اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كيف تصبح "مسقفا" يشار إليه "بالجنان"!!!


Mr. M

Recommended Posts

الطرنقوش afr2:

"الحمد لله .. فأنا اليوم " مثقَّفُن سقافتُن عاليتُن " أشرب البيبسي وآكل البيرقر وأجادل في علاقات " عمرو دياب " الغرامية ، وأنا حُجة في مصفف شعر " دي كابريو " في " تايتانيك " ، وكما يقولون " فالعلمو نورُن " ولعلمي الغزير تكاد لا تخطئني قناة فضائية ولا جريدة يومية أو مجلة صغرت أم كبرت في صفحاتها الثقافية " الملوّنة والسادة " ، ولا تخطئني عين خبير أو غير خبير فاحص أو ناقد ( اللهم إلا حاسد أو حاقد ) ؛ وأنا – ولله الحمد – لا أرد لطالب علم طلباً . أما كيف صرت إلى ما أنا عليه اليوم فتلك قصة أخرى .

حقيقة الأمر هي إنني كنت تلميذاً مجدّاً مجتهداً في الصغر وفي سني دراستي الأولى .. وللدقة فقد كنت مُجِدّاً في " العربي " واللغويات ، ضعيف بليد في " الحساب " وباقي العلوم والآداب .. ومن هنا جاءت رغبتي في أن أكون " مسقَّفاً " نحريراً لا يشق له غبار منذ الوهلة الأولى .

وشيئاً فشيئاً - وبالمراقبة اللصيقة - أدركت إنّه لكي أكون قاطعاً فإنني محتاج فقط إلى نصف " العربي " ثم ربعه " وهكذا دواليبك " إلى أن وصلت إلى إنه يمكنني أن أكون " مسقّف " " مش بطّال " بعُشر العربي فقط ، وعندها أدركت بأنني قد وصلت .

كنت أنتقي بيتاً من الشعر ( لأبي تمام مثلاً ) .. يتيماً لا أعرف أماً له ولا أب .. وأحياناً شطر بيت فقط ، وأظل أردده أمام (جمهوري ) بطريقة معينة جذابة يفهم معها إنني أحفظ مئات الأبيات قبله والعشرات بعده ، وحبذا لو أشرت إلى المناسبة التي قاله فيها ( امرئ القيس ) أو( أبي العلاء المعري ) وأصور لهم المشهد تصوير من حضر ؛ ثم ألوي عنقي صلفاً وأغمض عينيّ إغماضة من يتفكر في أعمق أعماق الكون ، وأتمتم في سري بكلمات يحسبها الآخرون سر أسرار الوجود ( وما هي إلا محض هراء لكن عند جمهوري فلها أثر السحر ) .. ذلك قبل أن آتي لهم بتأويله .

ثم عرجت على " النغد " ( بالغين لا بالقاف كما هو الخطأ الشائع ) ولله الحمد فحظي معه لم يكن بحال أسوأ منه مع الشعر ولم أجد فيه صعوبة تذكر . كنت أقول أمام من يقول بأنه علمٌ إنه كذلك ، وأمام آخرين بأنه فنٌّ صرف لا علاقة له بالعلوم من قريب ولا بعيد ، وفي كلا الحالتين أنا المحق والآخرون إلى الجحيم كما قال " نيتشة ".( أعرف إنه سينبري لي بعض اللؤماء ويقولون : ( " نيتشة " لم يقل ذلك " ) ، لكن ذلك ليس مهماً بالمرة ، فقد أدرك الكثيرون قبلكم أنني قرأت كل ما كتب الفيلسوف " نيتشة " وأحفظ كتبه عن ظهر قلب ) ؛ وأنا بارع في نقد النصوص واللصوص والخصوص وخصوص الخصوص كمان .

عند هذه المرحلة أدركت إنني محتاج إلى تغيير مظهري يواكب تغييري الجوهري ونقلتي النوعية " للأدب الحديث " .. فعمدت إلى إطالة شعري و" تبريمه " و" فلفلته " وغسيله بالبيبسي تارة وبزيت القرنجال تارة أخرى ( لا يسألني أحدكم عنه ولا من أين آتي به فهذه أسرار المهنة ) ، وأضفت إلى ذلك إطالة الأظافر وارتداء بنطلون الجينز لسنة على الأقل من غير غسيل ؛ وسميت هذه المرحلة " الشَعَريّة " – بفتح الشين والعين وتشديد الياء – مرحلة " النيرفانا " أو " الحقيقة المطلقة " . تلتها مرحلة " الفالون غونغ " أو " السلام السماوي " وفيها كنت قد طلقت طلاقاً بائناً كل ما يمت إلى الدين والتراث والعادات والأعراف والتقاليد بصلة بزعم إنها ليست إلا نصوصاً عتيقة وأفكار متحجرة .

ثم سرعان ما أدركت خطل رأيي وخطأ مسيرتي فعمدت إلى تصويبه .. فالدين مثلاً .. لا يحسن بالمرء " المسقّف " الخروج عنه بالمرة جملة واحدة هكذا .. خصوصاً إذا كنت ما تزال تعيش في هذا العالم الثالث .. وعلى الأقل حتى تصبح " مسقّف معروف " يتمتع بحماية دولية مناسبة من إحدى جمعيات حقوق الإنسان أو الحيوان ( لا فرق ) أو حماية الملكية الفكرية حتى ..

لكن الخروج عنه " بالتقسيط المريح " ممكن جداً .. فبدلاً من أن تسقط الفرائض والتكاليف عنك جملةً واحدة ، عليك بالقول إن بعضها على الأقل ليس ملزماً تماماً " للخواص " ، ويمكنك أن تنسب ذلك الرأي إلى " السهروردي " مثلاً في كتابه " البغائض في ما أضيف إلى الفرائض " دون أن تجد كبير اعتراض ، وصدّقني ستجد عندها كثيراً ممن يحترم وجهة نظرك أو " حريتك الفكرية " على الأقل . ثم تحايل على الأمور القطعية ( والمعلومات من الدين بالضرورة ) بالقول بأن دواعي العصر تستلزم بعض التطوير ( لا تستخدم مفردة الخروج ) عليها ، ولا داعي للانبعاق كثيراً في الحديث فإشارة ذكية واحدة إلى " أمريكا " مثلاً أو إيرادها بالنص في إحدى " كتاباتك الدينية " كفيلة بإيقاظ النائم وتنبيه الغافل إلى مدى أهمية وخطورة الدور الذي تقوم به في " حوار الحضارات " .

أما من يطلقون عليهم ( أعلام التراث ) في الفنون والآداب والعلوم المختلفة ، وخصوصاً المشهورين منهم والمعروفين بالإيغال والرسوخ في العلم فلا تتردد في الاجتراء عليهم فهؤلاء ( عندك ) ليسوا أكثر من حفظة ومقلدين بلا أصالة في " الفكر والسقافة " ( كما ستعيد تعريفهما للجمهور ) ، ولكن لا بأس من بعث بعض الأسماء التي تقوم بالتقاطها عشوائياً من ذاكرة الشعوب وليكن منهم واحداً على الأقل من آلهة الأولمب السبعة وآخر من فراعنة مصر القديمة وثالث هو كونفشيوس بعينه ورابع من آلهة مروي القديمة ، ولا بأس بقدر من شذاذ آفاق العلم والمعرفة في العصر الحديث شريطة أن يكونوا من أصحاب الآراء الشاطحة والناطحة التي أثارت غبار جدل كثيف ، وتدعي إن هؤلاء هم مصدر إلهامك الفكري والمعرفي ( لاحظ إنك لست محتاجاً لأن تعرف عنهم أكثر من الاسم والعصر الذي عاشوا فيه ) هذا لتصنع لك مرتكزاً فكرياً عميقاً ومنطلقاً معرفياً تشكِّل – حضرتك – امتداداً طليعياً له في العصر الحديث .بعدها عليك بالاتجاه نحو الصحافة - فليس من وسيلة أفضل ولا أسرع منها في تلميع النجوم ، ودعني أدلك على خير البداية : صدِّقني إن جلسات الشاي و" الونسة " مع المسئولين عن الصفحات الثقافية في " الصحف الاجتماعية " خير لك آلاف المرات من مجالسة الكتب أو التبحُّر في المجلات ، لكن لا تنسى أن تصطحب معك ( لزوم الديكور) مرجعاً غليظاً ( بالمعنى الحرفي المباشر للكلمة ) ، وحبذا لو كان مكتوباً باللاتينية القديمة أو السنسكريتية أو المسمارية مثلاً حتى لا يفهم منه الآخرون حرفاً ، وضع على حواشيه ما شئت من تعليقات وملاحظات بالقلم الرصاص ( ولتكن هي الأخرى باللغة السنسكريتية أو الهيروغليفية مثلاً ) .

لا تنس المشاركات العامة بالتعقيب والنقاش في كل المحافل المتاحة : ندوات ، سمنارات ، ورش عمل ، حلقات نقاش ، جلسات مشاهدة أو استماع ، منابر انترنت … الخ ، وارتياد أندية " المُسقّفين " وأماكن الوجود الدائم لهم ، وعليك بالتعقيب والنقاش أياً كان الموضوع المطروح : السياسات الزراعية للخليفة عبد الله ، الحرب النووية بين الهند وباكستان ، فك جينوم الشمبانزي ، أدب جابريل غارسيا ماركيز ، أسبوع السينما الهولندية في العصور الوسطى أو جلسة انتقادية لفيلم " الشروق " للمخرج المشهور " فلان الفلاني " ، ولتكن بداية تعقيبك دوماً العبارة المألوفة أنا أختلف مع الأخ ... ) . صدقوني هكذا صرت – وأنا الطرنقوش – مثقفاً وهكذا أستمر نجماً " ساتعاً في سماء السقافة " ، وهذا هو طريقك - عزيزي القارئ - كي تصير " مسقفاً " .. أليست تلك وصفة سريعة ومفيدة للنجاح ؟؟ تابعونا إذن نهدكم سبل " السقافة " .

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى مستر م

أولا, مرحبا بك فى المحاورات.

ثانيا , أنا لم أفهم ماذا تريد أن تقول لنا,

أما إذا كنت تريد الدردشة, فهناك ,ليس بعيدا من حيث تجلس الآن, باب إسمــــه

" موضوعات خفيفة"

فإذا لم يعجبك هذا الباب, فهناك على الناصية باب آخر إسمه" دعوة للإبتسام"

و مرحبا بك مرة أخرى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى السيد / الأفوكاتو

شكرا جزيلا على الترحيب.....

وما أريد أن أقوله ببساطة فى رسالة فكاهية (ولكنها جادة وليست هزلية لأننا قد "زهقت" من كثرة الأخذ والرد والقيل والقال فى هذا الموضوع) أن الأغلبية الساحقة التى "تقتحمنا" فى وسائل الإعلام المختلفة هى من النوعية المذكورة عاليه.....

وكنت أصلا قد كتبت هذه الرسالة كمداخلة خفيفة وخفية على الكتاب المسمى إنجيل المسلمين لطريف الخالدى لأننى قرأت النسخة الإنجليزية من هذا الكتاب سابقا (وأيضا قرأت ملخص العرض العربى ) ولم أفهم ماذا يريد الكاتب أن يقول الكاتب تفصيلا وليس إجمالا (لأن موضوع الكتاب وعنوانه جيد وموحى) ويبدو أنه يريد الإيهام بأنه إستخدم منهجا علميا فى البحث ولكن صدقنى فإن أى قراءة نقدية محايدة ودقيقة سوف تكشف أن الكتاب يمتلئ بالأخطاء والمغالطات الإسلامية والمسيحية والتاريخية والمنهجية إما عن جهل أو تعمد لا أدرى أنه يغازل به أناسا معينين ولا أريد الإطالة ولكن هذا ما أردت قوله دون وجع دماغ حيث أن الساحة مليئة بهذا "الواغش" ولو قعدنا لكل واحد بالمرصاد لن نجد وقتا لنتنفس "فعموم البلوى تقعد (بضم التاء وتسكين القاف وكسر العين) الهمة".

وعذرا للإطالة والكلام الجد فى زاوية الإبتسام.

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى المستر م

شكرا على الرد,

و لا شك أن لديك الكثير مما يفيد القارئ, و لم يكن يكن هناك عتراض على المحتوي, و لكن مجرد تذكرة بالمكان المناسب للمقال.

يسعدنى أن أقرأ لك مزيد من أفكارك القيمة,فمشاركات كل زميل لنا هى قيمة. و خاصة بعد أن شرحت الغرض منها.

و أرجوا تقبل تحياتى, و إحترامى لشخصك.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

السيد / الأفوكاتو

شكرا لأسلوبكم الرفيع وأدبكم المتفرد وأنا متفهم تماما لوجهة نظركم وإن شاء الله أكون طالب علم وطالب حقيقة عند حسن ظن الجميع فيما يستجد من مناقشات.

ودمتم

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

أهم حاجة قراءة مقالات حازم الببلاوي الخبير الذي يشار إليه بالبنان ، وهو اقتصادي تبدو مؤلفاته شديدة الوضوح ، مثل الامتداد الزاوي الشبكي المتعامد على محايثة مركزية اللوجوس ، و اللذان يلتقيان نظرية و تطبيقاً مع السقوط الذاتي الانفلاشي الداخل في فشحاطية الأنا ، وهو ذو دلالات تخصيصية استفحالية عميقة .. rs:

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...