إنفصلوا بـ التي هي أحسن ...!!

[الترجمـان]

في مشهد لا يرقى إلى المشاهد الكوميدية السوداوية التي أبتلينا بها في أوطاننا العربية,والتي اعتدنا ان نرى أبطالها ممن يجلسون على رقاب شعوب اكل منها الفقر و شرب...

إستدعى البشير جماهيره الوفية ليبشرهم بأن الحلم الذي كان يراودهم طوال تلك السنوات ويداعب أوتار أشجانهم ومشاعرهم لم يعد بعيدا بعد اليوم ...فالإنفصل السُّري بين الشمال والجنوب أصبح على الأبواب ..

وكلها أيام وليال معدودات ...ويتحول الحلم إلى حقيقة يهنئ بها ساكني الشمال الحزين,بحلول الشريعة الإسلامية التي ستصبح مصدر التشريع لدستورهم ... وباللغة العربية التي ستصبح اللغة الرسمية في شمالهم ..

ويزف لهم قرب زوال تلك القوانين الوضعية الكافرة التي نجست لهم أرضهم .. ونغصت عليهم منامهم .. وجعلت جماعة من الكفرة والضالين يعيشون معهم على اراضيهم الطاهرة دون ان يحتكموا إلى شرع الله ورسوله ... الله أكبر واللعنة على الكافرين...

وقف البشير يلوح بعصاه الخشبية بيمناه في مشهد كرتوني ساخر,وهو يهدد الجنوبيين الذين يسكنون الشمال السوداني ,

بأنه لم يعد مسؤولا بعد اليوم على أياديهم التي ستبتر,أو على أرجلهم التي ستقطع من خلاف ,أو على ظهورهم التي سيلهبها لهم جلادوا الولاة والقضاة ...

وقف البشير وكأنه يقول لهم فروا بأعضائكم سليمة قبل ان أزين بها شوارع الخرطوم ومتنزهاتها ..وكأنه يتسابق مع الزمن معلننا إلى باقي الأمم والأعراق والقوميات السودانية الأخرى ,ان تبدأ في مشروعها الإنفصالي, عن هذا الجسد السوداني, في أقرب فرصة ممكنة ...

فليس لهم بعد الآن نصيب في أنهار السمن والعسل الأسود لتي ستتدفق وتجري في أراضي السودان ووديانها ...,بعد أن يسجل التاريخ تلك اللحظات السعيدة الميمونة في عمر السودان الذي انفصل شعبيا وينتظر ان ينفصل قانونيا ودوليا ...

كيف لا ...!!

والشماليون سينامون وهم مطمئنون على يد الجائع التي ستقطع لأنه تجرأ ان ينظر إلى النعمة التي ساقها الله لغيره من المترفين والمنعمين بخيرات الله ... وعلى أرجل من يسمونهم بالفنانين والمفكرين الذين ستقطع من خلاف ويعلقون في ميادين الخرطوم العامة جزاءا وفاقا لما ارتكبوا من فساد وإفساد على شعوبها ... او على الجلود التي ستطهرها لدغات الكرابيج التي ستنزل على العصاة الغارقين في اللهو والعمل تاركين الجوامع فارغة في اوقات الصلاة...أو لتتلقاها تلك الأجساد التي ستثير لواذع بصاصين الولاة وحامون حمى الأخلاق لو رأوا أمرأة عارية الرأس او ترتدي ملابس تنبض لها العروق وتهتاج لها الأفئدة والعياذ بالله ...

فلله درك يا بشير ...

إن المؤامرة التي يحيكها الغرب الكافر أكبر منك ومن أخطائك التي ارتكبتها بحق شعبك ,وبحق وطنك ,الذي تمزق رسميا على عهدك ..,وفي حكمك...وأبشر ..فإن وعد الله قادم لا محالة ... ولن تجد لسنة الله تبديلا... ولن تجد لسنة الله تحويلا .. وانظر إلى سنة الأوليين من قبلك وما حاق بشعوبهم .. وامضي لما انت مقبل عليه ولا تدبر بعد اليوم ...

تم تعديل 20 ديسمبر 2010 بواسطة الترجمـان

[Alshiekh]

إنها مأساة بكل المقاييس

مأساة يكررها ولايمل من تكرارها كل حاكم ديكتاتور فى العالم العربى

فى سبيل الكرسى يمكنه ان يتنازل ويتنازل ويتنازل عن أى شيئ إلا الكرسى.

ليس بالضرورة أن يكون التنازل عن الأرض فقط ، بل عن الكرامة ، عن الحقوق ، عن السيادة ، وفى سبيل الكرسى فكل شيئ مباح ، الكذب والغش والخداع والتزوير كلها أدوات يحسنون إستخدامها فى سبيل أن تلتصق مؤخراتهم بكراسى السلطة.

فى سبيل السلطة والتمكن من مصر تنازل جمال عبد الناصر عن حكم السودان ، وبدلا من الإتحاد وتبادل الإدوار فضل أن يتولى على مصر وأن تذهب وحدة وادى النيل إلى الجحيم.

نفس الأمر يكرره البشير الآن مع الجنوب ومستقبلا مع دارفور وغرب السودان ، المهم أن يظل فى السلطة حتى لو انتهى به الآمر على أن يحكم العاصمة وتقام الدويلات على باقى أنحاء السودان.

وفى سبيل ذلك فلابأس من لبس ملابس الخلافة فهى موضة العصر والمفتاح السحرى للسيطرة على البسطاء ، ولم لا فهو يحكم بالشريعة والخارج عليه ملعون ويجب أن يستتاب ويُقتل أن لم يسبح بعظمة الخليفة.

الحقيقة ، المشكلة ليست فى البشير وحده بل فى كل حكام العرب الذين يتحدثون نفس اللغة وينتهجون نفس النهج ، لو كان فيهم رجال حقيقيون لتمت الوحدة بدلا من التشرذم الحادث الآن.

تحياتى على فتح الموضوع.

[Alshiekh]

مقال أعجبنى حول نفس الموضوع من جريدة السفير

عبقرية سودانية

ساطع نور الدين

وجدها الرئيس السوداني عمر حسن البشير، لوحده، ومن دون الاستعانة بصديق. اكتشف الفكرة العبقرية الوحيدة التي تقهر الغرب الصليبي وتنكيه، وتجعله يندم على اللحظة التي خطط فيها لتقسيم السودان، الذي لن يصبح دولتين او ثلاثاً او حتى اربعاً، إلا نتيجة عبقريات مشابهة انتجتها عقول عربية وإسلامية مريضة.

عندما يقسم السودان الى شمال عربي مسلم وإلى جنوب مسيحي وأرواحي في استفتاء التاسع من كانون الثاني المقبل، الذي لن يكون نتيجة تآمر غربي بقدر ما سيكون نتيجة تحلل عربي وإسلامي، فإن الرئيس البشير وعد نصف السودانيين، الذين سيبقون تحت سلطته ورحمته، بأن الشريعة الإسلامية ستصبح المصدر الرئيسي للحكم في الشطر الشمالي، وسيجري التشدد في اعتمادها وتطبيقها حتى تولد وتترسخ دولة الإسلام والمسلمين في ذلك الجزء من العالم العربي.

وبعد، هل هناك رد أقوى من إشهار سلاح الإسلام في وجه غرب متآمر على وحدة السودان وعلى قوميته العربية وهويته الإسلامية، والذي لا تزال جموع العرب والمسلمين وزعماؤهم ينظرون إليه باعتباره صليبياً يخرج من الكنائس تحت رايات الكرادلة والبطاركة لكي يكمل مسيرة التبشير الديني التي بدأها في القرنين الثامن والتاسع عشر، من دون أن يلاحظوا أن الكنيسة الغربية أغلقت منذ زمن بعيد، وتحولت الى مربع ليلي او فندق او مطعم او حتى الى مركز لإنتاج فضائح الاعتداء على الأطفال.. وصارت الجيوش الغربية، بما فيها الجيش الإسرائيلي نفسه، تقاتل العرب والمسلمين وغيرهم من شعوب العالم الثالث تحت أعلام وشعارات غير دينية.

ليس من المرجح أبداً أن يشعر الغرب بالاستفزاز أو التحدي إزاء كلام البشير، إلا إذا كان يضمر استدعاء التنظيمات الإسلامية المتطرفة إلى مؤازرته، وتجديد الدعوة إلى تنظيم القاعدة بالتحديد للإقامة مرة أخرى في المضافة السودانية، الشمالية طبعاً. وعندها لن يبقى من ذلك الشمال السوداني المتنوع والمنفتح والرحب أصلاً، سوى ما يقود إلى دروب الجنة الخالدة المعبدة بالجثث والجرحى، والدمار والخراب.

المؤكد أن الغرب يحس الآن أنه كان على صواب عندما دعم توق الجنوبيين السودانيين الى التحرر من نير أشقائهم العرب والمسلمين، ورغبتهم في نيل حقهم في تقرير المصير بعيداً عن تلك السلطة التي اضطهدتهم ونكلت بهم منذ أن كان السودان بلداً واحداً. والمؤكد أكثر أنه يشعر بالرضى الضمني لأنه حقق أحد أهدافه الكبرى عندما دفع الشمال السوداني نحو التمسك بخيار إسلامي أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه انتحاري، فضلاً عن كونه مخالفاً للطبيعة والسياسة والمنطق، ومنافياً للشريعة نفسها التي لا يمكن أن تجيز استخدامها على هذا النحو الانتهازي.

هو قدر السودان وخياره أن يقع في حفرة وأن يواصل الحفر حتى يصل إلى قاع لم يبلغه حتى الآن أي بلد عربي أو إسلامي آخر ابتلي بزعماء يدّعون أنهم يقاتلون الغزاة الأجانب، فإذا هم يتواطأون معهم، ويتآمرون على شعوبهم ويمزقون تاريخها.