فليتنحى عرفات

[ragab2]

فليتنحى عرفات

وكفى احباطا للشعب الفلسطينى

من المعروف أن الرئيس عرفات قد وثب على السلطة الفلسطينية بمساعدة هيكل الذى زكاه لدى ناصر لتنصيبه رئيسا للسلطة الفلسطينية بعد تردده على هيكل مرات كثيرة طالبا منه التوسط لدى ناصر لاعتماده رئيسا للثورة الفلسطينية وهذا بشهادة هيكل نفسه

ولذا نتعجب حين نسمع أنه الرئيس الشرعى المنتخب والوحيد للشعب الفلسطينى

ونتسائل متى تم انتخابه وبأى طريقة انتخب والشعب الفلسطينى مقيدا بالاحتلال وهل كانت انتخابات نظيفة أم على شاكلة الاستفتاءات المضروبة التى نصب بها كثيرا من الرؤساء العرب بنتيجة تسعة وتسعون وعشرة تسعات من المائة

وللحقيقة فان دهاء عرفات ومراوغاته وقراراته الغير مدروسة قد أفقدت الشعب الفلسطينى كثيرا وأخرت قيام الدولة الفلسطينية

وأدار عرفات الشؤون الفلسطينية بطريقة صاحب العزبة الذى يحتفظ بالميزانية فى جيبه ويصرف أو يبذخ منها يمنى ويسرى دون رقيب أو حسيب

فتارة نسمع عن اقراضه اندونسيا ستمائة مليون دولار وفى أخرى أنه أقرض المرحوم الرئيس حافظ الأسد ثلاثمائة مليون دولار وحدث خلاف بينهم حين جاء دور تسديد هذا القرض

كما نشر فى كثير من الصحف الفرنسية والسى ان ان عن ضبط السيدة سها عرفات زوجته فى باريس وبحوذتها عشرة مليون دولار وكان التحقيق معها هو من أين لكى هذا

هذا غير تجميع الفاسدين والمنافقين حوله والاغداق عليهم بالأموال والهبات لضمان ولائهم له

اعتمد عرفات فى سبيل البقاء فى السلطة على القمع والبطش لكل معارضيه وقد أنشأ لذلك الكثير من الأجهزة الأمنية التى تراوحت بين اثنى عشر وسبعة عشر جهازا أمنيا تحت قيادته ولم يشأ أن يفرط فيهم أو يضمهم لرئيس وزرائه فى وزارة الداخلية سواء فى وزارة أبو مازن أو وزارة قريع حتى يضمن لنفسه السلطة والبطش لمن يخالفه ولأن هذه الأجهزة هى التى تعطيه القوة والردع لكل معارض له بعد تنازله بالضغط عن جزء من أموال الشعب الفلسطينى لضمها لوزارة المالية المستحدثة

حتى وهو أسير يرفض التنازل عن هذه الأجهزة واعطاء الصلاحيات لرئيس وزرائه وكان هذا من أسباب سقوط الوزارتين واستقالة رؤسائها بسبب عدم اكتمال صلاحياتها وفقدها للقرار الذى ظل بيد عرفات

ولا يهم عرفات فى ذلك غير بقائه فى السلطة حتى لو توقفت مسيرة انشاء واقامة الدولة الفلسطينية على مقولة .. فيها لأخفيها

أو .. على وعلى أعدائى

لم يعترف الرئيس الفلسطينى بتقدم العمر وأمراض الشيخوخة وتهتهة كبار السن وفقد السيطرة على القرار فهو رئيس مدى الحياة لأنه رئيس عربى أولا .. ولأنه يحكم شعبا تحت وطأة الاحتلال ومشغول بمقاومة الاحتلال الغاشم ..

وليشرب المعترض والمتضرر من البحر

[أسامة الكباريتي]

رئاسة عرفات لمنظمة التحرير كانت تحصيل حاصل بعد تنحي المرحوم أحمد الشقيري بعد نكبة 1965 ..

ففتح كانت في طور الصعود السريع ..

وكانت فلسطينيا الأكثر قبولا لابتعادها عن الحزبية بعكس باقي التنظيمات الفلسطينية التي لنبثق كل منها من حزب عربي كامتداد فلسطيني للحزب ..

ما سعت اليه فتح كان هو القبول لدى عبد الناصر الذي كان يضع فيتو عليها بسبب خلفيات معظم قياداتها (إخوان مسلمون) ..

وكان دور هيكل هو توضيح موقف فتح العروبي وانسلاخ قادتها عن ماضيهم الحزبي أو الحركي ..

سيطرت فتح على م.ت.ف. سيطرة شبه مطلقة ..

حصة فتح في المجلس الوطني الفلسطيني 40% من عدد الأعضاء .. (ذات الحصة طالبت بها حماس للموافقة على دخول م.ت.ف)

عاد عرفات إلى غزة والضفة ببقايا قواته التي ظلت في معسكرات نائية في تونس والجزائر والسودان واليمنين الشمالي والجنوبي والعراق منذ خروجها من لبنان 1982 حتى عودتها إلى فلسطين 1994 (12 عاما) ..

يمكنكم تخيل مستوى الفساد الذي تدنت إليه تلك القوات خلال 12 عاما من الفراغ والقلق .. واليأس .. والمذلة لمن يدفع مرتباتهم ..

انتخب عرفات كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية بانتخاب مباشر من الشعب الفلسطيسني ولم يكن بالتزكية .. كذلك انتخب اعضاء المجلس التشريعي ..

أي أن الجانب الديموقراطي تمت تغطيته بشكل جيد وأفضل من كل الدول العربية باستثناء لبنان (قديما قبل سيطرة سوريا عليه) ..

تم تجنيد الآلاف من الشباب العاطل عن العمل في مختلف الأجهزة الأمنية التي أنشأها عرفات اقتباسا مما هو سائد في البلاد العربية العريقة في القمع والتنكيل ..

وتم تدريب ضباطه في أكثر الدول قمعا لشعوبها ..

واستشرى الفساد بأكثر مما كان يحلم به اليهود .. حتى أن رجالات السلطة استطاعوا إفساد اليهود أنفسهم :blink: واشتروا ذممهم وتقاسموا معهم الغنائم بكل سهولة ويسر ..

الآن ..

نظرا للوضع الشاذ الذي وجدت عليه السلطة ككيان خاضع للسيطرة الصهيونية بشكل مباشر في كل أراضيه ..

فإنه من غير الممكن إجراء انتخابات جديدة من أي نوع حاليا .. ولا يسمح شارون بإجراءها لأي سبب كانت ..

عرفات على الرغم من كل ما عليه من ملاحظات وعلامات استفهام وتعجب ..

ورغم خضوعه الكامل للضغةط الصهيونية سواءا مباشرة أو عبر امريكا مباشرة أيضا أو عبر ضغوط عربية لا تخفى على أحد ..

يبقى صمام أمان يتمسك بحد أدنى (هو ادنى مما يقبل به فلسطيني أو إنسان) ..

ولو انفلت من يده الزمام فالبدائل الجاهزة للانقضاض على السلة لديها قوائم من التنازلات والتصرفات ما تقشعر منه الأبدان ..

فعرفات وعبر مسيرة الأربعين سنة الماضية تخلص من العشرات المنافسين المفترضين له ..

وغيب الموت عشرات آخرين ..

واغتيل أركان فتح وقادتها التاريخيين ممن كان يمكن أن يكون لهم تأثير فعلي على القرار الفلسطيني ..

كوادر فتح الأصيلين تم تغييبهم عن مراكز صنع القرار .. واستعيض عنهم بشخوص عليهم ألف علامة تعجب ..

محمود عباس - قريع - جبريل الرجوب - محمد دحلان - الجبالي - شعث - ........... قائمة طويلة من الطفيليين الذين ارتقوا في غفلة من كوادر فتح ورجالاتها من قيادات الداخل والخارج ..

ليس من السهل التخلص منهم وقد سيطروا على الاقتصاد الفلسطيني عبر الرشاوي والعمولات والأتاوات وكل الوسائل المشروع منها وغير المشروع ..

وإصلاح فتح بعد كل هذا بات من ضروب المستحيل ..

فتح بحاجة إلى ثورة داخلية ..

كيف يتسنى ذلك والفاسدون يعيثون فسادا تحت الحماية الصهيوأمريكية والعربية أيضا ؟!!!

هذا هو الحال الشائك الذي يواجهه الشعب الفلسطيني ..

وليس في تنحي عرفات الحل السحري لكل الأزمات والمشاكل ..

بل اظن أن الدم الفلسطيني سيجري في الشوارع بغزارة ..

تم تعديل 25 يوليو 2004 بواسطة أسامة الكباريتي

[أسامة الكباريتي]

مازال مستوى الفساد يتفاقم ..

تخبط .. ومحاولات تلميع مستهجنة بدلا من العمل على محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ..

لكن فاقد الشئ لا يعطيه..