اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لماذا تقبل الغرب المسيحية ولم يتقبل الإسلام


Gharib  fi el zolomat

Recommended Posts

على هامش الحوار الديني

لماذا تقبل الغرب المسيحية ولم يتقبل الإسلام

بقلم : د. يحيى هاشم حسن فرغل

yehia_hashem@ hotmail .com

يتساءل كثيرون : لماذا تقبل الغرب المسيحية ولم يتقبل الإسلام مع أن كلا منهما وارد من أعماق الشرق ؟

وما دور الاستشراق في ذلك ؟

نقول : - ومن الواضح أن كلامنا في هذا المقال مختص بالغرب - : نعم لقد تقبل الغرب المسيحية التي ظهرت في الشرق وإن يكن بعد ظهورها فيه بما لا يقل عن ثلاثة قرون ، بينما هو ما يزال يستعصي على قبول الإسلام بعد ظهوره بأكثر من أربعة عشر قرنا ، باستثناء بعض الفتوحات الإسلامية العربية والعثمانية التي ظل يقاومها حتى قضى عليها ، وما يزال يأمل في القضاء عليه في حوض البحر الأبيض المتوسط باعتباره منطقة امتداد لأوربا تاريخيا وجغرافيا ، أقصي عنها لفترة لا يزال يراها مؤقتة مهما طال الزمن.

لكن هذه المقارنة في حد ذاتها تبين لنا السبب في قبول الغرب للمسيحية دون الإسلام ، وما ذاك إلا لأنه عندما فتح أبوابه للمسيحية إنما فعل ذلك بعد أن استوعبها داخل ثقافته وعقائده القديمة الموروثة عن اليونان والرومان وما داخلهما كما أثبته الدكتور شارل جنيبر رئيس قسم الأديان بجامعة باريس

وشارل جنيبر هذا نشأ مسيحيا من أب مسيحي وأم مسيحية في بيئة مسيحية صميمة كاثوليكية متعصبة هي البيئة الريفية الفرنسية ، ليس فيه عرق يهودي أو عرق عربي ، وتعلم في المدارس الفرنسية ،وانتهى به الأمر إلى نيل الدكتوراة ، وانتظم في هيئة التدريس الجامعي ، وتخصص في تاريخ الأديان على وجه العموم ، وأخذ يتعمق في المسيحية ومن أجل تخصصه فيها درس بعض اللغات كالعبرية واللاتينية ، ودرس الجو الذي نشأت فيه المسيحية وهو الجو الديني العبري الذي نشأت فيه المسيحية ،ونشأ فيه السيد المسيح عليه السلام ، وقضى فيه حياته القصيرة نسبيا ، وأخذ يرتقي في المناصب الجامعية حتى وصل إلى أستاذ تاريخ المسيحية في جامعة باريس ، ثم وصل إلى منصب رئيس قسم تاريخ الأديان في الجامعة وذاع صيته عالميا وتوالت كتبه ، وراجت ، وكتب في تطور المسيحية ثلاثة كتب ، في القرون الأولى من تاريخها ، ثم في العصور الوسطى ، ثم في العصور الحديثة . ومات بعد الحرب العالمية الثانية

في كتابه " المسيحية : نشأتها وتطورها " يـــُرجع شارل جنيبر – وذلكم ثقله في المسيحية وعلم مقارنة الأديان - أسباب انتشار المسيحية وتغلبها على الأديان السابقة عليها في أرجاء الامبراطورية الرومانية : ( إلي أنها دأبت على امتصاص لباب العقائد الوثنية وإفراغها منه مادامت تجد في ذلك صلاح أمرها ) 173 وأنها : ( راحت تمتص في صبر كل جوهر ظل حيا للفكر اليوناني ) ص 178 ويقرر أن ( الواقع أن المسيحيين كانوا قد دفعوا ثمن الانتصار ، دفعوه غاليا . بحيث نستطيع القول في شيء من الجزم بأن مؤمني عصر الحواريين لم يكونوا لينظروا إلى هذا الانتصار لو قدروا على ذلك على أنه كذلك .. .. ) ص 182

ويقول : ( إنها كانت في غالب الأحوال تسير على أسلوب " الإبدال " أي تحول لصالحها الأساطير والخرافات السائدة معتمدة على عبادة القديسين ، تلك العبادة التي يسرت كثيرا من مهمتها التبشيرية ، فتقيم تماثيل قديسيها محل الشخصيات الإلهية الصغيرة التي اعتادها الفلاحون وأحبوها حبا جما ، لاعتقادهم بأنها تؤدي لهم العديد من الخدمات اليومية التي يطلبونها منها ، وهكذا بدت القرى وكأنها آخذة بأهداب المسيحية ، وتقدم العمل التبشيري فيها كثيرا في نهاية القرن الخامس ) ص 179

ويقول أيضا : ( وسارت تلك الهيئة المسيحية الكبرى بدفعة هائلة من النشاط في القرن الرابع فبدت وكأنها تجذب إليها كل ما احتفظ به العالم الوثني من جوهر حي ، وحتى الطقوس والمراسم التي اتشح بها الإكليروس وازدان نراها تتضخم وتزداد بريقا ، فهي قد تبنت كل زخارف العبادات القديمة ) المصدر السابق ص 182

ويقول : ( الحقيقة الثابتة التي لا جدال فيها هي أن الكنيسة لم تتمكن من الانتصار خلال القرن الرابع إلا بفضل انهزام الإيمان الأول ، الذي يمكن أن نسميه " إيمان الاثني عشر" ) ص 190

ويقول : ( وهي - أي المسيحية - على الصورة التي رسمها لها عيسى – عليه السلام - والحواريون الاثنا عشر لم تكن لتجد سبيلا إلى الحياة خارج الأوساط اليهودية الخالصة ، لأنها لم تكن لتعني شيئا إلا بالنسبة إليهم كاتجاه عقائدي ، بل لم تكن تشكل سوى تعبير خاص عن الفكرة اليهودية المتعلقة بالانتصار وحلول مملكة الله .

أما من ناحية تشكيلها لمجتمع ديني فلم تكن لتتعدى صورة الفرقة اليهودية التي تعيش على هامش السنن الأصيلة المتمثلة في مجتمع معبد القدس الأكبر والمعابد الفلسطينية عامة ) ص 205

ثم يقرر المؤلف أنه ( منذ بداية القرن الثالث الميلادي المسيحي أصبحت المسيحية منفصلة عن اليهودية وصارت دينا مستقلا له عقائده ومراسمه وتنظيماته ، التي تحددت أسبابها الجوهرية واتجاهاتها العامة المستقبلة وإن لم تكن قد خرجت بعد من طورها الأولي

وتلك العقائد والمراسم والتنظيمات لم تنشأ بفعل قوة ذاتية مفطورة فيها بل هي على العكس تكونت بفضل نوع من التأليف تعاونت عبادات الشرق من يهودية وأديان ذات أسرار مع الفكر اليوناني في تزويده بجميع عناصره ) ص 163

ويقول في بيان أن انتصار المسيحية إنما كان لتمثلها للنزعات الفلسفية والدينية السائدة : ( إذا كانت المسيحية قد تغلبت على الأفلاطونية الجديدة والمانوية وحلت محلهما في ذلك العصر ( القرن : الرابع والخامس ) فلأنها استطاعت أن تعبر في صورة أبلغ مما قدر لهما عن نفس ما نزعتا إليه من اتجاهات ، ولم تلغ في تعبيرها أي نزعة من النزعات ، بل شملتها جميعا ، مع تنسيقها ، ومع تحديدها بالدرجة التي تتجاوب فيها وحاجات مختلف طبقات الناس الباحثة عن غذائها الديني ) ص 203

ثم يقول المؤلف عن تطور المسيحية في القرن الرابع والخامس في أوربا : ( وهكذا وبفضل التعاون اللاشعوري بين تأثيرات تختلف في أصلها ولكنها تنشط لتلتقي في بؤرة واحدة ، نشأ في القرن الرابع دين لا يشبه في الكثير من نواحيه ذلك الذي لمحناه على أعتاب القرن الثالث ، وسيطر هذا الدين الجديد في الواقع على العالم الروماني عند بدء القرن الخامس ) 189

ويقول في افتراق مسيحية القرون الوسطى في أوربا افتراقا تاما عن دين عيسى عليه السلام : ( المسيحية في القرون الوسطى عندما نتأملها ثم نقارن حالها بدين نبي إقليم الجليل ذلك النبي المتواضع الرقيق الخلق الذي قرر أن رسالته هي فقط تبشير إخوته في الله بالنبأ الطيب ، نبأ حلول مملكة الله وحثهم على إعداد العدة لها بمكارم الأخلاق ، دين عيسى - عليه السلام - الذي تسامت تقواه إلى إله أجداده ، لا نجد رابطة تذكر بين هذا وذاك .

فباسم المسيح يبدو أن حياة الوثنية كلها – سواء في ميدان الفلسفة أو الدين وبكل ما انطوت عليه من تناقضات وفوضى - قد دبت فيه الحياة من جديد ، فنشطت وانتصرت على دين الروح والحق ، الذي بشر به وعاشه عيسى عليه السلام . ) ص 190

ويقول في الانهزام الروحي والانتصار الظاهري للمسيحية في أوربا : ( انهزمت المسيحية الأولى في الصراع الروحي الذي خاضته مع الحياة ، وقبلت الكنيسة في الواقع هذا الانهزام ، واتخذت الحياة اليونانية كلها ثوبا من المسيحية ، ولازمت الدين الذي يتعارض معها دون أن يضيرها ذلك في شيء .

والنتيجة الكبرى الواضحة لكل ما تقدم والتي نلحظها على أعقاب القرن الخامس هي أن انتصار المسيحية في سائر وجوهه لم يكن إلا انتصارا ظاهريا ، حيث إن الدين الجديد لم يطوع العالم اليوناني الروماني لعقيدته وروحه ، بل على العكس من ذلك نرى هذا العالم قد تشربه هذا الدين وطوعه لتطلعاته الأصلية وتقاليده في جميع المجالات الفكرية والمادية .

والكنيسة – والمقصود الرومانية – هي المسئولة عن تلك النتيجة لأنها هي التي كانت القوة المتحكمة في أمور المسيحية ، والممثلة الوحيدة للمسيحيين ، وهي التي وافقت بوصفها هذا على الحلول الوسط على ألوان مختلفة من التنازلات ، ثم هي التي انتصرت في تلك الظروف لا المسيحية .

أما مثل الحياة الأولى فلم تحظ من التقدير إلا بقسط ضئيل إذ اتخذت موضوعا مختارا لأحاديث الوعظ الكنسية ، ولم يعد لها تأثير حقيقي في تسيير هذه المسيحية الخارجية الاسمية على حد تعبير تولستوي ، التي ارتضتها الكنيسة شيئا فشيئا بالنسبة إلى عامة الأتباع ) ص 191 - 192

ويقول في تطور المسيحية على يد الغرب : ( إن الغربيين لم يفهموا العقائد المسيحية في العصور القديمة قط ، كما لم يصلوا إلى إدراكها في العصور اللاحقة ، وإن الديانة التي أنشأوها على أساس منها باجتهادهم الخاص كانت ديانة مختلفة تمام الاختلاف في روحها وجوهرها عن المسيحية الشرقية

ديانة مختلفة نبعت قبل كل شيء من رصيدهم الفكري والروحي ، متمشية مع عواطفهم ونزعاتهم ، وإن صبت في قوالب تعبيرية لا توافقها تمام الموافقة

والخلاصة أن الغربيين لم يكونوا مسيحيين في يوم من الأيام ) 209

ثم يقول عن دور جمهور المؤمنين البسطاء ( نزع إيمانهم الفطري الدافق في قوة لا تقهر إلى طلب الإضافات والإعلاء ، وإلى التهويل في تصوير الموضوعات وتنميتها من حيث الكم ، ولم يكونوا يقدرون على الخلاص من إيحاءات الوسط الذي يعيشون فيه ، ولا على التخلي في حياتهم عن تراثهم العتيق ، ولما كانت سائر أوجه معيشتهم لا تزال مشبعة بالوثنية فقد طلبوا الإضافات والإعلاء من الوثنية ومن تقاليد الأجداد ، ومن الطقوس القديمة البالغة القدم حتى لكأنها جزء لا يتجزأ من مجتمعهم ومن المعتقدات والخرافات التي لازمتهم في كل زمان ، فلم يعودوا يميزون بينها وبين تفكيرهم الديني الخاص ، وإرادات مذاهبهم التأليفية في آن واحد : أن يكون عيسى هو الله وأن يظل الله واحدا ..

ثم هي قد أقامت بعبادتها لمريم العذراء حقيقة جديدة مكنتها من الإيمان إلى جانب عبادات القديسين …. ) 187

وماذا فعل علماء اللاهوت إزاء هذا المشاعر الجماهيرية ؟ يقول شارل جنيبر : ( وجد علماء اللاهوت أنفسهم في مأزق من جراء ذلك الحماس الإيماني لدى الشعب ، وخرجوا من أمثال تلك المآزق بوضع الحلول الوسط ، اللازمة لتطويع المعتقدات وتطويرها في الاتجاه المناسب ) ص 187 – 188

ويتحدث المؤلف عن دور الرهبان فيقول : ( كانت تقواهم الملتهبة من ناحية أخرى ترحب ترحيبا تلقائيا – وهي الباحثة دائما عن وسائل تجنب الخطيئة – بالإضافات المترتبة على إيمان البسطاء ، تلك الإضافات التي يجدون فيها السلوى والنشاط المتجدد ، بل أحيانا : التأييد والتشجيع والعاطفة المكملة لتطلعاتهم ) ( ص 188 )

ويقول المؤلف أيضا : ( فإليهم – أي إلى هؤلاء الرهبان – كانت تنتهي رغبات وإيحاءات الإيمان الشعبي وبينهم كانت هذه الرغبات والإيحاءات تتخذ سبيل الوضوح والانتظام ، لتفرض نفسها أخيرا على علماء اللاهوت ، الذين لم يكن لهم بد من تقبلها ومن التوفيق قدر الاستطاعة بينها وبين المسيحية ) ص 189

و في هذا السياق صدرت قرارات المجامع التي تم فيها فرض سيادة الكنيسة الأوربية الرومانية في فترة تاريخية هامة … ، والتي بلغت أكثر من تسعة مجامع ، بدأت بمجمع أورشليم عام 49 م ثم تتابعت المجامع الأوربية على مدي عشرين قرنا ، بدأت بمجمع نيقية الأول الذي عقد عام 325 ، ، وانتهت بالمجمع المسكوني الثاني عام 1965 ، وفي هذه المجامع تم تقرير وتأسيس وتطوير أهم موضوعات العقيدة وأكثرها أصولية وأهمية وخطورة وحميمية ، مثل تأليه السيد المسيح ، و إدانة أريوس وحرمانه الذي كان رافضا لهذا التأليه ، و مساواة الروح القدس بالله وبالسيد المسيح وفرض عقيدة التثليث ، وفرض عقيدة أن السيدة مريم العذراء هي أم الله ، و إدانة القائلين بأن المسيح له طبيعة واحدة جسدية وليست له طبيعة إلهية ، وإدانة النسطوريين الذين كانوا لا يزالون يرفضون عقيدة التثليث ، وإدانة القائلين بأن هناك طبيعة واحدة فقط للسيد المسيح و "إرادة واحدة لطبيعة يسوع الإله الحقيقي ، وأحد أقانيم الثالوث المقدس" ، وإدانة الذين يعترضون على عقيدة تجسد الله في المسيح ، وإضافة مزيد من التفاصيل التي تؤكد " أن السيد المسيح هو الله ومن نفس طبيعة الله ومن نفس طبيعة البشر ما عدا الخطية ". ، وفرض صحة الترجمة اللاتينية للأناجيل التي قام بها القديس جيروم وأقرها مجمع سنة 494 م ، و فرض الإيمان بهذه النصوص على " أنها نص منزّل نهائي وأساسي " ، . وصياغة عقيدة الخطية الأولى ، وحملها على كافة الأتباع ، وإدانة مارتن لوثر والمحافظة على الأسرار السبعة للكنيسة ، وفرض حقيقة " تحول قربان الإفخارستيا فعلا إلى دم المسيح ولحمه عند تناولها ". وتجديد قضية المطهر وعبادة القديسين وإباحة الصور الدينية .وتأكيد السيادة الباباوية ومعصومية البابا من الخطأ بما أنه يمثل الله على الأرض ، وأخيرا وليس آخرا مجمع الفاتيكان الثاني الذي انعقد عام 1962 – 1965 والذي تم فيه تبرئة اليهود من دم المسيح . لمعرفة المزيد راجع كتاب " المسيحية : نشأتها وتطورها ) لشارل جنيبر ، ترجمة عبد الحليم محمود ، ونشر دار المعارف ، و كتاب ( تاريخ ونصوص المجامع المسكونية 1994) . وكتاب " حرب صليبية " للدكتورة زينب عبد العزيز نشر دار الكتاب العربي = دمشق والقاهرة ، ومقالتها بجريدة الشعب الألكترونية بتاريخ 11\6\2004 بعنوان " المسيحية والألف الثالثة " في تعليقها على كتاب الدكتور/ الأنبا يوحنا قلتا ، بنفس العنوان : الصادر عن دار مصر المحروسة .

هذه القرارات المتراكمة على مدى القرون من عام 49 م إلى عام 1965 م والصادرة من المجامع الأوربية ذات الكنسية المعصومة عن الخطأ ، بما لها من صلاحية التقرير والتطوير والتجديد ، والتي تعرض مخالفيها للإدانة والحرمان .. هي ما كان مطلوبا من المسيحي أن يؤمن بها وفقا لسلطة المجامع المشمولة برعاية الروح القدس -- استنادا إلى العقيدة -- الأمر الذي أدى إلى ظهور العلمانية استبعادا للدين عند البعض أو قضاء عليه عند البعض الآخر ؟

وإذا كان لأحد أن يرى أن شارل جنيبر قد بالغ في نسبة هذا التغيير أو ذلك التطوير إلى أشكال من التراث الشعبي والديني والفلسفي اليوناني والروماني ولم يلق بالا - كما كان يجب - إلى ما يعتقد به المسيحي من أنها إنما كانت بتوفيق " الروح القدس " الموجه للكنيسة فإن ذلك – مع ملاحظة أن كلامنا يقتصر على الكنيسة الأوربية – لا يغير شيئا من قضيتنا الرئيسية وهي القول بحدوث هذا التغيير والتطوير ، الأمر الذي يجيب على سؤالنا الرئيس : لماذا تقبل الغرب المسيحية ولم يتقبل الإسلام بالرغم من أن كليهما نشأ في بلد من بلاد الشرق الأوسط ؟ ويصبح الجواب بتعبير موضوعي واضح هو أن ذلك لم يكن ممكنا في الإسلام المتأبية ثوابته على أي تغيير ، بصرف النظر – في هذه المرحلة من البحث - عما قد يحتسبه البعض في كفة الميزان هذه أو تلك . .

وقد يصح أن نستشهد هنا بما يقول شارل جنيبر بحسم وإن يكن في مجال آخر : ( لو بقيت المسيحية على ما كانت عليه في البدء لما قدر لها من النجاح في غزو العالم الغربي حظ أكبر من حظ ديانة إيزيس المصرية ، أو الأم الكبرى سيبيل الفريجية أو أدونيس السوري ، او ميثرا الفارسي ) ص 204

هكذا كان الحال في تقبل الغرب للمسيحية الناشئة أصلا في الشرق ، أصلا في الشرق ، بينما هو يجد من المستحيل عليه أن يفعل ذلك بالإسلام – بغض النظر عن المحاولات الفاشلة من بعض المبشرين وبعض المستشرقين وبعض أذنابهم من العلمانيين الذين تم استنساخهم في البلاد الإسلامية - ، وذلك لأسباب ترجع إلى الإسلام نفسه الذي يتأبى بجوهره على التعديلات التي يستهدفها بعض هؤلاء ضد ثوابته في عقيدة التوحيد والنبوة والآخرة ، وثوابته في القرآن والسنة والإجماع ، وثوابته في العبادات والمعاملات والأحكام والأخلاق وهي ثوابت مستقرة أشد ما يكون الاستقرار ، قرآنا وقراءة ، لغة و نصا ، متنا وسندا ، تاريخا وتراثا وحضارة ، ولم يكن في تاريخ هذه الثوابت مجال لاجتهاد أبعد من الاجتهاد في مناهج الوصول إليها ، مشروطا بالبدء منها والرجوع إليها ، وما عداه فقد كان جهدا فاشلا مفضوحا لا ينطلي على ذي بصر أو بصيرة ، ومن ثم كانت هذه الثوابت مستهدفة من المحرفين الفاشلين ورجال الكنيسة الأوربية ، والمبشرين الأوربيين ، والثقافة الغربية والذاتية الحضارية الغربية العصية ذات التاريخ العريق ، فكان لا بد من المقاومة الغربية للإسلام ، تلك المقاومة التي لا تنثني ، والتي دخل المستشرقون وأذنابهم من العلمانيين – إلى ساحتها بغريزة الدفاع عن الذات ، هذا الدفاع الذي أصيب فيه المستشرقون بالتعضون في بنية هذه الحضارة الغربية ، وتمترس بها كما تمترست به . وفي بنية هذه الحضارة تتربع المسيحية ، حتى في مرحلة طغيان العلمانية وإن يكن : لا كدين ، ولكن كثقافة ، ، وفي هذا يقول المفكر الإنجليزي ت . س . إليوت في شأن هذه الثقافة في كتابه ملاحظات نحو تعريف الثقافة : ( إذا ذهبت المسيحية فستذهب كل ثقافتنا ، وعندئذ يكون عليك أن تبدأ البداية المؤلمة من جديد ، ولن تستطيع أن تلبس ثقافة جديدة جاهزة ، يجب أن تنتظر حتى ينمو العشب ، ليغذو الضأن ، ليعطي الصوف ، الذي ستصنع منه سترتك الجديدة ، يجب أن نمر بقرون كثيرة من الهمجية ، ولن نعيش إذن لنرى الثقافة الجديدة ، لا نحن ولا أحفادنا ، ولو عشنا لما سعدنا بها ) .

ومن هنا فإننا نقول : هذه هي الحقيقة التي توضح لنا كيف أصبحت الثقافة الغربية والغرب بالتالي منطقة عصية على الإسلام ، ، يقف المستشرقون ومن ورائهم أذنابهم .. على ثغورها بكل إمكانياتهم وقوتهم كجزء من جهازها المناعي العام . باستثناء فترات تاريخية وأماكن جغرافية معروفة تم تصفية الإسلام فيها بعد طول إقامة الأمر الذي يجعلنا نذهب إلى أن الاستشراق بتاريخه الطويل وتأثيره الراسخ في البنية الثقافية الغربية ، وقدرته على تحويل الشرق في ذهن الغربي إلى " شرقنة " – على تعبير الدكتور إدوارد سعيد - أي إلى شرق مصنوع مشوه ومزيف بهدف السلطة والإنشاء والمعرفة ( الزائفه) …. نذهب إلى أنه – أي هذا الاستشراق - أحد العوامل الإضافية التي أثرت في موقف الغرب من الإسلام والمسلمين ، تصغر بجواره تأثيرات محدثة لما يسمى اللوبي الصهيوني ، أو سوء عرض المسلمين للإسلام ، أوانفلات تيار التطرف والإرهاب إلخ

صحيح أن هناك أنواعا مختلفة من المستشرقين ، وهم ليسوا جميعا على نمط واحد في تشويه الإسلام – باسمِ ظاهرٍ من البحث العلمي – فهناك المستشرقون الذين لا يخفون عواطفهم المعادية للإسلام ، لكن هناك أيضا بعض الذين يقدمون شيئا من الصدق في نتائج بحثهم في الإسلام ، إلى حد الدفاع جزئيا عن بعض حقائقه ، ثم هناك الذين وصل بهم بحثهم إلى حد الدخول في الإسلام .

وبالرغم من أن هؤلاء جميعا لا يمكن تصنيفهم وفقا لحدود قاطعة فإنه يجب ألا يغيب عنا أن الأغلبية العظمى هي من النوع الأول بادي العداوة شهيرها من أمثال أرنست رينان ، وجولدزيهر ، وهاملتون جب ، ونولدكة ، وماكدونالد ، وفون جرونباوم ، واللورد كرومر ، وهنجنتون ، والرئيس نيكسون أخيرا في كتباه " انتهزوا الفرصة " إلخ.

أما النوع الثاني على قلتهم فإن غالبيتهم ممن وجدوا .. بحافز من دوافعهم الفردية في خضم التنافس العلمي مع أقرانهم من المستشرقين .. أن عليهم أن يبينوا لبعض هؤلاء الأقران بعض أخطائهم ، محتفظين بهجومهم على الإسلام في مواضع أخرى ، وهم مهما بلغوا فيما يسميه البعض منا إنصافا فإنهم لا يقرون قط بصحة الإسلام كدين من عند الله ، ولا ينسبون محمدا صلى الله عليه وسلم إلى النبوة في شيء ، وإن كنا نحن المسلمين يمكننا أن نستفيد في ضربهم جميعا بضرب بعضهم بعضا ، ومن أمثال هؤلاء توماس كارليل ، وتوماس أرنولد ، ومونتجومري وات ، وجوته ، وماسينيون ، وباول شمتز ، إلخ .

أما النوع الثالث فهم يعدون على أصابع اليدين ، من أمثال روجيه جارودي ، وإتيين دينيه ، وليوبولد فايس ، وهنري دي كاسترو ، وزيجفريد هونكة ، ولكن هؤلاء سرعان ما يُنفَون من المؤسسة الاستشراقية بفعل آلية ذاتية ، ويصنَّفون بعد ذلك لا كمستشرقين ، ولكن كمسلمين أو شرقيين أو هراطقة ؛ ثم يبقى للمؤسسة الاستشراقية تصلبها الحضاري واقتصارها على النوعين الأولين ، اللذين لا يمكن في مقياس الإسلام وضع أحدهم في خانة الإنصاف ، بغير تصديقه إذ أنه بغير هذا التصديق لا يكون ثمة إنصاف للإسلام .

أما إذا نظرنا خارج فضيلة الإنصاف فقد يرى البعض منا أن لهم فضيلة البحث المنهجي ، وتلك أكذوبة أو مبالغة وقعنا فيها بحكم تخلفنا الثقافي الطارئ ، إذ الحقيقة أننا نحن الذين من قبلهم بقرون قد استوعبنا منطق أرسطو ، وابتكرنا ما يكمله أو يصححه في بعض أطرافه ، ونحن الذين ابتكرنا مناهج البحث المختلفة للعلوم المختلفة : في نقد الخبر سندا ومتنا ، وفي أصول الفقه والتشريع ، وفي إبداع ما سميناه – ثم أهملناه على يد الخلف – علم ( أصول البحث والمناظرة ) . وفي المنهج التجريبي الذي قدمناه حلالا زلالا لأوربا .

وقد يرى البعض أن لهم فضيلة العناية بالمصادر والمخطوطات الإسلامية :اقتناء وحفظا ودراسة ، ولكن هذه الفضيلة لا يمكن أن تخلص لهم ، سواء إذا نظرنا إلى طريقة حصولهم على هذه المصادر ، أو طريقة استفادتهم بها ، أو نتائج اشتغالهم بها .

فأما عن طريقة حصولهم عليها فمن الواضح أن ذلك قد تم في إطار النهب الاستعماري للبلاد الإسلامية ، وإذا كان بعض أجدادنا في مرحلة معينة أصيبوا بالقصور أو التقصير ولم يكونوا – في نظر البعض – على وعي كاف ، أو على مقدرة كافية للاحتفاظ بهذا التراث ، فإننا لا نعرف أن قانونا أخلاقيا قد صدر في الغرب أو في الشرق يجيز نهب القصر الضعفاء أو يجيز التفاخر به .

ومن المضحك أننا في الوقت الذي نرى فيه بعضهم يتعاملون مع هذه المصادر وفقا لطقوس نفاقية يلبسون فيها القفازات قبل الإمساك بها حفاظا عليها ؛ لا يسعنا أن ننفي من الصورة أيديهم وهم يذبحون أطفالنا ونساءنا وشيوخنا في فلسطين والعراق ، ، والبوسنة والهرسك وعموم آسيا وأوربا.

وأما عن طريقة استفادتهم بها فمن الواضح أنها لا تتجاوز الصفر في مقياس الحقيقة ، وليس أدل على ذلك مما صحونا عليه أخيرا من صيحات الحقد والكراهية والعداء الغربي للإسلام على جميع المستويات ، الأمر الذي يؤكد أن هذه الكراهية لم يكن مصدرها سوء عرض المسلمين للإسلام بقدر ما كان من مواقف المستشرقين من الإسلام ، إذ أن أغنى مصادر التعريف الصحيح بالإسلام موجودة بين أيدي رجالهم المستشرقين ، وهو ما يلقي بقفاز اللوم والإدانة في وجوههم.

وأما عن نتائج اشتغالهم بهذه المصادر - والشجرة إنما تعرف بثمارها – فما هي نتائجهم تلك ؟ مجموعة من أعمال تتسم بالجهل باللغة العربية ، والتهم المتناقضة ، تتلخص في إشاعة القول ببشرية القرآن ، واعتماده على مصادر يهودية أو مسيحية ، والقول بانتشار الإسلام بالسيف ، وأنه دين شهواني ، يحتقر المرأة ، ولا يعنى بحقوق الإنسان ، دين لا حضاري ، متوحش ، فاشل تاريخيا ، غوغائي ، متطرف ، ضد التقدم والتطور والمتعة والجمال ، إله قاس متجبر غير مؤنسن ، عداء صارخ لشخصية محمد صلى الله عليه وسلم ، بله القول بعبادة المسلمين لموميتو ، الذي يضعه دانتي في القاع الأسفل من جحيمه بجوار إبليس . وهو للعلم : ( جحيم دانتي ) الذي احتفل به تلاميذهم منا ، باعتباره من عيون الأدب العالمي .

ومن نتائجهم : تلامذتهم من الشرقيين صنائع الاستشراق الساقط الذين تتلمذوا على أيديهم الذين يرددون– غالبا - مقولاتهم في تشويه الإسلام حرفيا ، ويتصرفون في صب هذه المقولات إلينا تصرف ثقب الحوض في خر ما يلقى فيه من صنابير الغرب ، علي حد قول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر في وصفهم .

وهم الذين نشروا في ثقافتنا مفاهيم النسبية التاريخية ، والرجعية الدينية ، والشك الديكارتي في النص القرآني ، وأخذوا على عاتقهم غربنة الإسلام فيما يسمونه "الإسلام الجديد " ، وتجديد الخطاب الديني الذي يقبل المسيحية واليهودية والإسلام على حد سواء ، والذي يطلب الدنيا كما يطلبها الكافر ، ويقبل العلمانية كما يقبلها الأوربي ، ويقبل الصهيونية كما يقبلها الأمريكي ، ويقبل الانفساح العسكري والسياسي والاقتصادي باسم العولمة ، ويقبل الربا كما تقبله الرأسمالية ، ويقبل الفن بكل أنواعه ، ويقبل الاختلاط بين الجنسين بكل أشكاله ، ويقبل التساهل باسم التيسير ، ويقبل نقل عادات الغرب في الزي والمعيشة والأعياد باسم الإنسانية .

وإذا كان البعض مستمرا في اتهام مفكري المسلمين بالتقصير في مواجهة هؤلاء فإن هذا الاتهام لا يلغي جملة من الحقائق :

منها اختراق الاستشراق لصفوف هؤلاء المفكرين الذين لم ننفض أيدينا منهم بعد

كما أنه لا يصح أن يشرع هذا الاتهام في وجوه المخلصين منهم كلما دخلوا إلى مجال البحث عن المستشرقين ، ليكون اتهامهم غطاء لعورات المستشرقين كلما هم هؤلاء بالكشف عنها .

كذلك فإن هذا التقصير لا يلزم علاجه بإنشاء مؤسسات لدينا كما يدعو إلى ذلك البعض منا : لدراسة الاستشراق والحوار معه ، فالأمر أيسر من ذلك ، ، لأنه يتم حاليا وبطريقة جزئية بتسفيه بعضهم لبعض ، وبضرب تناقضاتهم التي يكفي فيها ما تقوم به بعض الأقسام في بعض الجامعات ، أو ما يقوم به بعض الأفراد الذين يمثل الواحد منهم مؤسسة كاملة مثل الأستاذ محمود شاكر . وما نحتاج إليه في ذلك كله : هو الكف عن النظر إليهم من منظار الدونية الحضارية .

إن المؤسسات التي يجب أن نسارع إلى بنائها بلهفة وجدية وإدراك لأهميتها البالغة : هي مؤسسات الدعوة الإسلامية التي لم توجد بطريقة مرضية بعد ، والتي نطمح إليها على المستوى المحلى والعالمي ، والتي تتقن الاستفادة بعلوم الاتصال والنفس ، والاجتماع ، والتاريخ ، وتمتلك في يدها اللغة والمال ووسائل الإعلام ، وقبل هذا قوة الإيمان والثقة بالذات ، والمستقبل .

وفي رأينا أنه لقد آن الأوان لإنهاء ملف الاستشراق من حيث المراوحة بين المدح و الذم ، و حساب الإيجابيات والسلبيات ، لأنه أشبه بالرقص على إيقاع الخصم ، والذي يجب أن نحدده للنظر في الموضوع هو أن نطرح على أنفسنا سؤالا لبحث جاد :

ماذا نريد نحن من المستشرقين : هل نريد منهم أن يعلمونا ما نجهل – جدلا - من ديننا ؟‍ هل نريد أن يكونوا موضوعيين في دراستهم للإسلام ؟ هل نريد منهم أن يقدموا الإسلام الصحيح لشعوبهم ؟ وذلكم ما يظنه بعض المسلوبين منا ؟

إن علينا أن ننتقل من دائرة هذه الأماني لنطلب منهم أن يغلقوا أبوابهم ويكفوا عنا شرورهم وهيهات ؟ أو أن يردوا إلينا تراثنا المسروق بعد أن بلغنا سن الرشد وهيهات أيضا .

ويكفي الإسلام مجدا وفخارا وعزا وقوة أنه كان وما يزال منذ ظهوره قبل أربعة عشرا قرنا إلى اليوم وإلى ما شاء الله ثابتا راسخا متأبيا على التزييف والتغيير ، وهو مع هذا الثبات أو بالأحرى بسببه يزداد استمرارا وحيوية ونفوذا وانتشارا وانتصارا ، هو هو وليس غيره ، بينما ينخدع البعض بانتشار صور مبتدعة لا ينسب الفضل في انتشارها للأصل في شيء . أما فضل الأصل فقد كان في احتفاظه بأصالته وإنه لفضل يعرفه ذووه .

والله أعلم

تم تعديل بواسطة Gharib fi el zolomat

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

لا تعليق?

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

طيب انت ايه تعليقك؟؟ hpc:!:

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

اتفق مع ما جاء فى المقال خاصه و انه يلقى الضوء على بعض اسباب محاوله علمنه مصر او حكرالاسلام على الجوامع فقط

تم تعديل بواسطة Gharib fi el zolomat

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا العنوان لا يرتبط بهذا الموضوع الثري .

أرجو من الأخ غريب في الظلمات أن يراعي الدقة في تكوين العلاقة بين العنوان ومتن الموضوع حتى لا يتشتت القاريء ويحتار .

عموما موضوع مهم

ممنوع الرجوع للوراء

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

تحميل " المستشرقين" وحدهم مسئوليه البحث فى الاسلام "خطأ" وقع فيه صاحب المقال

واعفاء المسلمين من اى " فكر " مخالف ايضا خطأ لا يجب الوقوع فيه

بدايه بحروب الرده وفكر المعتزله ببشريه القرآن مرورا بأبن رشد وابن خلدون وانتهاءا بطه حسين و سيد القمنى

والله اعلم

رابط هذا التعليق
شارك

فيه كتاب لعلى عزت بيجوفيتش اسمه :الأسلام بين الشرق و الغرب " و بيحكى فيه ازاى ان الدين الأسلامى هو الأنسب لفكر الغرب الذى يعتز بالحريه و الديموقراطيه لو لقيت وصله حأرفقها

اما وجهة نظرى الشخصيه ان المسلمين انفسهم هم اللى بيعطوا امثله سيئه عن السلام بانغلاق تفكيرهم ....الشيخ القرضاوى فى احد فتاويه قال ان هناك بلد فى جنوب شرق اسيا اراد أهلها جميعا الدخول فى الأسلام فأرسلت الى جهة اسلاميه تسألهم مالذى يجب عليهم فعله اولا فكان الرد هو ان يقوم الرجال بعمليه الختان اولا و طبعا الرجال الكبار بالذات خشوا من اثار هذه العمليه و فكروا كثيرا ثم قرروا عدم الدخول فى الأسلام و خسر الأسلام اناس كانوا ممكن يشدوا من عضده .......الذى اريد ان أقوله ان اولوياتنا متلخبطه و ليس لدينا هدف محدد و عايشين فى ترف حضارى و ثقافى ما حصلش و بنسأل بعد كده ليه الأسلام لم ينتشر فى الغرب

*اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس

*اللهم و لى امورنا خيارنا و لا تول امورنا شرارنا

* الساكت عن الحق شيطان أخرس

* الشعوب تستحق حكامها

رابط هذا التعليق
شارك

المقال تحدث عن فكره محدده و هى عدم تقبل الغرب للاسلام حتى فى فجر الاسلام و هنا نتكلم عن دور المؤسسه الكنسيه فى تشويه صوره الاسلام و المسلمين وهنا نقول انه حتى فى عصور النهضه لم يسلم من التشويه

كنت اود ان ارى تعليقا عن ها الا مر بالتحديد

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

لماذا تقبل الغرب المسيحية ولم يتقبل الإسلام .. ؟

لأن

بعض المسلمين فاهمين الدين غلط

ولا يتمتعوا بسماحة الاسلام الحنيف

وهم يافطة سيئة للإسلام ويطفشوا بلد

ولولاهم لدخل الأوربيون فى دين الله أفواجا

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

ولولاهم لدخل الأوربيون فى دين الله أفواجا

كلام سطحى جدا

وسائل الاعلام فى الدول العربيه عكفت على تشويه صوره التيارات الاسلاميه لمصالح سياسيه

الدعوه للاسلام لا تكون عن طريق التخلى عن الثوابت او اتباع الحلول الوسط

حتى فى بدايه الاسلام لم يكن هناك تخلى عن الثوابت مثال على ذلك حروب الرده

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

وسائل الاعلام فى الدول العربيه عكفت على تشويه صوره التيارات الاسلاميه لمصالح سياسيه

افعال التيارات الاسلاميه كفيله بتعريف العالم بنفسها

بدون تدخل اعلام ولا دياولوا

رابط هذا التعليق
شارك

فيه كتاب لعلى عزت بيجوفيتش اسمه :الأسلام بين الشرق و الغرب "

من فضلك ايتها الأخت الكريمة

ارجو منك أن تدليني عن كيفية الحصول على هذا الكتاب من خلال بياناته:

- العنوان بدقة

- دار النشر

وجزاكم الله خيرا

قلب الوطن مجروح ........ لا يحتمل أكــتر

نهرب وفين هنروح ......... لما الهموم تكتر

رابط هذا التعليق
شارك

ولولاهم لدخل الأوربيون فى دين الله أفواجا 

..............

كلام سطحى جدا

شكرا

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا

عفوا

افعال التيارات الاسلاميه كفيله بتعريف العالم بنفسها

بدون تدخل اعلام ولا دياولوا

فعلا بدليل المقاومه الاسلاميه فى العراق و فلسطين

ومقاومه حركه طالبان للاحتلال الامريكى لافغانستان

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ تامسيت حأدور على دار النشر بس ده مقال فى الأ هرام حول الكتاب وله صله بالموضوع .....تصبيره يعنى

تحقيقات

42796 ‏السنه 127-العدد 2004 فبراير 7 ‏16 من ذي الحجه 1424 ه السبت

تحقيق السبت

حتي لا يتحول حوارنا مع الغرب الي‏:‏حوار الطرشان‏!‏

بقلم : عزت السعدني

يبدو والله اعلم اننا مازلنا نوذن في مالطه‏..‏ لا احد يفهمنا ولا احد يعرف لغه خطابنا‏..‏

وكاننا مع العالم في حوار دائم اسمه حوار الطرشان‏!‏

وحتي لو كنا نوذن في مالطه لاعلن المالطيون اسلامهم واقاموا الصلاه‏!‏

عندما نتكلم نخطب‏..‏ وعندما نخطب نلقي اشعارا‏..‏ وعندما نلقي الاشعار لا احد يصدقنا باعتبار ان الشعراء يتبعهم الغاوون‏!‏

لا احد يفهمنا لاننا نتحدث لغتنا نحن لا لغتهم هم‏.‏

لا احد يفهمنا لاننا نتحدث بعقليتنا نحن المتحمسه المنفعله التي تخاصم وتصالح وتداري ولا تداوي‏..‏ فلا منطق لنا ولا فكر وربما لا عقل ايضا‏!‏

من هنا ضاع حقنا وضاعت حجتنا في دفاعنا عن كل ما هو مسلم وكل ما هو عربي وسط هذه الهجمه الشرسه ضد كل ما هو مسلم وكل ما هو عربي‏.‏

لكن يظهر في البريه صوت مسموع يتحدث بلغه العقل والمنطق والحوار الحر‏..‏

من هو صاحب هذا الصوت الحق؟

قال عنه استاذنا وعمنا انيس منصور‏:‏ انه العالم الوحيد الذي حمل رساله الاسلام علي جناح العقل والمنطق والفلسفه‏..‏ وهي مفردات اللغه الوحيده التي يفهمها الغرب‏..‏

وهو الوحيد الذي قدم الاسلام للعقل الاوروبي باللغه التي يفهمها ويعرفها ويتحدث بها ويومن بها‏.‏

وهو الوحيد الذي تصدي لحمله الافك والضلاله التي تضع الاسلام وتعاليمه والمسلمين الذين اصبحوا لا حول لهم ولا قوه‏..‏ تحت اسنه رماح المضللين والمدعين والحاقدين الذين يريدون سفك دماء السماحه‏..‏ وواد الرحمه واخراس الحق‏..‏ وهي اعمده الاسلام في كل زمان وفي كل مكان‏.‏

وكتابه الرائع الاسلام بين الشرق والغرب‏..‏ اسكت في حلوقها الصرخات المحمومه لحمله اقلام الحقد والكراهيه ضد كل ما هو مسلم وضد كل ما هو عربي‏,‏ ولا هدف لهم ولا مقصد الا تشويه لوحه الاسلام السمحه الطيبه من امثال‏:‏ صامويل هنتنجتون في كتابه صدام الحضارات وجان كلود بارو في كتابه عود الي الاسلام‏,‏ وما قاله هنري كيسنجر تعليقا علي كتابه الاسلام بين الشرق والغرب‏..‏ وهذا بالطبع ليس في مصلحه الاسلام‏!‏

والاسلام اذا كان يدعو الي الحوار‏..‏ فانه في الوقت نفسه يرفض صدام الحضارات‏..‏

هل عرفتم صاحب هذا الصوت الحق؟

لن تصدقوا‏..‏ انه ليس عربيا ولكنه مسلم حتي النخاع‏..‏

انه علي عزت بيجوفيتش الرئيس السابق لجمهوريه البوسنه والهرسك التي مزقها الحقد الغربي الدفين علي الاسلام وتامره علي ذبح وتمزيق اواصر دوله البوسنه المسلمه واستئصالها من قلب اوروبا‏..‏ وترك ذئاب وجلادي وسفاحي الصرب يشربون من دم نسائها واطفالها اربع سنوات بحالها والغرب والحريه وحقوق الانسان في سبات عميق‏!‏

انا لم اقابل هذا العالم المسلم المتمكن الذي تصدي بالعقل وبالمنطق لحمله الغرب المسعوره ضد الاسلام‏..‏

وان كنت احد الشهود اذا كان لي حق الشهاده علي انجازه وعبقريته ومنطقه العلمي الهاديء دون انفعال ودون خروج عن النص‏..‏

ولكن الذي قابله وحاوره مولانا المقريزي الذي ابي الا يتركنا حتي يمضي معنا ايام عيد الاضحي المبارك‏.‏

ولان الاثنين في رحاب الله الان‏..‏ فقد كان حوارهما الصدق كله والادب كله والخلق كله‏.‏

واسمحوا لي ان اترك مولانا المقريزي شيخ الصحفيين المصريين يحاور ونحن نعيش اياما مباركه هذا المفكر الاسلامي الذي صفق له الغرب وانحني له احتراما‏..‏ وقالوا عنه صراحه‏:‏ لقد استوعب علي عزت الفكر الغربي ولكنه لم يغرق فيه ولم يجهل او يتجاهل ما فيه من جوانب القوه‏,‏ ولكنه في الوقت نفسه استطاع ان يدرك فيه مواطن الضعف والقصور والتناقض‏.‏ كما استطاع بمنهجه التحليلي المقتدر ان يكشف لنا عن عناصر دينيه كامنه في بعض المذاهب الفلسفيه‏.‏

‏.....................‏

‏....................‏

الحوار الان بين المفكر الاسلامي علي عزت بيجوفيتش ومولانا المقريزي‏..‏

وانا هنا مجرد شاهد من بعيد من ارض الاحياء‏..‏

امامي الان معمم ذو لحيه بيضاء‏..‏ اروبه صاحب حيله وخيال‏..‏ قادم من زمن القلم والسيف والقرطاس يحاور عالما في الدين يلبس الملابس الافرنجيه‏..‏ وكان يوما سيد قومه يجلس علي مقعد رئيس الجمهوريه‏.‏

مولانا المقريزي‏:‏ لقد قرات كتابك الاسلام بين الشرق والغرب وازددت شوقا لكي اجلس اليك واحاورك واسالك‏..‏

علي عزت في تواضع ائمه المسلمين‏:‏ لك مني السمع والطاعه‏.‏

المقريزي‏:‏ اريد منك تعريفا محددا‏:‏ ماهو الاسلام؟

علي عزت‏:‏ يمكن تعريف الاسلام بانه دعوه للحياه ماديه وروحيه معا‏..‏ حياه تشمل العالمين الجواني والبراني معا‏,‏ او كما يقرر القران الكريم‏..‏ وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخره ولا تنس نصيبك من الدنيا‏..‏

انطلاقا من هذا التعريف نستطيع ان نقول ان جميع الناس او اغلبهم مسلمون بالفطره وعلي حد تعبير الشاعر الالماني جوته‏:‏

اذا كان هذا هو الاسلام حقا فاننا نحيا جميعا بالاسلام‏.‏

لعل هذا هو المعني الذي يشير اليه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:‏ يولد الانسان علي الفطره وانما ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه بمعني ان كل طفل يولد مسلما بالفطره‏..‏ ومن هنا جاءت اهميه الاسلام باعتباره الحل الامثل للانسان لانه يعترف بالثنائيه في طبيعته‏..‏ الجانبان المادي والروحاني‏..‏ واي حل مختلف يغلب جانبا من طبيعه الانسان علي حساب جانب اخر من شانه ان يعوق انطلاق القوه الانسانيه او يودي الي الصراع الداخلي‏..‏ ان الانسان بطبيعته الثنائيه اكبر حجه للاسلام‏..‏

المقريزي يسال‏:‏ ومن هم المسلمون؟

علي عزت‏:‏ ليس المسلمون قديسين حتي عندما يصلون ويصومون‏..‏ انهم اناس عاديون رجالا ونساء يحلمون بالحب ومتع الحياه‏,‏ ومع ذلك فهم انسانيون الي النخاع‏,‏ يشاركون في الحياه الواقعيه ويعودون اليها دائما‏,‏ انهم لا يعتزلون في الكهوف بعيدا عن المجتمع ولا يهملون انفسهم‏..‏ انهم لا يسلمون انفسهم ليكونوا تحت رحمه اعدائهم‏,‏ ولا يرفضون التمتع بالطيبات التي رزقهم الله‏..‏

‏................................‏

‏................................‏

مازال شريط الحوار الساخن سخونه الجراح التي يتجرعها المسلمون الان‏..‏ دائرا يقظا حيا كانه موجات بحر هادر تضرب بعنف صخورا ناريه لا تلين ولا تتراجع ولا تتفتت‏.‏

يسال مولانا المقريزي من ورقه اسئله كانها اسئله امتحان الثانويه العامه في بلدنا الذي تلين له الرقاب ويحمل الهم الي كل باب‏:‏

قل لي ياصاحب الفكر الثاقب‏:‏ لماذا كل هذا العداء للاسلام من قبل مجتمع الغرب المستنير المتنور؟

علي عزت يجيب‏:‏ الغرب لم يفهم الاسلام حتي هذه الساعه‏,‏ ويبدو انه لن يفهمه ابدا‏,‏ وربما لانه لا يريد ان يفهمه‏.‏

ان عداء الغرب الحالي للاسلام ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي

والصدام الحضاري الذي وصل الي صراع عسكري بين الاسلام والغرب‏,‏ منذ الحملات الصليبيه حتي حروب الاستقلال‏,‏ وانما يرجع هذا العداء بصفه خاصه الي تجربه الغرب التاريخيه مع الدين والي عجزه عن فهم طبيعه الاسلام المتميزه‏,‏ وهو يطرح لذلك سببين جوهريين وراء هذا العجز وهما‏:‏ طبيعه العقل الاوروبي احادي النظره‏,‏ والي قصور اللغات الاوروبيه عن استيعاب المصطلحات الاسلاميه‏,‏ وضرب لذلك مثلا بمصطلحات‏:‏ الصلاه والزكاه والصيام والوضوء والخلافه والامه‏,‏ حيث لا يوجد ما يقابلها في المعني باللغات الاوروبيه‏,‏ فالمصطلحات الاسلاميه كما يراها علي عزت كالاسلام نفسه تنطوي علي وحده ثنائيه القطب‏,‏ ولهذين السببين كما يقرر علي عزت انكر الماديون الغربيون الاسلام باعتباره دين غيبيات اي‏(‏ اتجاه يميني‏),‏ بينما انكره المسيحيون الغربيون لانهم يرون فيه حركه اجتماعيه سياسيه اي اتجاه يساري‏,‏ وهكذا انكر الغربيون الاسلام لسبين متناقضين‏.‏

دعونا نقل‏:‏ ان الغرب اذا كان يريد فهم الاسلام فهما صحيحا فعليه ان يعيد النظر في مصطلحاته التي تتعلق بالاسلام‏.‏

المقريزي‏:‏ بهذا المنطق القوي والمنهج التحليلي المقتدر تكشف لنا عن تهافت الفكر الغربي وقصوره‏,‏ بل تناقضه في معالجته لموضوع الانسان والحياه‏,‏ ويرتفع بالفكر الاسلامي الي مستواه العالمي الذي يليق به‏,‏ ولا اجد في هذا المجال اصدق من شهاده وودز ورث كارلسن‏,‏ وهو مفكر اوروبي محايد لا ينتمي الي الاسلام ولا وطنه‏,‏ حيث يقول معلقا علي كتابك الاسلام بين الشرق والغرب‏:‏ ان تحليلك للاوضاع الانسانيه مذهل وقدرتك التحليليه الكاسحه تعطي شعورا متعاظما بجمال الاسلام وعالميته‏.‏

‏................................‏

‏................................‏

يسكت مولانا المقريزي لحظات وهو يقلب في دفتر اسئلته ثم يقول‏:‏ اريد ان اعرف منك هل يمكن تطبيق الاسلام بشرائعه وتعاليمه العظيمه تطبيقا صحيحا في مجتمع متخلف؟

يرد علي عزت‏:‏ انه يستحيل تطبيق الاسلام تطبيقا صحيحا في مجتمع متخلف‏..‏ ففي اللحظه التي يتم فيها التطبيق الحقيقي للاسلام في مجتمع ما يكون هذا المجتمع قد بدا يتخلي عن تخلفه ويدخل في مجال الحضاره‏.‏

ومن ثم يوكد القران ان الله خلق الانسان ليكون سيدا في الارض وخليفه له عليها‏..‏

وان الانسان في امكانه تسخير الطبيعه والعالم من خلال العلم والعمل‏,‏ فكيف يمكن ان يتحقق ذلك في مجتمع متخلف؟

المقريزي‏:‏ لماذا اقر القران القتال وجعله حلالا وحرم الخمر؟

علي عزت يرد‏:‏ ان اصرار القران علي حق محاربه الشر والظلم ليس من قبيل التدين بمعناه الضيق‏,‏ فمبادئ اللاعنف واللامقاومه اقرب الي الدين المجرد‏..‏ وعندما اقر القران القتال بل امر به بدلا من الرضوخ للظلم والمعاناه لم يكن يقرر مبادئ دين مجرد او اخلاق وانما كان يضع قواعد سياسيه واجتماعيه‏,‏

كما كان تحريم الخمر بالدرجه الاولي معالجه لشر اجتماعي وليس في الدين المجرد شيء ضد الخمر‏,‏ بل ان بعض الاديان استخدمت الكحول معامل صناعي لاستحضار النشوه الروحيه‏,‏ كالاظلام والبخور المعطره‏,‏ وكلها وسائل تودي الي هذا النوع من الحذر المطلوب للتامل الخالص‏,‏ لكن الاسلام عندما حرم الخمر سلك مسلك العلم لا مسلك الدين المجرد‏.‏

المقريزي يسال‏:‏ هل هناك صدام بين الثقافه والحضاره؟

علي عزت يرد‏:‏ هناك تصادم بينهما وان الحضاره الراسماليه والحضاره الشيوعيه كلاهما معاد للثقافه بطبيعتهما وبدرجات مختلفه‏,‏ ذلك لان الثقافه في جذورها الاولي صدرت من اصل ديني‏,‏ وان هذه الجذور تمتد من الماضي السحيق الي ما يسميه علي عزت التمهيد السماوي ويشير الي ذلك السيناريو القراني الذي جمع الله فيه الارواح التي قدر لها ان تولد‏,‏ كما يقول الفلاسفه المسلمون في عالم الذر وسالهم‏:‏ الست بربكم‏..‏ قالوا بلي‏..‏ هنالك علم الانسان انه مختلف عن بقيه الكائنات وانه صاحب مسئوليه وانه حر الاختيار‏.‏

المقريزي‏:‏ ما هي الثقافه؟

وما هي الحضاره؟

علي عزت‏:‏ ان الثقافه هي تاثير الدين علي الانسان وتاثير الانسان علي الانسان‏,‏ بينما الحضاره هي تاثير العقل علي الطبيعه‏..‏ تعني الثقافه الفن الذي يكون به الانسان انسانا‏,‏ اما الحضاره فهي فن يتعلق بالوظيفه والسيطره وصناعه الاشياء‏,‏ تامه الكمال‏.‏

الحضاره هي استمراريه التقدم التقني وليس التقدم الروحي‏..‏ كما ان التطور الدارويني‏(‏ نسبه الي نظريه داروين في التطور والارتقاء‏)‏ هو استمراريه للتقديم البيولوجي وليس التقدم الانساني‏.‏

والثقافه شعور دائم الحضور بالاختيار وتعبير عن الحريه الانسانيه‏,‏ وخلافا لما تذهب اليه الحكمه الاسلاميه بضروره كبح الشهوات‏,‏ يحكم الحضاره منطق اخر جعلها ترفع شعارا مضادا‏:‏ اخلق شهوات جديده دائما وابدا‏.‏

الحضاره تعلم اما الثقافه فتنور‏,‏ تحتاج الاولي الي تعليم والثانيه الي التامل‏.‏

المقريزي‏:‏ الم تسال نفسك يوما لماذا هذا التخلف والمهانه والانحطاط الذي اصاب المسلمين هذه الايام؟

علي عزت في ثبات‏:‏ تسالني ما الذي ادي اذن بالمسلمين الي الانحطاط بالصوره التي نراها اليوم؟ وجوابي‏:‏ لقد انشطرت وحده الاسلام ثنائيه القطب علي يد اناس قصروا الاسلام علي جانبه الديني المجرد فاهدروا وحدته وهي خاصيته التي ينفرد بها دون سائر الاديان‏,‏ لقد اختزلوا الاسلام الي دين مجرد او الي صوفيه فتدهورت احوال المسلمين‏,‏ وذلك لان المسلمين عندما يضعف نشاطهم وعندما يهملون دورهم في هذا العالم ويتوقفون عن التفاعل معه تصبح السلطه في الدوله المسلمه‏,‏ عاريه لا تخدم الا نفسها‏,‏ ويبدا الدين الخامل يجر المجتمع نحو السلبيه والتخلف‏,‏ ويشكل الملوك والامراء والعلماء الملحدون ورجال الكهنوت وفرق الدراويش والصوفيه المغيبه‏,‏ والشعراء السكاري‏,‏ يشكلون جميعا الوجه الخارجي للانشطار الداخلي الذي اصاب الاسلام‏.‏

‏................................‏

‏................................‏

هل تريدون ان تعرفوا الجوانب الخفيه في شخصيه هذا العالم المسلم الفذ؟

والجواب‏:‏ ان هذا الرجل طراز فريد من الشخصيات‏,‏ فهو بسلوكه وقيمه واخلاقه يضرب اعلي الامثله في القياده والحكم‏.‏ فمنذ توليه رئاسه الجمهوريه لم ينتقل الي القصر الجمهوري ليسكن فيه‏,‏ وانما بقي مقيما في شقته المتواضعه باحدي عمارات سراييفو مع جيرانه السابقين‏,‏ ويابي ان يختص بطعام وشعبه يتضور جوعا‏,‏ فكان يشارك جيرانه فيما يقدم اليهم من طعام متواضع‏,‏ ياتيهم ضمن مواد الاغاثه الدوليه‏.‏

ورفض علي عزت تعليق صورته في الشوارع او الادارات والمكاتب‏..‏ وكل الذين زاروا العاصمه سراييفو وغيرها من المناطق لم يشاهدوا صوره واحده معلقه لرئيس الجمهوريه‏.‏

‏........‏

‏........‏

سالوا ابنته سابرينا مره‏:‏ ماذا يفعل الرئيس عندما تبدا الغارات الصربيه؟

قالت‏:‏ ان اول ما يفعله ابي انه يقف حتي يطمئن اننا جميعا قد نزلنا اسفل العماره نتحصن هناك من الشظايا‏,‏ ثم يذهب هو الي مكتبه فيجلس وحيدا يقرا القران حتي تنتهي الغاره‏!{‏

*اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس

*اللهم و لى امورنا خيارنا و لا تول امورنا شرارنا

* الساكت عن الحق شيطان أخرس

* الشعوب تستحق حكامها

رابط هذا التعليق
شارك

جميل جدا

ما يؤخذ على المسلمين اليوم ضعف همتهم واقتصارهم على جمع المال و تركهم الجهاد و دفع الظلم عن العباد

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

ما يؤخذ على المسلمين اليوم ضعف همتهم واقتصارهم على جمع المال و تركهم الجهاد و دفع الظلم عن العباد
هذا نابع من الجهل بالدين و الدنيا تم تعديل بواسطة Gharib fi el zolomat

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...