الفصل بين الدين والدولة

[Seafood]

ما رأيك أن نبدأ أولاً في مناقشة دور الحاكم في الدولة الإسلامية , وكيفية ترشيحه , ومن الذي يقوم بهذا الترشيح , وما هي الشروط الواجب توافرها في من يُرشَح لهذا المنصب , وهل يصح أن يُرشِح الشخص نفسه لمثل هذا المنصب ؟ .. وأخيراً إختلاف هذا الدور عن دور الحاكم في المنظومة الغربية ..

وفي هذا , أنت قلت بأن ..

فى الإسلام ليس على الحاكم أن يكون فقيها دينيا ولكن عليه أن يكون فقيها فى أمور الحرب والسياسة والإقتصاد وغيرها من أعمال الحكم والإدارة

أولاً , أحب أن أعرف أصل هذا المبدأ ؟

ثانياً , لم أفهم معنى أن يكون فقيها في أمور الحرب والسياسة والإقتصاد وغيرها من أعمال الحكم والإدارة؟

= هل تعني بذلك أن يكون دارساً لهذه الأمور دراسة أكاديمية ..أو أن يكون ملماً بهذه الأمور مجرد إلمام ..

وفي هاتين الحالتين هل يكفي مثلاً أن يلم الحاكم الإسلامي بمواد القانون الدولي , أوبطريقة إدارة البنوك والشركات , دون أن يعرف كيف يؤصل ذلك فقهياً ؟ ..

= أم أنك تقصد بالتفقه في هذه الأمور , هو أن يعرف كيف يؤصل لهذه الأمور فقهياً دون أن يعرفها معرفة أكاديمية .. بمعنى أنه يستطيع أن يجتهد ليصل إلى حكم فقهي في الأمور المتعلقة بالسياسة والإقتصاد والإدراة ..

فإن كان الأمر كذلك , فما الفرق بين أن يكون فقيهاً دينياً , وأن يكون فقيهاً في أمور الحرب والسياسة والإقتصاد وغيرها من أعمال الإدارة ..

أليس ذلك تأكيداً لمقولة فصل الدين عن السياسة والإقتصاد وغيرها من الأمور ..

وهل يصح أن نجزئ الفقه , فنقول أن فلاناً فقيهاً فقط في أمور السياسة دون أن يلم بباقي أمور الفقه , ألن يجعل ذلك الفهم الكلي لأحكام الإسلام ناقص , وغير مترابط من حيث الأصل والمقصد ؟ ...

تم تعديل 25 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[mohamed]

3- فى الإسلام ليس على الحاكم أن يكون فقيها دينيا  ولكن عليه أن يكون فقيها فى أمور الحرب والسياسة والإقتصاد وغيرها من أعمال الحكم والإدارة وإذا كان الحكم إسلاميا فسيكون دور الحاكم تنفيذيا فقط  وهناك مؤسسات أخرى مرجعيتها الحاكمة " وليست الوحيدة " إسلامية تقوم بالتشريع والقضاء والبحث وتملك محاسبة الحاكم وتصويبه وردعه ثم عزله إن إقتضى الأمر.

6- يمكن فهم الديمقراطية على انها ألية من أليات مبدأ الشورى الإسلامى وهى كذلك فعلا فى التفكير والتاريخ الإسلامى.

7- نحن بحاجة ماسة فى المشروع الإسلامى إلى تأصيل الخطاب الإسلامى وليس "تجديد الخطاب الدينى" وفى حاجة ماسة إلى تحقيق ونقد الموروث "أو التراث" الإسلامى الفقهى فى إطار هذا التأصيل وليس من خارجه و دون مصادرة على أى رأى جديد طالما كان صاحبه يقف معنا على نفس الأرضية الإسلامية وله نفس المرجعية الإسلامية الحاكمة.

عشان كده انا بقول ينفع ان الحاكم ان يكون مسيحى لانه ما دام بيفهم فى السياسة ويقدر يحكم ايه المانع ما دام مش هيخالف الدستور ولا هيخالف المبادىء الاسلامية

وبعدين الحاكم مش لازم يبقى فقيه فى الدين ولا حاجة

لانه مش بيحكم لوحده

الحاكم بيبقى وراه مستشارين ووزرا وهيلمان بيساعده

يعنى كل ما فى الامر انه يكون عارف الاصول الل بيقوم عليها الحكم فى الاسلام وهى اصول فطرية موجود فى اى دولة محترمة كالعدل والشورى والمساواة على اساس المواطنة ...الخ

نعم نحن فعلا فى حاجة ماسة لاعادة تمحيص الموروث مش ناخده بحجة الاجماع وحجة عدم التاثر بالغرب

بعدين الجماع مش اصل فى الدين ما اللى يجمع يجمع براحته احنا عندنا قران وسنة

وقياس لو الموضوع كبر مننا

انما تقولى اجماع اقولك كلام ميدخلش العقل

لان اللى عملوا الاجماع على موضوع معين عملوه فى وقت كان يناسبهم عشان كده اجمعو عليه

انما دلوقتى الدنيا اتغيرت مش اللى هما اجمعوا عليه فى عصرهم هيمشى علينا دلوقتى لان ده يدخل ضمن الفقه والذى سبق وقلت انه بيتغير اما الشريعة فثابتة

نقطة تانية احب اقولها ان كل ما ورد فى كتب التراث فيما يتعلق بامور السياسة والحكم ( مثل الاحكام السلطانية للماوردى ) لم يكن الا رصدا لما حدث فى التاريخ الاسلامى ومحاولة تاصيله واعطاؤه شرعية

يعنى كان الواحد من العلماء دول يقول على اللى حصل فى العصور اللى قبله ويقولك هو ده الحكم فى الاسلام

الى ان خرج علينا من العلماء من يقولالحكم لمن غلب

وان الخروج على الحاكم الفاسد حرام لانه بيؤدى لفتنة اكبر وهى الفوضى

وكلام كده مياكلش عيش لا مؤاخذة

[Seafood]

ايوة اقبل ان يحكمنى كافر ما دام مش هيظلمنى وهيعاملنى صح

امال احنا بنسافر بره ليه وكله بيحب يروح دول الغرب ليه

هذه اللخلخة في أصول معتقداتنا , والتعويل على كل ما هو غربي في الإصلاح , لم تأت من فراغ , ولم تحدث وليدة الصدفة , وليست هي ناجمة عن تطور طبيعي في فكر العقل العربي أو الإسلامي كما يعتقد البعض , وليست هي نتيجة متوقعة لإختلاط الثقافات, وإنما هي نتيجة لعملية تغريب تمت على مدى أكثر من قرن .. ونرى نتائجها الآن ... وكانت أقرب إلى عملية التشويه منها إلى عملية تجميل ..

وعناصر عملية التغريب هذه عديدة , وقد تمت على مراحل , بعضها دون وعي حتى من الجهات أو الأفراد التي قامت بتسهيل هذا التغريب , إبتداءاً من محمد علي وعلاقته بالفرنسيين , ومروراً ببعثات الخريجين المصريين على مدى القرن الفائت إلى دول الغرب , لكي يتم تعريفهم بالحياة الغربية , وإنتهاءاً بإنشاء المدراس والجامعات التي تتبنى المناهج الغربية في التدريس , وكلاهما , أي البعثات والمدارس الأجنبية قد كانا النبع الذي تسلل منه الفكر الغربي إلى حياتنا ..

فالمبعوثين قد حدث عندهم نوع من الإنبهار بالمدنية الغربية .. ثم عادوا بعدها ليتم تقليدهم مناصب سياسية , ثم يتم من خلالهم بعد ذلك تمرير مخططات خارجية , وإرساء نظم إقتصادية وسياسية تخدم المستعمر الحاضر , أو المستعمر الذي رحل وترك فلولاً خلفه تدافع عنه .. وقد توازى مع ذلك عملية تلميع للأدباء من هؤلاء المبعوثين لكي يجعلوا منهم منارات ثقافية , وتنويرية , يتطلع إليها أبناء البلد البسطاء وحتى المتعلمين على أنهم قدوة يحتذى بهم ..

وقد كان هذا الإنبهار هو أكبر دعاية للإسلوب الغربي في الحياة , العام منها والخاص .. فأين سيجد الغرب المستعمِر مندوبي دعاية لمدنيتهم أحسن من أبناء الدول المستعمَرة نفسها ؟ من سيقنع أبناء البلاد المستعمَرة بأفضلية المدنية الغربية القادمة لإستعمارهم ؟ ومن سيبرر الغزو الثقافي ويضفي عليه طابع الشرعية ؟ غير أبناء البلد أنفسهم الذين يتكلمون لغتهم , ويعانون معاناتهم , ويعرفون كيف يثيرون عواطفهم بعبارات وجيزة بليغة ..

فالمستعمر إن قال كلاماً فلن يفهمه الناس وإن فهموه لتشككوا فيه , لكن إن قال نفس هذا الكلام إبن البلد , وبلغتها فسيصبح له مصداقية وقد تردده الأجيال من ورائه , وكأنه قرآناً يحفظ ..

فلو أن المستعمر وقف وقال للناس حضارتنا أفضل من حضارتكم , وديننا خير من دينكم .. فسيقف له الناس ويردوه وسيعاندوه .. أما أن يقول محمد عبده " رأيت في الغرب إسلاماً بدون مسلمين ورأيت في الشرق مسلمين بدون إسلام " , فعندها تتحقق الفائدة , ويستقر في وجدان الناس أن الغرب أفضل ...

وهذه العبارة وإن كانت صحيحة في جزء منها إلا أنها ليست صحيحة على إطلاقها , ومن لم يدقق فيها ويمحصها فسيظن أن كل ما يفعله الغرب هو من الإسلام طالما أن فائدته قد ظهرت لنا , دون محاولة الغوص فيما تحت هذه الأفعال لنعرف ما إذا كانت فعلاً من الإسلام أم لا, وهل هذه الفائدة الظاهرة لنا , هل هي تخفي في بطنها شرور أم لا .. ؟

وهكذا تم تمرير مفاهيم غريبة , ونظم لا تناسبنا , فتبنيناها لا لشيئ إلا لأنها جاءت من الغرب , وُقدمت لنا عن طريق "محللين" , يطلق عليهم أدباء ومثقفين , أو مفكرين و فلاسفة ..

وقد كانت عملية التغريب هذه مستترة في البداية , ولم ينتبه إليها أناس كثيرون , حتى من إنتبه إليها لم يكن ليستطيع أن يقف أمام هذا التيار الجارف من إعلاء لكل ما هو قيمة غربية أو نظام غربي أو حتى مظهر غربي , وإلا كان ساعتها سيتهم بالجنون ,أو يقال عنه أنه حسود لا يبتغي الخير للناس ..

وقد واكب ذلك عملية تراجع في دور علماء الدين , بحيث شيئاً فشيئاً , بدأ يأخذ الناس دينهم عن المثقفين , وأعني بالدين هنا طريقة الحياة , وأسلوبها , وقيمهم التي يتعاملون على أساسها .. وإنزوى تأثير الدين على الحياة العامة , وحل الإعلام ممثلاً في الصحف والمجلات , ولاحقاً الإذاعة والتلفزيون , حل ذلك كله محل المنبر في المساجد , وأصبح ما يقال في هذه الوسائل هو الذي يؤخذ به , حتى أن الناس قد حفظت ما يبثه هذا الإعلام , وإستشهدت به في الحكم على الأشياء ..

ولا يزال مسلسل التغريب مستمراً , حتى دون تدخل مباشر من الغرب فيه , فقد اصبح يتم توجيهه عن بعد .. وحتى دون توجيه فسيستمر بقوة دفع ذاتية فيه, وبقصور ذاتي ُأكتسب نتيجة الطرق على موجة التغريب كل هذه السنين , وبطاقة داخلية فيه يحركها ويغذيها وقود الفقر والجوع والمرض والشعور بالقهر ..

وللحق فليس كل من ذهب إلى الغرب من الأدباء والمفكرين قد سار على نفس الوتيرة , صحيح أن كثيراً منهم قد حدث له ما يشبه اللوثة في عقله وفي طريقة تفكيره , إلا أن هناك من نجى من هذه اللوثة, فهذا سيد قطب ُأريد له أن يكون أحد هذه المعاول الهدامة في حضارتنا .. ولكن " سيد " حدث له العكس , وإنقلب السحر على الساحر , وعاد هو نفسه يذم في هذه الحضارة المزعومة , ويظهر للناس مساوئها ..

فسيد المفكر والفيلسوف قد نظر لهذه الحضارة بعين الفاحص الناقد , وليس بعين المنبهر المنقاد , فتكشف له ما لم يتكشف لغيره , وعاد فقام بتشريح هذه الحضارة فلسفياً وأصل لها تأصيلاً شرعياً , ليخرج لنا بنتائج مذهلة ..

وهو أن ما نراه أمامنا من أضواء وبهرجة ما هو إلا قناع حسن يخفي وراءه الكثير من التشوهات , وأنه حتى ما قيل أنه أخلاق إسلامية , عندما تم تشريحها هي الأخرى وُجد أنها من الخارج فقط تبدو إسلامية...

ولكن إذا تعمقنا فيها وجدنا أنها أخلاقٌ محدودة ٌ بالمكان والظروف والأحوال, وليست محكومة بالضمير والوجدان , وليس لها هذا الزخم العقائدي الذي تتحلى به أخلاق الإسلام ..

وكذلك هي النظم الإقتصادية والسياسية , ما هي إلا نظم لها من الإسلام الشكل , وأما المضمون والمبتغى والأساس فمتعارض مع الإسلام .. ولولا أن الله قد حرم في كتابه الربا " باللفظ " , لوجدنا من بيننا أناس يقولون أن الربا من الإسلام ..

لذلك كان لا بد لسيد أن يُعدم , حتى لو لم يُرد عبد الناصر ذلك , حتى لو تراجع في قراره , ما كان ليستطيع أن يمنع شنقه .. لأن قرار إعدام سيد قطب قد صدر في الخارج , ولم تحكم به محكمة مصرية , بل فقط نطق به قاض مصري ..

وقد صدر الحكم في الخارج لأن سيد كان يقف عائقاً أمام عملية التغريب هذه , وكان يُـتوقع له إن إستمر في كتاباته أن ينشئ "مدرسة فكرية جديدة" , تنازع مدرسة التغريب وتتحرر في نفس الوقت من كل المذاهب الفكرية الموجودة على الساحة , عروبية أو شيوعية أو علمانية .. فأرادوا بإعدامه أن يغلقوا هذا الفكر ...

و لكن كما يقال فقد سبق السيف العزل , وسبق سيف فكر قطب مقصلة الإعدام , وأراد الله لفكر سيد قطب أن ينتشر , وأن يحيا بعده بعقود , وأن ينقلب السحر على الساحر مرة أخرى , وعاش فكر سيد من حيث أريد له أن يموت, كما فـُضح زيف حضارة الغرب على يد سيد , من حيث أريد لها أن تنتشر ...

تم تعديل 27 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[ahmous_25]

إبتداءاً من محمد علي وعلاقته بالفرنسيين , ومروراً ببعثات الخريجين المصريين على مدى القرن الفائت إلى دول الغرب , لكي يتم تعريفهم بالحياة الغربية , وإنتهاءاً بإنشاء المدراس والجامعات التي تتبنى المناهج الغربية في التدريس , وكلاهما , أي البعثات والمدارس الأجنبية قد كانا النبع الذي تسلل منه الفكر الغربي إلى حياتنا ..

طب دي اول مطبعو دخلن مصر مع الحملة الفرنسية و شيوخ الأزهر ايامها حرموها قولي طيب كنا ازاايحنعرف العلوم من غير البعثات دية كنا ازااي حنسمع عنها اسمحلي اختلف معاك دية دعوة للأنغلاق التام و اننا نقفل الباب علينا و متعلمش من غيرنا الي تقدموا

[ahmous_25]

فسيد المفكر والفيلسوف قد نظر لهذه الحضارة بعين الفاحص الناقد , وليس بعين المنبهر المنقاد , فتكشف له ما لم يتكشف لغيره , وعاد فقام بتشريح هذه الحضارة فلسفياً وأصل لها تأصيلاً شرعياً , ليخرج لنا بنتائج مذهلة ..

وهو أن ما نراه أمامنا من أضواء وبهرجة ما هو إلا قناع حسن يخفي وراءه الكثير من التشوهات , وأنه حتى ما قيل أنه أخلاق إسلامية , عندما تم تشريحها هي الأخرى وُجد أنها من الخارج فقط تبدو إسلامية...

ولكن إذا تعمقنا فيها وجدنا أنها أخلاقٌ محدودة ٌ بالمكان والظروف والأحوال, وليست محكومة بالضمير والوجدان , وليس لها هذا الزخم العقائدي الذي تتحلى به أخلاق الإسلام ..

وكذلك هي النظم الإقتصادية والسياسية , ما هي إلا نظم لها من الإسلام الشكل , وأما المضمون والمبتغى والأساس فمتعارض مع الإسلام .. ولولا أن الله قد حرم في كتابه الربا  " باللفظ " , لوجدنا من بيننا أناس يقولون أن الربا من الإسلام ..

لذلك كان لا بد لسيد أن يُعدم , حتى لو لم يُرد عبد الناصر ذلك , حتى لو تراجع في قراره , ما كان ليستطيع أن يمنع شنقه .. لأن قرار إعدام سيد قطب قد صدر في الخارج , ولم تحكم به محكمة مصرية , بل فقط نطق به قاض مصري ..

وقد صدر الحكم في الخارج لأن سيد كان يقف عائقاً أمام عملية التغريب هذه , وكان يُـتوقع له إن إستمر في كتاباته أن ينشئ "مدرسة فكرية جديدة" , تنازع مدرسة التغريب وتتحرر في نفس الوقت من كل المذاهب الفكرية الموجودة على الساحة , عروبية أو شيوعية أو علمانية .. فأرادوا بإعدامه أن يغلقوا هذا الفكر ...

و لكن كما يقال فقد سبق السيف العزل , وسبق سيف فكر قطب مقصلة الإعدام , وأراد الله لفكر سيد قطب أن ينتشر , وأن يحيا بعده بعقود , وأن ينقلب السحر على الساحر مرة أخرى , وعاش فكر سيد من حيث أريد له أن يموت, كما فـُضح زيف حضارة الغرب على يد سيد , من حيث أريد لها أن تنتشر ...

سيد المفكر و الفيلسوف كان يكتب في الثلاثينات يدعو الجميع لأخذ كل ماهو غربي حتي النموذج الأخلاقي الغربي و انا لا اتكلم بلا دليل فان اردت المراجع ساذكرها لك اعداد الصحف و تاريخها بالظبط و يمكنك ان تتأكد بنفسك بعد ذلك

و عندا ينتقل الأنسان من الدعوة للتحرر من كل شيء حتي الأخلاق لتكفير المجتمع اعرف ان هذا الأنسان كتطرف في اراءة ولا يحمل الوسطية ابدا

[عمرو]

هذه اللخلخة في أصول معتقداتنا , والتعويل على كل ما هو غربي في الإصلاح , لم تأت من فراغ , ولم تحدث وليدة الصدفة , وليست هي ناجمة عن تطور طبيعي في فكر العقل العربي أو الإسلامي كما يعتقد البعض , وليست هي نتيجة متوقعة لإختلاط الثقافات, وإنما هي نتيجة لعملية تغريب تمت على مدى أكثر من قرن .. ونرى نتائجها الآن ... وكانت أقرب إلى عملية التشويه منها إلى عملية تجميل ..

وعناصر عملية التغريب هذه عديدة , وقد تمت على مراحل , بعضها دون وعي حتى من الجهات أو الأفراد التي قامت بتسهيل هذا التغريب , إبتداءاً من محمد علي وعلاقته بالفرنسيين , ومروراً ببعثات الخريجين المصريين على مدى القرن الفائت إلى دول الغرب , لكي يتم تعريفهم بالحياة الغربية , وإنتهاءاً بإنشاء المدراس والجامعات التي تتبنى المناهج الغربية في التدريس , وكلاهما , أي البعثات والمدارس الأجنبية قد كانا النبع الذي تسلل منه الفكر الغربي إلى حياتنا ..

نعم حدثت عملية تغريب ولكنها لم تكن مؤامرة من احد علينا بل كانت استجابة لاليات السوق وقاعدة ان البقاء للاصلح فقد فشل البديل المحلي وكانت شهادة الوفاة له هي دخول نابليون مصر

الشريعة كانت مطبقة والناس تؤدي الفرائض الدينية في ذلك الوقت لكنهم كانوا متخلفين عن الغرب بثلاثة قرون علي الاقل

فالمبعوثين قد حدث عندهم نوع من الإنبهار بالمدنية الغربية ..

طبيعي ان ينبهر الطرف الاضعف بالطرف الاقوي وتاتي بعد مرحلة الانبهار محاولة التعلم منه اما الاصرار علي الخطا فهو تصرف غير عقلاني

[عمرو]

سيد المفكر و الفيلسوف كان يكتب في الثلاثينات يدعو الجميع لأخذ كل ماهو غربي حتي النموذج الأخلاقي الغربي و انا لا اتكلم بلا دليل فان اردت المراجع ساذكرها لك اعداد الصحف و تاريخها بالظبط و يمكنك ان تتأكد بنفسك بعد ذلك

و عندا ينتقل الأنسان من الدعوة للتحرر من كل شيء حتي الأخلاق لتكفير المجتمع اعرف ان هذا الأنسان كتطرف في اراءة ولا يحمل الوسطية ابدا

السيد احمس25

ارجو منك وضع مقالات سيد قطب القديمة او المراجع واسماء الصحف واعدادها اذا امكنك ذلك وشكرا

[Seafood]

نعم حدثت عملية تغريب ولكنها لم تكن مؤامرة من احد علينا

وأنا لم أقل أنها مؤامرة , ولاحظ معي أنني لم ألق باللائمة على الغرب , فالغرب كان ولا يزال يعمل من أجل مصالحه هو, وهذا حقه النسبي .. والفكر التآمري يكون معيباً إن هو جعل الغير السبب في كل ما يحدث لنا من تردي ..

على العكس أنا ألقي باللائمة دائماً علينا نحن , وعلى ردة فعلنا في مواجهة سياسة التغريب هذه, والتي تميزت بالتسليم التام وعدم المقاومة أو حتى التفكر فيما نحن مقبلون عليه , ولا حتى ميزنا بين ما يمكن أن نأخذه عنهم وما لا يصح أن نأخذه .. بل أخذنا عنهم كل ما هو رديئ وتركنا ما فيه منفعة ولو ظاهرياً , وهذا دأب كل مقلد وغير مبدع .... أن ينبهر بالظاهر من الشيئ دون ان يغوص في أعماقه ليتفحصه ..

مسألة سيد قطب قتلناها بحثاً هنا في المنتدى , وسأورد رابط الموضوع لاحقاً , ونحن لا ننكر أن سيد كان له فكره الخاطئ والذي وصل إلى الإلحاد في فترة من الفترات قبل أن يتحول إلى الفكر الأصولي , وهذا لا يعيب سيد قطب , بل يزيد من قيمته عندنا .. لأنه بذلك يصبح حجة على الكفر والإلحاد ..

وقد حدث ذلك لمن هو خير منه , حدث ذلك للصحابة رضوان الله عليهم عندما تحولوا من الكفر للإيمان , فتركوا ونبذوا وكرهوا كل ما كان يتعلق بحياة الكفر , وإشتد ولاؤهم وحبهم للدين الجديد .. وهكذا كان سيد , كان شديد الولاء لهذا الدين , ولا يرى مستقبلاً كريماً لنا إلا في ظله , ولا يعتز ولا يقبل بأي بمنهج غيره ...

وشدة الولاء هذه للدين والإعتزاز به والدفاع عنه , كل هذه صفات ليست بمذمومة , وهذا "التطرف" في حب الدين والإعتزاز به والذي صوره الإعلام على أنه بلاء , هو على العكس صفة محمودة , وهو غير " الإفراط " المذموم , والذي هو التشدد على النفس في العبادة , والذي قد يدفع القلوب إلى الكلل والملل .. ولكننا نخلط بين التطرف والإفراط ..

تم تعديل 27 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[ahmous_25]

وشدة الولاء هذه للدين والإعتزاز به والدفاع عنه , كل هذه صفات ليست بمذمومة , وهذا "التطرف" في حب الدين والإعتزاز به والذي صوره الإعلام على أنه بلاء , هو على العكس صفة محمودة , وهو غير " الإفراط " المذموم , والذي هو التشدد على النفس في العبادة , والذي قد يدفع القلوب إلى الكلل والملل .. ولكننا نخلط بين التطرف والإفراط ..

و هل من الولاء لهذا الدين هو ان يكفر بعضنا بعض ؟؟؟؟؟؟؟؟

لا احد يملك حق تكفير اي مسلم لا اح حتي سيد قطب ys):

[Seafood]

و هل من الولاء لهذا الدين هو ان يكفر بعضنا بعض ؟؟؟؟؟؟؟؟

لا احد يملك حق تكفير اي مسلم لا اح حتي سيد قطب ys):

سيد قطب لم يكفر أحداً بعينه , سيد قطب كفرّ فئات من الناس بناءاً عل أفعالهم وإعتقادهم , بس في ناس أخذت كلامه من منطلق " إللي على راسه بطحه " .. طيب ما أنا واحد من الناس الذين يشملهم المجتمع الجاهلي الذي كفره سيد قطب .. لماذا لم أرى أن سيد قطب قد كفرني بكلامه ؟

طيب وهل المجتمع الجاهلي في مكة في بداية بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كان كله كافر , ألم يكن يعيش فيه المسلمون الأوائل .. فهل عندما نقول أن المجتمع الجاهلي آن ذاك كان كافراً , فمعنى ذلك أننا نكفر كل من فيه ؟ أم أن الكفر ينطبق على من إستحل ورضي بهذا الأسلوب الجاهلي في الحياة القائم على عبادة العباد , والنفاق , والحكم فيه لغير الله ..

فمن أراد أن لا يدخل في زمرة من كفرهم سيد قطب فما عليه إلا أن يبرأ من عبادة العباد , ويكفر بالطاغوت , ولا يرضى بغير الله حكماً .. ولو بلسانه .. بسيطة أليس كذلك ؟

تم تعديل 27 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[عمرو]

أستاذ سي فود

أود أن أسألك سؤالا محددا وترد علي بإجابة محددة

هل كانت مصر عام 1798 مجتمعا جاهليا

ماهو شكل المجتمع المصري في تلك الفترة من ناحية المدارس والمواد التي تدرس بها والبحث العلمي والجامعات والكتب المتداولة والصحف

[ahmous_25]

ويمضي الأديب و الناقد سيد قطب يكتب شعرا و نثرا و يقدم للقراء افكار متحررة جدا وبشكل صارخ واحيانا ذات طابع رومانسي حالم فهو يكتب عن الترجمة الي العربية التي قام بها د ابراهيم الشواربي لغزليات الشاعر الفارسي حافظ شيرازي و ينتقي ما هو اكثر رقة و عذوبة(ان شفة الحبيب ياقوتة ظمأي الي الدماء و انا من اجل رؤيتها اضحي بالروح) و ايضا (مبعثر الخصلات محمر الوجنات ضاحك الأسنان تلعب بة الخمر سكران ممزق القميص يتغني بالألحان في يدة ابريق من بنت الحان

...وها قد شربنا ما صبة في كؤسونا ) (سيد قطب كتب و شخصيات القاهرة ص 73)و المثير للدهشةللذين القوا الأضواء علي المرحلة التاريخية من حياة سيد قطب هو تعليقة علي حافظ شيرازي صاحب هذا الشعر بالقول( ان كاتب هذا الشعر نشوان بالخمر الألهية او النواسية و ليقل ما يشاء و كيف شاء فهو خير عند نفسة و عند اللة من المرائين المنافقين من الوعاظ الثقلاء)(سيد قطب كتب و شخصيات ص 75)

يمضي قطب و كأنة يرد علي قطب الأخر الذي اتي بعد سنوات(

ان الدين هو صيحة الواهن الضعيف يحتم بها كلما جرفة التيار و هو لايملك من ادوات السباحة ولا وسائلها شيءو اشد الجناة علي الدين و اشد المشوهين لة و المشككين فية هم اولئك الذين يضعونة مقابلا للعمل تارة و الفن تارة ثم يحكمون ايهما اصح و اولي بالأتباع) (الرسالة 18 يوليو 1938 - مقال لسيد قطب)

و الباحث و المدقق في كتابات قطب لا يجد ما يشير انة كان ملحدا ول ميكن مهتما اصلا بمسالة اصل الوجود و الكون(حلمي نمنم سيد قطب و ثورة يوليو 1999)

و قد قال سيد قطب يوما (ان الدين ضروري لقيادة القطعان البشرية ولا يمكن ان يسلس قيادها بغير ذلك) (عباس خضر -هؤلاء عرفتهم- سلسلة اقرأ -مارس1983-ص 56)

ويقال ان الرجل كان اباحيا و ماجنا وداعية للعري التام و يروي الأستاذ محمود عبد الحليم مؤرخ الأخوان المسلمين انة قرأ مقال منشور في الأهرام بتاريخ 17-مايو-1934

لسيد قطب يدعو فية للعري التام و الي ان يسير الناس في الشوارع عراة تماماكما ولدتهم امهاتهم

وتبقي عبارة اخري لعادل حمودة (لقد كان لسيد قطب اكثر من وجة و اكثر من لون فهو معلم و مفكر و مفسر و متطرف و مصلح و مبدع و مجتهد و شهيد فتحولانة حادة و تغيراتة مذهلة و صورتة لم تحبس انفاسها في اطار ثابت) واختفت صورة المفكر و المجدد لتبقي فقط صورة المتطرف(عادل حمودة - سيد قطب من القرية الي المشنقة)

[Seafood]

أستاذ سي فود

أود أن أسألك سؤالا محددا وترد علي بإجابة محددة

هل كانت مصر عام 1798 مجتمعا جاهليا

ماهو شكل المجتمع المصري في تلك الفترة من ناحية المدارس والمواد التي تدرس بها والبحث العلمي والجامعات والكتب المتداولة والصحف

لا أدري , لم أعش هذه الفترة ولم أقرأ كثيراً عنها .. وعلى كلٍ فالتاريخ لا يهم , خذ أي تاريخ وأي مجتمع من بداية الخليقة وحتى الآن , ثم إسقط عليه هذه القاعدة , هل الغالب على العبودية والحكم في هذا المجتمع أنها لله أم للعباد ؟ .. فإن كان للعباد فهو مجتمع جاهلي ..

[ahmous_25]

منتظر تعليق منك يا استاذ سي فوود علي الأدلة التي سردتها علي ان الأستاذ سيد قطب كان متطرفا في كل شيء فحين تحرر بتطرف و حين اخذ الدين اخذ الدين بتطرف

[Seafood]

منتظر تعليق منك يا استاذ سي فوود علي الأدلة التي سردتها علي ان الأستاذ سيد قطب كان متطرفا في كل شيء فحين تحرر بتطرف و حين اخذ الدين اخذ الدين بتطرف

لقد أجبتك يا استاذ أحمس ولكن يبدو أنك لم تنتبه ..

ومختصر القول أنه ليس هناك تطرف في الولاء , أو الإعتزاز , أو نصرة هذا الدين ... ولكن هناك إفراط ( أي تشدد ) في تطبيق العبادات المفروضة .. وأننا نخلط بين المصطلحين ..

فدين يأمر أتباعه بأن يستشهدوا في سبيله , ويستوي في الحرب عندهم النصر والشهادة , كيف نقول أن هناك تطرف في نصرته .. كيف نتكلم عن تطرف , ونحن يجب علينا أن نضحي في سبيل نصرة الدين بأعز ما نملك وهو النفس ..

قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ...

هل تعلم بأن الأمريكان يقولون عن المسلمين بأنهم متطرفون لأنهم يرسلون أبناءهم لكي يموتوا في سبيل الرب ..

فهل نمتنع عن الإستشهاد حتى لا نوصف بالتطرف ؟ .. هل الخطوة القادمة هي إطلاق لقب المتطرف على الشهيد ؟

هل سمعت عن أحد يقول عن شخص أنه متطرف في حب والديه وفي خدمتهما ؟

سيد قطب لم يكن متطرفاً , سيد قطب كان شديد الولاء شديد الحب شديد الإعتزاز بهذا الدين , حريصاً على تنقيته من البدع , وعلى البراءة من كل ما هو شرك بالله , وعلى البراءة من العبودية لغير الله أو الإحتكام إلى نظم وضعية ...

لكن لو كان هذا هو التطرف في عرفك , فليتنا كلنا متطرفون ..

تم تعديل 28 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

وقفة مع سيد قطب

بقلم الشيخ القرضاوي

علام حوكم سيد قطب؟

الحقيقة أن سيد قطب وتنظيمه لم يحاكما من أجل "الأعمال الخطيرة" التي ارتكبها، ولكن حوكم كلاهما من أجل "الأفكار الخطيرة" التي اعتنقها أو دعا الناس إليها. ولو أنصفوا وامتلكوا الشجاعة لقالوا: إننا حاكمنا الرجل -بل حكمنا عليه بالإعدام- من أجل أفكاره لا من أجل أعماله.

والعجيب أن الذي كان يحاكم أفكار سيد قطب ضابط محدود الثقافة، قليل البضاعة من العلم والفكر، وإن كان لواء في الجيش. فإن كان لا بد من محاكمة فكر سيد قطب فلتكوّن له لجنة من كبار العلماء والمفكرين، تناقشه فيما ذهب إليه.

لقد أخطأ عبد الناصر ورجال أجهزته من شمس بدران ووزارة الدفاع، وأجهزة المخابرات العامة، والمخابرات العسكرية وغيرهم، حين ظنوا أن "الأفكار" تُحارب بالاعتقال والسجن والتعذيب والإعدام. إنما تحارب الفكرة بالفكرة، والحجة بالحجة، واللسان باللسان، والقلم بالقلم، ولا تحارب الفكرة بالقوة، ولا الحجة بالسجن، ولا اللسان بالسنان، ولا القلم بالسيف.

لقد حوكم سيد قطب على أخطر كتاب ألفه، وهو كتاب "معالم في الطريق"؛ فهو الذي تتركز فيه أفكاره الأساسية في التغيير الذي ينشده، وإن كان أصله مأخوذا من تفسيره "في ظلال القرآن" في طبعته الثانية، وفي أجزائه الأخيرة من طبعته الأولى.

كان الكتاب قد طبع منه عدد محدود في طبعته الأولى التي نشرتها "مكتبة وهبة"، ولكن بعد أن حُكم بإعدام سيد قطب، وبعد أن كتبت له الشهادة أصبح الكتاب يطبع في العالم كله بعشرات الآلاف. وصدق ما قاله عليه رحمة الله: "ستظل كلماتنا عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح، وكتبت لها الحياة!".

فهم في الحقيقة لم يقاوموا أفكار سيد قطب، بل ساهموا مساهمة فعالة في إذاعتها ونشرها!

تم تعديل 28 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

" لقد فوجئت بما هو مكتوب في هذه الفقرة , لأنها تشير إلى إحتمال أن حكم إعدام سيد قطب قد جاء من الخارج .. وأن عبد الناصر لم يكن ليستطيع أن يمنع هذا الحكم حتى لو أراد ذلك ... "

الحكم بالإعدام

حسن الهضيبي

حوكم سيد قطب أمام "محكمة عسكرية" تتكون من ضباط كبار، والأصل في المحاكم العسكرية أن تحاكم العسكريين من الضباط والجنود فيما خالفوا فيه النظام والقوانين العسكرية، وهذا طبيعي ومنطقي أن يحاكم العسكريون عسكريين مثلهم، وهم أولى بهم.

ولكن المشكلة تكمن حين يحاكم العسكريون المدنيين في تهم لا تتعلق بالجانب العسكري؛ فهذا ما تلجأ إليه الأنظمة الديكتاتورية تحت شعار الأحكام العرفية أو أحكام الطوارئ؛ ليحكموا على خصومهم السياسيين أو العقائديين بما لا ترضاه المحاكم المدنية.

وأكثر من ذلك أن يحاكم العسكريون كبار رجال العلم والفكر والقانون، كما رأينا قائد الجناح جمال سالم يحاكم أمثال: حسن الهضيبي، وعبد القادر عودة، ومحمد فرغلي.

ورأينا اللواء فؤاد الدجوي يحاكم سيد قطب؛ فإن من العجب حقا أن يحاكم رجل عسكري -مهما تكن خبرته ومعرفته- رجلا في حجم سيد قطب الأديب الناقد العالم المفكر!!

وفي نهاية المحاكمة التي راقبها الكثيرون في كل مكان فوجئ الناس بالحكم على ثلاثة من المتهمين بالإعدام، وعلى آخرين بأحكام متفاوتة.

وقد قوبل الحكم بالإعدام على سيد قطب وصاحبيه بالدهشة والاستغراب والإنكار، بل الرفض والاحتجاج من أنحاء العالم العربي والإسلامي، وقامت مظاهرات، وأرسلت برقيات، وحدثت وساطات لدى عبد الناصر، وكان الكثيرون يتوقعون أن يستجيب لها؛ فلم يفعل، وسد أذنا من طين، وأذنا من عجين، كما يقول المثل.

لقد شنق ستة من قادة الإخوان سنة 1954م من أجل تهمة شروع في قتل عبد الناصر في ميدان المنشية، وإن كنا أثبتنا بالأدلة القاطعة براءة جماعة الإخوان من هذه التهمة، وقول الكثيرين: إن هذه "تمثيلية" وليست حقيقة، إلى آخر ما ذكرناه في الجزء الماضي. ولكن هناك في الظاهر تهمة شروع في قتل رأس النظام.

أما هنا فلم يحدث قتل، ولا شروع في قتل، فعلام يُعدَم هؤلاء؟ وبأي جريمة تُقطَع رقابهم؟!

وقد ذكروا هنا أمرا عجيبا ينبغي أن نسجله؛ ذلك أن شمس بدران وحسين خليل مدير المباحث الجنائية عرضا على عبد الناصر خلال محاكمة الشهيد سيد قطب الأحكام التي سيصدرها الدجوي، ومن بينها حكم الإعدام على سيد قطب، واتفقوا مع عبد الناصر على تخفيف حكم الإعدام عليه إلى السجن، أو العفو مع تحديد إقامته أو نحو ذلك؛ لينال عبد الناصر كسبا شعبيا يغطي كل ما قيل عن التعذيب، وما سيُقال عن العقوبات التي ستفرض على الآخرين. ولكنهم فوجئوا بعبد الناصر يصدق على حكم الإعدام وينفذه![1].

إن دم سيد قطب ورفيقيه سيظل لعنة على من سفكوه بغير حق، وسيظل يطاردهم، حتى يثأر له القدر من الطغاة الظالمين، ويستجيب لدعاء المظلومين الذي يرفعه الله فوق الغمام، ويفتح له أبوب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.

سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمد وللأمد انقضاء

فيمسكها إذا مـا شاء ربي ويرسلها إذا نفذ القضاء

تم تعديل 28 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

من المسئول عن هذه الدماء؟

كان المسئول الأول عن دماء الإخوان في المرات السابقة، وعن محنتهم بصفة عامة وزارة الداخلية المصرية، وأجهزة الأمن فيها، وبخاصة "المباحث العامة" التي سُميت فيما بعد "مباحث أمن الدولة". كانت هي التي تعتقل، وهي التي تتهم، وهي التي تحقق، وإن شاركتها وزارة الحربية ببعض الأشياء، مثل السجن الحربي بزنازينه وزبانيته وقائده المتجبر حمزة البسيوني.

أما المسئول الأول عن دماء الإخوان ومحنتهم في هذه المرة؛ فهو "وزارة الحربية" ووزيرها: شمس بدران، وإن شاركتها الداخلية بالمساعدة في القبض والاعتقال وغيرها.

ولكن ما مدى مسئولية جمال عبد الناصر في هذه المحنة وتبعاتها؟

لقد حاول بعض الناصريين أن يقلل من مسئوليته ويخفف منها؛ لأنه في هذه الفترة من الزمن لم يكن هو الذي يحكم مصر في الحقيقة والواقع، إنما كان الحاكم الحقيقي لمصر هو المشير عبد الحكيم عامر الذي جمع السلطات كلها في يديه: العسكرية والمدنية، وأصبح لا يُبرَم أمر من الأمور إلا بعد أن يمر على عامر، وبات عبد الناصر بمثابة الملك الذي يملك ولا يحكم، وكان عامر يفعل ذلك بحكم نفوذه في القوات المسلحة، حتى قالوا: إن عبد الناصر عرض عليه مرة أن يعينه نائبا لرئيس الجمهورية، ويدع الجيش والقوات المسلحة، ولكنه رفض؛ ليقينه أن من يملك القوات المسلحة يملك البلد كله.

وهذا الذي قاله الكثيرون؛ أكده السيد حسين الشافعي عضو مجلس قيادة الثورة في أحاديثه مع أحمد منصور في برنامج "شاهد على العصر" الذي تقدمه قناة الجزيرة.

ومع تصديقي بهذه المقولة لا أعفي عبد الناصر من مسئوليته التاريخية عن هذه المأساة؛ فهو الذي أعلن عنها من "موسكو"، وذكر في خطابه الشهير هناك قائلا: إننا سنضرب بيد من حديد، وإننا لن نرحم هذه المرة. كأنه قد رحم في المرة السابقة!

وقد أكد الكثيرون من المعتقلين -الذين كانت السياط تشوي جلودهم في زنازين التعذيب- أنهم رأوا بأعينهم عبد الناصر يحضر مشاهد التعذيب مع رجاله. ومن ذلك ما ذكرته الأخت المؤمنة الصابرة المحتسبة الحاجة زينب الغزالي التي ذكرت في كتابها "أيام من حياتي" ما لاقت من الأهوال، التي لا تكاد تُصدق من بشاعتها، وقالت: إنها رأت جمال عبد الناصر في إحدى مرات التعذيب.

وهو -على كل حال- الرئيس المسئول دستوريا وقانونيا عما تفعله حكومته، وهو الذي صدق على حكم إعدام سيد قطب، وهو الذي رفض أية شفاعة فيه، وأصم أذنيه عن استغاثات العرب والمسلمين أن لا ينفذ حكم الإعدام، وأصر على أن ينفذ في الرجل الأديب العالم المفكر الداعية الكبير حكم الإعدام.

فمهما يحاول محامو الناصرية أن يبرئوا الرجل عن التبعة؛ فإن الثابت بيقين أنه مسئول عنها أمام الله سبحانه، وأمام الشعب، وأمام التاريخ.

على أنا سنثبت عند حديثنا عن "النكسة" أن المسئول عن كل تجاوزات عامر وانحرافاته هو عبد الناصر!

تم تعديل 28 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

وقفة مع الشهيد سيد قطب

لا يشك دارس منصف ولا راصد عدل في أن سيد قطب مسلم عظيم، وداعية كبير، وكاتب قدير، ومفكر متميز، وأنه رجل تجرد لدينه من كل شائبة، وأسلم وجهه لله وحده، وجعل صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له. ولا شك في إخلاص سيد قطب لفكرته التي آمن بها، ولا يشك في حماسه لها، وفنائه فيها، وأنه وضع رأسه على كفه، وقدم روحه رخيصة من أجلها.

ولا ريب أنه قضى سنوات عمره الأخيرة وهو في السجن يجلي الفكرة، ويشرحها بقلمه المبدع، وبيانه العذب، وأسلوبه الأخاذ. كما لا ريب أن كتبه تعطي قارئها شحنة روحية وعاطفية دافقة ودافئة ودافعة، توقظه من رقود، وتحركه من سكون؛ لما فيها من حرارة وإخلاص.

وهذه الفكرة هي التي انتهى إليها تطوره الفكري والعلمي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، في مجال الأدب والنقد، وفي مجال الدعوة والفكر.

ولا بد لمن يريد أن يفهم سيد قطب أن يحيط بمراحل حياته وتطوره فيها، حتى يعرف حقيقة موقفه الذي انتهى إليه.

إنتهى إقتباس القرضاوي ...

ولقراءة المزيد عن تطور فكر سيد قطب , يمكن الرجوع إلى هذه الوصلة ..

http://www.islamonline.net/Arabic/Karadawy...ticle02.shtml#1

تم تعديل 28 أغسطس 2004 بواسطة Seafood

[mohamed]

جرى ايه يا جدعان قلبتوها سيد قطب ليه

ما احنا كنا كويسين وماشيين فى موضوعنا

ربنا يرحمه ويرحم الجميع

ويغفر لنا جميعا

احنا بنتكلم فى فصل الدين عن الدولة مش عن سيد قطب والله

سلام