Gharib fi el zolomat بتاريخ: 24 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 أغسطس 2004 لماذا يقدم العربي المسلم باعتباره متعصبا غبيا وعنصريا؟ بقلم :فهمي هويدي لدينا أكثر من تفسير لتحامل بعض الكتاب الغربيين على العرب والمسلمين، عن طريق ازدرائهم وإلصاق كل النقائص والرذائل بمجتمعاتهم، لكن ما يحتاج الى تفسير وتحليل حقا هو ذلك التحامل المسكون بالازدراء الذي يعبر به بعض العرب، سواء كانوا ممن يقيمون في بلاد الغرب أو يعيشون بين ظهرانينا، وأسوأ ما في كتابات هؤلاء الأخيرين ليس ما يعبرون به عن احتقار لنا وتشويه لصورتنا، ولكن ان كلامهم يبدو في نظر الغربيين اعترافا وشهادة من أهلنا مسلما بها، وفي هذه الحالة يغدو الضرر مضاعفا، باعتبار أن الذي يطعن العرب والمسلمين في هذه الحالة ليس غريبا عنهم مشكوكا في ولائه ودوافعه، ولكنهم نفر منهم يفترض أنهم أقرب إليهم وأدري بأحوالهم. في الولايات المتحدة يوجد نفر من هؤلاء، عرفوا بأنهم من أكثر الباحثين احتقارا للعرب وتحاملا عليهم، حتى باتوا مقربين وأحيانا مستشارين للمؤسسات المعادية للعرب والكارهة لهم، ومن ثم فانهم وقفوا في معسكر الضد، واشتركوا بصورة أو أخرى في الحملات التي وجهت ضدنا على مختلف الجبهات، والذين تابعوا كتابات الدكتور ادوارد سعيد، ربما يذكرون أن ذلك الرجل النزيه الغيور على أمته، الذي لم يغير جلده ولا قيمه، كانت له معارك شرسة ضد هؤلاء، وحين انتقل الرجل الى جوار ربه، لست أشك في أنهم تنفسوا الصعداء لغيابه، وأدركوا أن الساحة خلت لهم، الأمر الذي شجعهم على التمادي في غيهم. في الاسبوع الماضي وقعت على نص لواحد من هؤلاء (مقال في صفحة الرأي ـ الشرق الأوسط، بتاريخ 9 اغسطس (اب) الجاري)، تقوم فكرته الأساسية على افتراض انتقائي تمثل في وجود شخص عربي مسلم ـ ليس مسيحيا ولا يهوديا ـ في غرفة واحدة مع ممثلين عن مختلف الملل والنحل والأعراق، وكان السؤال الذي عالجه النص طول الوقت هو: كيف سيتصرف ذلك العربي المسلم مع هؤلاء؟ الشخصية العربية التي جرى التركيز على هويتها الاسلامية، تم رسمها في النص لإنسان متعصب وغبي، ولا يرى في العالم الخارجي إلا خليطا من الكفرة والمشركين والصليبيين الذين يستيقظون كل صباح، ولا هم لهم إلا التآمر على العرب والمسلمين، ليس ذلك فحسب، وإنما هي أيضا شخصية عنصرية متعالية منحازة ضد السود. إذ قدم النص نفسه، العربي المسلمَ باعتباره نموذجا للتعصب والعنصرية والغباء، فقد بدا في السيناريو الافتراضي معاديا للعالم كله ومكفرا للعالم كله، هكذا وصف في النص، ذلك انه خاصم الروسي بسبب مشكلة الشيشان، كما خاصم الأفارقة السود بسبب لونهم وحركة الانفصال في جنوب السودان، وخاصم ممثل أميركا بسبب سجلها المعروف مع العرب، وقاطع ممثل اليهود بسبب مشكلة اسرائيل، وخاصم المسيحيين في أوروبا وأميركا لأنهم صليبيون، ولم يكن البوذيون والهندوس أفضل منهم لأنهم وثنيون، وبطبيعة الحال فانه خاصم ممثل الصين لأنهم شيوعيون وبسبب مشكلة مسلمي سينكيانج. وافترض هذا العربي المسلم بغبائه ان كل واحد من الذين معه المسؤول الأول في البلد الذي يمثله، لأنه برمج كومبيوتره على السياسات المتبعة في بلده، ثم انه لم يفرق بين اليهودي العادي وبين الاسرائيلي الصهيوني واعتبر الاثنين شيئا واحدا. وفي حين ظهر العربي المسلم بهذه الصورة المنفرة والمقرفة، فان ممثلي العالم الذين جلسوا معه في الغرفة المفترضة، بدوا في النص نموذجا بريئا ووديعا وضحية لسلوك ذلك المتعصب الغبي الذي أراد له كاتب النص ألا يكون شخصا مخبولا أو استثنائيا، ولكنه قدم بحسبانه نموذجا شائعا في تلك الأمة الشريرة التي كفّرت العالم، وارتفعت في جنباتها الأصوات داعية الى خروج الكافرين من بلاد العرب، في حين ان بيت العرب من زجاج، فأبناؤهم يموتون في قوارب مهترئة قبالة السواحل المتوسطية وهم يحاولون الوصول الى أوروبا، ثم ان نصف مجتمعاتهم لا تعرف القراءة والكتابة، وأكثر عواصمهم ـ والكلام لا يزال له ـ ليست فيها اشارة مرور واحدة صالحة للعمل (!). لا أحد يستطيع أن يقول إن النموذج الذي صوره النص غير موجود في بلاد العرب، لاننا نعرف جيدا أن لدينا من خاصم العالم وكفّره، بل وكفّر المسلمين أيضا، ولا يخلو الأمر من متعصبين وعنصريين، ولكن السؤال هو: كم نسبة هؤلاء؟ رغم اننا لا نملك احصاءات تحدد نسبة المتعصبين والعنصريين بين المسلمين، إلا أن ثمة اتفاقا بين الباحثين على أن هذه الشريحة تمثل شذوذا واستثناء، ظهر في أقطار معينة، وفي ظروف استثنائية، وعند أهل الانصاف والعقل فان الشاذ لا حكم له، بمعنى انه لا يجوز تعميمه وإنما يُعطى قدره ويتم التعامل معه في حدوده، واذا حوكمت المجتمعات بما هو شاذ واستثنائي فيها فان الغرب سيكون أول الخاسرين، لان حجم الانفلات صار مهولا في المجتمعات التي اطلقت العنان للرغبات بزعم توفير ضمانات اشباع الحاجات واطلاق الحريات بغير ضابط ولا رابط، ولست أشك بأن الشاذين فكريا في العالم العربي أقل بكثير من الشاذين جنسيا في العالم الغربي، ولا أقصد بأولئك الشاذين أولئك الذين يعاشرون أمثالهم، رجالا كانوا أم نساء، ممن أصبحوا يوصفون بأنهم مثليون، ولكني أقصد أيضا الذين يعاشرون أطفالهم الصغار والحيوانات أيضا، ومع ذلك فاننا نقول ان هؤلاء يمثلون ظواهر مرضية لا نعممها، بل أن ثمة شريحة واسعة بين المثقفين المسلمين تقاوم بشدة فكرة النظر الى الغرب من خلال سوءاته، وتحاول أن تنبه الناس الى فضائله التي يمكن الافادة والتعلم منها. فما هي الرسالة التي يوجهها النص الذي نتحدث عنه؟ حسب الكلام المنشور، فان الهدف هو الدعوة الى تبني التفكير بديلا عن التكفير، وهو هدف لا خلاف عليه، ولكنه يثير أسئلة عدة من قبيل: هل التكفير هو الذي أوصلنا حقا الى ما وصف في النص بأنه تشرذم وتشتت واحتلال ومهانة، أم أنه إحدى مشكلات واقعنا التي أفرزتها ظروف معينة ـ سياسية بالدرجة الأولى ـ في حين أن ما وصلنا إليه من تشرذم واحتلال ومهانة له أسبابه الأخرى. فاحتلال فلسطين أو العراق مثلا ليس له علاقة بالتكفير، والمهانة يتحمل مسؤوليتها الاستعمار والاستبداد.. وهكذا. واذا كانت الدعوة مخلصة حقا الى التفكير، لماذا اختص النص العرب والمسلمين دون غيرهم بكل تلك الرذائل والسخائم، ولماذا لم يتحدث النص عن الحرية والديمقراطية والتنمية، وغير ذلك من الأجواء التي توفر مناخا صحيا للتقدم والإبداع؟ ان أي كاره للعرب والمسلمين أو حاقد عليهم، اذا ما أراد أن يعزز حملته ويقوي حجته، فما عليه إلا أن يترجم النص، ويضيف إليه سطرا أو سطرين يقول فيهما: هكذا يرى واحد من العرب والمسلمين أهله، ولا تعليق! ولعلي لست بحاجة الى القول ان ما أدعو إليه ليس التستر على عيوبنا، أو دفن الرؤوس في الرمال، لأنني أحد الذين لم يكفوا عن التنبيه الى تلك العيوب طيلة ربع القرن الأخير على الأقل، ولكن ما أدعو إليه هو التشخيص الصحيح لتلك العيوب واعطائها حقها من التحليل والعلاج. لماذا يقدم العربي المسلم بتلك الصورة الشائهة والبائسة؟ لا أستطيع أن أقول إن ذلك من قبيل التأثر بحملات العداء والتشويه التي ترددها بعض وسائل الاعلام في الغرب، لأن ذلك اذا جاز بالنسبة للاميركيين الأصلاء الذين يفترض فيهم السذاجة والجهل بالحقيقة في بلادنا، فانه لا يجوز بالنسبة للمتجنسين الذين عاشوا بيننا ثم استقروا في الغرب لسبب أو آخر، حيث يفترض أنهم يدركون الحقيقة، أو بعضها على الأقل. لا يكفي أيضا أن نقول إن ذلك ناتج عن تفشي الشعور بالهزيمة الثقافية والحضارية، الذي يدفع المرء أحيانا الى الاحساس بالانكسار ومحاولة جلد الذات، بزعم النقد لتخليص الجسم من الأمراض والنقائص التي أودت به الى تلك الهزيمة. أزعم أن في الأمر شيئا أبعد من الشعور بالهزيمة يتمثل في الانسحاق والذوبان في الانتماء الغربي الذي يدفع المرء ليس الى تغيير جلده فقط، وإنما الى النقمة على أهله والشعور بالعار من جراء الانتماء اليهم يوما ما، وهذا الشعور هو الذي يدفعه الى التعبير عن الازدراء لأهله واحتقارهم كلما سنحت الفرصة تأكيدا على الميلاد الجديد. ومن ناحيتي، لا أجد في مثل هذه النصوص ضررا محضا، لأن نشرها لا يخلو من فائدة بالنسبة لنا، من حيث أنها تغدو شهادات كاشفة تدين من يكتبها. نقلا عن الشرق الأوسط وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 24 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 أغسطس 2004 العضو غريب برجاء كتابة الوصلة فى المرات القادمة مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Gharib fi el zolomat بتاريخ: 24 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 أغسطس 2004 حاضر وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان