فشة خلق..عن التغيير وسنينه

[Sherief AbdelWahab]

أصابني ما كتبته الصحف عن التغيير المعجزة بحالة لا مثيل لها من القرف و اليأس و الاحباط..تغيير صنعته مصالح رجال الأعمال و أقلام الصحفيين المغاوير..

أطلق هذا الهراء في نفسي أسئلة شديدة القسوة؟

أليس هؤلاء الوزراء من نفس المجتمع الذي نعيش فيه؟..أليسوا نتاجاً له؟...أم استوردناهم من الخارج؟

لماذا حالة التحفز لكل مسئول حتى ولو كان رئيس اتحاد الكرة أو حتى الريس بيرة؟

هل نحن كاملو المعاني حتى نحتج على وزرائنا في كل يوم وحين؟

انزل إلى أي مصلحة حكومية، ستجد صغار الموظفين و قد تكالبوا عليك يعرضون خدماتهم ورشاويهم!

صغار المدرسين و الموظفين يفبركون بيانات الطلبة في الحكومة الإلكترونية..رغم أن "راعيها" الدكتور نظيف أصبح رئيسا للوزراء..وعليه ستكون النتيجة ناصعة البياض!

رجال الأعمال الذين يقول عنهم كل رئيس وزراء أنهم العمود الفقري للتنمية..ها!..يشترون السلع من الخارج و يبيعون لنا الوهم و يبيعونا!

الصحفيون الذين يحتفظون بأربع دوسيهات في المكتب عند حلول المسؤول الجديد..دوسيه ترحيب ، و دوسيه ترهيب ، و دوسيه مدح ، و دوسيه كسر القلة وراءه!

الأحزاب بغرائبها و مواقفها و طرائفها و مساخرها..

النقابات المهنية التي تمثل صورة مؤلمة لحال المجتمع إذا ما وصل بعض من فيها للسلطة..

المجتمع الآن الذي أصبح رموزه هم مصطفى الفقي و حازم الببلاوي و طاهر أبو زيد و مرتضى منصور و مصطفى بكري و عادل حمودة و محمد عبد العال ..كل هؤلاء لم يصلوا للسلطة بعد..وربنا يستر و يلطف لو وصلوا!

المجتمع نفسه يفكر بطريقة عجيبة..فهو يسب الواسطة وسنينها ، ثم ينتخب نائب الخدمات الذي يبيع توقيعه من أجل وظيفة أو واسطة لوظيفة!

كيف نطالب بالديمقراطية التي تكون فيها الأمة مصدر السلطات ، ثم نبحث عن حكومة مناسبة تشكلنا على مزاجها العالي؟

كل تغيير و نحن طيبيون..وعذرا لعنف اللهجة..و سألطف الموضوع بأغنية تمثل روح التغيير في مصر في ضوء ما كتبته صحافتنا..

خلص الكلام