hamo90 بتاريخ: 24 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 أغسطس 2004 وطـــــــــن بعد أن استلم ورقة الأسئلة ,, قلبها ,, وتمتم ببعض مما يحفظ من آيات القرآن ,, ثم فتحها مرة أخرى ,, من دون أن ينظر للأسفل .. كتب اسمه في أعلى الورقة ,, وانتظر قليلاً حتى هدأ روعة ,, ثم استرق النظر لمحتوى الورقة .. كانت نظرةً خاطفة ,, ومع ذلك فقد لفت انتباهه شيء غريب !! بدت له الورقة بيضاء ,, فارغة !! ارتبك كعادته ,, وقلب الورقة مرةً أخرى .. همس لنفسه : " لما أخاف !! " هذه مادة لا رسوب فيها ولا نجاح ,, بل لا تحسب ضمن المجموع .." ابتسم ,, وبدأت رعشة أطرافه تتلاشى ,, وكان من الواضح أن بإمكانه الآن أن يمسك القلم ,, بدلاً من أن يطارده بين فجوات أصابعه .. فتح نافذة جديدة للورقة ,, ونظر جيداً ,, ليكتشف أن البياض ليس خالصاً ,, وأن هناك في وسط الورقة ,, بضع كلمات تقيدها علامة استفهام !! قرأ تلك الحروف القليلة ,, فتسمر قليلاً عند علامة الاستفهام ,, وسأل نفسه : " هل يعقل أن يكون المعلم بهذا الجنون !! " " أيسألنا هذا السؤال البسيط : ما الوطن !! " " الجميع يعرف الإجابة ,, حتى الطفل الذي لم يذهب للمدرسة سيحصل على الدرجة الكاملة .. " هكذا حدث نفسه .. جذب قلمه بقوة ,, وغرسه في قلب الورقة ,, وهم بالكتابة ,, وفجأة توقف !! نظر للطاولة كثيراً ,, ورفع بصره ناحية السقف ,, ثم نظر في وجه المراقب وكأنه يريد أن يخترقه ,, ثم نظر للسؤال مرة أخرى ,, وقرأه بصوت خافت ,, فعادت الابتسامة لترتسم على محياة مرةً أخرى ,, و كانت هذه المرة ابتسامة جامدة باردة .. قال لنفسه : " كم هو حاذق هذا المعلم !! " " كأنه يعرف أن الإجابة قد تستغرق العمر كله ,, وربما فشل الكثيرون في الاهتداء إليها !! " " بالنسبة لي لا مشكلة ,, فسيحصل عليها وستكون مختصرة مثل سؤاله ,, ولن يجد مفراً من منحي العلامة الكاملة .. " هكذا همس لنفسه .. فكر قليلاً ثم كتب : " الوطن = الخبز " .. مسحها سريعاً ,, و فكر : " الوطن لا يمكن أن يكون متعهداً فقط !! لا بد من وجود صورة أخرى له .. " كتب : " الوطن = الأمن " ,, واغتال هذه الإجابة أيضاً قبل أن تستقر على الصفحة ,, فلم يقتنع أن الوطن يمكن اختصاره " في الطمأنينة أو حتى في حماية الحكومة " ,, فالوطن ليس شيئاً واحداً فقط .. رمى القلم ,, وحدق ببصره كثيراً في الورقة ,, ثم تنفس عميقاً ,, وقال لنفسه : " الوطن" لابد أن يكون : أمان من الجوع ,, ومن الخوف ,, الوطن صدر حنون نلقي جميعاً برؤوسنا عليه لنشعر بالراحة .. الوطن لا يمكن أن يسجننا في جوفه ,, ويحيطنا بأسوار من الرعب ,, فيحاصر الكلمة ,, ويقتل الرأي ,, ويشكل العقول ,, ويصنف أبنائه .. الوطن رحمة ,, وملجأ للضعيف ,, الوطن تاريخ ,, وعبرة لأبنائه ,, الوطن روح ,, وروحه تسري فينا ,, الوطن ( نحن ) .. توقف عن التفكير لبرهة ,, نظر ملياً في المراقب ,, ابتسم ,, ثم صرخ في القاعة : " وجدتها ,, وجدتها ,, الوطن ( أمي ) ,, نعم هو كذلك ,, فلن أجد في قواميس الدنيا مرادف لمفردة الوطن إلا" الأم .. " التفت الجميع نحوه ,, ابتسموا ,, وعادوا لأوراقهم ,, وكتبوا إجاباتهم ,, ولم تتجاوز كلمة واحدة من ثلاثة حروف .. بالنسبة له ,, فقد صودرت ورقته ,, فالتفكير بصوت مسموع ,, في قاعة مليئة بالمراقبين الذين لا يعرفون الرحمة ,, لا يجلب لصاحبة إلا المصادرة ,, وفي النهاية لن يحصل من الوطن ,, إلا على الصفر ,, و علامة نبذ حمراء ,, قد تضع حداً أبدياً لبياض صفحته .. من بريدي hamo أتمني أن يأتي اليوم الذي نعيش فيه الديموقراطية , لا أن نكتفي بالتشدق بها ....... <span style='font-size:21pt;line-height:100%'><span style='font-family:Times'> خير الكلام ما قل ودل</span></span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان