Abouhemeed بتاريخ: 26 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 أغسطس 2004 الإتهامات التي وجهت إلى إبن رشد بدأت بإتهامه بالتآمر مع أعداء السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور مرورا بالزندقة و إنتهاءا بالخروج على الملة مما جعله يهرب من الأندلس قاصدا مصر ، و تم تهريب بعض كتبه من الأندلس إلى حلب في سوريا و مصر ، كما كانت له كتب و مخطوطات سبقته إلى مصر مما جعل تجميع بعض أعماله في حيز الممكن ، و لكن الشيء الغريب و الغير مفهوم هو عدم إهتمام الدارسين بأعماله إلا في نهاية القرن الثامن عشر ثم فترة من الركود إلى العشرينيات من القرن الماضي عندما أعاد بعض الباحثين ترجمة أعماله من الفرنسية و الألمانية إلى العربية مرة أخرى ، ثم العودة للإهتمام بكتاباته في التسعينيات و لكن تم إهمال أعماله الفقهية و أكتفي باعماله التحليلية الفلسفية ذات المراجع الأغريقية و الفارسية هل من تفسير لهذا ؟ بني الحمى و الوطن .. من منكم يحبها مثلي أنا ؟! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
دكتور عادل الليثي بتاريخ: 26 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 أغسطس 2004 (معدل) بما أننا لن نحصر أنفسنا في الحادثة المسماة نكبة أو مأساة بن رشد ... وبما أن الهدف هو البحث عن الفرص التي واتت العقل الكوني في الثقافة العربية الإسلامية عموما .... وعن أسباب إخفاقها سواء أخذت طابعا مأساويا كما حدث مع بن رشد أو لم تأخذ .. يجمع الباحثون على أن أول عملية حقيقة وذات قيمة علمية في هذا الإطار كانت العملية التي قادتها الدولة في عصر الخليفة المأمون لترجمة كتب العلم والفلسفة وبالذات أرسطو ... والتي وجدنا أن هناك تشابها ـ حتى من حيث المظهر ـ بين مافعله المأمون وما فعله فريدريك الثاني .. ففي رأيي أن هناك تشابها... ما ..... بين فريدريك الثاني .... والخليفة المأمون ... فكلاهما استدعى الفلسفة من الخارج لمحاربة عدوه السياسي .... وكلاهما سعى إلى تنصيب العقل الكوني في دولته لذات الغرض والفرق أن المجتمع في أوروبا كان مستعدا بل منتظرا لأيديولوجية جديدة لطبقة بدأت في الظهور في حين أن المجتمع الإسلامي لم يكن كذلك ... فقد كان الخلاف الداخلي بين الإمبراطور وبين البابا في روما شديدًا وذلك لأن فريدريك كان قد وعد البابا يوم اعتلائه لعرش الدولة الجرمانية بأنه سيشن حملة صليبية هائلة يستعيد بها بيت المقدس، ثم تراخى وانتهت بحملة هزيلة أو هزلية قوامها عدة مئات من الجنود .... ولكنه استطاع أن يعقد صلحا مع الملك الكامل محمد حصل بها على وضعا في بيت المقدس .. ليرضي البابا .. الشيئ الذي زاد من حنق البابا عليه لأن البابا كان يريد حربا لا تفاوضا ... فخلع عليه لقب الزنديق الأكبر .. فقد كان خلافا في إطار المصالح كذلك حيث كان للإمبراطور أملاكا في منطقة صقلية ولومبارويا في حين كان بابا روما يعتبر أن منطقة إيطاليا وما حولها أملاك خاصة بالبابوية . ثم في إطار الرؤية و الدين . كان عصر هذا الإمبراطور يمثل فجر النهضة الأدبية في إيطاليا... وهي بداية النهضة الأوروبية كلها. كان على علاقة بالملك الكامل محمد في مصر وفلسطين والملك المعظم عيسى في دمشق ..... كان يجمع بين الأعمال الجادة النافعة والأعمال اللاهية . كان في بلاطه عدد من الفلاسفة من الشرق .... وكان في بيته راقصات يهوديات من الشرق .... وكان له مجموعة من الحيوانات النادرة ومن الطيور ... وكان يصطحبها في تنقلاته في أوروبا. ولكن هذا اللهو لم يخل من وجهة نظر علمية .... فقد أحضر من سورية مدربين للصقور التي لديه .... ولكنه قام بتجربة علمية حين ذاك... وهي تغطيته أعين الصقور بغطاء محكم ليرى مدى اهتدائها بحاسة الشم وكان يقرأ الفلسفة والرياضة والفلك وكان عندما تصادفه مسائل صعبة يرسلها إلى السلطان الكامل الأيوبي في مصر طالباً الحل ولكن بعض العلماء المصريين كانوا يحلونها في معظم الأحيان . وطلب مرة من علماء مصريين أن يجربوا تجارب على بيض النعام كي يمكن تفريخه وفقسه على حرارة الشمس وترجمت له كتب عربية وفارسية في تدريب الصقور .... وأخرج هو نفسه كتاباً عنها .... كما ترجمت له كتب أرسطو عن الحيوان والنبات .... وشروح ابن سينا عليها . وهكذا كان هذا الملك جاداً حتى في لهوه.... لقد أسس فريدريك الثاني في منطقة صقلية في جنوب إيطاليا جامعة تناظر فيها ألمع المفكرين المعاصرين لتلك الفترة من مسلمين ومسيحيين ويهود. ونتيجة لترجمة أعمال بن رشد ... استقطبت الرشدية أحفاد فريدريك الثاني... وفي فرنسا أيضا عرف الفكر الرشدي أكبر انتشارا له.. وكان لهذا الانتشار هو الآخر أسباب سياسية . فبدون تحالف ... حارب ملك فرنسا فليب أوجييت والأمبراطور الشاب فريدريك الثاني نفس العدو السكسونيين والأنجلوسكسونيين .. فكانت معركة بوفين 1214م حلقة من الكفاح المشترك. وكان فليب أجيست متوجسا من البابوية هو الآخر بعد إعطاء استقلالية للجامعة منذ 1215م سنة واحدة بعد معركة بوفين حيث أصبحت هذه بعد عقود - وخاصة كلية الفتوى- معقل الرشدية. في وسط القرن الثالث عشر اثنان من أشهر الرشديين اللاتيين ... سجر دوبرابان .. وبواس ديداكل ... درسا فكر بن رشد ... الذي كان أصل الفكر العقلاني الفرنسي أكثر من أربعة قرون قبل ديكارت. وبعد ذلك واصل هذا الفكر العقلاني طريقه في فرنسا لكي يصل في القرن السابع عشر إلى نظام الفلاسفة الكبار.. ديكارت باسكال ليبتر وفي القرن الثامن عشر فولتير وروسو. وستعرف قمتها مع الثورة الفرنسية التي حققت نفسها تحت راية العقل العالمي وانتهت إلى فلسفة الحرية التي صاغها هيجل حيث العقل المنتصر في القرون الثاني عشر إلى القرن الثامن عشر ... ومن ثم إلى بناء العقل البشري ألا وهي الحرية. لقد تمكنت البورجوازية الأوروبية من حسم الصراع لصالحها. عندئذ كانت النهضة وما تلاها من عصر الأنوار والثورة الصناعية والثورة الفرنسية.... لتدخل أوروبا طور العلمانية والعقلانية والتجريب.... وتكوين الدولة الوطنية الحديثة . أما مايخص الخليفة المأمون فقد رأى الخليفة المأمون في المنام رجلا أبيض البشرة مشربا بحمرة .. واسع الجبهة حسن الشمائل .. جالسا على سريره ويقول المأمون قلت له : من أنت ... قال : أنا أرسطو طاليس .. فسررت به فقلت : أيها الحكيم أريد أن أسألك ... فقال : إسأل .. قلت : ما الحسن ؟ ( بضم الحاء ) قال : ما حسن في العقل ... ( بفتح الحاء ) قلت : ثم ماذا ؟ قال : ما حسن في الشرع ... قلت : ثم ماذا ؟ قال : ما حسن عند الجمهور ... قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم لا ثم ..... كان هذا الحلم هو المبرر المقبول لبداية العمل الذي جند فيه المأمون الدولة وإمكانياتها من أجل استجلاب وترجمة كتب أرسطو ..... وهنا يمكننا أن نشير إلى طريقتين لطلب المعرفة ..... الأولى ... عن طريق الحس أو العقل ...... الثانية .....من قوة غيبية .... مثال الرؤيا ... أو الرؤيا الصادقة .. أو الوحي .... وبهذا يمكن أن نقول أن المأمون استعمل طريقة الرؤيا أو الحلم ... المقبولة كمصدر للمعرفة في ذلك الزمان ليعطي للحلم مشروعية عند المتلقيين .... ولكن لماذا هذا الحلم وماذا كان يقصد به ؟ وقد كانت مصادر المعرفة من ... عقل .... وشرع وإجماع ..... والتي نطق بها أرسطو في الحلم موجودة ومشروعة ... إذا فقد كان المقصود من الحلم هو التأكيد على أن ما دون ذلك فهو ليس من الحسن ... ثم لا ثم .... ما كان دون ذلك ..... هو الغنوص المانوي .... والعرفان الشيعي ... وهي مصادر للمعرفة لحركات المعارضة للعباسيين فلم تكن تقتصر مطاردتهم بالسيف فقط ولكن كذلك بالقلم أي الشكل الثقافي من الصراع ... ـــ وكذلك فقد كانت عملية تدوين العلم وتبويبه أحد هذه الظاهر ... أي جمع الحديث بصفة خاصة كرد فعل يستهدف جمع الموروث الإسلامي العربي وتنظيمه لمقاومة المانوية وكل التيارات المهاجمة للإسلام والمعارضة لدولته بما فيها الشيعة ـــــ ولأن المأمون كان رجلا عقلانيا فقد عرف أن عنف المقاومة تزيد من التعصب والتمسك بالعقائد خاصة إذا كانت المعارضة من المتمرسين في التنظيمات السرية .. ويقول الغنوص المانوي بشيء أقرب إلى الوحي ينزل على المعلم بالحقيقة من أعلى .. وبالتالي يكون الجدل والمنطق هو السلاح المناسب ..... فلم يدعو المأمون أرسطو لذاته بل من أجل مناهضة المانوية ... التي كانت تهدد دولة الإسلام منذ البداية .. وكذلك العرفان الشيعي ..... كأيديولوجية معارضة تهدف إلى الاستيلاء على الخلافة ... وما تقوله من وراثة الإمام للنبوة وفهم حقيقة الدين وباطن القرآن بل وحلول الإله في الإمام ... وكذلك الوصية وهذا ما دفع المأمون إلى الاستنجاد بأرسطو من أجل استراتيجية عامة تدعمها الدولة تهدف إلى تنصيب العقل ـ العقل الكوني ـ حكما في النزاعات الدينية والأيديولوجية .... في المداخلة القادمة نتعرف على نتائج هذا العمل تم تعديل 26 أغسطس 2004 بواسطة Taha <span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'> عقول لا ذقون</span></span></span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان