بريمر يتزوج من عراقية

[Mohammad Abouzied]

بريمر يتزوج من عراقية

لا يدري المرء هل يهنئ العراقيين بخروج الأمريكيين، أم يشفق عليهم مما هو قادم؟ قد يحتار المرء ولكن إن كان في القلب ثمة عروبة وإسلام، فلا بد وأن يكون واقفاً معهم، يعاضدهم ويساندهم علي كسب حريتهم وكسب وطنهم وكسب كرامتهم التي جرحها ابن بلدهم قبل الغريب، وكسب وقتهم للمستقبل الآمن.

العراق اليوم بلا علم يرفرف غير العلم القديم بعدما اختلفوا علي الجديد، وبلا حاكم أمريكي الذي ودعهم خلال 5 دقائق بكلمة ودائعية وفي حفل مقتضب اقتصر علي أشخاص بعينهم وبتاريخ يسبق تاريخ الانسحاب المعلن بيومين، وذلك لدواع أمنية كما يقال، هناك سلطة سياسية مرتبكة وقوي أمن مخلخلة وشرطة لا تنفع للوقوف عند إشارة المرور، لقد غابت التقاليد العسكرية والأمنية منذ الانهيار، الحاكم العسكري السابق بريمر ذو الثلاثة والستين عاماً الذي غادر بغداد علي طائرة شحن عسكرية سي 130 كانت قد سبقته خليلته العراقية التي ارتبط معها بعلاقة حب قد تؤدي للزواج.

العراق اليوم مفتوح علي كل الاحتمالات، إلا احتمال أن تسير الأمور بطريقة سلسلة ومرنة وخالية من الدماء وبعيدة عن التخريب، كل المشاهد في العراق ساخنة وقابلة للتهيج والحريق، فالتفجيرات هذه المرة ستطول رؤوساً سياسية كبيرة، وستختبر الديمقراطية الوليدة، وسيظل ثقل حذاء الديكتاتورية، وستكثر الأفواه الجائعة والأفواه المجترّة، ستولد قطط سمان وستعتاش علي الرزق الحرام ومقدرات المال العام، ستظهر محاكمات المهداوي من جديد، وستكثر الغوغائية واللصوصية والرشاوي، وسيباع كل شيء .. كل شيء، لا فرق بين حجر رقيم من عهد البابليين وبين قطعة حجر جبسي من تمثال صدام، سيصبح شراء الغادرين.. القادرين أثمان رؤوسهم وأكفانهم سهلاً وميسراً ويحظي بحملات دعائية، ستكون هناك مقايضات وانتقامات وكتّاب تقارير، وربما يظهر السحل في الشارع وعلي رؤوس الأشهاد.

ناصر الظاهري

[Seafood]

كان العراقيون في غنىً عن كل ذلك , لو أنهم ثاروا على طاغية العراق صدام من أول يوم ظهر لهم فيه طغيانه , ولم ينتظروا حتى يأتي الأمريكان ليخلصوهم منه ...

والكلام لكل جيران العراق .. وعلماء السلطة يمتنعون .. فما جرنا إلى ما نحن فيه إلا فتاويهم الباطلة ...