sha3ooor بتاريخ: 23 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 أغسطس 2004 تشخيص حالة النظام نحن نقول ما نشاء والنظام يفعل ما يريد! تشوق الناس للإصلاح ليس محل شك. وهو مطلب بات شعبيا وليس وقفا على السياسيين والمثقفين. والتغيير الوزارى الأخير وتعيين عدد من المحافظين واجراء تنقلات بين الباقين جاء قاصرا لا يلبى ولا حتى جزءا يسيرا من مطلب الاصلاح والتغيير. بل جاء لامتصاص بعض من الغضب الذى بات عارما وشاملا. خاصة ان التغيير الوزارى جاء عقب عودة الرئيس من رحلة العلاج فى ألمانيا وكانت البلاد بلا حكومة بعد استقالة الدكتور عاطف عبيد. فكان لابد من سد الخانة وملء الفراغ وبسرعة ليخلد الرئيس بعدها للراحة والاستجمام. لكن ليس محل شك ايضا انه ليس لدى الرئيس ولا النظام أى رغبة جادة للاستجابة لمطلب الاصلاح الشامل: فالنظام مطمئن الى بقائه فى السلطة الى آخر الزمان. واطمئنانه يعود الى شعوره بما لديه من إمكانات البقاء وبالقوة بعد أن أفرغ البلاد من أى قوة سياسية يحسب لها حساب على مدى 23 سنة. وايضا ما يمتلكه من قوة بطش يحسب لها مائة حساب. فيوجد حرس جمهورى هو جيش لوحده كامل العدة والعتاد. وتوجد قوة الأمن المركزى التى هى أيضا جيش قائم بذاته تسانده المباحث العامة والمباحث الجنائية بل وحتى أفراد الشرطة. كما أن النظام مازال مسيطرا على الإعلام المقروء والمسموع والمرئى. كما ان للنظام أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى. كما ان النظام فوق كل هذا يمتلك دستورا يعطى الرئيس كل الصلاحيات تجعله يملك ويحكم دون أن يكون مسئولا امام أى جهة من الجهات. اضافة الى قانون الطوارئ والأحكام العرفية الممتدة حتى مايو 2006 هذا بخلاف القوانين المقيدة لحريات الأحزاب والنقابات وحتى الجمعيات الأهلية. الأهم من كل هذا فى تقديرى ان رأس النظام هو نفسه معارض بشدة لأى تغيير. فهو بحكم النشأة والتكوين مع الاستقرار الى حد التيبس والجمود. وهو لا يثق إلا فى نفسه فتاريخه منذ كان طالبا بالكلية العسكرية والوظائف التى تقلدها بعد التخرج تشهد بحرصه الشديد على أن يتولى كل الأمور بنفسه ولا يترك لمعاونيه حرية الحركة والتصرف. إن مجمل ما تقدم انما يفسر القاعدة التى سار عليها النظام فى التعامل مع الجماهير: فليقل أى فرد أو جماعة ما يشاء.. لكن النظام يفعل ما يشاء هو!! سواء أكان صوابا أو خطأ وسواء رضى الناس أو لم يرضوا. الأخطر ان النظام منذ حكم السادات قد عقد صفقة على ما أوضحت فى مقال الاسبوع الفائت. وكان الطرف الثانى فى هذه الصفقة هو الولايات المتحدة ومعها اسرائيل. وبموجبها ضمن النظام مساندته على البقاء فى السلطة مع دعمه سياسيا واقتصاديا وإعانته ماليا وعسكريا فى مقابل تنفيذ أجندة أو بروتوكول لإضعاف مصر داخليا بأفقار الحياة السياسية فيها ومن ثم إضعافها وتراجع مكانتها خارجيا. وكان السادات على استعداد لتنفيذ هذه الصفقة وبحذافيرها..! فكان ما كان من زيارته لإسرائيل والانفتاح الاقتصادى سداح مداح وبيع القطاع العام وخصخصة كل شيء بما فى ذلك الأخلاق والعادات والتراث والتقاليد. وثم تأسست منظومة الفساد الأخلاقى وفساد الذمم حتى أصبحت هى السائدة والحاكمة والمتحكمة وأصبح من لا يسير على قواعدها اما حمارا.. واما خارجا عن النظام..!! هو منبوذ أو مستحق للمحاكمة حتى ولو فى بريطانيا.. ونظام كهذا لابد أن يكون متبلد الاحساس لا يشعر ولا يتأثر بآلام الناس. وبالأولى آلام دول الجوار وناسها. فهو كما يقول الاستاذ هيكل أغلق الأبواب على نفسه وأصبح شعاره المرفوع والمعلن أنا أولا وبعدى الطوفان.. وقد افتتح وزير الإعلام الجديد عهده على ما نشرت الأهرام فى صفحة الدولة بالوعد بتعميق شعار مصر أولا..!! ومن هنا مضى شارون فى هدم المنازل فى غزة وحى الزيتون ورفح مطمئن البال.. ومن هنا أمضى آلاف الفلسطينيين العائدين من رحلة علاج فى مصر شهرين وقوفا أمام معبر رفح ونياما فى شوارع العريش انتظارا لرحمة اسرائيل مع ان هذا المعبر تحكمه اتفاقية دولية بين اسرائيل ومصر وكانت الأخيرة تستطيع تحميل الجانب الاسرائيلى المسئولية المترتبة على عدم تنفيذ التزاماته. وبقى الفلسطينيون هكذا حتى أجهضت ثلاث نساء حوامل وتوفى سبعة ومرض الأطفال بالعشرات دون أن تحرك مصر الرسمية ساكناً إلا بعد أن أصبح الوضع مأساويا وبدأت تتناوله الصحف الأجنبية. وبالمثل تعاملت مصر الرسمية مع انتفاضة الأسرى والمعتقلين فى السجون الاسرائيلية وعددهم يزيد على السبعة آلاف. من بينهم مئات الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة. فلم نسمع من الحزب الحاكم وانصافا ولا حزب واحد من أحزاب المعارضة بأطيافها اليسارية والناصرية والاسلامية كلمة تعاطف أو تضامن. ناهيك عن المطالبة بالافراج عنهم وغالبيتهم معتقل لسنوات بلا محاكمة. وشاهدنا على شاشة الجزيرة أبا مريضا بالسرطان اعتقلت اسرائيل جميع أولاده الخمسة وأصغرهم فى الرابعة عشرة من عمره وأكبرهم اعتقل بعد زواجه بأربعة عشر يوما لاغير. وكل ما يتمناه الأب أن يراهم قبل أن يموت. وما يجرى فى مدينة النجف مثال آخر. فحتى الفاتيكان أبدى استعداده للوساطة لإنهاء الأزمة.. بينما أزهرنا الشريف الخاضع للحكومة المصرية ولا تصدر عنه الفتاوى إلا بالأوامر فقد بقى صامتا صمت القبور..!! وفى مثل هذا الوضع فتغيير وزير الخارجية.. وحده لا يكفى انما المطلوب رسم سياسة خارجية واضحة المعالم تليق بقدر مصر الإقليمى والدولى. والمطلوب ليتحقق ذلك أن يغير النظام من نفسه. وهو مستحيل وأمر لن يحدث. الكارثة انه مع كل هذه الخيبات التى هى نتاج منطقى لطبيعة هذا النظام فإن العمل قائم على قدم وساق رغم النفى القاطع لتوريث جمال مبارك. وأنقل حرفيا عن الاستاذ جهاد الخازن ما نشرته له صحيفة الحياة بتاريخ 16 من الشهر الجارى قوله.. مع خلفية الضغط الأمريكى والتآمر الصهيونى يصبح الاصلاح فى مصر مطلوبا لا لإضعاف يد الحكومة والتمهيد لبدائل بل لتقويتها فى الدفاع عن حقوق شعب مصر ومصالحه. وهنا يصبح الأمل معقودا على جمال مبارك!! فصعود نجمه فى المؤتمر السنوى للحزب الوطنى الشهر المقبل قد يؤدى الى فصل بين شخص الرئيس مبارك كرئيس للحزب وبين شخصه كرئيس للجمهورية وإذا انتخب جمال رئيسا للحزب الوطنى فقد لا يرشح الرئيس نفسه لولاية خامسة بعد سنه. فالرئيس ستجنب دعوات قوى المعارضة والمثقفين الى تعديل الدستور ليأتى الرئيس بالانتخاب بدل الاستفتاء لأنه سيصبح من السهل أن يرشح الحزب رئيسه جمال مبارك لرئاسة الجمهورية فيخلف والده. هناك كثيرون يقولون ان الرئيس مبارك لن يتنازل عن ترشيح نفسه لولاية خامسة. غير أن المنطق يقول أن هذه الفترة لا تنتهى إلا والرئيس قد بلغ الثالثة والثمانين.. وسط أوضاع سياسية واقتصادية بالغة التعقيد... هذا ما قاله الاستاذ جهاد الخازن الذى لا يلقى القول على عواهنه والمعروف عنه سعة الاطلاع وكثرة ما لديه من معلومات. فإذا كان الأمر كذلك لا قدر الله فاستطيع أن أبشر شعبنا الصبور أكثر من اللازم بأن حكم هذا النظام سوف يستمر لعشرات السنين القادمة. فرهان هذا النظام على أن أم كلثوم كانت خاطئة عندما غنت.. للصبر حدود!! وان صبر شعبنا بلا حدود.. ومن سيعيش سيرى. http://www.al-araby.com/articles/923/040822-12-923-opn06.htm شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان