الأفوكاتو بتاريخ: 13 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 أغسطس 2004 تلاميذ زمان, و السياسة. فى مقال عن النكسة, كتبت عن ذكرياتى المحزنة, و المؤسفة, و لكن هذا الموضوع سوف يختلف تماما, لأنى سأتكلم عن لحظات من تاريخ مشرف, وهو تاريخ مشاركة شباب مصر فى الممارسة السياسية, منذ سنوات الدراسة الإبتدائية, الى مرحلة التخرج من الجامعات. و ما سأكتبه , حتى لو بدى كانى أكتبه عن لسانى, فهو لا يعبر عنى شخصيا, بل عن كل من كانوا فى سنى, و من كانو معى فى نفس مراحل التعليم. فى عام 1945كنا ندرس نهاية مرحلة المدارس الإبتدائية, و كان عمرنا يتراوح ما بين الحادية عشر, و الثالثة عشر, حيث كان متوسط عمر خريج المدارس الإبتدائية حينئذ حوالى 12 عاما. وكان عام 1945 هو عام نهاية الحرب العالمية الثانية, و كانت مصر وقتها ما زالت تحت الإحتلال البريطانى. و كانت القوات البريطانية تستعرض قواتها فى ميدان الإسماعيلية, الذى أصبح بعد ذلك ميدان التحرير, و كان أفراد الشعب يخرجون الى الشوارع لمشاهدة جنود الإحتلال تستعرض قواتها فى شوارعها, و البعض يصفق و يهلل, بدون وعى أو شعور, حيث أن الشعور العام هو أن مصر كانت قد شاركت فى الحرب ضد المحور, و لذا, فإن إنتصار الحلفاء كان إنتصارا لمصر. ول كن هذا الوهم لم يقع فيه طلبة المدارس, حتى المدارس الإبتدائية. فقد شربنا من آبائنا و مدرسينا كره كل ما ينتمى الى الإحتلال, و كان أفضل شيئ وقتها هو الدعوة لمعرفة العدو, فرغم كرهنا للإنجليز, فقد إزاد إصرار الطلبة على تعلم اللغة الإنجليزية, و التفوق فيها, حتى نفهم عدونا. كذلك, رغم كره المصريين للإحتلال الإنجليزى, فإنهم لم يخلطوا بين قوات الإحتلال البريطانية , و بين الإنجليز الذين عاشوا فى مصر , عاونوا فى التعليم, وفى الصناعة., و الإدارة, و التجارة, بل أن كثيرا منهم إكتسب الجنسية المصرية, وعاشوا فى مصر بعد إنتهاء الإحتلال. و بين عامى 1945, و 1958, إزاد شعور الكره للإنجليز, و الإحتلال الإنجليزى, و كانت المدارس الثانوية هى بؤرة النشاط السياسى , حيث كانت الأحزاب الموجودة وقتها, مثل الوفد, و الإخوان, و حزب مصر الفتاة, يتبارون فى إستقطاب الطلبة صغار السن, لضمهم لفصائل شباب الأحزاب السياسية. و فى العام الأخير لنا فى المدارس الإبتدائية, كنا نشاهد طلبة المدارس الثانوية يخرجون فى مظاهرات عارمة, ضد الإنجليز, و ضد الحكومات التى كانت موالية لهم. و رغم صغر سننا, كنا نتضامن نع طلبة المدارس الثانوية, و كان عدد منا يقف أما باب المدرسة الإلبتدائية, يحمل لوحة مكتوب عليها" يحيا تضامن الطلبة" و لا أدرى إذا كان حماس طلبة المدارس الإبتدائية كان نابعا عن حس ووعى سياسى, أم نابع من الرغبة فى الحصول على يوم أجازة, إلا أن المشاركة كانت قوية, بل أن بعض مدرسى المدارس الإبتدائية كانوا يحرضون الطلبة على الإضراب, لأسباب وطنية, و لأسباب أخرى قد لا تكون مجرد وطنية. و كان أفراد الشعب يقفون على جانبى الطريق, حيث يسير الطلبة, رافعين الرايات المصرية, يصفقون فى حماس شديد , للطلبة الذين يتقدمهم, و يتوسطهم زعماء محمولين على الأعناق, هاتفين لمصر, و لشعب مصر, و لحرية مصر. و كان رد فعل قوات الأمن يتوقف على حكومة اليوم, فالحكومات الموالية للإستعمار كانت تحاول قمع هذه المظاهرات بوحشية, بينما كان أسلوب الحكومات المتعاطفة مع الحركات التحررية أكثر تعاونا.مع المتظاهرين. و أحيانا, كانت قوات القمع تطارد الطلبة المتظاهرين خلال الشوارع و الحوارى, وهنا تظهر حقيقة و معدن الشعب المصرى, حيث يفتح أصحاب المحلات أبواب محلاتهم لإخفاء الطلبة, كما تفتح ربات البيوت أبواب المنازل, و جذب الطلبة بعيدا عن بطش البوليس, و إيوائهم فى حرمة البيت. و للحديث بقية. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 13 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 أغسطس 2004 مش عارفة ليه طول ما أنا عمالة أقرا المقال دى... عمالة أتخيل المصفحات التى "تحاصر" مجمعى جامعة عين شمس (مجمع أداب وحقوق و علوم - و الجهة الأخرى مجمع التجارة و الألسن).. phn: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
فــيــروز بتاريخ: 13 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 أغسطس 2004 شكرا يا استاذ محمود يعنى نسمه منعشه "تطرى" الجو الحزاينى السسائد فى المنتدى اليومين دول وتمشى شوية اكسجين فى الجو عشان تخفف الرطوبه .. لو كلمة "تطرى الجو" تزعل حضرتك انا احذفها على طول phn: .. انا بس بدات اؤمن ان فيه شئ فى تراثنا لابد وان يسمى ثقافة العويل و الرثائيات .. يعنى ممكن يكون هناك-زى اى مكان فى العالم- ما يدعو للغضب و بجانبه ما يدعو للتفاؤل لكننا لا نريد ان نرى سوى ما يدعول للعويل و لطم الخدود .. ما علينا .. اطربنا يا استاذ بذكرياتك :P نوّرت المنتدى .. "أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ" صدق الله العظيم ----------------------------------- قال الصمت: الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه الحصان العائد بعد مصرع فارسه يقول لنا كل شئ دون أن يقول أى شئ مريد البرغوثى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 13 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 أغسطس 2004 نورك كفاية يا فيروز المنتدى, و للحديث بقية. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 14 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 أغسطس 2004 استاذنا الأفوكاتو ... حمد لله على السلامة بمناسبة الموضوع الظريف ده ... فيه تسائل نفسى حضرتك تساعدنى فى فهمة .. من المعروف أن مصر لم تنضم لدول التحالف فى الحرب العالمية الثانية و وقفت على الحياد .... و قال النحاس على ما أعتقد قولته الشهيرة " لن ندخل حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل " هل هذا الموقف كان صحيح و مفيد لمصر ؟؟؟؟ أما كان الأجدى أن ننحاز الى التحالف فننعم بخيرات المنتصرين ؟؟ أم أن الكراهية للأنجليز هى التى كانت تتحكم فى قراراتنا , حتى قال العامة .... ( هيا .. تقدم يا رومل ) بمعنى يتقدم لأحتلال مصر , و يخلصها من الأنجليز .... ألم يكن ذلك قصور سياسى و عدم فهم وتخلف فى استقراء للأحداث ...... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Tafshan بتاريخ: 14 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 أغسطس 2004 كانت تنتابني بعض الهواجس و الهلاوس: هل حالنا افضل ام حال الفلسطينين افضل ! فاني اعلم ان في فلسطين ديموقراطية و حزبية حقيقية ، بالاضافة الي بعض الخدمات المتعذرة علي بعض الدول العربية مثل الانترنت (لا يوجد انترنت في سوريا ، السودان ، و اخرون من الدول الحرة !) و الان اري حال تلميذ ابتدائي في مصر عام 1945 المدرك للحرب العالمية مع العلم ان في ذلك الوقت لم يكن يوجد غير الراديو و في اماكن قليل جداً ، بل و يقوم بالتظاهر ايضاً !!! انا فهمت السبب من المشهد الجميل ده : 1- المدرسين و الاباء كانوا " يعلموا" الاطفال السياسة و الحقوق و الوجبات 2- كانت باقي طبقات الشعب " يصفقون" اي يشجعون مثل هذا التصرف كل ده و لم تكن الصورة وردية ، فقد كانت الحكومة موالية للاحتلال و كانت قمعية في بعض الاحيان .. طبعا ان ما اقصدش حاجة خالص عن حالنا ده الوقتِ !! بجد ... كان زمن جميل ! الماتش متباع http://tafshan-gedan.blogspot.com رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 14 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 أغسطس 2004 شكرا للأخ كفاية على ترحيبه بعودتى, و للرد على سؤاله: رغم أن مصر لم تدخل الحرب فى صف الحلفاء, فقد كانت تعتبر " حليفة رغم أنفها" مصر وقتها كانت محتلة بالقوات البريطانية التى كانت تتمركز فى جميع المدن الهامة, و من الناحية الفعلية, كانت مدن مصر هدف لغارات يومية من طيارات الألمان, و كان عويل صفارات الإنذار يدوى كل مساء, و أحيانا فى وسط النهار, و كنا , بدلا من الهروب الى المخابئ, نخرج الى الفضاء, لكى نشاهد المعركة, و نجمع شظايا القنابل المضادة للطائرات, و كان بعضها يلسع أيدينا لإرتفاع حرارتها, كما كنا نتباهى بكثرة الشظايا التى كنا نجمعها. و قد تم تدمير بعض المنشئات العسكرية, كذلك سقط عديد من المنازل القريبة من القشلاقات البريطانية. و تم تدمير مخزن ذخيرة قرب القلعة, و كان الإنفجار مروعا. و قد حاول أحد وزراء مصر إعلان الحرب عبى ألمانيا, و لكنه أغتيل, حيث أن الشعور الوطنى وقتها كان معادى للإنجليز. و لقد حاول بعض العسكريين سابقا المصريين( عزيز المصرى باشا) الإتصال بالألمان, كما حاول السادات أيضا التقرب منهم بطريقة ساذجة( حاول الطيران الى العلمين لمقابلة الألمان), و قد أدى هذا الى إنقاذ مصر من هجوم شامل , حيث إقتصرت غاراتهم على الأماكن الإستراتيجية و العسكرية. و شكرا للأخ طفشان على تعليقه, فقد قال الصواب, وهو أن أهلنا و مدرسينا كانوا يعلموننا الوطنية بالتلقين و الممارسة. و الى اللقاء فى بقية الذكريات. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 14 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 أغسطس 2004 الشباب, و السياسة (2) و تركنا الدراسة الإبتدائية, و أبدينا مشاعرنا الوطنية, و عشقنا لمصر, أثناء سنوات الدراسة الثانوية التى إستمرت حتى عام 1956. فى هذه الأثناء, خرجنا فى مظاهرات, أولها تاييد لثورة يوليو عام 1952 ثم التحقنا بالجامعات, و استمر شعورنا الوطنى جارفا قويا, و استمر إظهار إعتراضنا على جميع مظاهر الفساد, و قد رحبت قيادة الثورة بهذا النشاط السياسى الطلابى( المؤيد). ثم خرجنا فى مظاهرات لتأييد خلع الملك, و طرده من البلاد. ثم خرجنا فى مظاهرات, بعضها لتأييد إستئثار عبد الناصر بالسلطة, و بعضها إحتجاجا على إبعاد محمد نجيب من الصورة. و خرجنا فى مظاهرات مطالبين بجلاء القوات البريطانية من الأراضى المصرية. و خرجنا فى مظاهرات إبتهاجا بعقد إتفاقية الجلاء. ثم خرجنا فى مظاهرات لتأييد قرار تاميم شركة قناة السويس, و تحويلها الى مؤسسة وطنية. ثم خرجنا فى مظاهرات تؤيد الثورة فى سياستها ضد الغطرسة الإسرائيلية. و لكن لم تكن كل هذه المظاهرات نتيجة إقتناع تام بتصرفات الثورة, و بعض هفوات زعمائها, بل أن كثيرا منا شارك فيها كوسيلة للتعبير عن مساندة النظام الحاكم, حتى لو كانت سياسته تمر بمراحل تتناقض مع مبادئها المعلنة, و لكننا خرجنا لتأييد زعيم, و رمز لمصر. فى خلال هذه الفترات القصيرة السابقة على الهجوم الثلاثى على مصر, ظهرت تكنلات طلابية, ثمثل ميول سياسية مختلفة, بعضها يؤيد الثورة بدون تحفظ, و بعضها يطالب بمزيد من الديمقراطية, و بعضها يطالب بمشاركة الإخوان فى الحكم, و بعضها يطالب بالتحالف مع الشيوعيين. و كثرت حالات مظاهرات, و مظاهرات مضادة فى حرم الجامعات, و فى شوارع العاصمة, و الأسكندرية, و لكنها لم تصل الى درجة كبيرة من الخطورة, حيث أن قبضة الثورة الحديدية على الأمن , و تواجد قوات الجيش فى الشوارع نتيجة لتحسب هجوم على مصر, قلل من شدة التوتر الذى ساد الجو السياسى الطلابى. و لكن ما قضى على الشقاق بين التيرات السياسية الطلابية المختلفة, كان الهجوم الثلاتى نفسه. فلقد اختفت الخلافات, و هرع من كان منا ما زال بالجامعة, للإنضمام الى صفوف الحرس الوطنى بكليته. كما سارع من تخرجوا منا الى قيادة الحرس الوطنى بكوبرى القبة لتسجيل أنفسهم للخدمة الوطنية الجهادية. و فى أيام عدة, تكونت كتائب الحرس الوطنى, التى ربما لم تكن على مستوى عالى من التدريب, إلا أنها كانت مبادرة مذهلة لنفسنا أكثر من غيرنا. فقد إنتقلنا من فراش منازلنا الدافئ, الى خيام ميدانية, ننام فيها على بطانية واحدة, و فى كل خيمة خمسة أو ستة من المتطوعين, تكاد جوارب بعضهم تدخل فى أفواه الباقين, مرصصين كسمك السردين فى العلب. و أكنا أكل الجراية, العدس, و الحلاوة, و الخبز فقط أحيانا. و لكن المذهل, هو أن أحدا منا لم يتأفف, أو يتذمر, أو ينسحب, فقد خرجنا للدفاع عن مصر و شرفها, و صممنا على الإستمرار فى أداء هذا الواجب الوطنى... الى الموت. و انتشر المتطوعون فى المناطق المحيطة بالمدن و المنشئات العامة, لحمايتها من هجوم يتم بإسقاط جنود المظلات كما حدث فى بورسعيد. و تم نقل عدد كبير من المتطوعين الى الضفة الشرقية لمساندة القوات المصرية التى كانت مازالت تدافع عن مواقعها فى سيناء, و أستمروا فى مواقعهم حتى صدرت الأوامر بسحب جميع القوات المصرية غرب ضفة قناة السويس. و للحديث بقية. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
جـورج بتاريخ: 15 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 أغسطس 2004 استاذنا الكبير ( مقاما ) ممكن سؤال يا ترى ليه لم تخطفوا تاجر او موظف انجليزى و تقطعوا رقبته ؟ يمكن عشان ماكانش فيه تلفزيون يصور و لا مواقع على الانترنت تنشر فيلم عن قطع رقبه الانجليزى ؟ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 15 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 أغسطس 2004 عزيزى جورج, قرأت سؤالك لحظة واحدة قبل أن أنشر الجزء الثالث من مقالى و الغريب أنى ذكرت قصة إختطاف ضابط بريطانى, و لكن مع الفارق, و اليك الجزء الثالث: أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 15 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 أغسطس 2004 (3) ما بعد التلمذة, و السياسة. العدوان الثلاثى على مصر, و لمحة من كفاح الشعب المصرى. لن أكتب بتفاصيل عن أسباب العدوان الثلاتى على مصر عام 1956, حيث أن هذا الجزء من التاريخ موثق فى مجلدات و كتب عديدة, و لكن ما أذكره على هذه الصفحات لم ينشر فى كتاب, أو مجلة, او جريدة, لأن ما سأذكره هنا هو ما كان الشخص المصرى العادى يقوم به, بدون إدعاء بطولة مزيفة, أو مجد لا يستحقه. و بسرعة, و لمن لم يقرءوا قصة العدوان الثلاثى على مصر: بعد تصعيد عمليات فدائية بين فدائى مصو و الفلسطسنسن من جهة, و القوات الإسرائيلية من جهة أخرى, و بعد أن أعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس, إدعت كل من بريطانيا و فرنسا أن هذا التصعيد سيؤدى الى تعطيل الملاحة فى قناة السويس, و بناء على ذلك, أصدرت كلا من إنجلترا و فرنسا إنذارا لكل من مصر و أسرائيل بفصل قواتهما لحماية الملاحة الدولية فى قناة السويس, على أن تنسحب القوات المصرية الى غرب القناة, و تبقى القوات الإسرائيلية فى مواقعها. و طبعا رفض الشعب المصرى هذا الهوان, و بعد إنتهاء الفترة المحددة فى الإنذار, هاجمت قوات فرنسية, و بريطانية, تساعدهما قوات طيران إسرائيلية منطقة قناة السويس. و خرج الشعب المصرى الباسل, للتصدى لهذا الهجوم الظالم الوحشى, و خرج أهل بورسعيد الباسل , ببنادق, و عصى , و شوم, و مكانس, و سكاكين, و طوب, و كل ما يمكن أن يستعمل كسلاح. و اندفعت قوات الشعب من المدن الأخرى, و زحفت على منطقة القنال, لكى تقف مع الشعب البورسعيدى البطل, و نساعده فى صد العدوان. و لكن الإنجليز و الفرنسيين لم ينزلوا جنودهم هابطى المظلات فى الدفعات الأولى, بل قذفوا بدمى ترتدى ملابس جنود المظلات, و ذلك فى منطقتى مطار الجميل, و قلب مدينة بورسعيد. و عندما توجه أبطال بورسعيد لإصطياد هابطى المظلات المزيفين, ثم إسقاطهم فى مناطق أخرى لم تتواجد بها المقاومة, و لكن الشعب توجه فورا الى هذه المناطق, مصحوبا بقوات الجيش, و قوات الحرس الوطنى. و تم القضاء على الكثير منهم. و لكن الهجوم الإنجليزى الفرنسى إستمر فى دفعات وراء دفعات, حتى تمكن الأعداء من إتزال قوات كافية لإحتلال المدينة الباسلة. فى هذا الوقت, دعت أمريكا مجلس الأمن, و طلبت وقف القتال فورا, و هددت أمريكا بالتدخل العسكرى إذا لم يتوقف القتال فورا. وصدر قرار مجلس الأمن بوقف القتال, و تلخص الموقف وقتها فى الآتى: تمركزت القوات الفرنسيى فى منطقة " بورفؤاد" و هى تقع على الضفة الشرقية للقنال. و تمركزت القوات الإنجليزية فى بورسعيد, على الضفة الغربية من القناة. و تمركزت القوات الإسرائيلية فى المناطق التى إنسحب منها الجيش المصرى, أى بقية سيناء. و قد إشترك مع هذه القوات قوات أخرى من بلاد تتبع الإستعمار الإنجليزى و الفرنسى, فكانت هناك قوات من موريشيا, و من الفرقة الأجنبية للجيش الفرنسى, و بعض قوات من أفريقيا الوسطى( سنغال). رغم توقف القتال, لم تتوقف العمليات الفدائية, و تم خطف ضابط بريطانى شاب ينتمى الى العائلة المالكة البريطانية, و تم أخفاؤة فى منزل , و لكن لأن حظر التجول منع خاطفيه من العودة اليه لإطعامه, توفى , و تسلمت القوات البريطانية جثته بعد حوالى أسبوع. حدث فى خلال الفترات الأولى من الإحتلال مآسى كثيرة, فقد تبين لأهل بورسعيد أن بعض أهاليها قد تعاونوا مع قوات الإحتلال, و قد قامت جماعات فدائية من أهل بورسعيد بتصفية هؤلاء العملاء, و لكن المأساة أنه تبين فيما بعد أن بعض من قتلتهم المقاومة بتهمة الخيانة كانوا ابرياء, بل كانوا أبطالا يؤدون واجبا وطنيا للمخابرات. و الآن أعود الى المصرى العادى, الذى لم يدعى البطولة, بل كان على إستعداد للتضحية بحيانه فى سبيل مصر. سأسرد عليكم قصة خمسة من التلاميذ السابقين, الذين تخرجوا من الجامعات عدة شهور قبل الهجوم الثلاتى, و لم ينسوا إنتمائهم للوطن, و عشقهم لمصر, كما تعودوا أثناء الدراسة الإبتدائية و الثانوية, و الجامعية.. و عندما يرد فى سرد القصة كلمة " بطولة", فإن هذا لا يقصد به وجود أبطال فى القصة, و لكن كلمة بطولة هنا تعنى المشاركة فيما حدث. و القصة التى كان "أبطالها" خمسة من خريجى الجامعات المختلفة, لم يتم نشرها من قبل, لأن أبطالها لم يجدوا فيما قاموا به أمرا يستحق الذكر أو المباهاة, بل مضوا فى حياتهم بعد الحرب, و ربما (عندما كبرمن عاش منهم فى السن)قد يقصوا بعض هذه القصص لأحفادهم, و لكن إدعاء البطولة لم يرد مطلقا على ذهن أى منهم, حتى الآن. ساقص عليكم غدا قصة هؤلاء التلامذة السابقين, خلال فترة إحتلال بورسعيد. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Handicraft بتاريخ: 15 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 أغسطس 2004 الأستاذ/ الأفوكاتو كم هو رائع دائما ذلك الشعور بالقشعريرة الذى ينتابنى عندما اقرأ سردك لتاريخنا كما عاشه أهله وتفاعلوا معه ودونما تلكم الزخارف الكاذبه ومساحيق التجميل التى اعتاد كاتبوا تاريخنا ان يضعوها حتى يزينوا وجه القبح حتى لأحسب لهم دورا فيما وصلنا اليه الآن من مستوى متردى ناتج عن خداعنا لأنفسنا. كم انا سعيد بعودتك ولك منى كل تحية. لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد. "لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين" "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Tafshan بتاريخ: 15 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 أغسطس 2004 kis)- mf( انا برضو جالي موضوع القشعريرة ده ! انا ما حضرتش اي حدث من تلك الاحداث لكن اشعر بوجودي داخلها من حلال هذا السرد الرائع .. بمناسبة القوات الموالية التي كانت تساعد في العدوان الثلاثي ، انا كان ليه ملاحظه : اغلب الدول التي تم احتلالها كانت موالية تماماً للاحتلال و بعضها لا يزال يستخدم لغة الاحتلال او عملة الاحتلال الا مصر ! احتلت من كل مستعمرين العالم و النتيجة انهم هم من يتأثر بلغتنا و ايقع حياتنا ، مش عارف ليه ! انا متشوق جداً لباقي الموضوع ، اكمل يا استاذنا ربنا يكرمك ! الماتش متباع http://tafshan-gedan.blogspot.com رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 15 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 أغسطس 2004 عزيزى هاندى كرافت, كم أنا سعيد بتلقى تعلسقك, و لك منى مليون تحية, و ساستمر فى كتابتى التى لا أبغى منها شيئا, سوى سرد ما عايشته بنفسة, بدون زخرفة, و بدون تجميل. عزيزى طفشان: الدول التى إحتلتها فرنسا و إنجلترا فقدت هويتها لأنها لم تمتلك الحضارة التى يمتلكها المصريون, حتى و إن كان المصريون لا يدركون. لقد إحتل مصر عديد من الدول عبر التاريخ, و ربما حدث تغيير طفيف فى سلوكيات المصرى, و لكن المصرى لا يتغير بسرعة, و يجافظ على تقاليده التى ورثها من أول حضارة خلقها الله على الأرض. ليت كل مصرى يعرف كم هو, (أو هى) محظوظ لكونه مصرى, و أن الظروف التى نمر بها الآن ما هى إلا ظرف طارئ. دعوة الى شباب مصر: إستردوا حضارة مصر. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
جـورج بتاريخ: 16 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 أغسطس 2004 دعوة الى شباب مصر:إستردوا حضارة مصر. إستردوا حضارة مصرالمصريه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 16 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 أغسطس 2004 (4) الأصدقاء "الخمسة", و السياسة. تحمع خمسة من خريجى الجامعة فى حجرة بمستشفى القوات المسلحة, لزيارة قائد الحرس الوطنى وقتداك, اللواء عبد الفتاح فؤاد. كان " الخمسة" قد قاموا ببعض العمليات الإستطلاعية شمال شرق قناة السويس أثناء المناوشات مع الإسرائيليين, و ذلك قبيل الهجوم الثلاثى على مصر. و توطدت أواصر صداقة بين "الخمسة" و القائد, الذى إصيب بعد ذلك فى إحدى العمليات قبيل الغزو, و رأى " الخمسة" أن يزوروه للإطمئنان عليه بعد أن أجريت له عملية جراحية خطيرة. و جلس " الخمسة" حول سرير القائد الجريح, الذى كان يتألم, ليس من جرحه, و إنما لأنه قعيد الفراش, و ليس فى الجبهة الأمامية, حيث يجب أن يكون, يقاتل العدو. و كان "الخمسة" قد قدموا أنفسهم للقيادة فور الهجوم الغادر, و تم إعادة تكليفهم للعمل الميدانى, و كانوا فى إنتظار أوامر ترحيلهم للقيام بعمل يتناسب مع خبراتهم. فى ذلك الوقت, كانت بور سعيد محاصرة من كل مكان, فالقناة و اليهود فى الشرق, و الإنجليز فى بورسعيد, و الفرنسيون فى بورفؤاد, و بحيرة المنزلة تفصل بورسعيد عن بقية مصر, و قد تم قطع الطرق البرية المؤدية الى المدينة الباسلة سواء من الإسماعيلية, أو من الشمال الغربى لبورسعيد. نظر اللواء عبد الفتاح فؤاد الى " الخمسة" وقال: توجد حاليا قوات صاعقة داخل بورسعيد, و تقوم بعمليات مقاومة محدودة, حيث أننا قد وقعنا إتفاقية وقف النيران, و نحن على إتصال يومى بهم بطرقنا الخاصة, و لكنى أريد بعض المتطوعين من خارج السلك العسكرى النظامى, لكى يقوموا بعمليات إستطلاعية, و جمع معلومات ووثائق نحتاجها فى المستقبل. و لم يفهم " الخمسة" بالضبط ما هو المطلوب منهم, و لكنهم لم يترددوا فى إبداء إستعدادهم للقيام بأى شيئ فى سبيل الوطن. قال اللواء " للخمسة ": لقد طلبت من القئمقام "عثمان نصار" أن يعهد اليكم بمهمة فى بورسعيد, وهو حاليا ينتظركم فى مقر القيادة, و أتمنى لكن التوفيق. و أدى " الخمسة" التحية العسكرية, و توجهوا بسيارة أحدهم الى مقر قيادة الحرس الوطنى بكوبرى القبة, حيث كان القائمقام عثمان نصار ( الذى أصبح قائد القوات التى إنسحبت من سيناء بعد نكسة 67, و الذى حاكمه عبد الناصر, ووضعه فى السجن) فى إنتظار" الخمسة", و قال لهم: أحد ضباطنا( و هو قائد المقاومة فى قطاع بور سعيد) الذين عاد من بورسعيد موجود حاليا ببلدة المنزلة, وهو فى إنتطاركم غدا فى نقطة بوليس الساحل, عليكم التواجد هناك قبل المغرب, لا تحملوا معكم أى أشياء ثمينة, أو أى تحقيق شخصية, و لا ترتدوا ملابس غالية, فبنطلون قديم يكفى, و سوف نصرف لكم أشياء أخرى هناك. ووقف " الخمسة" , و أدوا التحية العسكرية و أنصرفوا. عاد "الخمسة" الى بيوتهم, و أخطروا عائلاتهم بقرار إرسالهم داخل بورسعيد. و كان رد الفعل مذهل, و لقد تناقش " الخمسة" فى هذا الموضوع بعد أن تقابلوا صباح اليوم التالى, قبل أن يستقلوا القطار الى المنصورة, ثم أتوبيس الى بلدة المنزلة. لقد تكرر هذا المشهد فى أربعة منازل, حيث أن إثنين من " الخمسة" كانوا أشقاء : الأب, يهجم على الأبن, و يحضنه, و يقبله, ثم يصافحه, و يقول له: أنا فخور بك يا إبنى. الأم, ترفع يدها للسماء, و تقول: اللهم إنصرنا على الأعداء, ربنا يحميكم يا ولادى. الأخوات و الأخوة: مالناش دعوة, إحنا عايزين نروح معاكم. ثم يعرف الجيران, و يتوافدوا لتهنئة الأسرة التى سيرفع رقبتها ورقبة الجيرة أحد أبنائها. كل هذا , و لم يعرف " الخمسة" ما هو المطلوب منهم, و لكن هذا لم يهم, كل ما شعروا به وقتذاك, هو أنهم سوق يقومون بعمل ما, فى سبيل الوطن. و دعونى الآن أقدمكم الى " الخمسة": الأول , و لنسميه "سمير" 26 سنة,خريج كلية الصيدلة, و يعمل فى صيدلية خاله, من أسرة مسيحية صعيدية مشهورة. الثانى: و لنسميه "حمادة", 27 سنة, كيماوى, يعمل بشركة الأسمنت, من أسرة قانونية مشهورة. الثالث: و لنسميه "صلاح", شقيق الثانى, 25 سن, و يعمل محامى, و طبعا من نفس أسرة شقيقه. الرابع: و لنسميه" رفعت", 24 سنة, خريج تجارة, و لم يعمل بعد, وهو من أسرة أزهرية معروفة. الخامس: و لنسميه ياسر, 23 سنة, محام تحت التمرين, من أسرة متوسطة مغمورة. و الآن, و قد عرفتكم " الخمسة" سوف أتوقف قليلا, و سالتقى بكم غدا بإذن الله, لأقص عليكم بقية قصة " المصريون الخمسة". و تقبلوا تحياتى. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Tafshan بتاريخ: 16 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 أغسطس 2004 و الله يا استاذ كلنا ادمنا موضوعك و بنستناه بفارغ الصبر الماتش متباع http://tafshan-gedan.blogspot.com رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 17 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أغسطس 2004 (5) بين المطرية, و بورسعيد وصل" الخمسة" الى بلدة المطرية( دفهلية) التى لم يسبق لأى منهم زيارتها من قبل, و رغم أنهم كانوا يرتدون ملابس بسيطة, إلا أنهم لاحظوا أن الناس تنظر اليهم بشك, و قد تبين لهم بعد ذلك أن شعب المطرية كان يشك فى أى زائر, حيث أن ظروف الحرب جعلتهم يعتقدون أن الغريب لا بد أن يكون " جاسوس". توجه الخمسة الى نقطة البوليس, و قابلهم هناك ضابط شاب بشوش الوجه, و صافحهم, ثم أخطرهم أن البكباشى " عادل " فى طريقه الى الإجتماع بهم , ثم أمر لهم بشاى, كما أرسل أحد الجنود لشراء سندوتشات فول و طعمية. وصل البكباشى "عادل" بعذ نصف ساعة, يحمل كيس مخدة مملوء بأشياء لم يكن من الممكن التعرف عليها , و صافح " الخمسة" ثم بدأ الحديث. قال البكباشى لهم أن المهة ليست قتالية, و لا بطولية, و لكنها مهمة إستخبارية. و ابتدأ بالحديث عن نفسه, فقال أنه قائد المقاومة الشعبية فى بور سعيد, و أنه كان فى مهمة فى القاهرة, و صدرت له الأوامر بإدخال " الخمسة" الى بورسعيد, و أن ضابط من المخابرات سيقابل الخمسة فى اليوم التالى لإطلاعهم على مهمتهم. و أخرج البكباشى من كيس المخدة بعض الفانلات التى يرتديها الصيادون, و بعض قبعات بيضاء مثل التى يرتديها ممبوطيةالموانى, و قال " للخمسة": أنتم من الآن, حتى إنتهاء المهمة, صيادون من المطرية, تصيدون فى البحيرة, و توردون السمك الى بورسعيد عن طريق مرفأ " القابوطى" ثم أخرج من الكيس أيضا خمسة تصاريح صيد, قديمة و مهلهلة, و قال " للخمسة": أين الصور؟ و نظر" الخمسة" الى بعضهم البعض, و قالوا فى نفس واحد.... الصور؟؟؟ ورد البكباشى قائلا: أمال عايزين تصاريح بدون صور؟ و بدا على وجه الخمسة بلاهة مؤقته, ثم قال واحد منهم: لكن يافندم محدش قالنا على أى صور. و هنا تدخل ضابط البوليس الشاب, و قال للبكباشى: المسألة بسيطة يافندم, فى هذا الشارع مصوراتى , يقوم بتصور المواطنين بكاميرا شمسية, و يستخرج صور مائية. و ظهرت البلاهة المؤقته مرة أخرى على وجه "الخمسة" كما لو كانوا يسألون... صور مائية؟؟ ما هذا؟؟ و شرح ضابط البوليس أن المصوراتى ليس لديه معمل, و يقوم بالتصوير و طبع الصور فورا, حيث يقوم بتحميض النيجاتيف, ثم يعيد تصوير النجاتيف, و يحمضه , ثم يطبع فى الشمس و فى الحال. و تم إستدعاء الخبير الفنى, الذى قدم للخمسة صورهم بعد نصف ساعة. و تم إلصاق الصور على التصاريح, التى كانت قد عولجت بحيث تبدوا قديمة, بل أن رائحة سمك و زيت كانت تفوح منها. و اكتشف كل من "االخمسة" أنهم ارتكبوا مخالفات منها" الصيد بطريقة الحوشة" و " الصيد بشبك ضيق الغزل", و "الصيد بالمتفجرات", و تهم أخرى. و قال البكباشى " للخمسة" : فى الساعة الثالثة صباحا, سنتوجه الى المرفأ, حيث ستستقلون مركب صيد, و سأكون أنا على مركب آخر, و سيكون معكم أفراد من قوة الصاعقة, سيدخلون الى بور سعيد, يحملون السمك الذى من المفروض أنه قد تم صيده من البحيرة, و لكن فى قاع كل صندوق, توجد أسلحة و ذخيرة. و سيكون مطلوب منكم مساعدتهم فى حمل هذه الصناديق أثناء المرور من البوابة الموجودة فى ميناء القابوطى, و التى يتحكم فيها البوليس الحربى الإنجليزى, و بعد المرور من البوابة, ستنتهى صلتكم بقوات الصاعقة, و عليكم التوجه الى هذا العنوان. و أعطى " للخمسة" ورقة مكتوب عليها عنوان, و هنا ظهرت البلاهة المؤقتة مرة أخرى على وجوه " الخمسة", و قال أحدهم: لكن يا فندم لو سألنا على العنوان, الناس حتفهم إننا مش من أهل البلد. فرد البكباشى بحدة: "يا بنى آدم, كل الناس اللى فى بورسعيد دلوقت مش من أهلها, نصهم عساكرإنجليز, و نصهم الثانى قوات صاعقة بملابس مدنية, خايف من إيه بقى" و هنا , تدخل ضابط البوليس الشاب لإنقاذهم مرة أخرى, و قال: إعطونى العنوان, و سأرسم لكم خريطة الطريق من بوابة " القابوطى" الى المنزل, و لكن عليكم أن تحفظوا هذه الخريطة صم, ثم تمزقوا الورقة, لأنها لو وجدت معكم, " حتضيعوا" و طبعا فهم " الخمسة معتى كلمة" حتضيعوا" و بلعوا ريقهم, ثم توجهوا الى ركن من الحجرة حيث ناموا على الأرض. و سأتركهم نائمين, و أراكم غدا مع بقية ما حدث " للخمسة" أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 18 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 أغسطس 2004 زملائى الأعزاء: دفعنى الحماس لتذكيركم بمواقف الشباب الوطنية التى كانت تسود أيام زمان, الى إرتكاب خطيئة لم تكن على بالى وقت تحرير هذه الصفحات. لقد تبنت أنى , باستمرارى فى كتابة هذه الذكريات, سوف أخوض فى سيرة قوم لم يمنحونى الحق فى الحديث عنهم. لقد حجب عنى الحماس الرؤية القانونية و الأخلاقية المتعلقة بالنشر, و أنا لهذا نادم على هذه الهفوة. لذا, سوف أتوقف عن كتابة هذه المذكرات, معتذرا لكل من ورد ذكرهم فيها, و مكررا أسفى على ما فعلت أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
وليد صفوت بتاريخ: 18 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 أغسطس 2004 ليه كده بس يا أستاذنا ؟؟؟؟ دا احنا كنا مستمتعين آخر إستمتاع ..... أنا أول مرة اركز مع حوار بالشكل ده ! و النبى كمل عشان خاطر الشباب اللى قاعدة مستنية كلام حضرتك طب عشان خاطر الدروس المستفادة على الاقل cbyb: انت يا سيدى بالضبط عملت زى اللى بيتفرج على التالفزيون مع أخواته .... و فجأة ...... و فى أثناء متاعبة أحداث فيلم ممتع ........يقفل التلفزيون أو يحوّل القناة ! bk: أرجوك يا أستاذنا كمل عشان خاطر احنا نفسنا نسمع من حضرتك ....... :) mfb: If it were done when 'tis done, then 't were well Shakespeare's MACBETH رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان