باهى الطائر الحزين بتاريخ: 1 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 أبريل 2011 عرض الإصدار الكامل : كيف تتعامل مع الناس هنا.. طريقة واحدة تحت السماء العالية تمكنك من استدراج أي إنسان للقيام بشيء، فهل توقفت مرة وتساءلت ما هي؟. نعم! طريقة واحدة فقط وهي في استدراج الشخص الآخر لكي يرغب في القيام بها. تذكر أن ما من طريقة غيرها، وطبعا تستطيع أن تجعل الإنسان يعطيك ساعته إذا ما صوبت مسدسك إلى صدره، وأن تجعل معاونك يساعدك إذا ما هددته بالقتل، ويمكنك أن تجعل الطفل يفعل ما تريد إذا ما هددته بالسوط، لكن هذه الوسائل الوحشية لها نتائج وخيمة، والطريقة الوحيدة التي أستطيع إتباعها لكي تفعل كل ما أريده هي بمنحك ما تريده أنت. ما الذي تريده ؟ ؟ قال الدكتور سيجموند فرويد : أحد أشهر أطباء النفس في القرن العشرين: إن كل ما نقوم بها ينبع من دافعين هما: دافع الجنس، والرغبة في أن نكون عظماء. يعبر البروفسور جون ديوي : ألمع الفلاسفة في أمريكا عن ذلك بطريقة مختلفة، حيث يقول: إن أعمق حافز في الطبيعة الإنسانية هو: "الرغبة في أن يكون مهما" تذكر هذه الجملة، إن هذا مهم، فما الذي تريده؟ ليس أشياء كثيرة، بل الأشياء القليلة التي ترغب بها وتتوق لتحقيقها بإصرار، لا يمكن نكرانها، فكل إنسان طبيعي يريد: 1) الصحة والمحافظة على الحياة. 2) الغذاء. 3) النوم. 4) المال والأشياء التي تشترى بالمال. 5) الحياة في الآخرة. 6) الرضا الجنسي. 7) التربية الجيدة لأطفاله. 8) الشعور بالأهمية. معظم هذه الاحتياجات يمكن تلبيتها باستثناء واحدة، لكن هناك أمنية عميقة ومهمة مثل الرغبة في الطعام أو النوم، يندر أن تتحقق، إنها ما يسميه فرويد: "الرغبة في أن تكون عظيما". وما يسميه ديوي: "الرغبة في الأهمية". استهل لنكولن مرة رسالة بقوله: "كل إنسان يحب المجاملة" قال وليام جيمس: "إن أعمق مبدأ في الطبيعة البشرية هو التماس الثناء". وهو لم يتحدث عن: "الرغبة" أو "الأمنية" أو "التوق" إلى الثناء بل قال: "التماس الثناء". هنا يكمن الجوع الإنساني المنهك، والشخص النادر الذي يشبع جوع قلبه يمسك الناس براحة يده "حتى أن الحانوتي سيأسف لموته" إن الرغبة في الشعور بالأهمية هي إحدى المميزات التي تفرق بين الإنسان والحيوان. لو لم يكن لأسلافنا ذلك الحافز للشعور بالأهمية لكانت الحضارة مستحيلة، ومن دونه لكنا كالحيوانات تماما، هذه الرغبة للشعور في الأهمية هي التي أوحت إلى ديكنز لكتابة رواياته الخالدة، وجعلت روكفلر يجمع الملايين التي لم ينفقها أبداً. وهذه الرغبة عينها هي التي جعلت أغنى رجل في مدينتك يشيد منزلا أكبر بكثير مما يحتاجه، وهذه الرغبة تجعلك تريد ارتداء أحدث الأزياء وتوقد أحدث سيارة، وتتحدث عن أطفالك النابغين، إنها تلك الرغبة التي تجذب الصبية ليصبحوا أفراد عصابات ومجرمين. يشع التاريخ بأمثلة مثيرة عن أشخاص مشهورين كانوا يناضلون من أجل الشعور بالأهمية، حتى أن جورج واشنطن أراد أن يدعى: "جلالة رئيس الولايات المتحدة" والتمس كولومبس لقب: "أميرال المحيط ونائب الهند"، وكانت كاترين العظيمة ترفض أن تفتح الرسائل التي لم تحمل عبارة: "جلالة الملكة"، كما أن السيدة لنكولن حين كانت في البيت الأبيض التفتت كالنمرة نحو السيدة جرانت وهي تصيح كيف تجرئين في حضوري وقد قبل أن أدعوك لذلك. بعض الأشخاص يصبحون معاقين لكي يحصلوا على تعاطف واهتمام الآخرين، ولكي يحصلوا على الشعور بالأهمية، لنأخذ السيد ماكينلي مثلا على ذلك، فقد حصلت على الشعور بالأهمية من خلال دفع زوجها رئيس الولايات المتحدة إلى إهمال الدولة المهمة لكي يبقى بجانبها في السرير حتى تنام، لقد أشبعت رغبتها النهمة لكسب الاهتمام بالإصرار على بقائه معها أثناء معالجة أسنانها، وفي ذات مرة أثارت مشهدا عاصفا حين عزم زوجها على تركها وحيدة عند طبيب الأسنان في الوقت الذي كان لديه موعد مع جون هاي. تبين بعض المصادر أن بعض الأشخاص ربما يصبحون مجانين بالفعل لكي يجدوا في دنيا أحلام الجنون الشعور بالأهمية الذي لم يجدوه في عالم الواقع القاسي، والمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية في مستشفيات الولايات المتحدة هم أكثر من الذين يعانون من مختلف الأمراض. فما هو سبب الجنون؟ لا يمكن لأحد أن يجيب على هذا السؤال الشائع، لكننا نعلم أن بعض الأمراض كالسفلس والانهيارات العصبية تتلف خلايا الدماغ، وتسبب الجنون. وفي الحقيقة نصف الأمراض العصبية سببها عضوي كإصابة الدماغ والكحول والجروح، لكن النصف الآخر – وهو القسم الأهم في القصة – نصف الأشخاص الذين يصابون بالجنون لا يعانون من خلل في خلايا الدماغ، ولدى إجراء الفحوص المجهرية الدقيقة تبين أن خلايا أدمغتهم سليمة تماما كخلايا دماغي ودماغك. فلماذا يصاب أولئك الناس بالجنون؟ ألقي هذا السؤال مؤخرا على رئيس أطباء إحدى أهم مستشفيات المجانين فأخبر ان الطبيب الذي نال أرفع المراكز لجدارته ومعرفته بالأمراض العصبية، أخبرنه بصراحة: "إنه لا يعرف لماذا يصبح الناس مجانين فجأة، ولا يعرف أحد ذلك معرفة أكيدة" ولكنه قال: "إن الكثير من الذين يصابون بالجنون يجدون في الجنون شعورا بالأهمية لم يستطيعوا تحقيقه في عالم الواقع". بعض المجانين أسعد مني ومنك، والكثيرون يتمتعون بكونهم مجانين. فلمَ لا؟ لقد حلوا مشاكلهم، يستطيعون أن يوقعوا لك شيكا بقيمة مليون دولار، أو بطاقة لمقابلة آغا خان، لقد وجدوا عالم أحلام من صنعهم يشعرون من خلاله بالأهمية التي يرغبون بها من أعماقهم. إذا كان هناك بعض الذين يتعطشون للشعور بالأهمية حتى يصبحوا مجانين بالفعل تخيل ما هي المعجزات التي يمكننا تحقيقها من خلال الثناء الصادق. يوجد اثنان في التاريخ كانا يتقاضيان مليون دولار في السنة، هما: وولتر كرايزلر وتشارلز شواب، فلماذا كان أندرو كارنيجي يدفع مليون دولار إلى شواب سنويا؟ أي أكثر من ثلاثين ألف دولار شهرياً، أكان أندرو كارنيجي يدفع لشواب لأنه عبقري؟ كلا، أم لأنه يعرف عن تصنيع الفولاذ أكثر من أي شخص آخر؟ كلا، أخبر شواب بنفسه أن لديه عمالا يقومون بجميع الأعمال، ولديهم خبرة أكثر منه. وقال شواب أنه يتقاضى هذا الراتب بسبب مقدرته على التعامل مع الناس، وسأل: كيف يفعل ذلك؟ إليك السر: بكلماته الخاصة – كلمات يجب أن تنقش على البرونز، وتعلق في كل منزل ومدرسة، في كل مخزن ومكتب – كلمات يجب أن يتعلمها الأطفال بدلا من إضاعة وقتهم بدراسة اللاتينية، أو كمية المطر التي تهطل سنويا في البرازيل، كلمات تحول حياتك وحياتي إذا ما عشناها. قال شواب: "أعتبر مقدرتي على إثارة الحماس بين الناس أعظم كنز أمتلكه، وإن الطريق لتنمية أفضل ما في الإنسان هي: الثناء والتشجيع". فليس هناك أي شيء يقتل الطموح مثل انتقاد من هم في مستوى أعلى، وأؤمن في إعطاء الإنسان دافعا للعمل، وبذلك أتوق إلى الامتداح وليس للنفاق من أجل اكتشاف الخطأ، فإن أحببت شيئا أثني عليه من قلبي، وأمتدحه بثناء. هذا ما فعله شواب، ولكن ما الذي يفعله الإنسان العادي، عكس ذلك تماما، فإن لم يعجبه شيء ثار غضبه، وإن أعجبه شيء يصمت، ثم أعلن شواب: "خلال حياتي التقيت بشخصيات مثيرة ومهمة من مختلف أنحاء العالم، ولم أجد حتى إنسان يستطيع تحقيق العمل الأفضل من خلال استخدام روح الموافقة أكثر من روح الانتقاد". ثم قال بصراحة: "إن أحد أسباب نجاح أندرو كارنيجي هو امتداحه لمعاونيه علنا وسرا، حتى أنه امتدح معاونيه على حجر قبره، فكتب الشاهد بنفسه يقول فيه: "هنا يرقد من عرف كيف يستقطب من هم أذكى منه".". والثناء المخلص كان أحد أسرار نجاح روكفلر في معاملة الناس. نحن نغذي أجساد أطفالنا وأصدقائنا ومستخدمينا ولكن من النادر أن نغذي عزة أنفسهم، نقدم لهم اللحم المشوي والبطاطا لتوليد الطاقة، لكننا نهمل أن نمنحهم الكلمات الرقيقة والثناء الذي يبقى في مخيلتهم لسنوات كموسيقى نجوم الصباح. يقول بعض القراء الآن وهم يقرءون هذه الأسطر: "هذا كلام فارغ وتملق، لقد جربت هذا النوع فهو لا يفيد في شيء، لا يفيد مع الأذكياء". طبعا.. نادرا ما يفيد التملق مع الأذكياء لأنه فارغ وكاذب، وأناني ويجب أن يفشل، وهو عادة يفشل، صحيح أن بعض الناس يتعطشون للثناء حتى أنهم يلتهمون أي شيء كالرجل الجائع الذي يأكل الحشيش والديدان. فن الإطراء هو فن نادر في هذا العصر الواقعي، حتى أن الملكة فكتوريا كانت عرضة للإطراء، فقد اعترف ديزرائيلي أنه كان يسرف في الإطراء في معاملة الملكة، لكن ديزرائيلي كان من أكثر السياسيين حنكة ودهاء في الإمبراطورية البريطانية، وكان عبقريا فذا. والذي أفاده ربما لا يفيدني ويفيدك، فعلى المدى البعيد يتسبب الإطراء المغالى به بالضرر، وهو كالمال المزور الذي يمكن أن يوقعك بمشاكل إذا ما حاولت صرفه. ما هو الفرق بين الثناء والمداهنة؟ إن الفرق بسيط، واحد مخلص والآخر كاذب. واحد ينبع من القلب والآخر ينبع من الفم، واحد غير أناني والآخر أناني، واحد يقدر عالميا والآخر غير مرغوب فيه، رأيت مرة تمثالا نصفيا للجنرال أوبريغون في قصر تشابوليتيك في مدينة مكسيكو، وقد نحتت في أسفله هذه الكلمات الحكيمة المأخوذة من فلسفة أوبريغون: "لا تخش الأعداء الذين يهاجموك، بل احذر الأصدقاء الذين يدهنون". كلا! لا أقترح المداهنة، بل الأمر يتعدى ذلك. أتحدث عن طريقة جديدة في الحياة، دعني أكرر: أتحدث عن طريقة جديدة في الحياة. لدى الملك جورج الخامس مجموعة من الحكم نقشت على جدران مكتبه في قصر بيركنجهام وإحدى هذه الحكم تقول: "علمني ألا أتفوه أو أقبل الإطراء الرخيص". والمداهنة ما هي إلا الإطراء الرخيص. قرأت مرة تعريفا للمداهنة يستحق أن يجدد: "إن المداهنة هي إخبار الشخص الآخر ما يعتقده عن ننفسه". حين لا ننشغل في التفكير بشيء محدد نقضي عادة حوالي 95% من وقتنا بالتفكير في أنفسنا، والآن إذا توقفنا عن التفكير بأنفسنا وبدأنا نفكر بحسنات الشخص الآخر لن يكون علينا اللجوء إلى المداهنة والثناء الكاذب، قال إيمرسونا: "إن كل إنسان ألتقي به هو أفضل مني بطريقة ما، ومن هنا أستطيع أن أتعلم منه" إن كان ذلك الأمر صحيحاً بالنسبة لإيمرسونا أليس من المحتمل أن يكون صحيحا بالنسبة لي ولك. لنتوقف عن التفكير بمآثرنا وباحتياجاتنا، ونحاول اكتشاف مزايا الشخص الآخر، ثم ننسى المداهنة، امنح الثناء الصادق والمخلص، كن مخلصا في ثنائك وسخيا في امتداحك، عندئذ يقدس الناس كلماتك التي ستبقى خالدة في أذهانهم طيلة الحياة ويرددونها حتى بعد أن تنساها أنت. منقول عرض وتلخيص الكاتب وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبير يونس بتاريخ: 16 فبراير 2012 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 فبراير 2012 لماذا يصر البعض على الاطراء الرخيص و الذي كما تم تعريفه : اخبار الشخص ما يعتقده في نفسه ؟ أهو نوع من الوصول السريع أو السهل بدلا من البحث عن الخصائص الجميلة في الناس؟! أم قد يكون رغبة حقيقية في بقاء الشخص كما هو دون تحسن في شخصيته؟؟ كنوع من التدمير أو على الأقل احباط التقدم؟؟ كل انسان على وجه الأرض به شيء أو أكثر جميل لماذا لا نبرز هذا الشيء عند تعاملنا مع ذلك الشخص ؟؟؟ عن تجربة الاطراء الرخيص يخاطب النفوس و النفوس لا ذاكرة لها فالفائدة هنا لحظية أما الاطراء الصادق فيخاطب القلوب و ذاكرة القلب متيقظة على الدوام و لا تنسى أبدا ما يمس شغافها أعد شحن طاقتك حدد وجهتك و اطلق قواك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان