مصطفىالكومي بتاريخ: 12 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 أبريل 2011 الإسلام أقام أول دولة مدنية في التاريخ بالمفهوم العصري الشعب فيها مصدر السلطات وله الحق في اختيار حاكمه ونصيحته وتقويمه ومحاسبته وخلعه وهذا يتوافق مع الآلية الديمقراطية المعمول بها في المدنية الليبرالية,وإن كان هذا قد طبق في عصر الراشدين ثم تم الإلتفاف عليه فيما بعد فليس هذا الإلتفاف حجة في بقاء الأصل على نقاءه وصفاءه . ومعنى أن يكون للشعب حق اختيار حاكمه فهذا ينفي أن رجال الدين هم الذين يحكمون أو يسيطرون , وهو تصور ذهني مأخوذ عن التجربة المسيحية في العصور الوسطى والتي عملت القوى العلمانية على ترسيخه في الأذهان حتى تصوره البعض صورة لصيقة بالحكم الإسلامي , وهي لاشك صورة وهمية قُصد بها تشويه الإسلام ذاته وتنفير الناس منه. وتتفوق المدنية الإسلامية على المدنية الغربية في أنها: ـ تعطي للقبطي حق التحاكم لشريعته في الأحوال الشخصية بينما تحرمه هذا قوانين المدنية الغربية وتفرض عليه قانونا مدنيا وتحرمه من شوقه الفطري في التحاكم لشريعته حتى أصاب الحياة الأسرية بالعنت والشلل حتى أصبحت الجريمة هي الطريقة المفضلة للتخلص من الحياة الزوجية في الغرب, فالمطالبة بالمرجعية الليبرالية هي في الحقيقة مطالبة لمنع الأقباط من التمتع بحقهم في تحكيم شريعتهم . والمدنية الإسلامية أول من طبق و وضع أسس المواطنة وأرسى قواعده ولم يفرق بين عناصر الأمة في الحقوق والواجبات وقد ورد في وثيقة المدينة التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم " وأنّ اليهود أُمّة مع المؤمنين، لليهود دِينهم وللمسلمين دِينهم " " وأنّ بينهم النصر على مَن حاربَ أهل هذه الصحيفة، وأنّ بينهم النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم." فهذه أول وثيقة في التاريخ تؤكد على الوحدة الوطنية والمواطنة , قارن هذا بالحروب المذهبية التي حصلت في أوربا في العصور الوسطى ورفضهم التعايش مع من يخالفهم حتى في المذهب, والرفض الحالي للتعايش مع المسلمين . والمدنية الإسلامية تعايشت مع جميع الأجناس والألوان ولم تفرق بينهم في التعامل وأخذ كل البشر مواقعهم في السلطة وفي بناء الحضارة الإسلامية كل حسب كفاءته وعطاءه , وبالمقارنة مع العنصرية الأمريكية وفي جنوب أفريقيا التي مورست ضد السود تعرف الفرق. وتتفوق المدنية الإسلامية في أنها تعطي المسيحي حق ممارسة شعائره و إظهار شعاراته الدينية وقد حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم سمح لوفد نصارى نجران أن يقيم شعائره في مسجد الرسول بل يقيم مدة زيارتهم في المسجد بينما في فرنسا مثلا تفرض المدنية الغربية على المسيحي ألا يظهر رموزه الدينية ويمنع من تدريس دينه في المدارس ولكن في الإسلام هذا من حقه شرعا من ضمن حقه في ممارسة شعائره وبينما فرنسا تستند إلى مرجعيتها الليبرالية وهي تمارس هذا الحجر على المسلم والمسيحي . وللمسيحي حق في شغل كافة الوظائف الحكومية و حتى الحساسة منها طالما انه يتمتع بالأمانة والخبرة الكافية وقد استعان النبي برجل مشرك هو أريقط أثناء هجرته من مكة إلى المدينة في ظروف غاية في الحذر والخطورة ولم يمنع هذا النبي من أن يستعين بخبير في الصحراء بعد أن تأكد من أمانته , ولو قارنت هذا بحال المسلمين في الليبرالية الغربية ستجدهم محرومون من تقلد كثير من المناصب الهامة برغم من أنهم يشكلون 10% من السكان في بعض البلدان الأوربية, وهذا يؤكد أيضا تفوق المدنية الإسلامية . وتتفوق المدنية الإسلامية على الليبرالية في أنها تمنع الإزدراء والسخرية من الرموز الدينية للمسيحية أو كافة الأديان فتحفظ لهم كيانهم وحرمة مقدساتهم بينما في الليبرالية الغربية كل هذه المقدسات مستباحة غير مصانة . ونحن في الحقيقة نمارس هذا استنادا شعوريا لمرجعيتنا الإسلامية غير مقلدين لليبرالية الغربية والدولة المصرية المعاصرة في كثير من تشريعاتها القانونية مستمدة من الشريعة الإسلامية وهذا لم يؤثر على مدنيتها ولا عصريتها سلبيا واستكمال هذا التشريعات أو التوسع فيها أيضا لن يؤثر على مدنيتها لأنها تتفق مع معايير الدولة العصرية في كثير من مبادئها بل تتفوق عليها لأن الإلتزام بالقانون "الشريعة" سيكون بدافع ديني وأخلاقي أولا قبل أن يكون خوفا من السلطة وعقوبتها . ثم أن المرجعية الإسلامية لمن يعرفها جيدا سيجدها تحقق أماله في حياة أمنة وسعيدة فإذا كنا نكره استغلال النفوذ والرشوة فالإسلام أول من يحرمهما وإذا كنا نحب الحرية فالإسلام أول من طبقها وإذا كنا نحب العدالة فالإسلام أول من طبقها فالإسلام دين الفطرة فكل ما تحبه الفطرة السليمة أو تكرهه سيجد الإسلام كذلك . و الصور المشوهة التي سمح لها عمدا بالظهور والخطابة والإعلام لبعض المتشددين الذين يفرضون النقاب ويحرمون الغناء والموسيقى و التمثيل تستخدم لتشويه الصورة النقية الوسطية للإسلام لتهدد بها الناس وتقول لهم هذا هو الإسلام ويقابل ذلك تغييب متعمد للإسلام الوسطي المتسامح الذي لا يحرم الغناء مطلقا ولا الموسيقى ولا التمثيل ولكن وأغلب الناس تحب أن تتهذب هذه الفنون لترتقي بالأذواق ولا تخدش الحياء وهذا هوا ما يتفق مع الإسلام الوسطي . والحقيقة أن كثير من اللادينون يخشون من الإسلام و يشوهونه للناس حفاظا على مصالحهم ومكانتهم التي وضعهم فيها النظام السابق دون غيرهم من المثقفين المتصالحين مع ثقافة هذا الشعب ودينه , ولهذا يحملون على الإسلام كل هذا الحملة التخويفية والترهيبية ولكن من ينظر إلى ميدان التحرير جيدا سيعرف حقيقة تدين هذا الشعب وتمسكه بدينه وللأسف هم يضعون أنفسهم في خندق واحد مع إسرائيل والغرب الذين يعتبرون الإسلام خطر على طغيان جشع حضارتهم , وأنا في ظني أن كل من يتحامل على هذا الدين سينقلب يوما على عقبيه و سيعتذر لهذا الشعب على موقفه المضاد للإسلام وسيقول كما قال غيره من أذيال النظام السابق أنا أسف كان علي ضغوط لكن أنا معاكم والذين يقولون لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين يرددون كلام طاغوت هالك وهم لايعرفون حقيقة الإسلام شموله وتكامله وإحاطته لكل نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بقواعد عامة وتعاليم تحقق العدل والأمن والسعادة لكل الناس, فالحضارة الغربية فشلت في تلبية الأشواق الروحية في التدين والتطهر أو أن تحافظ على التماسك الأسري والعلاقات الإنسانية , أو تحقق العدل بين كل البشر بل أصبح لهم مكيالين يجورون به على غيرهم . وليس معقول أن نقبل بالليبرالية والماركسية كمرجعية للدولة وهي غريبة عن ثقافة ودين شعب مصر ثم نحجر فقط على المرجعية الإسلامية التي هي من صميم ثقافة الشعب المصري وديانته . لا يرفض المدنية الإسلامية إلا غريب على طبيعة الشعب المصري .. وقد يكون الرفض للمرجعية الإسلامية غير مستغرب لو صدر عن إسرائيلي لأنه يعرف جيدا خطورته على وجوده في المنطقة المحتلة ولكن هذا الرفض يستغرب أن يصدر من إنسان تعايش مع هذه الثقافة وهذا الدين وأخشى بعد أن ثبت أن رئيس الجمهورية السابق كان الصديق الوفي لإسرائيل أن يثبت هذا عليهم بعد ذلك . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان