدُ نجران، وأقام عليهم الحجّة، ودعاهم إلى المباهلة دعا أهل بيته، عليَّاً وفاطمة، وحسناً وحُسيناً، عملاً بقول الله -عزّ وجلّ-: {فَقُل تَعَالوا نَدعُ أبناءنا وأبناءَكُم ونساءَنا ونساءَكُم وأنفُسنا وأنفسكُم ثمَّ نبتهل فنجعل لعنةَ الله على الكاذبين} [آل عمران:61]، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم هؤلاء أهلي»([8]). وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأهل بيته خيراً؛ فمن آذاهم؛ فقد آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن آذى رسول الله؛ فقد آذى الله؛ لأنهم أهل بيت النبوة، وأهل الولاية؛ فمن انتقصهم، أو عابهم، أو طعن فيهم، أو سبهم، أو ناصبهم العداء؛ فليس محباً للنبي -صلى الله عليه وسلم- -وإن زعم ذلك-؛ وذلك أنَّ طعن أهل الرجل طعن فيه، فكيف إذا كان الطعن في خير بيتٍ نشأ تحت أديم السماء؛ ألا: وهو بيت النبوة. فعن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فينا خطيباً بماء يدعى: خُمّاً بين مكة والمدينة؛ فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: «أمّا بعد: ألا أيها الناس إنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي؛ فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين([9]): أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به»، فحثّ على كتاب الله، ورغّب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»([10]). فهذا يدلّ على أنّ من آذى أهل بيت رسول الله -قولاً أو فعلاً، غمزاً أو لمزاً أو انتقاصاً-؛ فقد آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولهذا فأهل السنّة والجماعة وسطٌ في آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين من غلوا في حبهم إلى درجة الألوهيّة، وبين من جفا عنهم وانتقصهم، فهم يرعون لهم حقهم، ويوقرونهم، وينزلونهم المنزلة التي أنزلهم الله -سبحانه وتعالى- إياها. وأمَّا ما جاء في فضل علي -رضي الله عنه- على وجه الخصوص فأحاديث كثيرة، ومن ذلك: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»([11])، وفي حديث علي أنه قال: والذي خلق الحبة، وبرأ النسمة، إنّه لعهد النبيّ الأميّ -صلى الله عليه وسلم- إليّ: «أنْ لا يحبّني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق».([12]) وكذلك وردت أحاديث في فضل الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، وسماهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سيدا شباب أهل الجنّة» ([13])، وقال عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: «إنّ ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»([14])، وذلك حينما تنازل عن حقه في الخلافة لمعاوية -رضي الله عنه- وسمي عام الجماعة؛ لاجتماع كلمة المسلمين على خليفة واحد، وإكراماً له، فإنّ الله -جلَّ جلاله- سيجعل مهديَّ آخر الزمان، مهديّ الحق، مهديّ أهل السنّة من نسل الحسن، ولعلّ ذلك لتواضعه وتنازله، فهذا النسل المبارك بدءاً وانتهاءً كلّه خير وبركة، لا ينتهي خيره إلى يوم الدين. وكذلك فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنّة([15])، فهي التي قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها: «إنّما فاطمة بَضعة([16]) مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها»([17])، ولذلك بشرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها أوّل أهله لحوقاً به -صلى الله عليه وسلم- بعد موته. وهكذا فإنَّ فضائل آل بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرةٌ، وحسبك أن الله قرنهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة عليه، فما من مسلم في مشارق الأرض ومغاربها إلا وهو يقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)، ولقد حقّ للشافعيّ -رحمه الله- أن يقول: يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله نقل من موقع المنهاج تم تعديل 30 أكتوبر 2010 بواسطة ياسر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان