أيمن عبد العزيز بتاريخ: 11 مارس 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 مارس 2011 منذ أن غابت القوى الأمنية عن مصر و الحياة فيها تتأرجح بين شائعات تؤكد تدهور الحالة الأمنية للشارع المصري و بين مشاهدات تؤكد أن الشعب المصري شعب فريد في كل شيء إبتداءاً من ثورته السلمية اللتي أذهلت العالم بكل ما تحمله الكلمة من معاني و إنتهاءاً بروحه النبيلة و اللتي ما إن فقدت الذراع الأمني للدولة حتى ظهر نبلها في حياة لم تتغلب عليها فوضى غياب العصا الأمنية عندما أسير في شوارع القاهرة و أرى سيدات يحملن أطفالهن الرضع و بنات يسرن في الشوارع بكل أمان و ثقة و أسر تتنزه كما هي عادتها دائماً أتسائل .. لماذا لم يدفع الغياب الأمني هؤلاء لسلوك تصرفات أخرى تظهر على الأقل بعض التغيير في مسار حياتهم اليومية ؟ و لماذا لم تتحول مصر في غياب الشرطة إلى بلد منهوبة و شوارع نارية يتعامل فيها الإنسان من منطلق صالحة الذاتي و شهواته طالما غاب القانون المكتوب عنها ؟ إن الإجابة ببساطة تكمن في القانون غير المكتوب عند المصريين ، القانون اللذي يستمد قوته من دستور وضعه الشعب المصري ، مبادئه الشهامة و العدالة و النبل و النخوة و خشية الله و التقوى و الحفاظ على الآخرين و إحترامهم و إحترامهن و تقديس حرمات الناس و الخشية من إرتداد ظلم الآخرين على النفس إن دستورنا الغير مكتوب أجدى و أنفذ و أنفع من كل دساتير التاريخ و العالم فدستورنا مستمد من مصادر لا يرقى إليها شك أو ريبة أولها قرآننا الكريم و سنة نبينا صلى الله عليه و سلم ، و ثانيها عرفنا الأخلاقي القروي النبيل و طهارة أيدينا المستمدة من تقوى و خشية الله ، و ثالثها موائمة الأخلاق الغربية بما يفيدنا في حياتنا و يناسب أخلاقنا الشرقية الأصيلة و العربية الكريمة و لكن كان هناك عيوب و هو أمر بديهي فالكمال لله وحده .. إن من أبرز عيوبنا و هي في ذات الوقت ميزة في بعض الأحيان .. عاطفية تفكيرنا إلى حد كبير ، فتلك العاطفية تمنح تصرفاتنا الحساسية الشديدة لإنتماءاتنا القومية و الدينية و تجعل منا دروعاً بشرية صلبة للدفاع و الزود عن أصولنا الدينية و القومية و هو الأمر اللذي يجعل إستغلالنا من اليسر بحيث تحول بضع كلمات جليدنا إلى نيران و تمسح ببساطة سطور من نور كتبتها دماء زكية طاهرة سالت على أرض ميدان التحرير لتروي بطهارتها بذور النور و الحرية و العدالة لنقتطف ثمارها نحن و ننعم بحلاوتها في ستقبلنا فتنة العقول كما أسميها هي آفة تصيبنا عندما نسكت صوت العقل و ننتبه لصوت عاطفة لا ترى سوى نفسها .. لقد منحنا المحرضين من أمن الدولة السابق و رموز الحزب الوطني الساقط و كل من له مصلحة في تدمير ثورتنا الطاهرة .. منحناهم أذناً لتسمعهم و قلباً ليتعاطف مع تحريضهم و سلوك عدواني ليثبت نجاحهم فمنا من ذهب ليقاتل مصريين مثله كانوا بالأمس القريب يقفون معه جنباً إلى جنب في مواجهات ميدان التحرير و يصدون بصدور عارية رصاص النظام الخسيس ، فذهب اليوم ليقاتلهم مدفوعاً بمحرضين لا صالح لهم سوى التدمير ذهب ليقاتل في معركة لا يرى فيها هدفاً أو سبباً سوى تعصبه لدينه اللذي لم و لن يهان حتى قيام الساعة يصعب علي أن أتفوه بكلمات مثل الإخوة الأقباط و نحن أو هم و نحن ، فالمصررين أمثالي اللذين ولدوا و شبوا في كنف جوار لهم من الأقباط لم يدركوا الفوارق بيننا و بينهم إلا بعد حين لم يدركوا أن أقرب أصدقائهم و رفاق الطفولة و الصبا مختلفون في شيء إلا الآن .. أدركنا الآن أنهم مسيحيين و نحن مسلمين .. و لكن ذكرياتنا لم تتغير .. ذكريات الصبا و الطفولة و الفرح و الحزن و الإلتفاف الأسري و الدفء و الأمان .. ذكريات الأعياد و المناسبات و غيرها .. عندما توفى والدي رحمه الله لم يكن معي طوال الإجراءات سوى جار واحد مسيحي و لم يتركني إلا بعد أن أتممت الدفن و عدنا سوياً إلى المنزل ماذا حدث ؟ إني أدعو كل الزملاء الأفاضل المثقفين واسعو الأفق إلى المشاركة في حملة ليس لها صفحة على الفيس بوك و لكن لها صفحات في قلوبنا ، أولها صفحة تسمى وطن .. نريدها بيضاء ناصعة غير ملطخة بدماء أو بإساءة .. و ثانيها صفحة تسمى مستقبل نريدها مشرقة منيرة تستلهم حاضرها من ماضي قصير يبدأ من 25 يناير و ماضي آخر عريق يبدأ من ذكريات تعايشنا مع أشقائنا في الأرض و الوطن و المصير .. دعوتي لكم أن ننتشر في منتديات الأقباط لنسمعهم و نناقشهم و نفهم منهم و نقنعهم و نقتنع منهم .. لنفهم شكاواهم و يفهموا مكانتهم في مصر و في مستقبلها و في وحدة المصير إرحم القلب الذي يصبو إليك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان