المعلمة تومسون و قوة الحب

[عبير يونس]

كم هى مؤثرة هذه القصة !

لقد أثارت لدى ذكريات أليمة عشتها فى طفولتى !

تمنيت لو كان لى مثل هذه المدرسة ذات القلب الرحيم !

ولكن أحيانا تتحالف الظروف مع قسوة البشر لتصنع مآسى مؤلمة !

فى طفولتى حدث تحالف غير معلن وغير متفق عليه بين قسوة زوجة الأب وقسوة مدرس الفصل

زوجة أب قاسية خلت من قلبها الرحمة تجاه صغيرا كل ذنبه هو أن الله قد إختار أمه لتسكن إلى جواره وهو دون الثالثة ، فكانت تجبر الطفل على كنس ومسح المنزل وغسل الأطباق فى الصباح وقبل الذهاب إلى المدرسة ، ولايهم إن ذهب الطفل لمدرسته بدون إفطار أوبعد موعد المدرسة وربما بعد انقضاء نصف الحصة الأولى .

ومدرس فصل يسكن فى الجهة المقابلة وعلى بعد أمتارا تقل عن المائة ، ويرى بعينيه ويعلم جيدا مايعانيه ذلك الطفل ، ولكن لأن الرحمة لم يكن لها وجود داخل قلب ذلك المدرس ، فلم يكلف خاطره أن يستدعى الأب ويتناقش معه ، أو على الأقل يكون مثل مدرسة الفصل بطلة هذه القصة فيبدى شيئا من الرحمة فى تعامله مع الصغير ، على العكس دأب على إهانة الصغير أمام زملائه وطرده من المدرسة .

ولكن دائما وبفضل الله كلما قست الحياة علي الإنسان ، كلما جعلته أكثر صمودا وتحملا وقادته إلى النجاح .

رغم الألم الموجود في تلك الأحداث

لكن دي سنن كونية يا أبي الغالي

بدون أن أسأل و أعرف الإجابة

مؤكد ان زوجة الأب الظالمة التي لم تعرف الرحمة مع طفل لم يتجاوز الثالثة

لن ترى الرحمة في حياتها او بعد مماتها

هي من بدأت أن الرحمة غير موجودة

و بالتالي لن تجدها عندما تحتاجها

كذلك ذلك المعلم

الذي وجد ضالته في مظلوم مضطهد لا يقدر على الدفاع عن نفسه

و دائما ما تجد ان معظم من يقومون باضطهاد الآخرين قد وقع عليهم اضطهاد ما و لم يقوموا بمقاومته

بينما من يتمكن من المقاومة

يعلو ليصبح من زمرة الناجحين

و الجميل أنه لا يُسقط هذا الظلم و الاضطهاد على غيره

لأنه نجح في مقاومته

فأبعده عن حياته

هنيئا لحضرتك على المقاومة

التي لا يستطيعها معظم البشر

و يظلون يتمتعون بلعب دور الضحية إلى ما لا نهاية

و يجذبون المزيد و المزيد من الظلم و الاضطهاد إلى حياتهم