رضوي بتاريخ: 20 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 يناير 2011 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هجر القرآن الكريم أ- التحذير من هجره: جاءت النصوص الكريمة من الكتاب والسنة ترشد الأمة إلى تعاهد القرآن بالتلاوة والتدبر، وتحذر كل الحذر من التقصير في حقِّه، أو هجران تلاوته والعمل به. ولقد حكى الله عز وجل شكوى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لربه هجران قومه للقرآن فقال سبحانه: {وقال الرسول ياربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } [الفرقان: 30]. وتوعّد الله سبحانه الذين يعرضون عنه فقال: {وقد آتيناك من لدنا ذكراً * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا } [طه: 99-101] . ثم صوّر حالة ذلك المعرض يوم القيامة فقال: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا * ونحشره يوم القيامة أعمى } [طه: 123-124]. ب- أنواع هجر القرآن : 1.هجر سماعه وتلاوته: - لا يوجد على وجه البسيطة كتاب يحرم هجره، ويجب تعاهده وتلاوته إلا القرآن الكريم، فإن هذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أي كتاب. - وقد أثنى الله عز وجل على الذين يتعاهدون كتاب ربهم بالتلاوة فقال: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون } [آل عمران: 113]. - وحتى لا يقع الناس في هجران القرآن، فقد بحث العلماء مسألة: في كم يقرأ القرآن، وقالوا: "يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن ". 2.هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه: - يحرم هجر العمل بالقرآن الكريم، لأن القرآن إنما نزل لتحليل حلاله وتحريم حرامه والوقوف عند حدوده. فلا يجوز ترك العمل بالقرآن، فإن العمل به هو المقصود الأهم والمطلوب الأعظم من إنزاله. 3.هجر تحكيمه والتحاكم إليه: - أنزل الله عز وجل كتابه الكريم حتى يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ونهاهم سبحانه عن تحكيم أو تحاكم إلى غير القرآن. - فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين، وهو الحكم فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم ودنياهم، فلا يجوز هجره لابتغاء الحكم في غيره. 4.هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه: - تدبر القرآن الكريم وتعقل معانيه مطلب شرعي، دعا إليه القرآن وحثّت عليه السنة، وعمل به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، قال تعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [ص: 29]. وقال أيضاً: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [محمد: 24]. وعليه فلا يجوز هجر تدبره وتأمل معانيه وأحكامه. 5.هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان: وردت نصوص كثيرة في أن القرآن الكريم شفاء، قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } [الإسراء: 82]. وقال: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } [فصلت: 44]. وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم صور تطبيقية عديدة للتداوي بالقرآن، سواء كان دواء للأبدان، أو للنفوس . - وهجر الاستشفاء بالقرآن خلاف السنة، فهو مذموم وممقوت. منقول اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 20 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 يناير 2011 إن ظاهرة هجر القراءة والتلاوة من المظاهر البارزة في المجتمع الاسلامي حتى أصبح القرآن الكريم لايتلى إلا على الأموات,وحتى أن احدنا إذا سمع قائلاً يقول (الفاتحة) يتبادر الى ذهنه ان هناك ميتاً!!,وتتبادر الى انفه رائحة السدر والكافور!!. ومع كل دعوات القرآن وصرخاته لتلاوة القرآن وترتيله ,ومع كل دعوات الرسول والائمة ,فإننا لانجد آذاناً صاغية إلا عند القليل القليل من المؤمنين!!.قال تعالى : (ورتل القرآن ترتيلا) (المزمل/4) وقوله (فاقرأوا ماتيسر من القرآن) (المزمل/20).وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :"من قرأ القرآن قبل ان يحتلم فقد اوتي الحكم صبياً" "اذا أحب احدكم ان يحدث ربه فليقرأ القرآن". ويحذرنا الرسول الكريم من ان نعيش في يوم في عداد الغافلين,حيث يقول "من قرأ عشر آيات في ليله لم يكتب من الغافلين.ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين.ومن قرأ ثلاثمئة آية كتب من الفائزين.ومن قرأ خمسمئة آية كتب من المجتهدين"! ومما يثير العجب والدهشة أن كثيراً من المؤمنين لايجيدون قراءة القرآن وتلاوته,ولايميزون بين الاخفاء والإدغام.وقد يتخوف بعض المؤمنين من التلاوة لأنه لايعرف احكامها,فهذا رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) يقول:"اذا قرأ القاريء فأخطأ أو لحن أو كان أعجمياً كتبه الملك كما انزل"! وترتيل القرآن من الأمور الاساسية في تكوين الشخصية الايمانية حيث تمنحها القراءة رقة وقوة معاً,رقة في المشاعر والاحاسيس,وقوة في المواقف الصعبة التي يكتنفها المصاعب والمتاعب والآلام.ولهذا جاء الأمر القرآني لرسول الله (صلي الله عليه وسلم ):- (يا ايها المزمل قم الليل إلا قليلأً نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) كل ذلك استعداداً للحمل الثقيل والمسؤولية الكبيرة (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا).وجاء التخفيف للمؤمنين ( فاقرأوا ماتيسر من القرآن علم ان سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض وآخرون يقاتلون في سبيل الله) ولكن لابد من مواصلة القراءة اليومية بقدر الامكان ولهذا (فاقرؤا ما تيسر منه). ومن سمات المتقين الأساسية وطبيعتهم اليومية الليلية هي تحزين النفسي بالقرآن من خلال تلاوته وترتيله. فهذا علي ,يصف هذا العلاقة اليومية بأروع وصف:"أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا,يحزنون به أنفسهم,ويستشيرون به دواء دائهم,ويضيف قائلاً:"فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً,وتطلعت نفوسهم اليها شوقاً,وظنوا أنها نصب أعينهم,وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغروا اليها مسامع قلوبهم,وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم".فأين نحن من هؤلاء؟! إن هناك فرقاً بين أن تقرأ القرآن بترتيل وبين ان تقرأه بدون ترتيل,فإن (الترتيل يعطي لقراءتك جوا روحاني ..هذا الجو يجعل قلبك يهتز بالكلمة فيتقبل الكلمة بطريقة تتناسب مع الانفتاح الروحي,والموسيقى ليست كلها لهواً,وشيئاً باطلاً,فإن الموسيقى الباطلة هي الموسيقى التي تثير مكامن اللهو في نفسك,وتثير مكامن الخلاعة في نفسك,والتي تجعلك تعيش في جو روحي يملا الكلمة بمعنى يعطي للكلمة جدها...فهذا شيء مستحب.ولهذا ورد في الاحاديث حرمة التغني بالقرآن". جاء في الدر المنثور عن علي ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن قول الله : (ورتل القرآن ترتيلا) قال :بينه تبييناً ولاتنثره نثر الرمل,ولاتهذه هذ الشعر,قفوا عند عجائبه,وحركوا به القلوب,و لايكن هم أحدكم آخر السورة). اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 20 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 يناير 2011 ثانياً:هجر الاستماع:- ومن المصائب التي نراها في اوساط المسلمين بل والمؤمنين هي أنهم في كلامهم ومحادثاتهم لايختلفون قبل قراءة القرآن وبعده,بل انهم يزدادون صراخاً ودوياً حينما يقرأ القرآن على مسامعهم,وكأن الله سبحانه أمر في قرآنه باللغو حين الاستماع بقوله تعالى : (واذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)! ان القرآن لم يقبل منا بالسماع فحسب,بل اراد منا الاستماع,وهو السماع الواعي المتدبر,وأنك اذا رأيت هذه الظاهرة السيئة جداً,ظاهرة اللغو والقرآن يتلى,لترحمت على السامعين فضلاً عن المستمعين! ومن الغريب أنك لاترى إستنكاراً لهذه الظاهرة الغريبة المنكرة!!واكبر الظن ان هؤلاء (اللاغبين) لايعرفون قيمة الاستماع الى القرآن الكريم,ويحسبون ذلك من الامور العادية,بينما الآية المباركة والروايات صريحة بضرورة الاستماع والانصات,وفيهما انفتاح لباب الرحمة الالهية التي تتطلع اليها قلوب المؤمنين (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) إنها الرحمة الالهية التي تهبط على هؤلاء المنصتين المستمعين. عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):"يدفع عن قاريء القرآن بلاء الدنيا,ويدفع عن قاريء القرآن بلاء الآخرة"وما قيمة بلاء الدنيا جنب بلاء للآخرة؟! وعنه (صلى الله عليه وسلم) :"من استمع آية من القرآن خيرله من تبير ذهباً"!!وتبير اسم جبل عظيم باليمن. ويستعرض لنا القرآن الكريم استماع المؤمنين الصالحين بقوله: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا,ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) (الاسراء/109). ويصف القرآن حالة الاجيال الايمانية على طول التاريخ حينما يستمعون الى آيات الله بقوله: (اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً) ( مريم /58). ويرسم القرآن ماينبغي ان يكون عليه المؤمنين وهم يستمعون القرآن : ( الله نزل احسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ) (الزمر /23 ). إنه الاستماع الخاشع,والعيش الكريم في اجواء القرآن,والخرور للاذقان سجداً وبكيا,وقشعريرة الجلود ثم لين الجلود والقلوب معا!فأين نحن من هؤلاء؟! اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 20 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 يناير 2011 ثالثاً:هجر الحفظ:- قد يحفظ أحدنا اشعارا كثيرة لشعراء,وقد يحفظ نصوصاً كبيرة لأدباء وبلغاء,اما أن نحفظ القرآن فهذا مايندر وجوده هذه الايام حتى في أوساط المؤمنين الدارسين.......ولهذا فإنك اذا سمعت أحدهم يستشهد بآية مباركة يرتبك يتلعثم , بينما ينطلق لسانه مغرداً في القصائد الشعرية , وهذه ظاهرة مرضية. لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حريصاً على حفظ القرآن حتى انه كان يسبق جبرائيل - هكذا قيل- قبل ان يكمل المقطع القرآني النازل عليه , فجاء القرآن ليطمئنه على حفظه , وهذا نفهمه من ظاهر قوله ( لاتحرك به لسانك لتعجل به.إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه)! (القيامة / 16-19 ). إن لحافظ القرآن الكريم منزلة عظيمة , ومكانة مرموقة لايرقى اليها أحد , فهذا الرسول الكريم يطمئن حفظة القرآن بقوله : " من اعطاه الله حفظ كتابه فظن أن أحداً أعطي افضل مما أعطي فقد غمط أفضل النعمة " !! وعنه (صلى الله عليه وسلم) : " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن , كالبيت الخراب " أنا سورة كذا وكذا,ولو لم تنسني لرفعتك الى هذا المكان"!! اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 رابعاً : هجر التدبر :- إن كل انسان مهما كان مستواه العلمي والثقافي له الحق في أن يعيش التدبر في آيات الله,متفكراً ومستلهما ً, حيث ان من معجزة القرآن الكريم انه قابل للفهم من قبل جميع المستويات , حتى الامي الذي لايقرأ ولايكتب يفهم القرآن , ولكن مستويات الفهم والاستيعاب متباينة . وهذه خاصية فريدة للقرآن الكريم لايمتاز بها أي كتاب آخر على الاطلاق , وانك إذا اخذت أي كتاب آخر فأنك لا تستطيع ان تجعله في متناول الجميع إما لسهولته عند البعض أو لصعوبته عند بعض آخر. إن كثيراً من المؤمنين يتصورون خطاً انه لايجوز تدبر القرآن إلا لمن كان يتوفر لديه شروط المفسر من معرفة دقيقة بأساليب اللغة , والبلاغة , والأصول والمنطق والفلسفة وغيره ...... وقد توهم هؤلاء فحرموا انفسهم التدبر في آيات الله التي يحق لكل انسان ان يعيشها . والقرآن يصرخ فينا (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وليس مفسر ! , والقرآن ينادينا (لقد انزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون) (الانبياء/10), بل ويستنكر على هؤلاء الذين لايعيشون مع القرآن حالة التفكر والتدبر بقوله ( أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)؟! (محمد / 24) بل إن القرآن نزل للتدبر , بقوله (كتاب انزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ). إن من حق كل قاريء للقرآن وسامع أن يتدبر كل حرف من حروفه , وكل مفردة من مفرداته , وكل آية من آياته......... من حقك أن تتدبر الحرف القرآني وانت تقرأ قوله تعالى على لسان ابراهيم (عليه السلام) : (الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين . واذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ثم يحيين) ! (الشعراء/78-81) فلماذا هذا الاختلاف في حروف العطف: الواو , الفاء , ثم ؟ ولماذا يؤتى بالضمير (هو) ؟ ولماذا تغير السياق في (مرضت) ( خلقني , يطعمني , يميتني ) ولم يقل: (يمرضني) ؟! والحروف في قوله تعالى : (قال ماخطبكما ؟ قالتا : لانسقي حتى يصدر الرعاع وأبونا شيخ كبير فسقى لهما , ثم تولى الى الظل فقال رب إني لما أنزلت الي من خير فقير . فجاءته إحداهما تمشي على استحياء...) (القصص / 23-25). فقد جاء حرف (الفاء) في قوله (فسقى لهما ) , وحرف (ثم ) في قوله (ثم تولى الى الظل) , ثم جاء حرف الفاء في قوله (فقال رب) , وفي قوله (فجاءته احداهما) . وكيف جاءت (تمشي على استحياء) وليس باستحياء فحسب ؟!. ومن حق كل قاريء أو سامع لقوله تعالى: ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ً. فاذا فرغت فانصب) – (الشرح 4/7 ) أن يتدبر الاسم (مع) , فلم يقل : إن بعد العسر يسرا ولماذا هذا التأكيد ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا )؟ ولماذا جاءت (العسر) معرفة , و(اليسر) نكرة ؟ وكيف ينصب الانسان بعد أن يفرغ ؟! ومن حق كل قاريء ان يتدبر في سياق قوله تعالى (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه )( عبس :36 ) بينما نجد في آية أخرى (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه . وصاحبته واخيه) – (المعارج :12) فلماذا هذا الترتيب من الأخ الى الابن؟! وفي قوله تعالى (فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا) – (آل عمران :146 ) فما هو السر في نفي الوهن اولاً والضعف ثانياً والاستكانة ثالثاً؟! وفي قوله (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين) – (البقرة :155) فما هو السر في تقديم الخوف على الجوع , والجوع على نقص الاموال..؟ وما هو السر في تقديم الأموال على الأنفس في آيات الجهاد , بينما تقدم الأنفس على الاموال في آيات الشراء (وجاهدوا في سبيل الله باموالكم وانفسكم) (إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم )؟! وماهي الحكمة في الترتيت في قوله تعالى (ياايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم تفلحون) – (آل عمران:200 )! ولماذا ذكر يوسف (اليوم) في قوله (قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم...)- (يوسف :92) ؟ يقول احد الأئمة :"آيات القرآن خزائن العلم,فكلما فتحت خزانه ينبغي لك أن تنظر مافيها". إن في وصايا الرسول (صلي الله عليه وسلم ) للذين يريدون ان يتدبروا القرآن , وصيتين اساسيتين : الأولى : " لايكن هم احدكم آخر السورة" . الثانية : "إقرأوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا"! اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 خامساً :هجر العلم والعمل :- لم يستوعب اعداء الاسلام في عصر الرسالة , السر وراء ظاهرة (المكث) و (التنزيل) في نزول القرآن (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) (الكهف :106) , حتى أنهم كانوا يتمسكون بهذه الورقة لاثبات بطلان القرآن بقولهم : (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) ؟! ولايدري هؤلاء بأنه من دون هذا التدريج في نزول القرآن خلال اكثر من عشرين عاماً , لايمكن أن تتحق رسالة القرآن في التربية والتغيير وصناعة الأمة وبنائها بناء قرآنياً سليماً , من خلال مواكبتها في عسرها ويسرها , وانكسارها وانتصارها هذا أولاً , وفي تغيير النفوس والقلوب ثانياً , وفي تثبيت الرسول القائد في ساحة المواجهة والصراع ثالثاً : ( وقال الذين كفروا لولا نزل القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ونزلناه تنزيلا) – (الفرقان :32). (فالقرآن لم ينزل للتثقيف وتخزين المعلومات وانما نزل للعلم والعمل معاً , نزل ليقود امةً في صراعها المرير , ويوجه حركتها ويراقب مسيرتها الدامية.) جاء في كتاب الاتقان للسيوطي عن عبد الرحمن السلمي قال : حدثنا الذين كانوا يقرأون القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي (صلى الله عليه وسلم ) عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل.. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً . ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. ويفسر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) قوله تعالى (والذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به , ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون) . يقول (صلي الله عليه وسلم) : "حق تلاوته" يتبعونه حق اتباعه . إن من السهل ان ترتل قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ) ولكن السعي لتطبيق هذه الآية على الأرض يحتاج مزيداً من الدموع والدماء , والقتلى والشهداء ! وإن من اليسير ان تقرأ قوله تعالى : ( اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ) ولكن من الصعب جداً أن تشخص "اولي الامر" وتسير تحت رايتهم ! وما أيسر وأسهل قراءة الآية المباركة (ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) –( فصلت :34 ) لكن ماأصعب وأعسر تجسيدها , انها تحتاج الى امرين : الصبر الكبير والحظ العظيم ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم) , والتعبير ب (يلقاها) يشعر بعسر التلقي البالغ , وتكرار (يلقاها) يرسم لك ضخامة هذا الأمر وصعوبته . ولهذا ينبغي ان نعرف حقيقتين قرآنيتين اساسيتين : الأولى : إن القرآن سهل وميسر (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)؟ الثانية : إن القرآن ثقيل وعسير (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)! وما اجمل ماقاله الشهيد سيد قطب في ضلاله : [القرآن في مبناه ليس ثقيلاً فهو ميسر للذكر ,ولكنه ثقيل في ميزان الحق,ثقيل في اثره في القلب: (لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) فأنزله الله على قلب اثبت من الجبل يتلقاه] . وإن تلقي هذا الفيض من النور والمعرفة والاستيعاب , لثقيل , يحتاج الى استعداد طويل . وإن التعامل مع الحقائق الكونية الكبرى المجردة , لثقيل , يحتاج الى استعداد طويل. وإن الاتصال بالملأ الأعلى وبروح الوجود وأرواح الخلائق الحية والجامدة............ لثقيل يحتاج الى استعداد طويل. وإن الاستقامة على هذا الأمر بلا تردد ولاارتياب ولاتلفت هنا أو هناك وراء الهواتف والجواذب والمعوقات, لثقيل , يحتاج الى استعداد طويل". وماأروع ماسجله العلامة فضل الله في وحيه: (انا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) وهو القرآن الذي يحمل في داخله كل مفاهيم الرسالة وخطوطها الفكرية والعملية في الحياة , فيما يدفع به الانسان الى الالتزام في دائرة المسؤولية التي تثقل عليه من خلال تحويل الحياة في وجدانه الحركي , من ساحة للاسترخاء واللامبالاة والسكون والحرية الغارقة في بحار الشهوات , والمتخبطة في وصول الجريمة , الى ساحة للدعوة الى تصحيح الفكر واستقامة القصد ووضوح الهدف وطهارة الوسائل وتنظيم الحياة وتوجيه الانسان نحو القضايا الكبيرة....... على ضوء ذلك , فإن القول الثقيل لايتمثل في الثقل المادي فيما قد توحي به الروايات التي تعبرعن الضغط الذي كان يتعرض له النبي في جسده في تأثيراته الشديدة القاسية عند نزول الوحي عليه , بل يتمثل في ثقل الأعباء الملقاة على عاتق الانسان , المسلم الذي يواجه التحديات من موقع الايمان الرسالي الذي يثبت في كل حالات الاهتزاز الروحي الذي يعمل على اسقاط الواقع من حوله " . اذن ثقل القرآن الكريم من ثقل المسؤولية الكبيرة,والاهداف الكبيرة , والهموم الكبيرة............(ياأيها المدثر قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فأهجر . ولاتمنن تستكثر . ولربك فاصبر ) !! إنها المسؤوليات الجسام , والمهام العظام , من القيام المستمر , والانتزاع من التدثر والفراش والدفء الى سوح الجهاد والكفاح والثورة , وانها الرسالة التي تحتاج الى المزيد من البذل والعطاء , والدموع والدماء , كما وتحتاج بعد كل ذلك الى الشعور بالتقصير , ورؤية مااعطاه وبذله صغيراً وحقيراً (ولاتمنن تستكثر) !!!!! اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "عدد درج الجنة عدد آي القرآن ، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : اقرأ، وارق لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة." وعن أبي عبد الله قال: "الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة." وعنه : "القرآن.. القرآن.. إن الآية من القرآن والسورة لتجيء يوم القيامة، حتى تصعد ألف درجة، يضيء في الجنة، فتقول: لو حفظتني لبلغت بك ههنا." وعنه: "إن الذي يعالج القرآن ليحفظه بمشقة من وقلة حفظه له أجران." وعنه : "من نسي س ورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنة، فإذا رآها قال: ما أنت فما أحسنك ليتك لي، فتقول: أما تعرفني أنا سورة كذا وكذا، ولو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان." وعن موسى بن جعفر : "إن درجات الجنة على قدر آيات القرآن، يقال له: اقرأ وارقأ فيقرأ ثم يرقى." اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيكم، وأهل بيت نبيكم." وقال الإمام الصادق : "أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم برغبتهم فيما عنده، فإن القرآن شافع مشفع." اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
م تيمور المراغي بتاريخ: 21 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 (معدل) موضوع متعوب عليه تسلم ايدك وفي موازين حسناتك ان شاء الله ,,, اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبنا http://www.youtube.com/watch?v=q5CX6s2Jzh8 تم تعديل 21 يناير 2011 بواسطة architect المجد لولادك المخلصين ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
om marawan بتاريخ: 21 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 ماشاء الله ربنا يبارك لك يارضوى يارب على هذا التذكير الرائع (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وليس مفسر ! , والقرآن ينادينا (لقد انزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون) (الانبياء/10), بل ويستنكر على هؤلاء الذين لايعيشون مع القرآن حالة التفكر والتدبر بقوله ( أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)؟ اوجعنى جدا ماذكرتنا به من انا ينادي رب العزة فى قرآنه العباد للقراءة والتدبر وكيف حين تكون هذه القراءة وهذا التدبر هو كل الخير لنا ولاهلنا فى الدنيا والآخرة تسلمي على النقل الموجز الرائع وجعله الله فى ميزان حسناتك يارب لكل من قرأه وكل من عمل به يا بخت من يقدر يقول واللي ف ضميره يطلَّعه يا بخت من يقدر يفضفض بالكلام وكل واحد يسمعه يقف في وسط الناس ويصرخ : آه يا ناس ولا ملام ييجى الطبيب يحكي له ع اللي بيوجعه يكشف مكان الجرح ويحط الدوا ولو انكوى يقدر ينوح وأنا اللي مليان بالجروح ما اقدرش أقول ما اقدرش أبوح والسهم يسكن صدري ماقدرش أنزعه صلاح جاهين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
tarek hassan بتاريخ: 21 يناير 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ ] الفرقان: 30 بارك الله فيك أختنا الكريمة على هذا الموضوع الطيب المبارك هناك نوع من الهجر وأراه من أخطر أنواع الهجر وهو هجر الخطباء للقرآن وخاصة الخطباء المشهورين والمنتشرة شرائطهم بين الناس في المحلات والميكرباصات وغير ذلك فترى الواحد منهم يقول الخطبة أو الدرس ساعة أو أكثر كلها قال فلان وقال علان ولا يقول قال الله رب العالمين ولا يستشهد بآية إلا نادرا وتراهم يهتمون بسرد القصص لتسلية العوام وفي رأيي أنهم بذلك سبب في صرف الكثيرين عن كتاب الله بدلا من تحبيبهم فيه ودعوتهم إليه وإلى أحكامه وإعجازه وتوحيده ومعاملاته وكل ما فيه هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا أو أن اصل لمثالية كلامي ولا يوجد كلام مثالي ولا مثالية لمتكلم رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 موضوع متعوب عليه تسلم ايدك وفي موازين حسناتك ان شاء الله ,,, اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبنا http://www.youtube.com/watch?v=q5CX6s2Jzh8 شكراً اخي الكريم ولك مثل هذا وشكراً على الفيديو القيم اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 ماشاء الله ربنا يبارك لك يارضوى يارب على هذا التذكير الرائع (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وليس مفسر ! , والقرآن ينادينا (لقد انزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون) (الانبياء/10), بل ويستنكر على هؤلاء الذين لايعيشون مع القرآن حالة التفكر والتدبر بقوله ( أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)؟ اوجعنى جدا ماذكرتنا به من انا ينادي رب العزة فى قرآنه العباد للقراءة والتدبر وكيف حين تكون هذه القراءة وهذا التدبر هو كل الخير لنا ولاهلنا فى الدنيا والآخرة تسلمي على النقل الموجز الرائع وجعله الله فى ميزان حسناتك يارب لكل من قرأه وكل من عمل به حبيبتي نورتي التوبيك ياقمر كلنا بنزعل اوي من نفسنا بجد لما بنلاقينا مقصرين في حقنا ............ والحياه والمشاغل بتاخدنا وبنتشغل عن اعظم حب في الدنيا حب الخالق عز وجل وبتخنق واتألم اوي ......... لما افتكر اني حافظة بعض الاجزاء ......... بس محتاجة اراجعهم من تاني ........ او انسى حكم من احكام التلاوة او اسمع سورة بحبها اوي ( زي البقرة والرحمن والكهف ويوسف ومريم ......) والاقيني بقالي كتير ماقريتش واللي بيقتلني بجد ......... لما اكون بتناقش في موضوع واستشهد بأية ......... واخاف اغلط فيها وحصلت اني غلطت قبل كدة واتضايقت اوي من نفسي يارب يكون الموضوع دة تذكرة لينا كلنا ............ بحب عظيم مش لازم ننسى واجبنا نحوه اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 21 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يناير 2011 بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ ] الفرقان: 30 بارك الله فيك أختنا الكريمة على هذا الموضوع الطيب المبارك هناك نوع من الهجر وأراه من أخطر أنواع الهجر وهو هجر الخطباء للقرآن وخاصة الخطباء المشهورين والمنتشرة شرائطهم بين الناس في المحلات والميكرباصات وغير ذلك فترى الواحد منهم يقول الخطبة أو الدرس ساعة أو أكثر كلها قال فلان وقال علان ولا يقول قال الله رب العالمين ولا يستشهد بآية إلا نادرا وتراهم يهتمون بسرد القصص لتسلية العوام وفي رأيي أنهم بذلك سبب في صرف الكثيرين عن كتاب الله بدلا من تحبيبهم فيه ودعوتهم إليه وإلى أحكامه وإعجازه وتوحيده ومعاملاته وكل ما فيه صعب اوي نصدق اي شيخ او خطيب لايستشهد بآيات القرآن الكريم ......... اكيد بيفقد مصداقيته عندنا ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا , كتاب الله وسنتي ) وصدق رسولنا الكريم شكراً اخي الفاضل وجزاك الله خيراً اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
رضوي بتاريخ: 22 يناير 2011 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 يناير 2011 أسباب هجر القرآن الكريم: إن الخلل يكمن في أنفسنا، وهذه بعض أسباب ذلكم الخلل فمن تلك الأسباب: أولاً: الانشغال بغير القرآن عن القرآن: فقد أصبح جل اهتمامنا وشغلنا بغير القرآن الكريم مما أدى إلى التشاغل عنه وهجره. ثانيًا: عدم التهيئة الذهنية والقلبية عند قراءة القرآن الكريم: فعند قراءتنا للقرآن الكريم لا نختار المكان الهادئ، البعيد عن الضوضاء، إذ أن المكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة، ويسمح لنا كذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استُثيرت بالبكاء والدعاء، وعدم لقائنا بالقرآن في وقت النشاط والتركيز بل في وقت التعب والرغبة في النوم. إلى جانب أننا لم نعمل على استجماع مشاعرنا قبل القراءة، ولم نتخد الوسائل المؤدية لذلك كالدعاء وتذكر الموت، والاستماع إلى المواعظ. ثالثًا: عدم القراءة المتأنية والتركيز معها: فعلينا ونحن نقرأ القرآن أن تكون قراءتُنا متأنيةً، هادئةً، مرسلةً، وهذا يستدعي منا سلامة النطق وحسن الترتيل، كما قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) سورة المزمل. وعلى الواحد منا ألا يكون همّه عند القراءة نهاية السورة، بل لا ينبغي أن تدفعنا الرغبة في ختم القرآن إلى سرعة القراءة. رابعاً: عدم التجاوب مع القراءة: فالقراءة خطاب مباشر من الله عز وجل لجميع البشر، وهو خطاب يشمل أسئلةً وإجاباتٍ ووعدًا ووعيدًا، وأوامرَ ونواهي، فالتجاوب مع تلك العناصر يساعدنا على زيادة التركيز عند القراءة وعدم السرحان. آثار هجر القرآن: ولنعلم جميعاً أن لهجر القرآن آثاراً سلبية على المسلم والمجتمع، فعلى المسلم أن يتنبه لها ومن هذه الآثار: 1. قسوة القلب: لأن القرآن الكريم يعمل على ترقيق القلوب المؤمنة فهي تطمئن بذكر الله {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد، فنعوذ بالله من القلب القاسي. 2. تغلب الشيطان وأعوانه من شياطين الجن والإنس: فذكر الله تعالى خير حافظ للعبد، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين. 3. حرمان العبد من فضل التلاوة والتعبد بها: فقد فوت العبد على نفسه بهجرانه للقرآن أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً. 4. الحرمان من شفاعته له يوم القيامة: فقد جاء في الحديث: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه).رواه مسلم 5. موت السنة وانتشار البدعة بسبب الإعراض عن كتاب الله. 6. هجر السنة: فتكثر الأهواء ويقل العلم وينتشر الجهل وكل هذه عوامل على انتشار البدع وتحكيم الهوى. فالله الله في العناية بكتاب الله تلاوةً وحفظاً وتدبراً، والحرص على تعلم القرآن وتعليمه، والإنفاق في سبيل ذلك على حلقات تحفيظ القرآن الكريم والعمل على تشجيع أبنائنا وبناتنا -خاصة - للالتحاق بتلك الحلقات؛ لما في ذلك من خدمة للقرآن وعلومه، والفوز بالخيرية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري اللهم إرزقني بفرحة ... تجعلني أسجد لك باكية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان