ولماذا ليس جمال مبارك؟،

[sha3ooor]

ولماذا ليس جمال مبارك؟، هذا هو العنوان المفضل لأحدث فنون الخداع الساذج فى حياتنا السياسية، بدأت القصة فى صحف البيزنس المثير للريب، ثم انتقلت إلى صحف الصباح الرسمى، تبدأ الجملة حاسمة على طريقة نحن ضد توريث الحكم، ثم تفاجأ أولا تفاجأ بالجملة موصولة الذيل بلعنة ولكن، رفض حاسم باتر فى أول السطر، ولكن ماسحة كاسحة للرفض المزعوم قبل آخر السطر، تبدأ هذه ال لكن بسرد تهتهات وافتراضات من نوع أن جمال مبارك مواطن مصرى، ومادام ذلك كذلك، فمن حقه أن يرشح نفسه لمنصب الرئاسة، كلام عبيط قد يصلح للتسويق فى مزاد روبابيكيا، فقد تكون لجمال مبارك صفة المواطن المصرى ، بشهادة الميلاد، بمعنى أنه مولود لأبوين يتمتعان بالجنسية المصرية، أما إذا كانت صفة المواطن المصرى تنصرف إلى حق المواطنة بالمعنى السياسى ، فهذا حديث آخر ببداهة البداهة، فالمواطن المصرى بمعنى السياسة لا الجنسية ليست له حقوق على الإطلاق، حقوق السياسة منقوشة بالألفاظ البراقة فى الدستور، لكنها فى الواقع المرئى الملموس الصادم تؤول إلى ما يشبه الصفر، وهذه بالطبع ليست حالة السيد جمال مبارك، فالصفة الواقعية لجمال مبارك فى اعتبارات السياسة أنه ابن الرئيس، أى أنه محمى مستظل بسلطات الرئيس، وصلاحيات الرئيس فى الدستور شبه إلهية، وفى الواقع الذى أعطى الدستور إجازة طويلة تقفز هذه السلطات الرئاسية إلى مرتبة فوق إلهية، سلطات ممتدة مخترقة من الوزير إلى الغفير، ومن العميد إلى العمدة، ومن حديقة الحيوان إلى زحمة الأوتوبيس، ومن قرص الشمس إلى عين الفرن البلدى، رئيس بكل هذه السلطات لا يمكن أن يكون ابنه مثلى ومثلك، فالوطن هو بيت الرئيس، والشعب مجرد رعايا فى الحضرة السلطانية، وهنا مربط الفرس، فلكى يسترد أو يكتسب المصريون حق المواطنة، يلزم أولا ألا يكون الرئيس رئيسا وبهذه السلطات كلها، فقد ظل الرئيس مبارك فى الحكم لمدة 23 سنة إلى الآن، أى أنه حطم الأرقام القياسية لكافة حكام مصر بعد محمد على، ولا تسأل عن حصاد الرحلة الماراثونية المرهقة، يكفى أن تنظر حولك، فقد تحققت انجازات ولا فى الكوابيس، رقم النهب العام وحده يقارب ال 2000 مليار جنيه، 1400 مليار جنيه أموال هاربة للخارج، و 472 مليار جنيه مهدرة فى بيع القطاع العام، و45 مليار جنيه على الأقل ضائعة من قروض البنوك، وفى المحليات حدّث ولا حرج، أضف للنهب العام كبتا عاما صدرت معه مئة ألف أمر اعتقال فى العهد الموصوف ب أزهى عصور الديمقراطية، وفى سجون الحكم الآن وبلا فخر 13 ألف معتقل فى أشد التقديرات تواضعا، وما بين حد الكبت وحد النهب، لا تجد غير الصفر المونديالى إياه فى الاقتصاد والسياسة والثقافة جميعا، بالجملة: فقد جرى تجريف مصر وكشط ملامحها كبلد، تكويش فى الاقتصاد انتهى موضوعيا برغبة فى توريث السياسة، ومن الإنصاف أن نعترف بمسئولية الرئيس أولا، ومن العدل أن نلح بالرجاء للرئيس أن يضع نهاية للمأساة، وأن يمتنع عن ترشيح نفسه لولاية رئاسية خامسة يحل موعدها بعد عام، ولو فعلها الرئيس متعه الله بالصحة والعافية فقد يكون حُسن الختام السياسى، ولو فعلها الرئيس فلا يصح أن يترشح ابنه، وأن تنتقل مصر من ربع قرن لمبارك الأب إلى ربع قرن آخر لمبارك الابن، فسيناريو كهذا قد يعنى أنه لا قيمة لسياسة ولا لرئاسة ولا لانتخابات، فلا شرعية بالإنجاز ولا شرعية بالدستور لأحد فى مصر، ومؤسسات الحكم كلها تعيش فى الحرام الدستورى، ومع هذه الظروف يستوى أن يأتى جمال مبارك بنظام الاستفتاء، أو أن يأتى بانتخابات رئاسية متعددة المرشحين، فالنتائج معدة ومعروفة سلفا، والقصة كلها فى مطلق الأحوال توريث فى توريث، مادام والده فى الرئاسة، ومادامت الدولة بهيلمانها مجرد زر يضغط عليه الرئيس، والبديل: أن نقول لا مزدوجة للتمديد والتوريث معا، أن ينتهى التجديد بالتمديد للرئيس مبارك، وأن يطوى سيناريو توريث الرئاسة لجمال مبارك، وأن يسترد الشعب عصمة السياسة، وأن تنطلق حملة الأيدى النظيفة لتحاسب وتحاكم المتهمين بالنهب العام، وقتها تظهر صورة جمال مبارك بالحجم الواقعى، وقتها تكون لجمال مبارك صفة المواطن المصرى بالمعنى السياسى، ووقتها لن يفكر جمال مبارك فى الترشيح لرئاسة الدولة ولا لرئاسة مجلس قروى.

إشارات

- لا اختيار ثالث عربيا، فإما التغيير من الرأس، أو أن نظل عبيدا تحت حكم العبيد.

- زوروا من فضلكم موقع الحركة المصرية من أجل التغيير، عنوان الموقع الإلكترونى: www.harakamasria.com

- ليس المطلوب فقط إقالة وزير الإسكان، بل المطلوب: فتح تحقيق جنائى ومحاكمة محمد إبراهيم سليمان.

- الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز مثله الأعلى جمال عبدالناصر أثبت أن تحدى الهمجية الأمريكية ممكن بشرط الاستقواء بإرادة الناس.

- الجوع ولا الركوع رسالة الأمعاء الخاوية للأسرى الفلسطينيين إلى أمة تركع لغزاتها وطغاتها.

http://www.al-araby.com/articles/923/04082...923-col-wat.htm