الزعزعة

[أيمن عبد العزيز]

مش عارف ليه كل ما بسمع الكلمة دي " الزعزعة " أفتكر القصب .. يمكن لإن القصب مشهور بالزعازيع ؟

و طبعاً الكلمة دي إنتشرت كتييييير أوي في الأيام الأخيرة مع الثورات المولعة في معظم بلاد العرب فمن تونس كانت بداية الزعزعة العربية و كان الشعب التونسي هو المتهم بالزعزعة لإنه إستجرى و تطاول و طلب أبسط حقوقه في الحياة و هي الحرية و الديموقراطية و تداول السلطة

كلمات مفيش حد فينا ما يعرفهاش أو ما سمعهاش لكن الأكيد إن مفيش حد فينا حاسس بيها و لا جربها في يوم من الأيام لإننا ما كناش بنزعزع ..

المهم بقى إن بداية الزعزعة كانت في تونس اللي رجالتها قاموا بالواجب تمام مع زين العابدين و فضلوا يزعزعوا فيه لحد ما انخلع و غار من تونس و من افريقيا كلها بلا رجعة إلا بقى لو رجع و في ايده الحديد هو و الست اللي نهبت و سرقت هي و عائلتها ثروات تونس

الغريب إن الناس دي اللي هما الرؤساء و اللي هما إما رؤساء بالصدفة أو رؤساء بالغصب و الإقتدار عايزين من شعوبهم يبقوا زي الدجاج أو مدجنين يعني ، فلو الرئيس إتكلم يبقى قال حكم و لو سكت يبقى صمت العظماء و لو دخل الحمام يبقى الحمام يتسجل في التاريخ و الشعب في كل دا عليه السمع و الطاعة الرئيس يفرض ضرايب ماشي .. يسجن معارضة شغال .. يوقف صحف و ماله .. يحول لمحاكم إستثنائية عادي .. يزور إنتخابات مفيش مشكلة .. ما فاضلش غير حاجة واحدة يعملها الرئيس في الشعب عشان تبقى كملت ....

و في مصر أم الدنيا و أبوها و كل عيلتها حدث و لا حرج عن الزعزعة في أبهى صورها .. فشوية الشباب بتوع ميدان التحرير اللي هما قبل ميدان التحرير كانوا عند النقابات دول ناس مأجورة بياخدوا 50 دولار .. و في رواية أخرى 100 يورور و وجبة كنتاكي أم 25 جنيه .. و المتخلف اللي قال الكلام دا مش عارف حتى يحسبها كويس .. 50 دولار بـ 300 جنيه تقريبا و 100 يورور بـ 800 جنيه تقريباً بس وجبة الكنتاكي اللي مش عارفين كانت سبايسي و لا عادية و كانت كام قطعة و كومبو و لا لا كبيرها أوي 70 جنيه لو كانت عائلية .. طبعا القريحة اللي تمخضت فأنجبت هذا الهراء هي نفسها القريحة الهبلة المتخلفة اللي بتلزق تهم متناقضة و غير منطقية في المغضوب عليهم .. و أنا فاكر قضية حسام أبو الفتوح لما قالوا انه بيتاجر في السلاح و الخمور المغشوشة و الآثار و كان ناقص يقولوا إن هو اللي ضرب تمثال أبو الهول أثناء الحملة الفرنسية على مدينة نصر المحتلة

دا غير بقى حكاية الأجندات الخارجية و العمالة و حركة حماس و تنظيم القاعدة و حزب الله و إيران .. و الله أنا بقيت مش عارف أضحك و لا أبكي من المتخلف اللي طلع الكلام دا .. لما نتخيل كدا مع بعض إن الشباب اللي زي الورد دول تابعين لأجندات خارجية ما لهاش علاقة ببعض خالص .. يعني أمريكا بتحركهم و حزب الله .. أو حزب الله و تنظيم القاعدة .. أو حماس و أمريكا .. أو أمريكا و إيران .. يعني جهات مش بس ما لهاش علاقة ببعض لا دا في كمان بينهم عداوات أزلية

مش كدا و بس لا دا كمان المتخلف اللي طلع الكلام دا مش قادر يقول كلام يتناسب مع أرض الواقع .. يعني لما 1000 شاب مثلاً ياخدوا فلوس و وجبات كنتاكي أو يكونوا تابعين لأجندات ممكن تبقى مبلوعة شوية لكن مليون شاب .. طب إزاي ؟ .. و إزاي في أكتر من محافظة و إزاي كل الأجندات الخارجية متفقة على طلب واحد ما لوش أي علاقة بالقوى الخارجية دي و هو إسقاط النظام ؟

نرجع للزعزعة و المزعزعين .. فإعلامنا الطاهر الله يرضى عليه و إعلامنا دا بقى حاجات كتير مش بس التليفزيون المصري إللي هو عار على نفسه لا دا كمان الصحف و الراديو و المواقع الحكومية .. كل دول إتفقوا على إن من أكبر المزعزعين هي قناة الجزيرة القطرية صاحبة القوة الأكبر في الزعزعة

و واضح إن قناة الجزيرة مسببة مغص كلوي لكل حكام العرب تقريباً بما فيها قطر دا حتى كندا البعيدة بدأت تصرف دولارات إستثنائية للأسر هناك عشان حسوا إن الناس بتفكر في الزعزعة

و إعلامنا دا بقى قصة لوحده إعلام غريب عجيب تفاجأ إن في ناس فيه مرتباتهم ملايين في السنة و تيجي تقارن بين حرفيتهم المهنية و حرفية واحد زي غسان بن جدو أو حافظ الميرازي أو يسري فودة أو غيرهم من فطاحل الإعلاميين العرب تلاقي إن بتوع تليفيزيوننا إللي هما بياخدوا ملايين محتاجين تأهيل مهني أو عشان نرتاح ممكن نحولهم لأعمال تانية أسهل زي منادي في موقف المنيب أو سايس جراج أو على أكثر تقدير بياع على عربية فول في ميدان السيدة عائشة

إعلامنا الميمون بقى أصر إن الشباب عملاء و قناة الجزيرة عميلة و الفيس بوك مزعزع كبير و سمعت إن نانسي عجرم كمان متهمة بسبب أغنيتها الشهيرة يا أطبطب و أزعزع ..

و بعد إنتهاء ثورة 25 يناير جه الدور على إعلامنا عشان يقول كلمته .. الكلمة اللي مستنينها من 30 سنة لكن للأسف .. ديل الـ ... عمره ما يتعدل أبداً فتاريخ الإعلام المصري في معاملة الثورات و التغيرات السياسية زي ما هو و خلاصته معاهم معاهم عليهم عليهم

و بعد الزعزعة التونسية و الزعزعة المصرية وصلنا للزعزعة الليبية و دي بقى زعزعة من نوع جديد .. فالقذافي بيقول إن الشعب بياخد حبوب هلوسة و اللي بيوزعها عليه تنظيم القاعدة .. و القذافي نفسه محتاج مصحة نفسية لعلاجه من الهلوسة اللي بيقولها دايماً و اللي ما حدش فاهمها حتى في ليبيا نفسها

و زي ما الحاج حسني مبارك كان نفسه و منى عينه و حلمه يورث ننوس عينه جيمي و قلب الدنيا و الحياة السياسية في مصر و شرد ملايين البشر و خلانا نشحت من بعض و بقينا بنسرق بعض عشان خاطر سواد عيون ننوس عين أمه جيمي .. زي المعلم حسني القذافي كان عايز يورث ننوس عينه هو كمان .. و الظاهر إن الجماعة اللي بيحكموا الدول العربية دول وصلوا لمرحلة سكرات السلطة لدرجة إنهم بقوا لا بيشوفوا و لا بيحسوا و لا بيفهموا .. في سوريا نجح الأسد في توريث الشبل بشار افندي في وقت كان اللعب فيه على كبير أوي لدرجة تعديل الدستور عشان يبقى على مقاس البيه ..

مش عارف الطبقة الحاكمة هتنضف إمتى .. الواحد لما بيتابع إنتخابات أمريكا بيحس إنهم بشر محترمين عارفين بيعملوا إيه و ماشيين على خطوات مدروسة و متحررة و ما فيهاش لعب و لا تزوير و لا كلام أهبل من بتاع البعد الإجتماعي بتاع المخلوع على شبابه حسني مبارك .. ناس إحترمت نفسها و إحترمت الآخرين .. عملت دستور نضيف و نزيه و ما فهوش بقى سيد قراره و لا مجلس أعلى للقضاء و لا البدنجان اللي إحنا غرقانين فيه حتى الأنوف دا .. ناس عندها قانون محترم ما فهوش عقوبات متخلفة زي بتاعة إهانة رئيس الجمهورية اللي راح فيها وائل عباس المدون .. و لما بيل كلينتون قل بأصله و إتحرش بالبت مونيكا في المكتب إياه إتحقق معاه و راح المحكمة و قعد و إتسأل و جاوب زيه زي أي مواطن عادي .. و كدب و قال كلام غلط و إتجاب برضو بعد كدا و إعترف إنه كدب و الناس سامحته و الحياة مشيت بس مشيت بنضافة و نزاهة و صراحة و شفافية .. الناس عرفت عن رئيسها حاجات مراته نفسها ما كانتش عارفاها و ساعتها لا حد قال زعزعة و لا أجندات خارجية رغم إن أمريكا بالذات غرقانة في الأجندات الخارجية بدليل 11 سبتمبر .. و الكل هناك عارف إن تعدد الجنسيات و إنفتاح البلد مخلي الدنيا سداح مداح لكن في قانون و في حرية و مفيش مباحث أمن الدولة .. دا حتى لما بيحبوا يعذبوا حد عشان ينتزعوا منه إعتراف بيبعتوه على مصر عشان ما يتعذبش على أراضي أمريكية .. يا ترى هيعملوا إيه بعد سي حسني ما غار ؟