صبح بتاريخ: 7 مارس 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 مارس 2011 (معدل) أعجبني جدا تصوير أحد الزملاء للثورة بالأتوبيس الذي يركب فيه الناس وينزلون عندما تأتي المحطة التي يريدونها وطاف بخاطري العديد من الأفكار حول هذا الأتوبيس الذي قاده بعض الثوار الشباب وكانت وجهته العدالة والحرية لمصر جديدة وتزاحم بقية الشعب المصري للركوب فيه إلى محطته النهائية قام أتوبيس الثورة يوم 25 يناير ليجمع الناس من أمام كل جامع وكل كنيسة وكل شارع وكل حي ... دار على أحياء مصر كلها ليطلق النفير معلنا وجهته فينطلق الجميع من بيوتهم وغفلتهم ويتزاحموا للركوب فيه . أخيراعرف الجميع وجهته ومبتغاه الذي ظل يبحث عنه منذ أن ولد .... وإنطلق الجميع يهتف بتحيا مصر ويسقط النظام إنطلق أتوبيس الثورة محملا بالشعب المصري معلنا أنه ليس له سوي محطة واحدة للنزول فيها فمن يركب عليه أن يرضي بهذه الشروط ويقبل بها ومن يريد النزول في منتصف الطريق فعليه أن يقفز من الأتوبيس ويبحث عن وسيلة مواصلات أخري للوصول للمحطة النهائية فالأتوبيس لن ينتظر أحد ولن يقف لأحد. حدد أتوبيس الثورة محطة الحرية للنزول ووضع شروط لتوقف الأتوبيس وإطلاق نفير الوصول بتحقيق الشروط التي إرتضاها الجميع عند الركوب وهي إسقاط النظام – إقالة الحكومة – حل مجلسي الشعب والشوري – تغيير الدستور – محاسبة رموز الفساد – إطلاق سراح المعتقلين....إلخ. وضع النظام كافة جهده ليعرقل مسيرة أتوبيس الثورة منذ إنطلاقه وسخر كل أجهزته ورموزه لمنعه من الوصول إلى وجهته النهائية ولم ينجح. حاول قلب الأتوبيس بمن فيه وقتلهم ولم ينجح إلا في إصابة البعض وإستشهاد البعض الآخر. فهم النظام أخيرا فكرة الأتوبيس وأنه قد أصبح من كبر الحجم والعدد أكبر وأضخم من أن ينجع في إيقافه أو قلبه على من فيه وقرر أن يتعامل بذكاء أكثر مع أتوبيس الثورة. قام النظام بتقسيم الشروط التي وضعها ثوار الأتوبيس للركوب فيه إلى وجهته النهائية إلي فتات. وحاول أن يضعها كمحطات للنزول في طريق الأتوبيس ليضعف من زخمه وعدد من فيه.. قسم النظام مطلب إسقاطه إلى مراحل كثيرة بدءا من وضع نائب وإقالة حكومة وإعادتها بمعظم الوجوه وعدم التمديد أو التوريث ووجد أن الكثير من ركاب الأتوبيس لم ينخدعوا بهذه المراحل الزائفة والمحطات الوهمية. حاكم بعض رموز الفساد وأقال البعض ولم ينجح في التقليل من عدد الركاب فقد زاد عددهم بصورة أكبر نتيجة لما إستهلكه من وقت حتي يفهم طبيعة هذا الأتوبيس الفريد ونتيجة للمحاولات الغاشمة والفاشلة التي حاول فيها إغتيال ركابه جميعا بناءا على نظرية القلة المندسة وأن الشعب المصري سوط يفرقه. تعامل النظام بذكاء أعلى فضم العديد من المحطات التي وضعها في طريق الأتوبيس إلى بعضها فبدلا من نائب للرئيس أقال الرئيس ونائبه وبدلا من تغيير بعض وجوه الوزارة قام بتغيير العديد من الوزراء وحل مجلسي الشعب والشورى وغير بعض مواد الدستور. وأحس النظام أخيرا أنه قد بدأ ينجح في مهمته فقد بدأ بعض الركاب في القفز من الأتوبيس ظنا منهم أنه قد وصل إلي محطته النهائية واللي فاضل كام متر من الممكن أن نقطعهم على أرجلنا. فقام بوضع محطات أخري أمام الأتوبيس وهي المظاهرات (الفئوية) والتي أعترض فقط على إسمها وتوقيتها وليس على مضمونها . وإعتراضي على التوقيت ليس لأنه قد حان وقت البناء ولكن لأن الهدم والإزالة لم تنتهي بعد... أخطأ من قفز من أتوبيس الحرية وظن أنه قد وصل إلى وجهته...... أخطأ من ظن أن وقت البناء قد حان ويالا نعمر مصر فلم نضع معاول هدم النظام الفاسد بعد... وأخطأ من ظن أن أول مرحلة في بناء مصر هي دهن الأرصفة وإزالة القمامة ...فقد حاول أن يجمع الركاب على هدف تافه ليمتص الشعور الثوري ويوجهه في إتجاه مخالف تماما لما بدأ به... أخطأ من نام في الأتوبيس وقفز منه عندما أفاق ولم يجد نفسه في محطة الوصول..... أخطأ من ظن أن الباقي بضعة أمتار والوصول إلى المحطة النهائية على أقدام السياسة أسرع وآمن من أتوبيس الثورة ...ياإخواننا ده أتوبيس ..!! أخطأ من ظن أن ركاب الأتوبيس مسؤولون عن حال البلد الواقف ومصالحها المتعطلة فقد نسي أن السبب الرئيسي في التأخير هي كثرة المحطات والإشارات المتعمدة التي تم وضعها ليقف فيها حتى لا يصل إلى وجهته النهائية أو يتأخر للوصول إليها.... أخطأ من ظن أن من ظل راكبا له محطة خاصة به في أجندته الخاصة فقد نسي أن الجميع قد ركب بنفس الشروط.....وأن الأتوبيس ليس له سوى محطة واحدة نهائية.... وأخطأ من ظن أن من قفز من الأتوبيس ليصل على أقدام السياسة قد خان وباع الأتوبيس وركابه..... أخطأ من ظن أن الأتوبيس هو المشكلة وأن الرئيس هو النظام .....!! إحساس النجاح الذي بدأ ينتاب النظام بنجاحه في أن يجعل العديد يقفز من أتوبيس الثورة ليصل على أقدام السياسة والنقاش جعله كالعادة يغتر ويخطيء وظن أه قد حان الوقت ليقف أمام الأتوبيس !! فظهرت العديد من التصريحات المستفزة لوزير الداخلية وتابعيه وبدأ الجيش -الذي لا يجب أن ننسي أن معظم قادته من النظام - في إنتهاج نهج مختلف عما بدأه.... مماثلا لما إستهل به النظام في عرقلة أتوبيس الثورة بالسوط ....وعندما دهس الأتوبيس أحد أصابعه سارع بالإعتذار متمحكا في الرصيد لدينا..عفوا فقد قارب رصيدكم على النفاذ... أخطأ النظام مرة أخري حين لم يقم بالحساب جيدا ليعرف عدد الركاب ويحصي عدد من قفز ... ولو فعل لعلم أن من بقي في الأتوبيس أكثر بكثير ممن أقلع به في أول يوم وأضعاف أضعاف من قفز منه....... وأخطأ إن ظن أن من قفز لن يفكر في اللحاق مرة أخري بالأتوبيس حين يجد نفسه يلهث على أقدام السياسة والنقاش والحوار .... أتوبيس الثورة ما زال يطلق نفيره لمن أراد اللحاق به ومن يقف أمامه فسيدهسه وليس له دية... مصطفي صبح تم تعديل 7 مارس 2011 بواسطة صبح وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
engmido بتاريخ: 7 مارس 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 مارس 2011 موضوع جميل ﴿ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن ﴾ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان