الفاطمية.. دولة التفاريح و التباريح 2

[kfaya]

و لم يلبث المستنصر أن لحق بالرفيق الأعلى فى شهر ذى الحجة من نفس العام عن عمر يناهز سبعة و ستين عاما , و بعد حكم دام أكثر من ستين سنة . و بموته خلا منصب الامامة " الخلافة " فتحرك الأفضل على الفور , و أعلن أن الخليفة هو ابن أخته " أحمد " الذى صار لقبه منذئذ ( المستعلى بالله ) و كان قد بلغ العشرين من عمره , و أقيمت مراسم التنصيب فى أحتفالات رسمية و شعبية , و لم يسكت " نزار " على هذا الانقلاب الذى أطاح به , ففر الى الاسكندرية متحصنا بها , و لائذا بواليها " أفتكين " التركى . و أعلن نزار نفسه اماما شرعيا للدولة الفاطمية , فلحق به الأفضل على رأس جيش لجب , و دارت بين الفريقين معركة ضارية انتهت بهزيمة نزار و أعوانه , ووقعوا فى أسر الأفضل , فساقهم الى القاهرة حيث لقوا حتفهم بعد أن بنى عليهم حائطا .

[kfaya]

ووقعوا فى أسر الأفضل , فساقهم الى القاهرة حيث لقوا حتفهم بعد أن بنى عليهم حائطا .

ما هذة الطريقة الغريبة التى قتل بها الأفضل أسراه ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

ازاى يعنى يبنى عليهم حيطة ؟؟ ما كان مثلا قتلهم بالسيف , أو يعلقهم على أبواب القاهرة زى سليم الأول ما عمل فى طومان باى .... انما يبنى عليم حيطة .... جديدة و بشعة ...

مثلا أنا متخيل انه أدخلهم مغارة فى المقطم , ثم بنى خلفهم حائط !!! يفضلوا عايشين عدة أيام لغاية ما يموتوا من الجوع أو الخوف , أو العطش أو الأختناق .....

للدرجة دى العرش مغرى و لذيذ ....!!!!!....؟؟؟؟

[emmyyy]

دي طريقه اضرب المربوط علشان يخاف السايب و بما ان السايب كان واخد علي الاساليب القديمه خلاص كان لاز طريقه جديدة مش كدة و لا ايه

[kfaya]

و لكن الأمور لم تهدأ أمام الأفضل و ابن أخته المستعلى , و أعلنت بعض الأقطار الاسماعيلية رفضها لهذا الانقلاب الذى يتعارض مع نظام الوراثة الفاطمى , و بينما أعلن الاسماعيلية فى مصر و الشام و اليمن و الهند اعترافهم باءمامة المستعلى , رفض اسماعيلية ايران و تمسكوا باءمامة نزار .و بذلك حدث أكبر انشقاق فى تاريخ الدعوة الفاطمية و هو الانشقاق الذى لا تزال أثاره باقية حتى اليوم , فالنزارية لا تزال قائمة فى الجماعة التى يتزعمها ( أغا خان ) و لها أتباع كثيرون فى ايران و شرق أفريقيا , أما المستعلية فتمثلها طائفة البهرة الذين شدهم الحنين الى مصر بعد مرور ألف سنة , و قاموا بتجديد مسجد الحاكم بأمر الله و مسجد " الأمر " الذى يقع فى شارع المعز لدين الله , و هو ابن المستعلى , أما الخطر الكبير فقد جاء من فرقة الحشاشين الذين تزعمهم الحسن الصباح , و أطلقهم الى مصر و العراق و الشام لاغتيال الحكام و القادة و الأمراء الذين يرفضون الانصياع لدعوته .. وهى الفرقة التى أشاعت الفزع و الرعب فى كل أنحاء العالم الاسلامى .

[kfaya]

---------- فرقة الحشاشين ------------

لا يذكر اسم " الحسن الصباح " إلا مقرونا بالإرهاب و سفكه الدماء . و بقيت صفحته في سجل التاريخ ملطخة بدماء الضحايا الذين لقوا حتفهم بطعنات الخناجر و هم في عقر دارهم , و استطاع هذا السفاح أن يجند قطيعا من الشباب دانوا له بالطاعة العمياء , ينفذون أوامره دون تفكير أو روية لأنه كان يقوم بتخديرهم بالحشيش قبل أن ينطلقوا إلى عمليات الاغتيال , و لذا ارتبطت كلمة " حشاش " في اللغات الأوربية بكلمة " assassant " أي القاتل سفاك الدماء . و قد بدأ الصباح يفكر في تكوين هذه الفرقة الدموية بعد أن غادر مصر فرارا من نقمة الوزير بدر الجمالي , و عاد إلى مسقط رأسه في إيران بعد أن اجتاز سوريا و العراق و خوزستان , و كان طوال رحلته يدعو الناس إلى الالتفات حوله لتخليص الإمام " المستنصر " من سطوة بدر الجمالي و استبداده بشؤون الدعوة الإسماعيلية و سعيه إلى تنصيب " حفيده " " المستعلي " بدلا من أخيه " نزار " . فأمن بدعوته خلق كثير , يمنيهم بإقامة العدل و مقاومة الظلم الذي حاق بهم من سلاطين الأتراك السلاجقة .

[kfaya]

في أقاصي الأصقاع الإيرانية عند بحر قزوين , استقر الحسن الصباح , ووجد في المناطق النائية مكانا مناسبا لاقامة دولة للإسماعيلية ينتقل إليها " المستنصر " و يتخذها مركزا له و للدعوة الإسماعيلية بدلا من مصر , و شرع في وضع الخطوات التنفيذية لمشروعه الخطير , فأطلق الدعاة لجذب الجماهير المتعطشة للعدل , و التي ضاقت بها الحياة من طغيان السلاجقة , و نجح هؤلاء الدعاة في التسلل إلى داخل القلاع و الحصون , و تمكنوا من استمالة عدد كبير من الجند فاعتنقوا الدعوة الإسماعيلية , و كان أقوى هذه القلاع قلعة " الموت " و معناها : عش النسر , ولها من اسمها نصيب كبير حيث تتربع فوق قمة جبال عالية يصعب الوصول إليها إلا بشق الأنفس , ووجد الصباح أنها أنسب القلاع لتكون قاعدة لدولته المنشودة , فلما نجح دعاته في تحويل جنود القلعة إلى المذهب الإسماعيلي , أوعز إليهم أن يوجهوا إليه الدعوة لزيارتهم و ذهب الحسن إلى القلعة متنكرا منتحلا اسما غير اسمه , و لم يعرف أحد من أتباعه سوى الدعاة فقط , و مكث في القلعة بضعة أيام يتنقل بين حصونها و دروبها و مسالكها و يختلط بسكانها حتى عرف كل شيء عنها , وعندئذ كشف عن شخصيته , و طلب من حاكم القلعة أن يسلمها له , فانصاع للأمر عندما علم أن الجنود الذين كان يعتمد عليهم , أصبحوا طوع إرادة حسن الصباح , وكانت تلك بداية الدولة الإسماعيلية في إيران .

[kfaya]

و لم يلبث الصباح أن عمل على توسيع مملكته فاستولى على القلاع المجاورة , و أصبح الجو مهيأ لدعوة الإمام المستنصر إلى دولته , و لكن جاءته الأخبار بوفاة المستنصر و تولية ابنه المستعلي , فثار الصباح و خطب باسم " نزار " و أرسل بعض أعوانه إلى مصر لإحضار نزار , فوجدوا أن الوزير " الأفضل " قد قتله , و لكنهم استطاعوا أن يصحبوا معهم ابنا لنزار إلى آلموت , فأخفاه الحسن حتى تأتى الفرصة المناسبة لإظهاره , و بقتل نزار أصبح الحسن الصباح صاحب الأمر في الدعوة الإسماعيلية الجديدة , وهى الدعوة " النزارية " و صار هو العقل المدبر و اليد الفاعلة لجميع الحوادث التي كانت تجرى في العالم الإسلامي في ذلك العصر .

[kfaya]

جنة الصباح الأسطورية :

و شخصية الحسن الصباح من الشخصيات التي نسجت حولها الأساطير , و اختلفت بشأنها أقوال المؤرخين , فقيل انه أمر بأن تزرع السفوح الجبلية التي تعلوها قلعة آلموت , فكان منظر الجبل بعد أن كسته الخضرة و أينعت فيه الزهور سببا في تلك القصة التي رواها الرحالة البندقى " ماركو بولو " في القرن الثالث عشر الميلادي , فقد ذهب إلى أن الحسن الصباح أنشأ في واد يقع بين جبلين حديقة فيحاء فسيحة غرس فيها مقصورات ذات قباب بديعة الشكل , و زخرفها بنقوش ذهبية , و أتجرى في الحديقة أنهارا من خمر , وأخرى من عسل , و ثالثة من لبن , و أطلق فيها الحور العين من الفتيات الإيرانيات , و الغلمان , و الجميع يلهون بالموسيقى و الغناء و الرقص , ثم يسمح لأتباعه من الفدائيين بالتجول في هذه الحديقة و إقناعهم بأنها الجنة التي وعد الله بها المتقين , و أن باستطاعة زعيمهم أن يدخل جنته هذه من يشاء , ويحرم منها من يشاء , و لم يكن يسمح لأحد بدخولها إلا طبقة الفدائيين حتى يستلب عقولهم , و يجعلهم أداة طيعة تنفذ ما يصدر إليهم من تعليمات حتى لو كان فيها الموت لهم .

[kfaya]

هذه القصة عن جنة الحسن الصباح كانت مثارا لأحاديث كثيرة ألهمت كتاب القصص , و لكن الدكتور محمد كامل حسين , وهو واحد من قلائل العلماء المصريين المتخصصين في الفكر الإسماعيلي , يرفض هذه القصة الخرافية

, و يرى أن السبب في ترويجها هو نظام ( الفدائيين ) الذي أوجده حسن الصباح لأول مرة في التاريخ . و يرى الدكتور كامل حسين أن الحسن الصباح اقتبس هذا النظام من مصر عندما جاء إليها لدراسة الدعوة الإسماعيلية , فقد شاهد في القصر الفاطمي الصغير عدة حجرات كان يقيم فيها شبان أحداث السن هم أبناء الأمراء و كبار رجال الدولة الفاطمية , جمعهم الخليفة المستنصر في قصره ليربيهم تربية خاصة حتى يصطنعهم في حكم دولته بعد أن يبلغوا سن الرجال , و كان هؤلاء الشبان يتعلمون فنون السياسة و الدعاية و الفروسية في القصر الفاطمي على أيدي أخصائيين مهرة في هذه الفنون و تحت إشراف الإمام نفسه , و قد أعجب الحسن الصباح بهذا النظام في تربية جيل من الناشئة , و عرف بذكائه و دهائه كيف يقتبس نفس نظامهم في تدريب الشباب على أعمال تحقق أهدافه , و يستعين بهم في القضاء على أعدائه , فلما تم له امتلاك قلعة آلموت , جمع إليه طائفة من الأطفال أبناء الدعاة و المستجيبين المعروفين بغيرتهم للإسماعيلية , و استعدادهم للتضحية في سبيل مذهبهم , و أخذ في تدريب هؤلاء الأطفال على الطاعة العمياء , و الإيمان بكل ما يقوله لهم , ثم بت فيهم حب التضحية بالروح في سبيل العقيدة و الإمام , و لما اشتد ساعدهم أخذ يدربهم على استعمال الأسلحة المعروفة في تلك الأيام و لا سيما الخناجر , أضف إلى ذلك أنه كان يعلمهم كيف يخفون أمر أنفسهم و أمر من معهم بحيث لا يبوح أحدهم بسره أو سر الجماعة التي ينتمي إليها , فإذا وقع في أيدي الأعداء لا يبوح بكلمة واحدة , بل يقتل نفسه و يموت معه سره , و كان الصباح صارما في تنشئة هؤلاء الغلمان , قاسيا عليهم أشد القسوة حتى استطاع أن ينجح في إعداد طائفة من الإرهابيين أفزعوا العالم الإسلامي كله .

[kfaya]

يا ولاد الحلال ..... محدش شاف صاحبة الدكان ؟؟؟؟؟

bk:

[Mohammad Abouzied]

نفس الاسلوب تقريبا يتبعه بعض الجماعات الاسلامية خاصة بعد نجاح الثورة الخومينية في ايران والتي بدأ معها احياء افكار واساليب جماعة الحشاشين

[kfaya]

إدمان الحشيش :

و قد أطلق المؤرخون على هذه الفرقة عدة أسماء منها " الحشاشين " , و قالوا أن السبب في هذا الاسم أن الحسن الصباح كان يخدر الفدائيين بمادة " الحشيش " و أنهم على تعاطى هذه المادة حتى أدمنوها و صاروا لا يستطيعون العيش بدونها , فكان يطلب القيام بأعمال الاغتيال نظير حصولهم على الحشيش و استمتاعهم بالدخول في جنته , و لكن الدكتور محمد كامل حسين يرفض هذه الدعاوى و يرى أنها من صنع أعداء الإسماعيلية , و حجته في ذلك أن الحشيش يزرع الجبن في نفس متعاطيه فلا يستطيع القيام بالأعمال الخطيرة التي يقوم بها الفدائي , مثل قتل الأعداء أو قتل نفسه إذا فشل في مهمته , و أن الحشيشة تشل التفكير و تخدر العقل و تجعل المدمن يهذى و يبوح بأسرار يجب أنت يكتمها , بينما الإرهابي الإسماعيلي كان يمتاز بالفطنة و الكياسة و الدقة التامة في كل تصرفاته و تقدير موقفه تقديرا يحقق له النجاح مع شدة الحرص على الكتمان , و هذا كله لا يتفق مع إدمان الحشيش .

[kfaya]

اغتيال نظام الملك :

و إذا كان الكتاب و المؤرخون المحدثون لم يصدقوا قصة الحشيش كما لم يصدقوا قصة الجنة , إلا أنهم كتبوا الفصول الطويلة عن أعمال الاغتيال التي قام بها الفدائيون أتباع الصباح ضد خصومهم في مصر و العراق , فكانوا يغتالون كل من تحدثه نفسه بعدائهم , و لا سيما الملوك و الوزراء و الأمراء , و كان أشهر من اغتالوه الوزير السلجوقى الكبير " نظام الملك " الذي جمعته فصول الدراسة بينه و بين الحسن بن الصباح , وكان ثالثهما الشاعر العالم عمر الخيام , و قيل أن الثلاثة اتفقوا و هم في صدر الشباب على أن يساعد كل منهم صاحبه إذا شغل منصبا مرموقا . فلما تولى نظام الملك الوزارة للسلطان السلجوقى " ملكشاه " . استدعى صديقه حسن الصباح و عهد إليه بوظيفة مرموقة في ديوان الإنشاء , ولكن الصباح دأب على إثارة الشغب و تأليب زملائه ضد الدولة , فأبعده نظام الملك و أضمر الصباح الشر لصاحبه فكان على رأس قائمة الاغتيالات . و توالت ضربات الفدائيين للأمراء السلاجقة و رجال دولتهم حتى شاع الذعر أرجاء العراق , و كثر الحديث عن جرائمهم و تحول الفدائيون إلى قتلة مأجورين , فكان الأمير السلجوقى يستأجرهم للقضاء على خصومه , و فشلت كل جهود الدولة السلجوقية للقضاء عليهم بسبب مناعة موقعهم , فكانت الجيوش التي تذهب لمحاربتهم تعود مهزومة , حتى اضطر السلطان " سنجر " إلى مهادنتهم و بعث إليهم و فدا للتفاوض و المصالحة , و ذلك بعد أن استيقظ من نومه يوما فوجد خنجرا مغروسا في وسادته . و الخنجر هو الرمز الإرهابي لفرقة الحشاشين .

[kfaya]

و عندما عاد وفد المفاوضة السلجوقى إلى سيدهم , اخذ كل منهم يروى بعض ما أذهله عن سطوة الحسن الصباح على أتباعه , من ذلك أنه أمر أحد أتباعه أن يغمد خنجرا في صدره ليقتل نفسه , فامتثل للأمر دون تردد و أنه طلب من فدائي أن يلقى بنفسه من نافذة الحصن إلى الهاوية , ففعل ما أمر به في الحال , و هوى إلى القاع و تناثرت أشلاؤه , و لم يكد السلطان يسمع هذه الحكايات حتى دب الرعب في قلبه و بادر إلى مصالحة الصباح بعد ثلاثين عاما من الحرب اليائسة .

ولم يغفل الحسن الصباح عن الانتقام من الخلفاء الفاطميين في مصر , فبعث بعض أتباعه فقتلوا الخليفة ( الآمر ) بن المستعلي , و معه العديد من الشخصيات البارزة , مما أدى إلى زعزعة الحكم الفاطمي في مصر و الذي انتهى بسقوط الدولة الفاطمية على يد الطل صلاح الدين الأيوبي .

[Mohammad Abouzied]

التاريخ يعيد نفسه

الارهاب يدمر كل شئ والحكم الصليبي بدأ يهيمن على مقدرات الامبراطورية الاسلامية

[kfaya]

على فكرة يا أستاذ محمد ... توقيع حضرتك , يتفق مع السرد التاريخى فى هذا الموضوع .....

التاريخ يعيد نفسة و لكن مع بعض التغييرات الطفيفة ليتناسب مع العصر الأحدث .... طمع الدولة الأقوى فى الجارة الأضعف قانون أزلى لن يتغير... بالأمس كان يتم بصورة فجة , مباشرة ...... الأن بعض التجمل و الأستحياء ...

[Mohammad Abouzied]

قولي فين كليو هي زعلانه ولا ايه

[kfaya]

قولي فين كليو هي زعلانه ولا ايه

ابدا ... ربنا ما يجيبش زعل .... مريحة شوية عشان تعود بقوة .... و لا يمكن بتفكر فى الكتاب اللى جاى ....

ياريت نفكر من دلوقتى فى الفترة التاريخية التى نريد أن تكون محور العمل القادم ..... مثلا من بداية الدولة الأيوبية (تولى صلاح الدين الأيوبى حكم مصر ) حتى بداية الدولة العثمانية .. ده اقتراح مثلا يعنى ..

[kfaya]

وجه آخر للحسن الصباح :

و للحسن الصباح وجه آخر يناقض صورته الإرهابية الملطخة بالدماء , فقد كان مشهودا له بالزهد و التقشف و الانقطاع للعبادة . يقول الدكتور محمد كامل حسين إن الحسن الصباح عاش متصوفا زاهدا متعبدا , فكان مثالا للرجل المنصرف إلى العبادة مع ما كان عليه من تعطش إلى سفك الدماء و قتل كل من يخالفه , و امتدت به الحياة إلى سن التسعين و كلها ملوثة بالدماء حتى بلغت به شراهته لسفك الدماء مبلغا كبيرا لدرجة أنه قتل ولديه و ادعى أمام أتباعه أنه قتلهما غيرة على دين العقيدة , وزعم أنه قتل أبنه الأكبر لأنه اشترك مع آخرين في قتل شيخ من مشايخ البلاد المجاورة , وقتل ابنه الثاني لأنه شرب الخمر , و توفى الحسن الصباح سنة 518هجرية بعد أن جاوز التسعين , صرف منها سبعين عاما في تأسيس دولته الإسماعيلية التي طبعها بالطابع الدموي الذي جعل لها هذه الشهرة الكبيرة في الشرق و الغرب , و لم تتحطم هذه الدولة الإرهابية إلا على يد سفاح آخر لا يقل إجراما عن زعيم دولة الحشاشين , و أعنى به السفاح المغولي " هولاكو " أثناء حملته على إيران سنة 651 هجرية , فاستولى على جميع قلاع و حصون الإسماعيلية و كانت تبلغ الأربعين حصنا , دكت كلها إلى الأرض بعد أن هرب منها سكانها تاركين كنوزهم نهبا للمغول , ثم أخذ المغول بعد ذلك في تتبع الإسماعيلية فكانوا يقتلون كل إسماعيلي يقابلونه , و بذلك انتهت أسطورة دولة الحشاشين التي لم تخلف في صفحات التاريخ سوى الرعب و الفزع و الذكريات السوداء .

[kfaya]

---------- الخليفة في المقطف ----------

بعد وفاة الخليفة الفاطمي " المستنصر " عام 487 هجرية تعرضت الحركة الإسماعيلية إلى سلسلة من الانشقاقات و تحولت إلى عدد من الفرق و الجماعات لا تزال موجودة حتى ألان , و أشهرها في عصرنا الحالي فرقة " الأغاخانية " التي بدأت من إيران ثم الهند , و يتزعمها " أغاخان " , و هم يؤمنون بإمامة " نزار " ابن المستنصر الذي أطاح به انقلاب القصر حيث حل محله أخوة " المستعلي " بتدبير من جده بدر الجمالي و خاله الوزير الأفضل , و إذا كان أتباع المستعلي قد انقرضوا من مصر مع زوال الدولة الفاطمية عام 567 هجرية على يد البطل صلاح الدين الأيوبي , إلا أن بقاياهم لا تزال ماثلة في طائفة " البهرة " الذين عادوا إلى مصر منذ ربع قرن و قاموا بتجديد مسجد الحاكم بأمر الله و مسجد الأقمر و صنعوا مقصورة من الذهب لضريح الإمام الحسين و أخرى من الفضة للسيدة زينب , و تراهم منتشرين في شارع المعز لدين الله في سراويلهم البيضاء و يمارسون تجارة المعدات الكهربائية و أدوات البناء وهى أحب أنواع التجارة إليهم , و بالمناسبة : فئن كلمة " البهرة " بضم الباء هندية قديمة تعنى التاجر , ويشتهرون بالثراء العريض .