بعد خروج اخر رصاصه

[مغتربة]

فى تاريخ كل المجتمعات البشريه هناك اناس يضعهم القدر فى موقع التأثير فى الاحداث بشكل مباشر سواء فكرا او عملا هؤلاء الناس تدفعهم مقدراتهم الى المشاركه الفاعله فى خضم احداث جوهريه او محن او فترات توتر او حتي انجازات فيصليه و قد لا نكون مبالغين اذا قلنا انهم بذلك يكونوا مشاركيين اساسيين فى كتابه تاريخ بلدهم او حتى التاريخ البشرى بشكل عام فى مرحله من مراحله

كبرت اسهاماتهم او صغرت الا انهم يجدون انفسهم فى خضم لعبهم لهذا الدور المؤثر و الحيوى خاطفين لكل الاضواء ممتلكين للشهره و السطوه و متمتعين باحسايس قوه التاثير و الاهميه الذاتيه

على سبيل المثال لا الحصر هناك المحاربين العظماء ,السياسيين البارعين , المشاركيين فى الانقلابات العسكريه , ضباط المخابرات , المناضليين السياسيين , الادباء و الفكريين الملهمين , مصلحيين اجتماعيين

القائمه تطول لكنها بشكل عام تشمل كل من اتيحت له الفرصه لان يكون فى لب الاحداث و محرك اساسى فى تغيرها

بعضهم ينجح فى مهمته و مراده و بعضهم لا يكتب لعمله او لفكرته ان يتم او ان ينجح

لكن بشكل او باخر الحياه تستمر و من سننها التغير فصفحات تطوى و صفحات تبرز من العدم

و فى خضم حركتها الدائمه تلك تاخذ معها البشر فتتبدل المراكز و تتغير بوصلات الاهتمام

لكن ما يثير استفهامى حقا هو سلوك هؤلاء الاشخاص بعدما نفذت من جعبتهم اخر رصاصات التاثير سواء بانتهاء العمل الذي كانوا مشاركين فيه بالاتمام او الاجهاض اى بعدما ربحوا المعركه او نجحوا فى الانقلاب او ما الى ذلك او العكس ماذا بعد

هل يستطيعوا بسهوله ان يعودوا الى الحياه الطبيعيه الخاليه من تسليط الاضواء او احاسيس التحكم و النفوذ هل يسهل عليهم الاندماج و التكييف مع افول الاضواء و انفضاض الحشود من حولهم و العوده الى دائره الظل فى الاحداث

هل يسهل عليهم الاقتناع باهميه ان يدركوا انهم ادوا ما عليهم و عليهم الان ترك الساحه للاخرين لامتلاك زمام الاحداث

هل يشعرون بخيبه الامل و الاحساس بنكران الاخريين هل يعيشون على اجترار الماضى و التغنى بالبطولات القديمه دون اى وحاوله حقيقيه لتقبل التغير و التعايش حسبه

عن سلوك و مدى تقبل و طريقه تعايش المتحول عنهم الاضواء و النفوذ ارغب فى التحاور

عن القدره و الاحساس

بعدما يطلق الجندى (مجازيا ) اخر رصاصه هل يسهل عليه ان يعود مدنى (مجازيا ايضا ) مره اخرى