طفلك عندما يسيء التصرف.. كيف تتعاملين معه؟

[اغابي]

عندما يسيء التصرف.. كيف تتعاملين معه؟

قبل أن نلوم الطفل على سلوكه السيىء علينا بمراجعة أنفسنا كأهل، فالصغير غالبا ما يقوم بتصرفات معينة كي يلفت الأنظار اليه لشعوره بعدم الامان وافتقاده الدفء الأسري، أو ربما يكون سلوكه مرآة لما يحصل حوله ورد فعل على الخلافات بين والديه.

غالبية الأطفال يسيئون التصرف في كثير من المواقف، وهذا شيء طبيعي، فالطفل لا يمتلك خبرة الكبار لكي يعرف الفرق بين الصواب والخطأ، وهذه الخبرة لا تأتي إلا من خلال عملية مستمرة لتصحيح الأخطاء، وهي مهمة تقع على عاتق الوالدين.

في ما يلي عدة طرق تساعدك على كيفية التعامل معه عندما يسيء التصرف.

ضعي قواعد وحدود

قبل أن تفكري في معاقبة طفلك عندما يسيء التصرف في موقف ما، ينبغي أولا أن تضعي له الحدود والقواعد التي تساعده على معرفة الفرق بين السلوك الصحيح الذي يجب أن يفعله والسلوك الخاطئ الذي يجب أن يتجنبه، فالأطفال، خاصة صغار السن، يتصرفون وهم لا يعرفون الحدود الفاصلة بين الحالتين، هذه القواعد والحدود يجب أن تكون صارمة، لكنها في الوقت نفسه يجب أن تمنح طفلك بعض المرونة.

تذكري أن التصرف الجيد من قبل طفلك أشبه بتعلم لعبة جديدة يحتاج فيها الى بعض الوقت والتدريب لكي يتقن كل قواعدها، وعندما يتقنها تأكدي انه سيمارسها بطريقة جيدة.\

لا تفقدي أعصابك

الكثير من الأطفال يسيئون التصرف لمجرد لفت أنظار الوالدين والحصول على اهتمامهم، وبعضهم لديهم مقدرة عجيبة على التصرف بشكل يثير جنون الآباء والأمهات، لذا فأنت في حاجة إلى التحلي برباطة الجأش وعدم فقدان أعصابك في مواجهة أي موقف.

تذكري أنه ما زال طفلا ينمو، وانه لا يمتلك الخبرة ولا بد أن يخطئ لكي يتعلم الصواب. عندما تتعاملين مع تصرفاته السيئة بهدوء وبعض برودة الأعصاب، فهذا يعني أنك تتحكمين في الموقف.

احترمي طفلك

من أكثر الأخطاء التي يمكن أن تقعي فيها عندما يسيء طفلك التصرف في أحد المواقف هو التعامل معه بطريقة لا تنم عن احترامه. فمهما كانت درجة فظاعة تصرفه ومهما كان غضبك وغيظك من تصرفه، يجب ألا يخلو تعاملك معه من الاحترام اللازم. نحن نغرس في أطفالنا منذ الصغر احترام الآخرين والأولى أن نكون قدوة لهم خاصة في المواقف الصعبة، ويأتي ذلك من احترامهم عندما يسيئون التصرف.

إهانة الطفل بالتعنيف والإهانة والعنف أحيانا سوف تخدش احترامه لنفسه، وفي هذه الحالة تكونين كمن عالج الخطأ بارتكاب كارثة.

التنبؤ بسلوكه

معظم الأطفال يمكن التنبؤ بسلوكهم إلى حد ما، عندما تنجحين في معرفة ما الذي يفكر فيه طفلك وتتفهمين دوافعه هنا فقط يمكنك التنبؤ بسلوكه في الكثير من المواقف، وبذلك يمكنك التدخل قبل أن يبدأ بالتصرف بصورة سيئة، مع ملاحظة انك قد لا يمكنك بسهولة التنبؤ ببعض السلوكية السيئة مثل نوبة غضب وشيكة.

التنبؤ بسلوكه السيئ سيجعل تحذيراتك بمنزلة خط أحمر لا يتعداه في كثير من المواقف.

عاقبيه عندما يتمادى

في كثير من الحالات يكون تجاهل ما يقوم به الطفل من تصرفات سيئة حلا ناجحا يكفي لردعه، كما يؤتي التحذير الصارم ثماره في بعض الحالات الأخرى. لكن عندما يتمادى الطفل في التصرف بصورة سيئة ضاربا بكل تحذيراتك عرض الحائط، فلا بد من اتخاذ إجراءات حازمة.

عقاب الطفل على سوء تصرفه يبدو أحيانا بمنزلة الحل الأخير لردعه، لكن يجب أن يكون العقاب مناسبا لما اقترفه الطفل من تصرفات سيئة، لا تشعري طفلك بأن عقابه نوع من الانتقام من شخصه، إنما اشرحي له أن هذا العقاب نتيجة لتصرفه السيئ وليس موجها لذاته، وأنك تحبينه في كل الأحوال، لكنك لا تقبلين أبدا بأن يتمادى في تصرفاته السيئة.

كافئيه عندما يحسن التصرف

إن كنت تعاقبين طفلك عندما يسيء التصرف، ينبغي أيضا مكافأته على التصرف بصورة جيدة، لأن الطفل الذي يتصرف بصورة مثالية سيصاب بالإحباط إن لم تثن على أفعاله الجيدة. هذه المكافأة تبدأ من كلمات الثناء وتنتهي بمكافأة عينية مثل شراء لعبة أو اصطحابه في رحلة.

أسلوب المكافأة ناجح وسيمثل لطفلك حافزا قويا لكي يستمر بفعل التصرفات الإيجابية التي تتوقعينها منه.

ابحثي عن السبب

من أهم الطرق الناجحة للحد من تصرف الطفل بطريقة سيئة أن نبحث عن السبب من وراء تصرفه. هناك دائما سبب لسوء السلوك، فهو قد يسيء التصرف لأنه يفتقر إلى الخبرة والمعرفة مثل البالغين، وقد يتصرف بحماقة لشعوره بأنه غير محبوب من الوالدين، وقد يكون شعوره بفقدان الاهتمام اللازم من الوالدين وراء تصرفه بطريقة مزعجة، وقد يكون السبب أنه يشعر بعدم الأمان أو عدم الثقة، وقد يشعر بعدم وجود تشجيع لتصرفاته الجيدة.

التوصل إلى السبب الذي يجعل طفلك يسيء التصرف أولى خطوات تغيير سلوكه إلى الاتجاه الآخر.

سوء التصرف وراءه سوء اتصال

يعتقد بعض الآباء والأمهات أن مهمتهم الأولى تجاه أطفالهم هي توفير مستوى جيد من المعيشة لهم، وبالتالي ينتظرون منهم حسن التصرف في جميع المواقف. لكن ما يغفله هؤلاء أن الأطفال في حاجة أيضا الى تلبية احتياجاتهم العاطفية من خلال فتح قنوات الاتصال الدائم بينهم وبين أطفالهم، لذا فإن سوء السلوك قد يكون وراءه سوء اتصال بين الطفل ووالديه.

حين يفتقد الطفل الدفء الأسري فإنه يرسل صرخة إلى الوالدين بأنه في حاجة إلى مزيد من الاهتمام، هذه الصرخة هي تصرف سيىء يلفت به الانتباه.

سلوك الطفل.. بارومتر الأسرة

في بعض الأحيان يجب أن يوجه الاتهام إلى الوالدين وليس الى الطفل الذي يتصرف بطريقة سيئة. أطفالنا بمنزلة مرآة لما يحدث حولهم وهم أشبه ببارومتر الأسرة، وقد يكون تصرف الطفل بطريقة سيئة تعبيرا عن هذا الخلاف الدائم بين الأب والأم. إنه يصاب بالإحباط من هذه المعارك اليومية بين الوالدين ما ينعكس على سلوكه.

والعكس صحيح، فالبيت الذي يسيطر عليه الهدوء والتفاهم والمحبة، وتلبى فيه حاجات الأطفال العاطفية من النادر أن يفرز طفلا يسيء التصرف.