لماضة مصرية جدا بتاريخ: 8 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2011 (معدل) السلام عليكم و رحمة الله و بركاته حين طالعني عنوان هذا المقال "قل لي ماذا تحمل أقل لك من أنت" تبادر إلي ذهني أنه ربما يكون احد اختبارات الشخصية التي تستنبط بعض من ثنايا ملامحك الانسانية بمجرد أن تتعرف علي ما تحتويه حقيبتك و لكني وجدت في المقال منحني آخر و راقني كثيرا أتمني لكم قراءة ممتعة قل لي ماذا تحمل...أقل لك من أنت قديما قالوا: «تحدث حتى أراك»... لكن المرء يمكنه تخمين شخصية مَن أمامه من دون أن يتكلم مما يحمله... أو يرتديه، فهناك علاقة ارتباطية بين هذه الأبعاد، ورابطة قوية بين ذات الفرد وجسده وامتدادات هذا الجسد من أشياء. قديما كان الرجال يحملون ما يعبر عن مجتمعهم الذكوري، البدو يحملون السيوف، وأهل الريف في مصر والمشرق والمغرب يحملون الفأس أو المنجل، والنساء تخرج من يوتها حاملة الجرار لتأتي بالماء من الآبار أو الأنهار، ترتدي المرأة زيها وتحمل ما يبرر خروجها لمن يراها في مجتمعات كانت تراقب جيدا حركة المرأة خارج الحيز الخاص. حمل الرجل خنجره أو سيفه دليل قوة ومكانة... ومازالت بعض البلاد مثل اليمن وسلطنة عمان تحمل بعضا من هذا التراث وإن صارت «الجنبية» مدعاة للفخر بحسب قيمتها وزينتها لأنها فقدت وظيفتها الأصلية، أما النساء فيحملن الآن الحقائب، تتراوح بين الحقائب البسيطة أو الجوتشي و لويفيتون، ولم تعد وظيفة تدبير الاحتياجات الرئيسية للأسرة عبئا عليهن كما في الماضي في المدن، وإن بقيت المرأة الريفية والمرأة البدوية تحمل ما تفرضه عليها ظروف البيئة، وليس من ثقافتها حمل الحقائب بل تحمل نقودها بين طيات ثيابها وليس للفقيرة أغراض تحملها في حقيبة نسوية، لكنها قد تحمل ثروتها في الحلي التي ترتديها، فالذهب كما يقول أهل العراق زينة وخزينة، فهي تحمل ثروتها البسيطة... خشية غدر الزمان. الرجال أيضا حملوا الحقائب، كانت حقائبهم هي ما يحوي أغراضهم ويتدلى من جانبي الفرس أو الدابة، فليس هناك حاجة لحمل أي شيء على الكتف، وفي العصر الحديث كان حمل الحقيبة السمسونايت في مصر في السبعينيات دليل الانتماء لطبقة وسطى أو أن الشخص الذي يحملها عمل في أحد دول النفط حيث لم تكن متوافرة في مصر ساعتها. لكن ما تحويه حقائب النساء مختلف عن الأوراق في السمسونايت الرجالي، فهي قد تحمل علبة الماكياج وأدوات تصفيف شعرها وأوراقها الشخصية، وقد تضيف لها المصحف أو كتاب أو صور للأسرة، وغيرها من الأشياء التي تدل على شخصية المرأة. لي صديقة كانت تحمل في حقيبتها أدوات للحياكة لزوم إصلاح أحد الأزرار أو خياطة قطع مفاجيء في ذيل العباءة، وسكر وملعقة لزوم التجهز لو احتاجت لشرب شيء ولم يتوافر السكر، ومناديل معطرة لزوم الأولاد في المطاعم، وغيرها من الأشياء التي قد لا تخطر على بال، فكانت حقيبتها الكبيرة مثار تبادل المزاح وكنا نسميها حقيبة جحا. لكن «الحمل» ليس فقط للحقائب أو الأغراض، يسمي الإنجليز المرأة التي تصبغ وجهها بمستحضرات التجميل أنها «تحمل زينة»، والزينة عندنا تحملها النساء بدلا من الحجاب أو مع الحجاب أو فوق الحجاب، ولم تعد العباءة السوداء أو الحجاب الذي ترتديه الفتيات الشابات ساترا للزينة، بل تتفنن المرأة الآن في إبداء زينتها، فتجد وجها مرسوما بعناية، أو حجابا يشبه اللوحة الفنية، بل صارت عباءات المنقبات موشاة باللامع من النقوش اللافتة وأسماء «الماركات» حتى وإن أخفت الوجه، وبدلا من حمل الثروة في الذهب الذي ترتديه صار هناك أكثر من وسيلة للمباهاة بالغنى، من الساعة الثمينة المرصعة بالألماس إلى السيارة التي تحمل المرأة وتتجول بها في الشوارع والأسواق. الرجال أيضا صاروا يحملون ما يدل على الثروة، بالسيف والخنجر تم استبدال الهاتف النقال المعلق في الحزام مكان الخنجر القديم والساعة المرصعة أيضا بالألماس (فالذهب حرام!)، ولا ينسى أحدهم أن يحمل قلمه المونت بلان لزوم (وباقي منتجاتها)، وما شابه. الشباب يحملون حقائبهم على ظهورهم، وهي حقائب ملونة زاهية، أما بنات اليوم فيحملن اللابتوب ويتفاخرن بأنهن يحملن أسماء ماركات الملابس الرياضية على الحقائب والملابس والأحذية. ويضعون فيها ما يلي: الآي بود لزوم ثقافة الأغاني التي صارت منهج حياة فلا يستقيم لأحدهم لسان بالعربية، والكاميرا الديجيتال لزوم تصوير اللحظات السعيدة (و»تحميلها»على موقع فليكر للصور أو على الفيس بوك - طبعا)، والموبايل (الذي «يحمل» الكلمة السرية لزوم الخصوصية). المرأة المكافحة تحمل في أحيان كثيرة أكياسا، أكياس التسوق وشراء احتياجات المنزل... تراها في شوارع المدن الكبرى تتحرك بها في طريقها لبيت هي عموده...، والرجل الذي يناضل من أجل لقمة العيش يحمل في طريق عودته للمنزل فاكهة لأبناء ينتظرونه كي يأكلون... طلاب الجامعة كانوا يحملون الكتب، لكنهم الآن لم يعودوا يحملونها، فالكثير من مواد الدراسة يقتنصونها من على شبكة الإنترنت، وبعضهم يشتري الكتاب الجامعي ولا يفتحه أبدا لهذا السبب، فصاروا يحملون الموبايل ويدخلون المحاضرات بدون كراسات، معظمهم يقضي بعض الوقت في كتابة رسائل بدلا من كتابة ملاحظات المحاضرة أو قد تبلغ به الجرأة أن يطلب الخروج لدقائق للرد على الهاتف وكأنه رئيس الوزراء وليس طالب في عامه الجامعي الأول. الناس هذه الأيام أيضا صاروا يحملون شيئا عجيبا: الرنات، تجلس في عزاء فتفاجؤك نانسي عجرم أوهيفاء بصوتها يخترق المكان فيسكته صاحب الموبايل فعلى عجل ويرسل لمن حوله نظرة اعتذار، وقد يكون رجلا محترما قد بلغ من الكبر عتيا، أو يخترق فضاء مدرج المحاضرة صوت تامر حسني صارخا «يا بنت الإيه» فيغلق الصوت طابة محجبة تبدو عليها سيما الهدوء والرصانة، فلا أفهم... لا أفهم مطلقا! ويحمل آخرون صوت الأذان أو صوت شيخهم المفضل... كلها أحمال واختيارات ولافتات تقول ها أنا ذا.لكن هناك بشر آخرون لا يحملون الهواتف النقالة ولا يعبأون بموسيقى الآي بود، لا يهمهم لباس الشهرة ولا ساعات الشهرة ولا أقلام الشهرة، لا يبالي رجالهم بالثمين من الثياب، ولا نساءهم بالفاخر من العطور بل يحملون شيئا واحدا... يحملون القضية... وتحيطهم رائحة الموت. هناك في غزة لا تحمل النساء في حقائبهن أدوات التجميل، بل صور الشهداء من الأبناء والأزواج، ولا تحمل الشوارع ذكريات الأيام بل رائحة الموت، يحملون فوق جباههم نور العزة... ونحمل نحن عبء الخجل والعار. البعض منا يحمل الريموت يقلب القنوات ويأسى، والبعض يحمل الصناديق يضعها على شاحنات متجهة إلى معبر رفح لأنه لا يملك هو عبوره، والبعض يحمل صور أطفال اخترقت صدورهم رصاصات الوحشية في مظاهرة أمام تلك السفارة أو تلك، في تلك العاصمة أو تلك. وبعض آخر يحمل مكبر الصوت، أو يحمله مكبر الصوت، تحمله الشاشة ممتطيا جواد عنتريته الخشبي، أو حاملا دفتر الشيكات... موقعا بالقلم: المون بلان... من أجل القضية... ودعم النضال. حذرنا القرآن من الذين يحملون العلم كما يحمل الحمار أسفارا، وأعلن أنه «خاب من حمل ظلما».. وأنبأنا عن الذين تولوا أمور الناس فلم يحملوها، وعن الذين «يحملون أوزارهم وأوزارا مع أوزارهم»... وقال تعالى: «وساء لهم يوم القيامة حِملا». قل لي ماذا تحمل... أقل لك من أنت! المقال للاستاذة الدكتورة هبة رءوف عزت أستحضر يوما عبارة قرأتها بأحد كتابات لماما سلوي...."من أراد أن يحيا سعيدا فعليه أن يعيش خفيفا" يبقي التساؤل ماذا نحمل....أيدل حقيقة علي هويتنا و امتدادنا في الحياة؟؟؟ أيكون ما نحمل....حملا يدنو بنا من طريق السعادة أم هو ثقل يزداد وطأة و نصنعه قيدا يثقلنا يوما عن آخر؟؟؟ ماذا نحمل؟؟؟ تحياتي تم تعديل 8 يناير 2011 بواسطة لماضة مصرية جدا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Dreamwithme بتاريخ: 8 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2011 المقال بالذات الجزء الأخير فيه يثير شجون وتفكير عميق أنا شخصيا مؤمنة أن كل ما أحمل شئ سيثقلني ويشدني للأرض أكثر وأنا بأحلم أني أصل للسماء فعلا جملة ماما سلوي "من أراد أن يحيا سعيدا فعليه أن يعيش خفيفا" حقيقية مائة بالمائة كل ما الانسان كان خفيف يقدر يعيش سبيل ودائما من زمان كل ما أقرأ مقولة (كن في الدنيا كعابر سبيل) أنا مش متأكدة هو حديث أم مقولة لكن الجملة كانت ولازالت تثير في داخلي التفكير ......عابر السبيل لايحمل من المتاع الكثير وإذا أخذ القرار بالرحيل ففي ثواني يتحرك بدون الحاجة لجمع الكثير من الأشياء فماذا عني؟ وأنا أدرك يقينا أني عابرة سبيل وأيامي معدودة فما هي أحمالي؟ وأثقالي؟! يقينا نحن مانحمل.....أي ما نحمله يعبر عن مابداخلنا وليس المقصود الأشياء في حقائبنا لكن ماهو في قلوبنا لهذا قررت ألا أحمل شئ إلا الحب فهو الشئ الوحيد المضاد للجاذبية فلن يثقلني وسيأخذني في حلمي للوصول للسماء مساكي بلا أحمال يا لماضة <p class='bbc_center'><span style='color: #000080'><strong class='bbc'><span style='font-size: 14px;'>"من مدحك فإنما مدح مواهب الله فيك.....فالشكر لمن وهب وليس لمن وُهِب له" ابن عطاء السكندري<br /><br />"اللهم من ضاق صدره بنا فاجعل قلوبنا تتسع له" الامام أبو حنيفة</span></strong></span></p> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Simba بتاريخ: 8 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2011 (معدل) انا بس يا لماضة عايز اعرف انتي بتجيبي وقت منين تقري كل المقالات دي وبتقعدي تتنقلي فين وفين علي النت علشان تصادفي الحاجات دي :blink: قديما قالوا: «تحدث حتى أراك»... هي طلعت قديما سبحان الله من حوالي سنة وشوية شهور طلعت علينا اديبة من ا لاديبات الصاعدات في الاسانسير وعدلت المقولة وبقت أسمعني حتي تراني وكتبتها علي الفيس بوك طبعا كم التعليقات والاعجاب والهتاف بحياة الاديبة وصل لعدد مذهل يا يلا ما علينا المقال جميل وممتع جدا وتقريبا تقريبا وصلني مضمونه ... والله اعلم تم تعديل 8 يناير 2011 بواسطة سمبا كلام حسام follow me رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Simba بتاريخ: 8 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2011 فعلا جملة ماما سلوي "من أراد أن يحيا سعيدا فعليه أن يعيش خفيفا" حقيقية مائة بالمائة bv:- bv:- كلام حسام follow me رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
لماضة مصرية جدا بتاريخ: 9 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 يناير 2011 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله رب العالمين ان المقال لاقي قبول من حضراتكم متفقة معاكي يا دريم في النظرة التفاؤلية للحياة جدا....و خصوصا لما بنتمسك بيها كل ما بتزيد دايرة القبح حوالينا ...كل ما بتزيد حالة الظمأ ان احنا نحلم بكل ما هو جميل و نصدق احلامنا مهما اعترضها الوقاع بمفرداته شديدة القسوة مختلفة معاكي في جانب الشجن او الحزن....اللي أثار اعجابي بالمقال أنه بيحاول يجرد الانسان من "أحمال"....بتفقده ملامحه الأصيلة كبني آدم بتسرقه من نفسه.....بتبعده عن هدفه....و الاقسي من ذلك أنها تمنحنه حبوب مسكنة للسعادة و لكنها لا تمنحه سعادة حقيقية المقال بيستعرض مفردات كتير كلنا بناخدها كده كأمر مسلم بيه و تبدا في التغلغل في حياتنا لتصبح ادمانا يصاحبه خدرا غريبا و هي في حقيقة الامر مجرد قشور...يمكن التخلص منها متي أردنا...متي ما تجدد أيماننا أن تحت تلك القشور سنجد الانسان الحقيقي كتير من المفردات دي مرتبطة بالتطور التكنولوجي....لكن مش المشكلة في التكنولوجيا بقدر ما هي المشكلة في ادراكنا لما تمنحه لنا كل تلك التقنيات...هل علاقتنا بمفرداتها علاقة من اتجاه واحد...يعني نستخدمها حين الاحتياج....ام تصعد بنا لدرجات اعلي في السلم....فاصبحنا نجد في رنة الهاتف ونوع اللاب توب....و ماركة الثياب....تحقيق لاشباع احتياجنا من التقبل من الاخرين و بالتالي السعادة و الرضا عن النفس هي محاوةل لاعادة فلترة ما نحمل....و نجعله معبرا عما نحمل في عقولنا بصدق ------------------------ أستاذي سمبا...جزي الله حضرتك كل الخير علي الطارء و اشكرك علي مرورك و تعليقك الكريم تساؤلك حول الوقت....اجابته بسيطة.....استمتع جدا حين اصافح كلمات تصادف هوي في نفسي....فانقلها من هنا....و من هناك...و في بعض الاحيان....اشعر انها تبحث عني....اتعثر بها حين اكون بمبحث عن شيء آخر و يروقني ان دائرة الاستمتاع تتسع و ارجو أن اراك و المحاوارت بداخلها تحياتي استاذي رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبير يونس بتاريخ: 10 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 يناير 2011 لماضة الفكرة عجبتني بس الطرح لا الطرح غير ايجابي بالمرة اولا بدأت بمفهوم عممته ان من تحمل حقيبة غالية لا يهمها تدبير احتياجات البيت ثم ندب على حظ الفقيرة التي ليس لها أغراض تضعها في حقيبة!!! و من أدرانا بحال ذلك الغني؟؟؟ أليس من المحتمل أن ذلك الغني قد أدى حق الله تعالى في ثروته من زكاة و صدقات و بقي له ان يقوم بإظهار نعمة الله عليه ألا يحب الله تعالى أن يرى أثر نعمته على عبده؟؟؟!!! أم لابد للغني من التبرع بماله كله للجمعيات الخيرية حتى يعجبنا؟؟؟!!! أما النساء فيحملن الآن الحقائب، تتراوح بين الحقائب البسيطة أو الجوتشي و لويفيتون، ولم تعد وظيفة تدبير الاحتياجات الرئيسية للأسرة عبئا عليهن كما في الماضي في المدن، وإن بقيت المرأة الريفية والمرأة البدوية تحمل ما تفرضه عليها ظروف البيئة، وليس من ثقافتها حمل الحقائب بل تحمل نقودها بين طيات ثيابها وليس للفقيرة أغراض تحملها في حقيبة نسوية، لكنها قد تحمل ثروتها في الحلي التي ترتديها، فالذهب كما يقول أهل العراق زينة وخزينة، فهي تحمل ثروتها البسيطة... خشية غدر الزمان. ثم اعطت نفسها حق انتقاد و انتقاص المحجبات بل و حتى المنتقبات لم يسلمن من هذا الانتقاد و الانتقاص سبحان الله فلأهتم بحجابي و أحرص على احتشامي بدلا من انتقاص الأخريات فلست أفضل منهن و لا أعلى حتى أنظر لهن بفوقية لكن «الحمل» ليس فقط للحقائب أو الأغراض، يسمي الإنجليز المرأة التي تصبغ وجهها بمستحضرات التجميل أنها «تحمل زينة»، والزينة عندنا تحملها النساء بدلا من الحجاب أو مع الحجاب أو فوق الحجاب، ولم تعد العباءة السوداء أو الحجاب الذي ترتديه الفتيات الشابات ساترا للزينة، بل تتفنن المرأة الآن في إبداء زينتها، فتجد وجها مرسوما بعناية، أو حجابا يشبه اللوحة الفنية، بل صارت عباءات المنقبات موشاة باللامع من النقوش اللافتة وأسماء «الماركات» حتى وإن أخفت الوجه، وبدلا من حمل الثروة في الذهب الذي ترتديه صار هناك أكثر من وسيلة للمباهاة بالغنى، من الساعة الثمينة المرصعة بالألماس إلى السيارة التي تحمل المرأة وتتجول بها في الشوارع والأسواق. لا أدري ما المشكلة أن يستخدم الطلاب التقنيات الحديثة و لا أرى جرأة أن يطلب الطالب الخروج للرد على مكالمة ربما كانت طارئة أو في غاية الأهمية بالنسبة له حتى لو كنا لا نرى ذلك بمفاهيمنا نحن فقد لا أهتم بأمر ما و يكون للآخر مسألة حياة أو موت على العكس أرى من الأدب أن يستأذن الطالب في الخروج للرد على المكالمة بينما هناك ممن " يحملون " عدم اللياقة كانوا ليردوا على المكالمات دون إذن و هم داخل القاعة!!! طلاب الجامعة كانوا يحملون الكتب، لكنهم الآن لم يعودوا يحملونها، فالكثير من مواد الدراسة يقتنصونها من على شبكة الإنترنت، وبعضهم يشتري الكتاب الجامعي ولا يفتحه أبدا لهذا السبب، فصاروا يحملون الموبايل ويدخلون المحاضرات بدون كراسات، معظمهم يقضي بعض الوقت في كتابة رسائل بدلا من كتابة ملاحظات المحاضرة أو قد تبلغ به الجرأة أن يطلب الخروج لدقائق للرد على الهاتف وكأنه رئيس الوزراء وليس طالب في عامه الجامعي الأول. يسوءني جدا ان ارى عبارات السخرية و الاستهزاء مثل الناس هذه الأيام أيضا صاروا يحملون شيئا عجيبا: الرنات، تجلس في عزاء فتفاجؤك نانسي عجرم أوهيفاء بصوتها يخترق المكان فيسكته صاحب الموبايل فعلى عجل ويرسل لمن حوله نظرة اعتذار، وقد يكون رجلا محترما قد بلغ من الكبر عتيا، أو يخترق فضاء مدرج المحاضرة صوت تامر حسني صارخا «يا بنت الإيه» فيغلق الصوت طالبة محجبة تبدو عليها سيما الهدوء والرصانة، فلا أفهم... لا أفهم مطلقا! ويحمل آخرون صوت الأذان أو صوت شيخهم المفضل... كلها أحمال واختيارات ولافتات تقول ها أنا ذا.لكن هناك بشر آخرون لا يحملون الهواتف النقالة ولا يعبأون بموسيقى الآي بود، لا يهمهم لباس الشهرة ولا ساعات الشهرة ولا أقلام الشهرة، لا يبالي رجالهم بالثمين من الثياب، ولا نساءهم بالفاخر من العطور بل يحملون شيئا واحدا... يحملون القضية... وتحيطهم رائحة الموت. مال الاحترام و مال هو بيسمع نانسي و هيفا و ايه يعني الطالبة المحجبة لما تسمع تامر حسني يعني ايه لا أفهم لا أفهم مطلقا! و هو لازم نفهم الناس ؟؟؟!!! هو لازم الناس يمشوا حسب برمجتنا احنا عشان يعجبونا او على الأقل يسلموا من سخريتنا؟؟؟!!! و بعدين ايه وجه المقارنة بين الرنات و بين غزة والقضية الفلسطينية ؟؟؟!!! يعني همة الإخوة الفلسطينيون لا يحملون الموبايلات؟؟؟ الآخرين أحرار و ليس من حقنا الحكم عليهم judge them ما لها حق فيه هو انتقاد فكرة عدم اغلاق الموبايل او حتى وضعه على الوضع الصامت داخل عزاء أو في قاعة المحاضرات و لكن ان تسمح لنفسها انتقاص الآخرين و التعدي على حرياتهم في اختيار ما يريدون فهذا تجاوز غير مقبول لم أرى فقرة تستحق القراءة سوى حذرنا القرآن من الذين يحملون العلم كما يحمل الحمار أسفارا، وأعلن أنه «خاب من حمل ظلما».. وأنبأنا عن الذين تولوا أمور الناس فلم يحملوها، وعن الذين «يحملون أوزارهم وأوزارا مع أوزارهم»... وقال تعالى: «وساء لهم يوم القيامة حِملا». المشكلة ليست في البرمجة التي " نحملها " بل انها لو تروق لنا ...فلا مشكلة أصلا و لكن المشكلة حقا هي اسقاط قناعاتنا الشخصية على الآخرين و جعلها مقياس لاحترامنا لهم لي عودة بإذن الله للإجابة على سؤالك يا لماضة عما أحمله أعد شحن طاقتك حدد وجهتك و اطلق قواك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
م تيمور المراغي بتاريخ: 10 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 يناير 2011 احمل هذين الرائعين ,, :wub: المجد لولادك المخلصين ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان