ضغوط على بلير بسبب زيارة القرضاوي لبريطانيا

[Mohammad Abouzied]

يتعرض رئيس الوزراء البريطاني لضغوط من أجل فرض حظر داخل بريطانيا على نشاط الداعية الإسلامي - المثير للجدل في المجتمع البريطاني - يوسف القرضاوي، الذي يزور لندن حاليا للمشاركة في أكثر من تجمع.

ويتهم الشيخ يوسف القرضاوي المصري المولد بالادلاء بتصريحات معادية لليهود وبتأييد الهجمات الانتحارية.

وطالب رئيس حزب المحافظين، مايكل هوارد، بمعرفة السبب وراء عدم رفض دخول القرضاوي إلى بريطانيا، لكن بلير أجاب بأن استثناء أي شخص من دخول بريطانيا يجب أن يتم بناء على أسس قانونية.

وكان القرضاوي قد قال في حوار خاص للقناة الثانية بالتلفزيون البريطاني إن الاسلام يجيز الهجمات الانتحارية.

غير أن المجلس الاسلامي ببريطانيا، الذي اتهم بعض وسائل الاعلام باثارة حملة تهدف الى " تشويه شخصية" القرضاوي قال إن الهجمات الانتحارية لا يسمح بها الاسلام.

وتساءل هوارد في مجلس العموم إن كان بلير وافق على منح تأشيرة دخول إلى بريطانيا إلى شخص "يؤيد التفجيرات الانتحارية وممنوع من دخول الولايات المتحدة بسبب صلاته الإرهابية"

[Mohammad Abouzied]

استثناء قانوني

وقال بلير إن وزير الداخلية البريطاني، ديفيد بلانكت، قد "أشار بالفعل إلى أنه سيجري مراجعة دقيقة لهذا الأمر" لكنه أضاف أن هناك قواعد يجب أن تطبق.

وقال بلير: "علينا أن نتأكد من أنه إذا استثني شخص من دخول هذا البلد فإن ذلك يتم بطريقة قانونية."

وفي حوار خاص لبرنامج نيوز نايت يذاع مساء الاربعاء قال القرضاوي إن الهجمات الانتحارية هي " شهادة في سبيل الله".

وأضاف القرضاوي " يجوز للمرء أن يعرض حياته للخطر وأن يتجاوز خط العدو وأن يقتل اذا كان ذلك سيوقع ضررا بالعدو، حتى وإن اقتصر ذلك على اثارة الخوف في قلوب العدو أو زعزعة روحه المعنوية وحمله على الخوف من المسلمين.

" أما إن كانت غير ذي تأثير على العدو فانها لا تجوز".

[Mohammad Abouzied]

قنابل

وردا على سؤال حول قتل النساء والاطفال في اسرائيل قال القرضاوي " الاسرائيليات لسن كالنساء في مجتمعاتنا لانهن مجندات عسكريات".

وأضاف أن الله " يمنح الضعفاء ما لا يملكه الاقوياء وهو القدرة على تحويل أجسادهم الى قنابل، تماما كما يفعل الفلسطينيون".

يذكر أن القرضاوي ألقى كلمة أمام المجلس الاوروبي للفتوى والابحاث في لندن.

وقال القرضاوي أمام الحضور إن الهجمات الانتحارية التي ينفذها الفلسطينيون هي الملاذ الاخير أمام شعب مقهور.

وأوضح القرضاوي أن " العمليات الاستشهادية" هي السلاح الذي يلجأ اليه الضعيف وأنه اذا كان الفلسطينيون يملكون الدبابات لكانوا لجأوا اليها.

وقال اقبال سكراني الامين العام للمجلس الاسلامي ببريطانيا إن منظمته لا تستطيع الرد على الطريقة التي يفسر بها المسلمون حول العالم الاسلام.

غير أنه أضاف " رأينا واضح. نحن نسير على نهج الصحابة ومن الواضح جدا أن المسلمين في بريطانيا لا يسمح لهم بتفيذ عمليات انتحارية".

وقال مفتي بركات الله، من المركز الثقافي الاسلامي بشمال لندن وأحد أبرز المفكرين الاسلاميين في بريطانيا، إن الاسلام واضح في ادانته لقتل الابرياء.

وأوضح بركات الله أن " أعمال العنف التي تحول الابرياء الى ضحايا غير مسموح بها. هكذا كان الحكم وهكذا سيكون دائما".

ويأتي الجدل الذي شهده مجلس العموم بعد ساعات من سحب الوزيرة في الداخلية البريطانية، فيونا ماكتاجارت، تأييدها لمؤتمر إسلامي نسوي يعقد الأسبوع القادم، وذلك بعد أن أعلن المؤتمر أن القرضاوي سيكون ضيف شرف.

لكن رابطة مسلمي بريطانيا التي تستضيف د. القرضاوي تعتبره أحد أصوات الاعتدال.

وقد عبر إنايات بنجالوالا المتحدث باسم مجلس مسلمي بريطانيا عن وجهة نظر شبيهة قائلا إن د. القرضاوي "يحترمه بعمق ملايين المسلمين حول العالم".

وأضاف أن القرضاوي "معارض بشدة للتطرف الذي تتبناه القاعدة والجماعات المشابهة لها، وأدان علنا قتل الأبرياء في هجمات 11 سبتمبر/أيلول".

وقال بنجالاوا إن الشيخ القرضاوي ربما يثير جدلا شديدا في العالم غير الإسلامي بسبب "انتقاده الشديد" لطريقتها في التعامل مع الفلسطينيين.

وقال موقع رابطة مسلمي بريطانيا على الإنترنت إن د. القرضاوي وصل إلى لندن يوم الاثنين في زيارة تستمر أسبوعا وسوف يشارك في عدد من الأنشطة.

ومن المتوقع أن يلقي خطبة في مسجد ريجينتس بارك في شمال لندن.

ويحظر على د. القرضاوي دخول الولايات المتحدة منذ عام 1999.