دكتور عادل الليثي بتاريخ: 20 نوفمبر 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 نوفمبر 2010 الإعجاز العلمي للقرآن .... حتى لو افترضنا صحة استنتاجات المستنتجين لـ ( إشارات ) علمية في القرآن الكريم ... فما هو السبيل للاستفادة منها علميا ... وخاصة أنها تتعلق بنظريات علمية تم بالفعل التوصل إليها .... ولماذا لم يستنتجوا لنا إشارات متعلقة بشيء مستقبلي لم يكتشف بعد والذي يكون في هذه الحالة إثباتا دامغا لصحة هذه الإستنتاجات ... ثم أن المكتشفات العلمية تبدأ بالضرورة من علامات استفهام في الطبيعة وليس في الكتب السماوية . إذا لا استفادة علمية من ذلك ... ولكننا نرى نشاطا كبيرا ومؤتمرات وكتب ومقالات وجوائز بهذا الخصوص تكلف الملايين... ونرى إقبالا من الشباب على هذه الأفكار .... بل والدفاع المستميت عنها وعدم احتمال مناقشتها ...ويضفون عليها قدسية ... تصل لحد النظر بعين الريبة إلى المنتقدين لها أو المنتقدين للكتاب أنفسهم . وبما أنها في رأيي لا تضيف شيء للإيمان بالقرآن وبالله حيث أن المؤمن الحقيقي هو صاحب الإيمان غير المشروط ... وخلال الف وربعمئة سنة كان الناس مؤمنون ولم يحتاجوا لشيء إضافي كهذه الإشارات ليزدادو إيمانا ... فدرجة الإيمان تتوقف على عوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية ليس فيها مثل هذه الإشارات ... ثم لماذا لم يكتشف المسلمون أنفسهم هذه النظريات والقوانين العلمية دون غيرهم طالما كان لديهم هذه الإشارات دون غيرهم أيضا . إذا لايتبقى لنا إلا أن نقول ... أنها تشفي حاجة عند هؤلاء الناس تغطي على إحساسهم المر بالهزيمة والتخلف عن ركب الحضارة المعاصرة ... مضافةً إلى ظاهرة المبالغة في التدين الشكلي الذي أصبح هو المتاح الوحيد لأمة فقدت عقلها بعد الهزائم المتكررة في كل الميادين ... والتي تؤدي لنفس الإ حساس الوهمي بالتفوق . وعليه ... فعلينا الآن أن نفوق من هذا الخدر والانفصال عن الواقع ونعلم أن الصراع الإنساني الآن لايتم على صفحات الكتب والمقالات التي من هذا النوع ... بل تدوي تصادماته في مجال آخر جديد ظهر من مدة طويلة وإلى الآن لانشعر به ولا يشعر بنا وهو مجال العلم . ففي طريق الانسان للحفاظ على بقائه ضد الفناء ... يواجه الطبيعة بحلوها ومرها ... يريد أن يستفيد بحلوها ويزيد ... ويبعد عنه شرها وينقص ... ويواجه كذلك الآخرين الذين يسعون لنفس الهدف حتى لو استطاعوا خطف ما بيديك أو حتى قتلك لو استلزم الأمر أو التعاون معك إذا كان ذلك هو الممكن الوحيد . ولكي يتحقق للإنسان ما يريد ... عليه أن يندمج في مجتمع تتوفر له " لغة مشتركة " توحد وتشجع وتحفز ... وهذه " اللغة المشتركة " تتكون من لغة الكلام والدين والفن ... وعليه كذلك أن يتفاعل مع محيطه الطبيعي و يفهمه حتى يستطيع السيطرة عليه والاستفادة منه وتقليل أضراره وهذا هو ما يسمى العلم والذي يصل كذلك إلى ضرورة معرفة الذات نفسها بشكل محايد . ويتنازع العقل في هذه الحالة مجموعتان من أدوات التفكير واحدة تتعامل مع الذات لتنتج الفقه والفن والأدب والشعر والغناء لا يمكنها إلا أن تكون ذاتية الطبيعة ... وواحدة تتعامل مع الطبيعة لتفهمها كما هي لا يمكنها إلا أن تكون موضوعية الرؤية . وتتشكل هاتان المجموعتان من أدوات التفكير نتيجة لعدة عناصر متشابكة ولكننا نجد الآخر والطبيعة فيهما بدرجات متفاوتة ... فيغلب على الأولى تأثير الآخر ويغلب على الثانية تأثير الطبيعة . فكلما كان الآخر ضاغط ومتفوق ومتغطرس وشرير كلما علا صوت عناصر " اللغة المشتركة " وعلى رأسها الدين كأنها صرخة استغاثة ... وكلما كنت أنت المسيطر كلما خفت هذه العناصر الذاتية . وكلما كانت الطبيعة فقيرة أبقت الإنسان في مجال الذات دون الولوج القوي والمستمر إلى مجال العلم ... وكلما كانت الطبيعة غنية بظواهرها المبرزة لعلامات استفهام ؟؟؟... كلما حفزت العقل العلمي للإنسان والمجتمع . أردت أن أقول أن الدين في أول قائمة العناصر المجمعة والموحدة للمجتمع وناشرة القيم العليا التي يحتاجها أي مجتمع في صراعه ضد الفناء ولهذا يسعى أي عدو إلى تحطيم هذه العناصر وأولها الدين ليسهل عليه القتل المادي بعد ذلك . ورغبت أن أشير إلى ضرورة العلم لكي نستطيع أن ننتج بأنفسنا الوسائل المادية المطلوبة لنفس الهدف وهو الصراع ضد الفناء سواء جاء هذا الخطر من الطبيعة في صورة أمراض أو جفاف أو سيول إلى آخره أو جاء هذا الخطر من أي مجتمع آخر يطمع فينا وفي أرضنا وفيما رزقنا الله من مصادر طبيعية ولا يعقل أن نشتري هذه الوسائل من العدو نفسه . ولهذا أقول أن العلم هو الشيء الناقص لدينا ... وطبعا ليس هو الإشارات التي وردت في القرآن الكريم بهذا الخصوص ... ولكن علم ننتجه نحن ونطبقه نحن ونستعمله في إنتاج هذه الأدوات المادية الضرورية ... وخاصة أن الاعتماد على هذه الإشارات أكيد سيخلق لدينا حالة من الاطمئنان المزيف والتكاسل وعدم تحديد الاتجاه الصحيح . وطبعا لن ننتج العلم من الدين وخاصة أنهما مجالين مختلفين فيما يتعلق بطريقة التفكير في كل منهما . ففي الدين نؤمن بما جاء في القرآن دون مناقشة توصلنا إلى الكفر به ولكن في العلم لابد من المناقشة والشك في النتائج ولهذا نجد نتائج مختلفة مع تطور الزمن . وفي الدين كذلك نؤمن بأن ديننا هو دين الحق وغيره باطل ولكن في العلم يسعى الناس حتى لسرقة علم الآخرين ويضيفون عليه . وفي الدين لا للتقادم فكل الشروح والتفسيرات تظل حية مهما طال عليها الزمن ولكن في العلم فإن الجديد ينسخ القديم ويخرجه من السوق ... فالدين والعلم يختلفان موضوعا ومنهجا ودورا ... ولهذا فكل منهما يحتاج إلى منظومة مختلفة من طرق التفكير . وحاولت أن أشير إلى أن الطبيعة التي يعيش فيها كل مجتمع تؤثر فيه وفي طريقة تفكيره بما يخدم الدين أو العلم ... وإذا لم تساعد البيئة مجتمعا ما في أن يتوصل إلى حقائق الطبيعة التي هي العلم فعليه أن يطور نفسه في هذا الاتجاه . وأردت أن أقول أنه نتيجة للهزيمة الحضارية التي نحن فيها الآن فقد أصاب مجتمعنا نوع من الهلع الذي من أعراضه الاحتماء في الدين لدرجة أننا بالفعل نفسده ونحن لسنا حالة خاصة في ذلك فكل المجتمعات التي مرت بحالة كحالتنا فعلت مثلنا . ولكن علينا أن نقف لحظة ونتدبر أمرنا هل نتشبس ونعيش في ماض عريق أنجزه أجدادنا بمقاييس زمنهم ونخلط الأدوار... أم علينا أن نصنع الآن أمجادنا نحن بمقاييس عصرنا ؟ <span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'> عقول لا ذقون</span></span></span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
masraweya بتاريخ: 21 نوفمبر 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 نوفمبر 2010 أخي الفاضل الإعجاز العلمي في القرآن موجود لكن ليس المطلوب اعتبار القرآن الكريم وسيلة لحساب سرعة الضوء هذا الاعجاز العلمي مجرد جزء من معجزة القرآن... ان يقرأه كل عصر حسب فهمه و ألا تنقضي عجائبه في القرآن الحث المستمر على طلب العلم و التدبر في خلق الله مدح أولي الالباب و من يعقلون الإسلام لا يطلب منك أن تلغي عقلك بل يشجعك على استخدامه للوصول للحقيقة .. للإيمان ب الله سبحانه و تعالى أتفق معك أن الاهتمام بالإعجاز العلمي في القرآن و السنة و رصد جوائز و مؤتمرات له - بدأ كطريقة للدعوة- دفع كثيرين إلى محاولات عجييبة للتدليل على وجود ذكر لنظريات لم تثبت أو محاولة استنتاج او إثبات تفسيرهم لآية معينة المشكلة أنهم لا يتبعون منهجا صحيحا في البحث العلمي إذ ينطلقون مما يعتبرونه "حقيقة" و يحاولون بشتى الطرق اثباته طبعا هذا يوقعهم في أخطاء و تلفيقات لا داعي لها أرجو من كل مهتم أن يظهِر ما في القرآن من إعجاز دون تصنع او تنطع رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
دكتور عادل الليثي بتاريخ: 21 نوفمبر 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 نوفمبر 2010 أختي الفاضلة المداخلة الأولى تحتوي على ردود لكل التساؤلات ومع ذلك أنا لا أعتقد فيما يسمى الإعجاز العلمي للقرآن لـ 3 أسباب الأول هو أنه لم يعلمنا الرسول عن وجود مثل هذه الإشارات ثانيا ظهور هذه الاستنتاجات بعد ظهور النظريات التي يدعون أنها وردت في القرآن ثالثا ضعف هذه الاستنتاجات من ناحية المنهج العلمي واعتمادها في أغلب الأحيان على تفسير مبالغ فيه لكلمة بخصوص أن القرآن يحض على العلم والمعرفة..... فهذا لايكفي لتطور العلم فالمطلوب عقل علمي موضوعي وأنا أرى أن هذا النوع من العقل قد تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة <span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'> عقول لا ذقون</span></span></span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 21 نوفمبر 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 نوفمبر 2010 أذكر أننا ناقشنا مواضيع الإعجاز العلمى فى القرآن فى أكثر من موضوع .. وأنا ممن لا يقفون محايدين فى تلك المناقشات .. وأرى أن البعض يقتنع بهذه الدعاوى من باب التعصب الذى يكاد لا يرى الضرر الذى يلحقه بالعقيدة .. فالدين يقوم على اليقين .. أما العلم فيقوم على الشك والتساؤل المستمرين .. وما أكثر ما كنا نعتقد أنه صحيح علميا ثم اكتشفنا خطأه .. أرى التزاما علىَّ أن أنبه إلى العازفين المهرة على وتر "الجمهور عايز كده" .. من أمثال زغلول النجار ، وعادل عبد العال (أظن أنه كان قد أحيل للمحاكمة) وغيرهم .. فأمثال هؤلاء يبيعون الوهم فى سوق رائجة .. إليكم مجرد أمثلة حلقات الطب البديل للدكتور عادل عبد العال, الطب النبوى حقيقة علمية بخصوص السجود في الصلاة نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
دكتور عادل الليثي بتاريخ: 22 نوفمبر 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 نوفمبر 2010 يحتاج أي مجتمع لنوعين من العقل عقل ذاتي ينتج الفقه والشعر والأدب والفنون يتعامل مع الذات الخاصة بالفرد وبالمجتمع وعقل موضوعي يتعامل مع ظواهر الطبيعة وظواهر الإنسان والمجتمع وذلك لأن الإنسان والمجتمع يتعامل في الحياة مع ( الآخر ) ومع الطبيعة فنحن مثلا أمام إسرائيل نحتاج لأدب وشعر وغناء وفكر يجمعنا ويوحدنا ويحفزنا أمام هذا العدو وهذا ينتجه نوع من العقل ممكن أن نسميه ( العقل الذاتي وهو عقل متحيز وهذا مطلوب وفي نفس الوقت نحتاج إلى دبابات وطائرات ومدافع وخطط لنحمي أنفسنا ضد هذا العدو الاستيطاني وهذا ينتجه عقل موضوعي غير متحيز يبحث عن الحقيقة ذاتها وهذا هو المطلوب وغير مفيد بل مضر أن نفكر بالعقل الذاتي في العلم أو نفكر بالعقل الموضوعي في الدين والأدب والشعر وهناك فرق بين أن نقول العقل الذاتي أو العقل الخرافي المنتج للخرافات والأساطير ونحن ينقصنا العقل الموضوعي لأسباب كثيرة ..... أنا أتكلم على مستوى المجتمع....ولهذا فلو هناك استيعاب للمشكلة وهناك إرادة من الممكن تربية هذا العقل وإكثاره وتطور هذا النوع من العقل داخل المجتمع سيطور تلقائيا العقل الذاتي ورؤيته لأمور الدين والأدب والشعر والفنون وعقولنا تتكون من خلال التعليم والإعلام والثقافة ومدى شيوع الرؤية النقدية أو عدم شيوعها ومدى شيوع الكذب والنفاق أو عدم شيوعهما و بشكل عام مدى شيوع الخير والحق والجمال <span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'> عقول لا ذقون</span></span></span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان