وقفة على أطلال روح

[زهرة برية]

الأربعينية ذات العيون السود

الجالسة باسترخاء

على المقعد الوثير

بجوار النافذة الواسعة

لها الآن سنوات عشر

تغمض عيناها وتتذكر

لم تشعر أبدا بالملل

تلتفت بتؤدة أحيانا قليلة

تعدل من وضع مزهرية

أهداها إليها أحدهم

دائما خالية من الورود

على الطاولة المجاورة

وحينا تستدير بلا وعي

لترفع ضوء مصباح الزيت

وحينا آخر تخفت ضوء الفتيل

وربما تضحك أو تبكي

لكنها نادرا ما تتذكر أن تروي

برعما كاد أن يذبل

في حديقة القلب القتيل

الأربعينية العائدة من الموت توا

لا تبدأ نهارها بتناول القهوة

ولا تستمع إلى الأخبار

تفتح أبواب الشرفة الثلاث

تفصل أسلاك الهاتف

تجلس في نفس المقعد

وتبدأ بحل جديلتها الطويلة

ترهف السمع للحظة

ويا عجبا لا تجد إلا شجوا

اليمامات التي تلتقط الحب

عن إفريز النافذة

يأتينها يوميا بكل الأسرار

على بعد مرمى من الذاكرة

نخلات أربعين كن يمنحن الظل

يوما ما حديقة منزل الطفولة

وسنديانة عملاقة حنون

وينابيع دفء شفيف مستمر

والكثير الكثير من الجنون

وبعد الغدو والرواح

ووجوه الأغراب الباردة

وسنوات السباحة

في قيعان وجدان البشر

ومئات الليالي بلا صباح

لم يبق في الروح إلا الطلل

وحين ستموت على مقعدها سيكتشف الغرباء أن لها وجها فيه نضارة الفتيات الصغيرات وقلبا مازال ينبض.........

[اسامة يس]

الأخت الكريمة زهرة برية ..

قلم ذو موهبه حيه نابضه ..

عشنا مع الاربعينية وعايشناها لحظه بلحظه في جنونها وصحوها وحبها ..

كانني قرات قصة قصيرة تحكي حياتها ..

دام لنا قلمك ..

لك مني خالص التحية ..