اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ديوان / رصيف يصلح لقضاء الليل / / للشاعر - سامى الغباشى


samygo

Recommended Posts

مختارات شعرية

(رصيف يصلح لقضاءالليل)

__________________________________________

هناك دائماً مقهي

وامرأة تستطيل لها الأزقة

ورائحة لعابرين

............... مروا من هنا

_____________________________________________

بالتأكيد .. ليس صباحاً جميلاً

1

بلا ذاكرةٍ

يبدأ يومه .. ،

لا يفكر في شيء ..

وجهه لا يدل على صباح ٍ حقيقي

خطوته تائهة في الفراغ

ذاهب إلى حيث يثقل ظله

إذا تكلَّم ..

وإذا صمت ...

وإذا همَّ بالمغادرة ..

2

كمشاهد

يقتل الوقت بالوقت

يتجول بين القنوات الفضائية

و حين تعلن الموسيقي بداية الأخبار ..

يجلس بجديةٍ

لا تليق بنشرة الأخبار

و لا بلون الدماء

ولا بذلة الزعماء الأسرى

أو الأسرى الزعماء ...

3

هكذا ..

فقدت امرأة

كان يمكن أن تحبك

أن ترسل الليل

في عينيك تكراراً بلا خوفٍ ،

أن تنظر إلى عينيها آخر الليل

فتنسى ما تبقى

من حزنك القديم،

4

عندما يكون الوداع جارحاً

كمدية فى ظلمة شارع شعبى

عندما ..

تمنح ما يسد صقيعك لامرأة

لا تؤمن بقلبك

و تتركك عند أول باص ٍ..

غارقاً فى ظلمة الوحدة

عندما ..

تصبح كفك رحماً لكفها

ثلاثون مساءً كل شهر

.. .. .. .. .. .. .. .. .. ولا تؤمن

فأنت فى غير أرضك فارتحل

الميدان مرة أخرى*

1

فجأة ..

أضاءت الهواتف المحمولة

وازدحم البريد الإلكتروني بالنداء :

سنحرر هذا المساء

(من قانون الطوارئ)

2

أبتسمُ حتى العاشرة مساءً

لمحبَّين التقيا بعد خصام

فى زحمة هذا الميدان ...،...

وضعت يدها فى يده دون عتاب ،

هتفا حتى ( بُحّ ) الصوت

واتجها صوب محاريب الروح .

3

ولدٌ يتخلل زحمة هذا الميدان

و ينادي (بخفيض الصوت)

: شاى ...... بسكويت

هذا الولد الطيب

يستثمر طيلة هذا اليوم " مظاهرةً "

ليعوض بعض خساراته .

4

رغم الطقس السيئ

خرجت لتضيف امرأة / صوتا ً

و لتدعم بالصوف محباً يقف على قدميه

منذ العاشرة صباحاً

و إذا احتدم الأمر ..

كانت تركض باحثة عنه

بين عِصِي الأمن

وعربات الإسعاف

5

حين انسل بلحيته

كى يستنزل لعنات الرب

على كل خصوم الدول العربية

طالب أن تبتعد فتاة

تهتف ضد القتلة

و اشترط أن يطفئ رجلٌ سيجارته

كى ينصرنا الله !

مارس 2003

كل هذا الوقت

لم تعد وجوهنا بريئة في المرايا

لذا علينا أن نتكلم كثيراً

عن الاشتهاء المباغت

والنظرة التي تعرف طريقها جيداً

إلى انتصابات داهسةٍ

لا نجد لها حلاًًّ

سوى أن أدخل إليك

وتخرجين بعد صرخةٍ منى ..،..

حينها ..

لن ننظر في المريا

ولن نبحث فى وجوهنا

عن سذاجة فقدناها ...

فقط ...

سنبدد المساءات على طاولات المقاهى

لنهيئ الليل مرة أخرى ...

ونصبح ( كالسائرين نياماً )

متجهين إلى لحظة محددة

وفراشٍ يفتح ظامئةً لمهتاج

وبعدها ...

تذهبين بعينيك

إلى أبعد من جسدى ..،

و تقولين : أنت قرأت خرائط الأنثى

وعرفت أن القاع مرهون بوشوشة

تملك الأذنين ...

يااااااااااااااااااااااه

كم أحبهما مدهوستين بكلماتك ..

كأن إصغائى انتصاباً لأذنىَّ

وكأن انتصابهما داخلا ً إلى فمك

ليلم اشتهاءك

قبل أن يُبرده الهــــواء ..،

لذا أحتاج بعد كل فراش

إلى مساءات كثيرة

أمتلئ بكلماتك في المقهى

وألملم جسدي من عينيك اللاهثتين

العابثتين – بأنحاء مؤلمة – في جسدى .. ،

فاعذرنى إن باعدتك بالمقهى ..

وزرعت عيون المارة عامدة ً

قضبانا بين الجسدين ..

لأرانى عارية في عينيك ..،

فذلك هيأنى مُذ شهرين

لأنفتح كفوهةٍ

وأقول : أحبكَ يا رجلاً

فاحت منه رائحة الشبق

فقلت : ادخلني ..،

وفاحت منى رائحة الحرمان

فلم تستأذن يُمناه

وعابثةً..

دخلت تحت الثوب ..،

صارت كالإزميل ،

يخربش فى الجسد الأملس ،

فأذوب كراقصٍة فى الشارع ،

أغمض عينىَ ..،

أمشى ..

ناعمة خطواتى

لاهثة فوق الأسفلت خطاك

هواجس

الناس طيبون جداً ... ياشريرة

هكذا

قال الولد الطيب في المقهى

للبنت الغاضبة من أمها " السباحة القديمة "

لأنها تحذرها دائماً

من الصداقات المشبوهة

والأولاد الطائشين ..،..

لم تصدقة البنت هذه المرة ..،

و ظلت وراء هواجسها

التى – وحدى – أعرف أنها لم تحدث ،

فصديقتها ..

(التى تعلق خنجراً ذهبياً على صدرها )

لم تفسد العلاقة

بينها و بين زوجها السِّرىِّ..،

لم تقابله سّراً

لم تَتََعر أمامهُ ..،

لم تَسَلهُ : أجسدى أم جسدها أحلى ..،

لم َتقل له

قاتلٌ خروجَك منَّى

دخولك إليَّ ..

وجودك فيَّ

لم تعلهُ كفارسةٍ ..

لم يَعُلها كالثور

لم يحدث أقسم ..،..

والصحفي العجوز

الذى قابلها صدفة فى المصعد ..

لم يُقبلها ..،

لم يحك لها عن شقته الجديدة

لم يَسْتَعِنْ بها لاختيار لون الطلاء .

لم .. .. .. .. ..

وأعطاها صفحة في جريدته الفنية ..،

إذن ..

الناس طيبون جداً ..

كما قال الولد الطيب

وصديقتها – أيضاً – بريئة .،

أصداء

صباحكِ آت

من قَبل (القبل) ..

إلى بعد (البَعد) ..،

إلى أين ؟؟ ‘‘

تقاطعني أصداؤكِ ..،

رفرفة القدمين بأنحاء الغرفة ،

أشياؤك ..،

ملمسكِ الأول ..،

غيبتنا فى رائحة الشبق الطازج

نظرتكِ السكرى نحو الساعة ..،

كم غبنا في جسدينا ؟

هل دُهس الخارج بالظلمة ؟

هل نهدأ بعض الوقت

لكى نقتفي الروحين إلى الملكوت الأرحب ..،

أسئلة ضاحكة فى عينيكِ

و فى عينىَّ

هنالك جغرافيا تتخلق من أعضائكِ ..،

تاريخ باخوسى ينتصب الآن ..،

يزلزلنا ..

يأمرنا أن نصنع من طمي العري قيامة ..،..

إلى أين استدرجت الروح ؟

إلى أين ؟

أيا تلك الورقة

يا كلمات ..،..

كنت أقول لبنت عينيها ناعستين :

صباحكِ آت من صخب التفاحة

فى يوم عاصف ..،

ناج من لفحات الشمس

ومتبوعاً بالزقزقة الفرحى ..،..

(يا الأنثى ) ..،

كم يلزمك الآن من الوقت الصوفي

لكى أتجرد مراتٍ أخرى

معتذراً عن كل حماقاتى

لأعود شفيفاً فى عينيك

نقتسم الوقت ..،

وطعم الشاي ..،

ونحكى عن رهبتنا الأولى ..

ندخل ظلمتنا ..،

نتعرى ..

: ناعمة أنتِ ..،

: بل أنتَ جموحٌ

: صوتكِ عالٍ يا بنت ،

و شبابيك الغرفة مُثقلة بالآذان

..،..،..،..،..،

يااااااااااااااااااااااه

أصداؤك قاسية جداً

قاسية ..

لمّى ذكراك ..

أوحلِّى فى أرصفتى

فالوقت ثقيل ..،

والذكرى شاسعة

وغيابكِ قاس جداً

قاس .. .. ..

أقسى من أم .

هربت من غائلة الموت ،

تاركة فى وجه الطوفان

.. .. .. .. .. .. وليد

لأنها لا تشبه الأخريات

كان عليك

أن تدرك منذ البداية

أنكما مهيئان لفراق تراجيدى

يحمل بعده كل منكما

ذكرياته و يمضى ..

تاركاً فى أذنها : تشبهين الأخريات

وتاركة فى أذنك : عائش في الوهم أنتَ

كان عليك ..

حين رأيتها ترسم محبوبها بجناحين

ووجه وسيم ..

أن تدرك أنها

قد تشتهى الرصيف مرة

قد تغامر بالجوع يوماً

لكنها ..

بعد خطوتين من طريقكما السرى

ستصرخ فى وجهك

دون سبب مقنع

وستسرق من وقتكما الشبقى

(المسروق من الأب و الأم والتعاليم والآخرين )

لتحكى لك عن أبويها

ومصروفها اليومى ..،..

كان عليك

أن تدرك رومانسيتها المفرطة

عندما نبهتكَ غاضبة

إلى أنك تزيل طعم قبلاتها

وأنت تشرب (المانجو) وحيداً

بعد لقائكما الجسدى المتكرر

كان عليك أن تدرك منذ البداية

أن اختلافكما

هو فراقكما المؤجل ..،

وأنها عكس ما قلتَ :

لا تشبه الأخريات .. ، .. ،

لكنك تماما كما قالت :

.. .. .. عائشاً في الوهم .

وحيدة فى الليل

تتباطأ فى الليل ..

رهبتها ليست من عتمة هذا الشارع ..،

ليست من خطواتى

الأبطأ من خطوتها خطوة ..،

رهبتها من شىء يسعى فى ظلمتها

رهبتها تفرز رائحةً تعبث فى جسدى

كأصابع أعمى

تتحسس وجه عزيز عاد ..،

كيف التفَّ الشارع..، ..

كيف تلعثمت قليلاً ..

ونظرت إلي الساعة حين تقابلنا

عند رصيف يصلح لقضاء الليل ..

كيف تخففنا من رهبتنا

حين انطفأ المصباح الأوحد في الشارع

واشتعلت أعمدة الرغبة فينا ..،

بل كيف استسلم كلٌ منا للآخر .

لأغيب سنيناً فى ظلمتها

وتغيب سويعاتٍ فى ظلماتى

----------------------------------------

-----------------------------------------------------

الشاعر/سامى الغباشى-- 0105268324

اصدارات للشاعر:

1- فوق ذاكرة الرصيف 1991 (طبعة محدودة)

2- فضاء لها ومسافة لي 1995 (طبعة محدودة)

3- هزيمة الشوارع 1998 (إصدارات تكوين 2000)

* أعيد نشره مرة أخرى بإضافة بعـض القصائد

بعنوان (و تسميهم أصدقاء) 2002 ، 2003 (هيئة الكتاب)

4- رصيف يصلح لقضاء الليل (دار سنابل 2005)

تم تعديل بواسطة samygo
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...