قصة العميان الثلاثة ,, والفيل

[م تيمور المراغي]

قال عليه الصلاة والسلام

(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)

رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني

ومن المعلوم يقينا ,, ان الصفات الشخصية للخلفاء الراشدين واسلوب التفكير والطباع المميزه لكل ,, وحتى المعاملات اليوميه كانت متباينه بشكل كبير ولم تكن على وتيرة صماء واحده

كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه شدة في الحق ايما شدة

وكان ابو بكر الصديق لينا سمحا الى اقصى الحدوود

فاذا حزبهما امر واحد او موقف ما اختلفت رؤياهما وردوود افعالهما ايما اختلاف ,, ازاء نفس الموقف ,,

والامثله كثيره لمن اراد ان يستزيد ,,

ولكن نختصر الحديث ونقول ,,

ان التكامل بين الاطياف الفكريه المختلفه قديم قدم الاسلام نفسه ,,

نعم ,,

سيوجد الاختلاف سيوجد لا محالة ,, وستتعارض وجهات النظر المتباينه وبشده

ولكن ,,

الكل فيهم على صواب

لكنه لا يخطأ من يختلف معه في الرأي ولا ينكره ولا ينفيه ,,

و عندما تتكاتف وجهتي النظر او وجهات النظر معا ,, ونخرج بشيئ ثالث افضل من الاثنين

سنصل حينها فقط للحقيقة و للكمال التام ,,

دليلي هو القصة التالية :

لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما تقولون في هؤلاء الأسارى ؟ قال : فقال أبو بكر : يا رسول الله ، قومك وأهلك ، استبقهم واستتبهم ، لعل الله أن يتوب عليهم . قال : وقال عمر : يا رسول الله ، أخرجوك ، وكذبوك ، فقدمهم فاضرب أعناقهم . قال : وقال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله ، أنت في واد كثير الحطب ، فأضرم الوادي عليهم نارا ، ثم ألقهم فيه . [ قال : فقال العباس : قطعت رحمك ] قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليهم شيئا ، ثم قام فدخل ، فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر . وقال ناس : يأخذ بقول عمر . وقال ناس : يأخذ بقول عبد الله بن رواحة . ثم خرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن ، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة ، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم ، عليه السلام ، قال : ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) [ إبراهيم : 36 ] ، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى ، عليه السلام ، قال : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ المائدة : 118 ] ، وإن مثلك يا عمر مثل موسى [ ص: 89 ] عليه السلام ، قال : ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 88 ] ، وإن مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام ، قال : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) [ نوح : 26 ] ،

هل كان لين ابي بكر نقص منه في الدين ؟؟

لا ,, فالله عز وجل من على رسوله بنعمة اللين وجعلها تنبع من رحمت الله

بسم الله الرحمن الرحيم

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}

صدق الله العظيم

طيب ,, هل كانت شدة عمر نقص منه في الدين ؟

لا ,, فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد دعا الله عز وجل ان يعز الاسلام باحد العمرين فقوة عمر وشدته كانت عزه للاسلام ومنعه ,,

والحديث عن فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقوته في غنى عن اي بيان ,,

الان نحن امام ضدين ساطعين لا شيت فيهما,,

حزم ولين

نار و ثلج

فهل لنا ان نصوب احد الطرفين وننفي ونجحد الطرف الاخر ,,؟

بالطبع لا

اذا ,, لم يتبق امامنا الا دمجهما معا وذوبان مزايا وخصال كل طرف منهما

لم يبق لنا الا سنة الله في الكون

لم يبق لنا الا ان نتكامل ,,,

[م تيمور المراغي]

الحوار مع الاخر

تقبل الاخر ,,

التعايش مع الاخر ,,

ثم

التكامل مع الاخر ,,

امثله من واقع حياة أئمة المذاهب الفقهية الاربعة الكبار للمسلمين السنة

حلقه متميزه جدا للدكتور عمرو خالد ,,

http://www.youtube.com/watch?v=N3ktajGx3fA