sha3ooor بتاريخ: 6 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يوليو 2004 بقاء هؤلاء.. أو بقاء النظام كثيرون يندهشون لما يجرى هذه الأيام من مفاجآت التغيير.. ولما سيجرى فى الأيام القادمة من مفاجآت أخرى.. وربما لا يجدون له تفسيرا.. أو قد يعلقونه على أسباب وعوامل خارجية وهى بلا شك قائمة لكنها ليست هى السبب الرئيسى فى تقديرى. ومع تقديرى واحترامى لكل الجهود المبذولة فى الداخل فليست هى السبب أيضا فى هذه الصحوة المتأخرة عن موعدها سنين طويلة.. فالعامل الحاسم فى التغيير الآن يرجع فى تقديرى إلى أسباب أخرى. ما هذه الأسباب؟ هذا ما سأحاول الإجابة عنه. وحتى أستطيع تقريب الصورة إلى الأذهان.. فالدولة التى هى مصر.. أشبهها بإحدى شركات القطاع العام.. لها رئيس مجلس إدارة.. ومديرون وجمعية عمومية. رئيس الشركة هو رئيس الجمهورية.. والمديرون هم الوزراء وكبار المسئولين فى الدولة.. والجمعية العمومية للشركة هى جموع الشعب المصرى.. ثم هناك فى النهاية المتعاملون مع هذه الشركة ومع منتجاتها فى الداخل وفى الخارج أيضا. تدار هذه الشركة منذ سنوات بعيدة بطريقة خاطئة.. فالسلطات والصلاحيات فيها تجمعت كلها فى يد رئيس مجلس الإدارة.. هو المتحكم والمتصرف فى جميع شئونها.. وانحصرت مهمة المديرين فى تملق ورياء رئيسهم وفى كيفية الحصول على رضاه.. لكى يستمروا فى مواقعهم.. وركز المديرون كل اهتمامهم فى الحصول على أكبر قدر من المكاسب والمنافع ونهب خيرات وثروات الشركة التى يبدو أنها بلا صاحب. والجمعية العمومية فى كل هذا غائبة أو مغيبة.. لا تحاسب ولا تراقب.. والقوانين التى تعطى لها الحق فى الرقابة والمحاسبة معطلة ولا تنفذ. ومن الطبيعى فى ظل وضع مثل هذا.. أن ترتفع نسبة الخطأ فى القرارات التى تصدر.. وفى السياسات التى يتم رسمها والتى تتسم بالعشوائية وغياب الشفافية والوضوح فيها.. وأسفرت هذه القرارات والسياسات عن خسائر فادحة للشركة.. قرر على أثرها مجلس إدارة الشركة الاستدانة من البنوك ومن الخارج لإبقاء الشركة على قيد الحياة. وتوالى على رئاسة الشركة أكثر من مسئول.. وكل مسئول يسلمها إلى المسئول الذى يليه فى وضع أسوأ مما كانت عليه.. ومن ثم تردت أوضاعها.. ووصلت إلى مستوى لا ينفع معه العلاج بالمسكنات والمراهم.. ولابد من اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة. إما أن يتحمل رئيس مجلس الإدارة وحده المسئولية كاملة عما جرى.. وإما أن يقرر وبسرعة التخلص من المفسدين ومن العبء الزائد الذى يكبل الشركة بالقيود ويعوق حركة نشاطها. التفكير المنطقى والسليم هو التخلص من فئة المديرين وكبار الموظفين.. الذين تسببوا فى خراب الشركة.. بإعادة توزيع سلطاتهم وتقليصها.. أو بالاستغناء عن خدمات الكثير منهم. ما يجرى فى مصر هذه الأيام شيء أقرب إلى ذلك.. أدرك نظام الحكم أن إنقاذ البلاد هو فى إحداث تغييرات كبيرة.. فى الحكومة وإعادة هيكلة نظام الدولة كلها.. فالرموز المحسوبة على النظام كفاها ما حصلت عليه من امتيازات وعمليات سلب ونهب شرعية وغير شرعية. والسؤال المنطقى هو: لماذا الإصلاح الآن؟.. لأن الإصلاح بعد الآن يعنى أن رئيس مجلس إدارة الشركة.. الذى هو رئيس الجمهورية.. هو الذى سيدفع الثمن وحده.. وكل المديرين سيقولون: إننا كنا مجرد أرقام وأرجوزات.. لا نتحرك إلا بتعليمات وبناء على أوامر وتوجيهات.. نحن لسنا سوى أصفار على الشمال فكيف تتحمل الأصفار المسئولية.. وهى بلا سلطات وبلا صلاحيات حقيقية.. بل كلها مصدرها رئيس مجلس إدارة الشركة.. هو الذى يمنح وهو الذى يمنع.. وهو مصدر كل القوة وكل السلطات. إن دورنا كان استشاريا.. ليس لنا القدرة على اتخاذ القرار.. وكل شيء يتم ويجرى باسم وبعلم رئيس الشركة.. وهو فى النهاية المسئول قانونا عن كل ما جرى. هذا هو تفسيرى فى الصحوة المفاجئة التى ظهرت مؤخرا.. والتى أرجو لها الاستمرار.. حتى لا تحدث انتكاسة سريعة.. وحتى لا يأتى اليوم الذى تطالب فيه الجمعية العمومية بوقت تقديم الحساب والمساءلة.. ليس بالكلام ورفع المطالب والعرائض والتظلمات.. وإنما بالحركة والفعل.. دفاعا عن مصالحها وعن حقوقها المسلوبة. إن شعب مصر انتظر طويلا.. وصبر كثيرا. وأصابه اليأس.. واليأس يدفع إلى القنوط وإلى الاحتجاج وإلى الثورة.. خاصة إذا لم يكن هناك ما يخاف منه أو يخشى عليه.. فالماضى ضاع فى أوهام الإصلاح المنشود.. والحاضر ضاع هو الآخر وتسرب من بين أيديهم.. والمستقبل غامض أو بالأحرى لا مستقبل أمامهم. إذن.. لا بديل عن الحركة السريعة.. وعن امتلاك إرادة اتخاذ القرار.. إنقاذا للسمعة.. وإنقاذا لأحوال الشركة التى دمرت وعشش فيها الفساد. هذا تفسير. وهناك تفسير آخر.. يقول: إن كل ما يجرى من أحداث حالية.. وما سيتلوها من مفاجآت.. هدفه تمهيد الطريق أمام وصول رئيس جديد لشركة القطاع العام.. بمديرين جدد ورجال جدد.. أى بظهور سيناريو التوريث من جديد.. وهذا يتطلب الاستغناء عن خدمات الحرس القديم فى الشركة.. فمن حق رئيس مجلس الإدارة الجديد أن يكون له رجاله.. الذين يدينون له بالولاء.. ومن حقه أن يغير من أسلوب العمل فى الشركة. وأنا شخصيا لست مع هذا السيناريو.. بمعنى أن هناك عقبات كثيرة ومعوقات تقف عقبة فى طريق تنفيذه.. وأميل أكثر إلى التفسير الأول. ثم لماذا تفسير أول وتفسير ثان.. ربما هناك تفسير ثالث.. وهو أن يكون الحمل كاذبا.. فليس هناك تغيير ولا يحزنون.. وأن المسألة كلها هى فى تغيير بعض الكراسى.. لإشغال الجمعية العمومية التى هى شعب مصر عن التفكير وعن المطالبة بحقوقها.. وأن الأمر لا يخرج عن كونه لعبة كرسى موسيقية.. اللاعبون لا يتغيرون.. والكراسى هى التى يتم استبدالها. هذا التفسير الثالث.. يروج له البعض فى هذه الأيام.. ومهمة هؤلاء إشاعة روح اليأس والإحباط بين الناس.. ربما لأنهم فى أغلبهم مستفيدون من استمرار الشركة على هذا النحو من الخراب والضياع والفساد.. الذى لا يرضون عنه بديلا.. لأن البديل هو أن يلقى بهم فى السجون وأن يستخدم قانون الطوارئ ضدهم.. إذا كان لاستمرار حالة الطوارئ ضرورة فى هذه الأيام. قناعتى أن التفسير الأول هو الأكثر احتمالا وتوقعا.. أو هذا على الأقل ما أريده وما أرغب فى حدوثه.. دون أن أدعى لنفسى المعرفة واحتكار الحقيقة.. التى لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى. وليسمح لى القارئ الكريم فى إنهاء المقال فورا قبل أن أتراجع عن رأيى.. لماذا؟.. لأننى كما قلت لا توجد حقيقة واحدة واضحة يمكن إعلانها والوصول إليها.. ولا توجد معلومة أكيدة أو صادقة.. ولا يوجد سيناريو واحد لإنقاذ الشركة من الخراب الذى هى فيه. كل السيناريوهات مفتوحة.. وكل الاحتمالات قائمة.. ولا أحد يعلم ما الذى يخبؤه القدر والأيام المقبلة وما قد تحمله لنا من مفاجآت.. والغموض لايزال هو سيد الموقف.. وكل المطلوب هو الانتظار.. لقد انتظرنا سنين طويلة.. فلماذا لا ننتظر أياما وأسابيع قليلة حتى تتضح الصورة أمامنا..؟ وهذا لا يعنى أننى أتراجع عن التفسير الأول.. وهو أن رئيس مجلس إدارة الشركة يريد إنقاذها بعد أن تردت الأوضاع بداخلها.. ولم تعد تنفع المسكنات والعلاج الطبيعى لعلاجها.. وأصبح التدخل الجراحى هو الأمل فى إنقاذ الموقف. شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ابو حلاوه بتاريخ: 6 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يوليو 2004 الحقيقة قرأت تلك المقالة في جريدة العربي الناصري .... و منذ عدة أسابيع أتابع ما يكتبه مجدي مهنا ..و هو كاتب متميز و متمكن. انا كنت اتابع كتابته في جريدة الوفد قبل ان يتركها للعربي ... استطاع في مقالته ان يبسط موضوع شديد التعقيد في ثلاث احتمالات ... احسده علي تفاؤله الشديد ... بصراحة انا مؤمن بأن الخيار الأخير هو الخيار الأكثر احتمالا ... المصدر http://www.al-araby.com/articles/916/040704-11-916-opn02.htm الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن لا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان