sha3ooor بتاريخ: 29 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 أغسطس 2004 (معدل) لا شرعية إلا للمقاومة.. وهي تحكم ولا يُحكم عليها.. الأمة لا تواجه ربابنة أخطئوا الطريق بل قراصنة سرقوا السفينة.. الاستعانة بالأمريكيين في دارفور كفر.. بقلم: د. محمد عباس غاص قلبي.. أحسست بلفح النار واعتصار الألم وفزعة الغصة وترويع الاختناق.. كانت قناة الجزيرة تتحدث عن حزب سياسي في الدول الاسكندنافية يطالب باعتبار مجرد اعتناق الإسلام جريمة تستوجب السجن وباعتبار القرآن كتابا محرما لأنه كتاب إرهابي مرفوض وغير إنساني ولا يختلف عن كتاب هتلر: "كفاحي".. و أن الواجب تجريم اقتنائه.. وفي نفس الوقت كنت أقرأ: " وصف مقدم أحد البرامج الحوارية في أكبر شبكات الإذاعة الأمريكية وهي شبكة وستوود وان ويدعى جاكي مايسون .. وصف "الدين الإسلامي كله" بأنه "منظمة قاتلة" تعلم "الكراهية والإرهاب والقتل". و أضاف قائلا ما يلي: " كل الدين الإسلامي يدعو إلى ويعلم الكراهية والإرهاب والقتل ولا أحد يعلم ذلك، وقد حان الوقت لأن يعلموا ذلك عن (الإسلام). القرآن يعبر بخمسين أسلوب عن الكراهية والحقد والعداء والقتل، (القرآن) موهوب للإرهاب. أنا لا أعلم كيف يمكن أن نسمي (الإسلام) دينا بالمعني التقليدي للكلمة. يجب أن نسميه منظمة قاتلة معنية بقتل الناس". وغاص قلبي وحرقتني النار واعتصرني الألم وفزّعني الغصة وروعني الاختناق.. ورحت أتذكر مقتطفات من التلمود الذي لم يهاجمه أحد، التلمود الذي ينص على أن قتل الأممي ( غير اليهودي) قربان إلى الله يرضيه ويثيب عليه، لأن الأمميين أعداء لله واليهود، وهم بهائم لا حرمة في قتلهم بأي وسيلة، و يقول: "إن اليهود أحب إلى الله والملائكة، وانهم من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه، ومن يصفع اليهود كمن يصفع الله، والموت جزاء الأممي إذا ضرب اليهودي، ولولا اليهود لارتفعت البركة من الأرض واحتجبت الشمس وانقطع المطر، واليهود يفضلون الأمميين كما يفضل الإنسان البهيمة، والأمميون جميعاً كلاب و****، وبيوتهم كحظائر البهائم نجاسة، ويحرم على اليهودي العطف على الأممي لأنه عدوه وعدو الله، والتقية أو المدارة معه جائزة للضرورة تجنباً لأذاه. وكل خير يصنعه يهودي مع أممي فهو خطيئة عظمى، وكل شيء يفعله معه قربان لله يثيبه عليه، والربا غير الفاحش جائز مع اليهودي كما شرع موسى وصموئيل (في رأيهم). والربا الفاحش جائز مع غيره. وكل ما على الأرض ملك لليهود، فما تحت أيدي الأمميين مغتصب من اليهود وعليهم استرداده منهم بكل الوسائل[1]. ورحت أسترجع: "أصدر حاخام يهودي امس فتوى تحلل قتل المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب. وقال الحاخام دوف ليئور مسؤول الكنيس في مستوطنة كريات اربع شرق الخليل، ان التوراة تأمر بحماية اليهود فقط"[2].. وغاص قلبي وحرقتني النار واعتصرني الألم وفزّعني الغصة وروعني الاختناق.. وراح قلبي ينوح: - هنيئا لكم انتصاركم.. هنيئا لكم يا حسني مبارك ويا جمال عبد الناصر ويا محمد علي.. هنيئا لك يا عبد العزيز آل سعود ويا ولي العهد.. هنيئا للقذافي وبورقيبة وكمال أتاتورك.. هنيئا للبشير وجارنج.. هنيئا لعلى عبد الله صالح ولجمال مبارك.. هنيئا للطهطاوي و أحمد لطفي السيد وسلامة موسى وعلى عبد الرازق وطه حسين ولويس عوض وجابر عصفور..هنيئا لشبلي شميل وفرح أنطون.. هنيئا لنازلي فاضل ومدرستها وللورد كرومر و تلاميذه.. هنيئا لسعد زغلول وإسماعيل صدقي وقاسم أمين.. هنيئا لصلاح عيسي ومصباح قطب ونوال السعداوي وجمال الغيطاني وهويدا طه و أنيس منصور.. هنيئا لسمير رجب والإبراهيمين: العدة ونافع.. هنيئا للغذامي والحمد وفندي.. هنيئا للكاذب النيهوم والأسود غير العفيف و أركون والعظم وأدونيس .. هنيئا لفاروق حسني و أشباهه وهم كثر.. هنيئا لمباحث أمن الدولة والمباحث العامة والأمن القومي والحرس الوطني والبوليس السياسي.. هنيئا للجلادين والمرتدين والخونة.. هنيئا للشيوعيين واليساريين والقوميين.. ثم واصلت النواح: - ها هم قد عادوا يا صلاح الدين.. عادوا يا عمر بن عبد العزيز يا على يا عثمان يا عمر يا أبا بكر ( رضى الله عنكم جميعا).. ها هم قد عادوا.. عادوا يا رسول الله صلى الله عليك وسلم وليس فينا من يقودنا من صحابتك.. أما إخوانك فموزعون على كهوف أفغانستان وسجون أمريكا والقاهرة والرياض وصنعاء وعمان وتونس و..و..و..أما في الأرض المقدسة يا رسول الله صلى الله عليك وسلم فقد منحوا المجاهدين ذوي الأجر أو الأجرين مهلة شهر يتوبون فيها إلى الشيطان وينكصون عن الجهاد... عادوا.. عادوا.. وليس ثمة من يقودنا إلى طريق النجاة.. عادوا وليس فينا سوى أبي جهل و أبي لهب وابن المغيرة والوليد والحارث بن قيس بن عدي وأمية بن خلف وأخيه أبي و أبو قيس بن الفاكه والعاص بن وائل، والنضر بن الحارث و زهير بن أبي أمية و عقبة بن أبي معيط و الأسود بن المطلب، و مالك بن الطلاطلة الحافظ لدين الله وما حفظ و أين الفائز بنصر الله وما انتصر، عادوا وكل حكامنا ابن سبأ بل يفوقونه.. عادوا والمطلوب من الأمة أن توالي أعداء الله و أن تبرأ من المجاهدين في سبيله.. هل من حق ابن سبأ أن يحدد لنا ما هو الحلال وما هو الحرام؟!.. أو من حق أبي جهل أن يعرفنا ما هو الإيمان وما هو الكفر..؟! أو من حق أبي لهب أن يميز لنا بين الرحمة والقسوة؟!.. أو من حق الوليد بن عتبة أن يقول لنا ما هو الصواب وما هو الخطأ.. هل من حق ابن سبأ السعودي أن يحدد لنا من هم المجاهدون ومن هم الخوارج؟!.. هل من حق ابن سبأ المصري أن يخون الدين والأمة كما لم يخن ابن سبأ الأصلى أمته ودينه.. هل من حق ال**** – ابن سبأ العراقي- أن يعترف في وقاحة أنه هو الذي سلط الأمريكيين ليقصفوا أهلنا في الفلوجة .. والله يعلم أنه لكاذب فهو أحقر و أهون من أن يسلطهم و أنهم هم الذين يسلطونه كما يسلط الصياد كلبه.. نعم.. هم يفعلون ما يشاءون ويتركون له مهمة النباح.. هل.. هل.. هل.. *** ها قد عادوا.. عادوا وفينا من يتهم الإسلام بأبشع مما يتهمونه به .. وزراء داخليتنا و أجهزة أمننا وكتابنا و إذاعاتنا وتلفازنا وصحافاتنا ومجلاتنا ونيابتنا وقضاؤنا!!.. عادوا وكلابنا تمزق لحمنا بأكثر مما تمزقها كلابهم.. بل إنهم عندما يعجزون يسلطون كلابنا مباشرة كما حدث في العراق.. عادوا.. عادوا.. عادوا.. لكنني من ديجور الظلام انتبهت على حقيقة باهرة.. أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.. كما أن أدنى صور الحياة هي صورتها البيولوجية.. وأنهم يستطيعون قتل الملايين منا لكن هل يستطيعون قتل في ظلال القرآن، أو الموطأ أو المسند أو الجامع أو الصحيحين.. يستطيعون مع الخونة والجهلة تغيير برامج التعليم.. لكن هل يستطيعون تغيير القرآن؟.. هل يستطيعون التسلل إلى قلوبنا ليتنزعوا منها تقوى الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؟.. قد يستطيعون قتل البطل العظيم أسامة بن لادن رضى الله عنه أو أبي مصعب الزرقاني حفظه الله و أيده بنصره لكن خالد الوليد سيظل فينا رابضا ينتهز الفرصة كي يقلب الدائرة عليهم.. و أبي عبيدة بن الجراح سينهض ليطرد قيصر: كلب الروم بوش. وقد يستطيعون أسر العالم الفقيه الشجاع حين جبن الناس: الدكتور عمر عبد الرحمن .. لكنهم لن يتمكنوا منا إلا إذا تمكنوا من المقداد بن عمرو أبي ذر الغفاري وسعد بن أبي وقاص ومصعب بن عمير ومعاذ وصهيب وآلاف وآلاف يحفل بهم تاريخنا وتضئ بهم سماواتنا لا يستطيعون الوصول إليهم أبدا مهما بلغ عدهم وعتادهم لذلك فإن النصر محتم لنا مهما تراجعنا والهزيمة حتم عليهم مهما انتصروا.. إذن .. النصر قادم لا ريب فيه.. قادم مهما غاص القلب ولفحت النار واعتصر الألم وفزعت الغصة وآلم الاختناق.. *** ولست أخاف يا أمة على الإسلام فهو محفوظ ومنتصر لكنني أخاف على أجيالنا أن يغضب الله عليها فيذهب بها ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه فيكتب للإسلام على أيديهم النصر.. لا أحول أن أنقذ الإسلام بل أحاول أن أنقذكم يا ناس ويا أمة.. أحاول أن أنقذكم.. أحاول أن أنقذكم من خزى الدنيا وخرابها ومن فضيحة الآخرة وعذابها.. فلو لم تكونوا كما أنتم لما تمكنت منكم تلك الحثالات البشرية التي نصبت نفسها عليكم حكاما ونخبة.. لماذا لم تقاوموا كما ينبغي للمقاومة أن تكون.. لماذا خافتّم بإبطال الجهاد حتى قبل أن تجهر أمريكا بأمرها لإبطاله. لماذا انقلبت عندكم المفاهيم.. لماذا تبنيتم مصطلحات أعدائكم و آرائهم فيكم.. منذ أسابيع قتل عملاء الأمن أو عملاء أمريكا مفتي الباكستان.. فهل تعلمون ماذا كان عنوان صحيفة الحياة؟ لقد كان: "متشددون يثيرون فوضى في كراتشي بعد اغتيال المرشد الروحي لـ"طالبان" مدريد, لندن, إسلام آباد, كابول الحياة 2004/05/31 شهدت مدينة كراتشي جنوب باكستان امس, اعمال عنف نظمها متشددون احتجاجاً على اغتيال المفتي نظام الدين شامزاي الذي يعتبر المرشد الروحي لحركة "طالبان" في باكستان. و إنني أنبه القارئ إلى هذه التغطية الفاجرة فالتمويه يتم على الشهيد وعلى وظيفته الحقيقية وعلى سبب اغتياله كما أن المحتجين على الاغتيال هم المتشددون. أما الحقيقة فهي أن الرجل مفتي السنة وكان على وشك إصدار فتوى بكفر برويز مشرف لتعاونه مع أمريكا عدوة الإسلام.. فاستبق الخائن الفتوى و أمر العملاء الإرهابيين حقا بقتله. حتى صحيفة الشرق الأوسطن التي يطلقون عليها في المنتديات: " الشر الأوسخ" كانت أفضل في تغطيتها من الحياة: الشرق الأوسط: شغب في باكستان بعد مقتل مفتي السنة كراتشي ـ لندن: «الشرق الأوسط» والوكالات اجتاحت كراتشي في جنوب باكستان أمس موجة عنف واسعة النطاق بعد ان قتل مجهولون بالرصاص مفتي السنة في باكستان، نظام الدين شامزاي، خارج مسجده. وقالت الشرطة ان المفتي نظام الدين شامزاي الموالي لطالبان والذي دعا إلي الجهاد ضد الولايات المتحدة بعد غزو افغانستان والعراق مني باصابة أفضت إلي موته. كما أصيب ابنه وقريب اخر له وأحد حراسه وسائقه. ولم يتضح على الفور من وراء الهجوم او ما ان كانت له صلة بأحداث العنف الطائفية. وقال وزير الشؤون الدينية اعجاز الحق للتلفزيون الباكستاني : كان هذا قتلا عمدا ووفقا لمعلوماتنا فقد شارك فيه نحو 10 إلي 12 شخصا». *** نعم.. بل لقد انتقلت العدوى .. وعمت.. لقد ذهلت من وصول العطب إلى نخاع الكتاب الإسلاميين أنفسهم.. ومنذ أيام كان أحدهم يقول على إحدى الفضائيات مستعيدا أحداث رواية الفسق والكفر والجنون" وليمة لأعشاب البحر".. وكان الكاتب الإسلامي يقول أن القاهرة كادت تحترق لولا أن الله سلم.. الله سلم.. القاهرة كادت تحترق.. لكن التعبير لإبراهيم سعدة، وهو ابن سبأ آخر، فلماذا يكرر الكاتب الإسلامي إفكه.. الحمد لله على كل حال.. الحمد لله بالصبر.... ولقد سلم الله حسني مبارك وعصبته لحكمة لا ندريها و أجل حسابهم لزمن قد نستعجله لكننا نعرف أنه تقدست صفاته وتنزهت أسماؤه لا يعجل بعجلتنا.. لكن القاهرة لم تسلم ولا مصر بسلامة مبارك و أركان حكمه إلا إذا كانت السلامة في إزاحة الطواغيت و إزالة أغواتهم.. ليس بالسيف الذي هدد بتقويم اعوجاج ابن الخطاب إن اعوج ، ولا بالجهاد كما ينبغي أن يكون، بل بالمظاهرات والاحتجاج المدني ( وهما حلال في شرع اللات بوش والعزي : دول الاتحاد الأوروبي).. وبرغم أنهما حلال على كافة المذاهب فإن الكل يستعيذ مما كان يمكن أن يحدث.. ماذا كان يمكن أن يحدث.. أن تستعيد الأمة أمرها وتقبض على طواغيتها وتحاكم أكابر مجرميها وتقتل من فسقوا فيها.. ماذا كان يمكن أن يحدث لو تمكن الشباب الذين غضبوا من أجل لا إله إلا الله من الاستيلاء على الحكم لتحقيق إرادة الأمة.. ماذا كان يمكن أن يحدث؟.. أن تقف مصر الحرة لتقول لأمريكا : لا.. فتكبح جماح ال**** الهائج بوش.. ولو أن مصر قالت لا لما فعلت أمريكا ما فعلته في أفغانستان والعراق.. ولما فعلت إسرائيل ما تفعله في فلسطين.. أن تقف مصر المسلمة نواة تتجمع حولها باقي دول المسلمين لاستعادة دولة الخلافة العظمى.. أن تخجل السعودية مما تفعل وقد رأت مصر تثوب إلى رشدها فتتوقف عن ممارسة دور العبد مع السيد في علاقتها بأمريكا.. و أن تتوقف عما تفعله من خيانة لدينها و أمتها وقومها.. هل هذا هو ما أخاف أخانا.. أهذا هو ما نستعيذ منه.. ما هو هدف المعارضة في مصر إذن ؟ وما هو هدف الإسلاميين جميعا .. أليس القضاء على الطواغيت جميعا؟.. لماذا إذن نسقط بين الإيمان والكفر والجهل والغفلة والخيانة والنفاق فنقول أننا سعداء لأن حركة الأمة أجهضت فلم تبلغ غايتها بتغيير نظام الحكم بالوسائل المدنية ( المصرح بها من الأمم المتحدة ومن اتفاقيات جنيف!!)؟؟.. لماذا.. لماذا.. لماذا.. *** هذه الغشاوة على البصائر والضمائر وهذا النكوص عن الحق والإصرار على الباطل هي التي تدفعني إلى مجال لم أكن أريد الولوج فيه أبدا.. مجال الفتوى.. *** في الطب، لا يبيح القانون لغير طبيب ممارسة المهنة، فإذا مارسها، ولو بأدوات الطبيب وآلاته فإن القانون يعامله بحسم بالغ، ويعتبر أن فتح خراج مثلا جريمة تكييفها القانوني هو: طعنة نافذة بآلة حادة.. هذا هو القانون.. أما الاستثناء فهو يحدث حين يتعرض مريض لحالة خطيرة في غياب الطبيب، كانسداد الحنجرة بطعام أو بسواه.. فإنه يباح للموجود أيا كان عمله أن يقوم بعملية جراحية أشبه بالذبح.. إذ عليه أن يطعن رقبة المريض من الأمام في منطقة القصبة الهوائية ولو بسكين مطبخ أو شظية زجاج ليفتح فيها ثغرة تمكن المريض أن يتنفس.. وليس أمام المريض من فرصة في الحياة إلا ذلك.. لكنني أردت أن أقول لك أن الإقدام على فعل ما قد يشكل جريمة في الأحوال العادية .. و أن النكوص عن نفس الفعل قد يكون هو الجريمة في الظروف الاستثنائية. أطلت المفتتح.. و أعترف أنني خائف.. بل وترتعد فرائصي لأنني مقدم على الفتوى.. و أنا غير مؤهل للفتوى.. لكن ما حيلتي إن غاب الطبيب و أحدق بالمريض الخطر.. لست خائفا من ملك قد أفتي بجواز قتله.. لكنني خائف من ملك الملوك أن يضلني الهوى.. وما كان أغناني لو تقدم غيري.. نعم.. أقدم على الفتوى دون جرأة عليها يا حبيبي ومولاي صلى الله عليك وسلم.. دون جرأة.. لكنني وجدت علماءنا يتوارون ويتخلفون ويناورون ويتأولون.. ويسارعون في الفتوى إذا كانت للشيطان فإن كانت في سبيل الله ثقلت ألسنتهم واشمأزت قلوبهم.. أقدم على الفتوى لأقول أن مصدر الشرعية الوحيد هو المقاومة.. وليس من حق أحد الحكم عليهم .. ولهم هم الحق أن يحكموا علينا جميعا.. وليس من حق أي واحد منا أن يحكم عليهم.. يقف العالم الجهبذ فقيه السلطان متبرما مشمئزا يطلق صفات الوحشية والبربرية بل وأحكام الخروج على الإسلام ( ألم يدّع فقهاء السلاطين قبل ذلك أن المستنيرين لا يكفِّرون أبدا) يطلقونها على أسيادنا – لا أقول إخواننا – المجاهدين الذين يمارسون أعمالا ليست من الإسلام فيذبحون الأسرى ويشوهون الإسلام. لم يسأل الجهبذ نفسه أي سؤال.. ولا هو أجهد نفسه حتى بالتأكد أن من يحكم عليهم بأحكامه القاسية هم الذين ارتكبوا الفعل الذي ينسبه إليهم. فهناك من يقول على سبيل المثال أن بعض عمليات الذبح على الأقل يقوم بها الموساد والسي آى إيه.. ( الرئيس الإيراني على الأقل قال ذلك).. لكن فقهاء الريموت كنترول لا يأبهون بشبهة تسقط الحد ولا بدليل يوجبه.. فقهاء الريموت كنترول يفتون بما تتحرك به أصابع الحاكم.. والحاكم نفسه ليس سوي دمية في مسرح العرائس خيوطها في أيدي الـ CIA والموساد. ولم يقل لنا أي فقيه من فقهاء الريموت كنترول ولا هو كلف نفسه أن يوضح لنا من الذي طلب منه أن يصدر فتواه .. ولماذا.. ولم يقل لنا صدئ الروح أين نذهب بـ: "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر".. ولا قال لنا ميت القلب ماذا نفعل بـ:" ما من امرئٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه عِرضه ، ويُنتهك فيه من حُرمته إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ ، وما من أحدٍ ينصرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ ، ويُنتهك فيه من حُرمته ، إلا نصره الله في موطنٍ يحبُّ فيه نصرتَهُ ".. ولا هو فسر لنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يمنع تسليم المسلم حتى إلى الصليبي المحالف :"... خلوا بيننا وبين الذين سَبَوْا منا نُقاتلْهم ، فيقول المسلمون : لا ، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا".. ولا هو قال لنا أين نذهب بـ:"الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ و المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه".. ولا هو قال لنا كيف نفسر : "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون".. لم يقل لنا أين نذهب بـ: "الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً".. أين نذهب بـ: " فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ".. أين نذهب بـ: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ".. أين نذهب بـ: " قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ".. أين نذهب بـ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ".. أين نذهب بـ: " وَحَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً".. أين نذهب بها وجميع قوانين جميع حكوماتنا تسحق من يحرض المؤمنين على القتال.. أين نذهب بـ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".. أين نذهب بها والمجلس الإسلامي الأعلى قد حرّم ذكر الجهاد في بياناته كما أن قوانيننا الوضعية تجرم ذروة سنام الإسلام.. أين نذهب بـ: (والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك). وكلمة الجهاد إذا أطلقت كما يقول ابن رشد ( المستنير الذي يعده المستنيرون حجة علينا ) : يقول ابن رشد (وكلمة الجهاد إذا أطلقت إنما تعني قتال الكفار بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ). أين نذهب بـ: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). أين نذهب بها إذا ذهب مجاهد إلى ابن سبأ العراقي فقتله؟!.. أين نذهب بها .. وهل نحرم ذكر الحديث كي لا نخالف أوامر حكامنا.. أم ننال فيهم وبهم منازل سادة الشهداء. أين نذهب بـ: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد). أين نذهب بـ: (المؤمنون تتكافأ دمائهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر).. أين نذهب بها وقد أقر حكامنا بالعكس: ألا يقتل كافر بمؤمن!!.. أين نذهب بـ: (إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله).. أين نذهب بـ: (إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أدخل الله عليهم ذلاً لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم) أين نذهب بـ: (عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه). أين نهرب من : (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل : أو من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قيل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) أين.. أين.. أين.. هل ضاع الإسلام؟!.. أم نزل وحي بنسخ القرآن؟.. أم كفرتم بعد إيمانكم؟!!.. ... أفتي أنا.. ليس جرأة على النار بل خوفا منها.. أفتي بأن أي دولة إسلامية ترسل جيشا إلى العراق استجابة لابن سبأ العراقي قد خالفت شرع الله مخالفة تخرج المسئول فيها من الملة.. وأن من حق المجاهدين قتل جنود هذا الجيش بل وقتل من أرسله .. و أن من يُقتل منهم لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.. انظروا إلى الكويت.. هل سيبقى منها شئ.. إذا انتصرت المقاومة – وهي حتما منتصرة بإذن الله – فقد انتهت الكويت ومسحت مسحا من خرائط الجغرافيا وكتب التاريخ لأن تكاليف الثأر ثقيلة و أخشى أنها تستوعب الدم الكويتي كله.. ( معظم الكويتيين اقتنوا المنازل في بريطانيا وكندا استعدادا لهذا اليوم).. أما ذا انتصرت أمريكا - لا قدر الله- فسوف يقوم ****ها الحاكم في العراق بضم الكويت إلى البصرة كما كانت عبر التاريخ وستؤيد أمريكا ذلك.. في الحالين انتهت الكويت بحماقة حكامها فلا تسيروا في نفس الطريق.. تذكرون يا قراء أنني بدأت منذ شهور طويلة، قبل بدايات الأحداث أحذر من أنني أري ما سيحدث في السعودية وشبهته بما حدث في مصر عام 54.. المطلوب من ولي العهد اليوم هو بذاته ما كان مطلوبا من عبد الناصر .. القضاء على الإسلام.. سموهم إخوانا.. سموهم إرهابيين.. سموهم متشددين.. سموهم أصوليين.. سموهم أي شئ فالاسم لا يهم والمطلوب هو القضاء على الإسلام كله الذي يجاهر الآن كلابهم بالمطالبة باعتبار مجرد اعتناقه جريمة.. المطلوب الآن من ولي العهد ذلك.. وهو يفعله.. لكن الأمر لن يطول به بعد أن يفعله كما طال بجمال عبد الناصر.. فقد تغيرت الظروف وأسفر الوحش الأمريكي عن أنيابه.. و ما أظنه.. وما أصدق ظنوني!!.. أنه سيتم الضغط على ولي العهد كي يأتي أمورا تفقده صبر أهله وتثير عليه الأمة كلها.. إنهم يدفعونه لاستغلال وزن المملكة بين الدول الإسلامية لكنه سينسف هذا الوزن بفعله.. ولا أستبعد أبدا أن تكون أمريكا تدرك جيدا الانشقاق داخل الأسرة الحاكمة نفسها و أنها تعمق هذا الصراع بدفع ولي العهد إلى تصرفات لا يمكن الدفاع عنها.. لتنفجر الأمور وليحارب هذا ذاك وذاك هذا وتشتعل الفتنة بين العائلة والعائلة وبين العائلة والناس وبين الناس والناس.. لتدخل أمريكا في النهاية للاستيلاء على الجزيرة كي تقر الأمن.. يا ولي العهد: لقد حذرتكم عام 1990 وقد حدث كل ما حذرتكم منه.. وحذرتكم 2001 وحدث ما حذرتكم منه.. وحذرتكم 2003 وحدث ما حذرتكم منه.. وهذا هو تحذيري الأخير: أفعالك لن تقضي عليك فقط.. ولا على عائلتك فقط.. بل على الجزيرة العربية كلها.. بالإضافة إلى تأثيراتها الكارثة على أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. يا ولي العهد : إرسال جيش من الجزيرة إلى العراق خط أحمر يفتح الأبواب لأنهار من الدم.. منها دمك.. فاحذر.. أفتي هنا بما أفتى به علماء الباكستان ضد جيشهم الذي أمره ابن سبأ الباكستاني أن يلاحق المجاهدين في وزيرستان.. *** أفتي بما أفتى به الشيخ محمد أبوزهرة عن فلسطين و أطبقها على العراق: (إن العدو قد دخل ديارنا، وأخذ أرضاً مقدسة من أرضنا، وبذلك يكون القتال فرض عين، ولايكون فرض كفاية، فيجب على كل مسلم، في أي أرض اسلامية أن يتقدم للقتال، ويأخذ الأهبة لذلك.. وإن الذين احتلت أجزاء من ديارهم على المسلمين مجتمعين أن ينصروهم ولا يتركوهم) ثم أفتى بفتواه الجامعة المزلزلة لشتى المسلمين في كل أرجاء الأرض: (ليس الجهاد بالعمل الجامع للجيوش المجيشة بل للجهاد ضروب أخرى غير الجيوش، فليذهب إلى الأرض المغتصبة في كل اقليم اسلامي طائفة مدرعة بالإيمان والسلاح والمال، تنطلق فتقض مضاجع أولئك المغتصبين، وتجعلها عليهم سماً زعافاً، بدل أن تكون لبناً وعسلاً كما يريدون). *** أفتي أيضا بأن المنافقين لا يحكمون على المؤمنين ولا القاعدين عن المجاهدين ولا الخائنين على المخلصين.. وأن من حق المقاومة أن تقوم بكل دور السلطة من ولي أمر وقضاء و إفتاء ما دامت السلطة الموجودة سلطة عميلة عينها الكافر.. و أن الجار المسلم مرتد إن والى الكفار فهو منهم.. قد أوصيهم عندما يكون لهم جيش ورادارات ومصارات ومخابرات أن يتجنبوا قتل المدنيين.. أما قبل ذلك فلا توصية ولا وصاية.. قد أوصيهم عندما يملكون القنابل النووية ووسائل نقلها أن يلتزموا قد الاستطاعة بعدم قصف المناطق السكنية في نيويورك وواشنطن وتل أبيب.. وأن يضربوا فقط معسكراتهم ومفاصل اقتصادهم.. قد أوصيهم ألا يستعملوا القنبلة النيوترونية التي تبخر البشر وتبقي على المعدات والمباني ( تلك التي استعملها عبدة الشيطان الأمريكان في مطار بغداد).. قد أوصيهم بالصبر عند المقدرة.. أما عند دفاع الصائل فليس لهم منا إلا الذبح.. نعم.. أفتي بأن من حقهم قتل كل من أعان الأمريكان عليهم.. أفتي بأن الفتوى من حقهم لا من حق غيرهم ممن هان أو خان.. أفتي و لا أناشد بالإفراج عن أحد، فالدول المارقة التي تركت ضحاياها يذهبون إلى هناك هي الأولي، ليس بالمناشدة، بل بالتنديد واللوم إلى تلك الدول التي تركت رعاياها يتساقطون هربا من جوع تسببت فيه حكومات لصة عميلة.. تركتهم يتساقطون بين براثن الكفر والموت. أفتي بأن الإسلام وطن.. لا يوجد عربي ولا كردي ولا زنجي ولا نوبي ولا بربري ولا أبيض ولا أسود و إنما إخوة لا فضل لأحده على أخيه إلا بالتقوى.. و أفتي في هذا الصدد أن استعانة الأكراد العراقيين بالأمريكيين أو الأفارقة السودانيين بالبريطانيين إنما هو كفر مخرج من الملة.. نعم.. كفر مخرج من الملة.. استعانة المسلم بالمشرك على أخيه المسلم كفر مخرج من الملة.. ومن يوالي الصليبيين على المسلمين فإنه من الصليبيين .. نعم.. هو منهم.. وقد أسقط هو بنفسه جميع حقوقه.. ولم يكن له من حق سوى حق الحاكم الظالم الفاسق.. أما وقد والاهم فلا حقوق له ولا اعتبار لموثق أوثقه أو لعهد أعطاه أو لأمان أمضاه.. ... أفتي بأن الأمة كلها آثمة إذ نكصت عن نجدة المجاهدين الأقرب فالأقرب.. أفتي بأن الأمة آثمة إذ لم تجاهد بأرواحها في جهاد هو فرض عين.. وليس بالضرورة أن يتم على أرض العراق بل إن ضرب قواعد الكفر في أي مكان قد يكون أكثر تشتيتا و تأثيرا. أفتي بذلك و أعاتبك يا أمة.. بل أقرعك و أدينك.. إن كنت قد عجزت عن الجهاد كما يجب أن يكون.. أما من حركة.. أما من صوت أما من همسة..ألا يحرضك ضعيف الإيمان على الخروج في مظاهرة بعد صلاة جمعة.. *** أحاول أن أفهم.. كيف ركعت الأمة كل هذا الركوع لحثالات بشرية تسلطت على الحكم واستولت عليه.. أحاول أن أفهم كيف سجدت الأمة كل هذا السجود لأعداء الله.. أدرك أن الهجمة كانت عاتية.. و أن الهدم لم يحدث في عام أو عامين بل في عشرات العقود والحقب.. أدركوا منذ زمان طويل أن أمتنا لا يمكن هزيمتها دون تفتيتها من الداخل.. وراحوا يفتتون كل مؤسسة وحزب وهيئة ونقابة.. أدركوا أن الإسلام هو الرابط للأمة فراحوا يوثنونه ويهودونه وينصرونه.. يحولونه إلى شئ آخر غير الإسلام.. *** خانك حكامك يا أمة.. لم يكونوا ربابنة أخطئوا الطريق إذ يمخرون بالسفن عباب البحار.. لم يكونوا ربابنة.. بل كانوا قراصنة استولوا على السفن وسرقوها.. فاستسلم لهم أصحاب السفن و أهلوها.. كما لو كانوا هم الربابنة.. خانك جيشك يا أمة.. وما من مكان حكم فيه العسكريون إلا حاق الخراب بأهله لأن جيشك لم يحارب الأعداء إلا فيما ندر وكان دائما يحاربك أنت يا أمة فلم لم تمنعيه.. خانك بوليسك يا أمة وتحول إلى عصابات إجرامية من النخاسين والجلادين يعرضون أبناءك في سوق النخاسة ويروعونهم ويقتلونهم ويلفقون لهم القضايا.. أفسد الفساد حتى قضاءك الجالس والواقف.. فلم يعد لديك قضاء لا واقف ولا جالس.. أصبح ما عندك قضاء ميت.. فإن حيا شخوصه فقد مات ضميره.. خانتك جامعاتك يا أمة أصبحت فروعا و أوكارا يستشري فيها الغزو الفكري وهدم الأمة.. خانتك صحافتك.. خانتك نخبتك.. فأين كنت يا أمة.. يا أمة نست الله فأنساها الله نفسها.. مزقي الدستور يا أمة.. مزقي دستور التضليل والكذب والزور والبهتان.. مزقي الدستور الذي لا يتعامل معه إلا بمفهوم المخالفة واللف والاقتحام والاستغفال.. مزقي دستورك.. مزقيه.. ودعيني أقدم لك دستورك الحقيقي.. دستورك الذي تتبعيه.. دستورك الذي أقسم حكامك وجيشك وبوليسك وقضاؤك وجامعاتك ونخبتك ألا يخالفوه أبدا.. فهم يسيرون على حذوه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.. أقرأ لك من دستورك الحقيقي يا أمة: ادة 1:[3] .. سنختار (لهم ) من بين العامة رؤساء إداريين ممن لهم ميول العبيد، ولن يكونوا مدربين على فن الحكم ، ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا في أيدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا خصيصاً على حكم العالم .. والى ذلك سنعطي الرئيس سلطة إعلان الحكم العرفي، وسنوضح هذا الامتياز بأن الحقيقة هي أن الرئيس ت لكونه رئيس الجيش ـ يجب أن يملك هذا الحق لحماية الدستور الجمهوري الجديد، فهذه الحماية واجبة لأنه ممثلها المسؤول. مادة 2 إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس مادة 3 إن ضخامة الجيش، وزيادة القوة البوليسية ضروريتان لإتمام الخطط السابقة الذكر. وانه لضروري لنا، كي نبلغ ذلك، أن لا يكون إلى جوانبنا في كل الأقطار شيء بعد إلا طبقة صعاليك ضخمة، وكذلك جيش كثير وبوليس مخلص لأغراضنا. مادة 4: إننا أصحاب التشريع، وإننا المتسلطون في الحكم، والمقررون للعقوبات، وأننا نقضي بإعدام من نشاء ونعفو عمن نشاء، ونحن ـ كما هو واقع ـ أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش، الراكبون رؤوسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة، لأنه لا تزال في أيدينا الفلول التي كانت الحزب القوي من قبل، وهي الآن خاضعة لسلطاننا، إن لنا طموحاً لا يحد، وشرهاً لا يشبع، ونقمة لا ترحم، وبغضاء لا تحس. إننا مصدر إرهاب بعيد المدى. وإننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والاحزاب، (...) ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقي من السلطة، ويحاول أن يحطم كل القوانين القائمة. وبهذا التدبير تتعذب الحكومات، وتصرخ طلباً للراحة، وتستعد ـ من أجل السلام ـ لتقديم أي تضحية، ولكننا لن نمنحهم أي سلام حتى يعترفوا في ضراعة بحكومتنا الدولية العليا. مادة 5[4] لقد نشرنا في كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدباً Literature مريضاً قذراً يغثي النفوس. الأدب والصحافة هما اعظم قوتين تعليميتين خطيرتين. ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات. وبهذه الوسيلة سنعطل Neutralise التأثير السيئ لكل صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جداً على العقل الإنساني. وإذا كنا نرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون، وهكذا دوالي. ويجب ألا يرتاب الشعب أقل ريبة في هذه الإجراءات. ولذلك فإن الصحف الدورية التي ننشرها ستظهر كأنها معارضة لنظراتنا وآرائنا، فتوحي بذلك الثقة إلى القراء، وتعرض منظراً جذاباً لأعدائنا الذين لا يرتابون فينا، وسيقعون لذلك في شركنا ، وسيكونون مجردين من القوة. وفي الصف الأول سنضع الصحافة الرسمية. وستكون دائماً يقظة للدفاع عن مصالحنا، ولذلك سيكون نفوذها على الشعب ضعيفاً نسبياً. وفي الصف الثاني سنضع الصحافة شبه الرسمية Semi Official التي سيكون واجبها استمالة المحايد وفاتر الهمة، وفي الصف الثالث سنضع الصحافة التي تتضمن معارضتنا، والتي ستظهر في إحدى طبعاتها مخاصمة لنا، وسيتخذ أعداؤنا معارضتنا، والتي ستظهر في إحدى طبعاتها مخاصمة لنا، وسيتخذ أعداؤنا الحقيقيون هذه المعارضة معتمداً لهم، وسيتركون لنا أن نكشف أوراقهم بذلك. (...) وحين يمضي الثرثارون في توهم أنهم يرددون رأي جريدتهم الحزبية فانهم في الواقع يرددون رأينا الخاص، أو الرأي الذي نريده. ويظنون أنهم يتبعون جريدة حزبهم على حين انهم، في الواقع، يتبعون اللواء الذي سنحركه فوق الحزب. .. ستكون الغرامات مورد دخل كبير للحكومة، ومن المؤكد أن الصحف الحزبية لن يردعها دفع الغرامات الثقيلة ولذلك فإننا عقب هجوم خطير ثان ـ ستعطلها جميعاً. وهذه الإجراءات ستكره الكتاب أيضاً على إن ينشروا كتباً طويلة، ستقرأ قليلاً بين العامة من أجل طولها، ومن أجل أثمانها العالية بنوع خاص. ونحن أنفسنا سننشر كتباً رخيصة الثمن كي نعلم العامة ونوجه عقولنا في الاتجاهات التي نرغب فيها[5]. وان كون المؤلفين مسؤولين أمام القانون سيضم في أيدينا، ولن يجد أحد يرغب مهاجمتنا بقلمه ناشراً ينشر له. مادة 6 لخدمات البوليس أهمية عظيمة لدينا، لأنهم قادرون على أن يلقوا ستاراً على مشروعاتنا Enterprises، وأن يستنبطوا تفسيرات معقولة للضجر والسخط بين الطوائف. وأن يعاقبوا أيضاً أولئك الذين يرفضون الخضوع لنا. مادة 7 رغبة في تدمير أي نوع من المشروعات الجمعية غير مشروعنا ـ سنبيد العمل الجمعي في مرحلته التمهيدية أي أننا سنغير الجامعات، ونعيد إنشائها حسب خططنا الخاصة. وسيكون رؤساء Heads الجامعات وأساتذتها معدين إعدادا خاصاً وسيلته برنامج عمل سري متقن سيهذبون ويشكلون بحسبه، ولن يستطيعوا الانحراف عنه بغير عقاب. وسيرشحون بعناية بالغة، ويكون معتمدين كل الاعتماد على الحكومة Gouvernment وسنحذف من فهرسنا Syllabus كل تعاليم القانون المدني مثله في ذلك مثل أي موضوع سياسي آخر. ولن يختار لتعلم هذه العلوم إلا رجال قليل من بين المدرسين، لمواهبهم الممتازة. ولن يسمح للجامعات أن تخرج للعالم فتياناً خضر الشباب ذوي أفكار عن الإصلاحات الدستورية الجديدة، كأنما هذه الإصلاحات مهازل comedies أو مآسٍ Tragedies، ولن يسمح للجامعات أيضاً إن تخرج فتياناً ذوي اهتمام من أنفسهم بالمسائل السياسية التي لا يستطيع ولو آبائهم إن يفهموها.(...) وعلينا أن نقدم كل هذه المبادئ في نظامهم التربوي، كي نتمكن من تحطيم بنيانهم الاجتماعي بنجاح كما قد فعلنا. وحين نستحوذ على السلطة سنبعد من برامج التربية كل المواد التي يمكن إن تمسخ upset عقول الشباب وسنصنع منهم أطفالاً طيعين يحبون حاكمهم، ويتبينون في شخصه الدعامة الرئيسية للسلام والمصلحة العامة. [6] وسنتقدم بدراسة مشكلات المستقبل بدلاً من الكلاسيكيات Classics وبدراسة التاريخ القديم الذي يشتمل على مثل Examples سيئة أكثر من اشتماله على مثل حسنة ، وسنطمس في ذاكرة الإنسان العصور الماضية التي قد تكون شؤما علينا، ولا نترك إلا الحقائق التي ستظهر أخطاء الحكومات في ألوان قائمة فاضحة. وتكون في مقدمة برنامجنا التربوي الموضوعات التي تعني بمشكلات الحياة العملية، والتنظيم الاجتماعي. وتصرفات كل إنسان مع غيره. مادة 8 إن حكومتنا ستعتقل الناس الذين يمكن إن تتوهم منهم الجرائم السياسية توهماً عن صواب كثير أو قليل. إذ ليس أمراً مرغوباً فيه أن يعطى رجل فرصة الهرب مع قيام مثل هذه الشبهات خوفاً من الخطأ في الحكم. ونحن فعلاً لن نظهر عطفاً لهؤلاء المجرمين. وقد يكون ممكناً في حالات معنية أن نعتد بالظروف المخفقة Attenuating circumstances عند التصرف في الجنح offences الإجرامية العادية ولكن لا ترخص ولا تساهل مع الجريمة السياسية، أي ترخص مع الرجال حين يصيرون منغمسين في السياسة التي لن يفهمها أحد إلا الملك، وانه من الحق أنه ليس كل الحاكمين قادرين على فهم السياسة الصحيحة. ولكي ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب المجرمين الآخرين بحيث يستوي مع اللصوص والقتلة والأنواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين. مادة 9 حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض ـ لن نبيح قيام أي دين غير ديننا[7]. *** هل تُمارين يا أمة في ذلك أو تجادلين فيه.. أليس هذا هو الدستور المطبق في البلاد الإسلامية جميعا.. *** نعم.. هذا هو الدستور الذي يحكم بلادنا.. وإذا نظرنا إلى الواقع فلن نجد إلا تجليات هذا الدستور.. دعنا الآن من فساد رأس السمكة فذلك لا يحتاج إلى بيان ولننظر إلى فساد السمكة كلها.. *** إنني هنا لا أستطيع تناول الأمر بأي درجة من العمق والإحاطة.. إنما فقط أشير إلى شواهد الأمور من بعيد إذ أحاول الإجابة على سؤال جوهري عن سر صمت الأمة. أشير فقط.. *** يكون الرئيس أو الملك مع الأسرة والحاشية هم اللصوص الحقيقيون الذين ينهبون البلاد، ويعرف الكل ذلك، ويتاح للجميع أن يهاجموا الفساد واللصوص بشرط واحد.. ألا يتعرضوا على الإطلاق للرئيس أو الملك مع الأسرة والحاشية !! وفي تلك الحال يصبح أي كشف للفساد ليس سوي تصفية للمنافسين للسيد الرئيس الملك وحاشيته و أسرته!!.. هياكل فارغة.. اكتبوا كما شئتم لكن لا تذكروا الحقيقة أبدا.. ذلك هو برنامج الحرية في بلادنا وتلك هي حدودها.. تلك هي حدود الكارثة التي أتناولها.. ولكي أستطيع الإحاطة بها فإنني محتاج لجهد عشرات الآلاف من الكتاب عبر عشرات الحقب.. لذلك فإنني لا أستطيع إلا أن أشير.. نعم.. في هذا الإطار أتحدث إليكم مؤكدا أن خيالي ومنطقي مهما بلغ جموحه فإنه لا يتناول إلا نزرا يسيرا من الكارثة.. مجرد أن يشير.. *** إذا تناولنا استفتاءات الرئاسة على سبيل المثال فلكم هو مروع ورهيب أن ندرك أن عدد من يذهبون إلى صناديق الاستفتاء فعلا لا يتجاوز 5% من الناخبين.. وهذه النسبة تبطل الاستفتاء كله.. وتجعل من رئيس الجمهورية غاصبا لمنصبه دون سند من القانون.. ( حتي في دراسات مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية لا تصل نسبة الحضور من الناخبين إلى20% وهي نسب مزورة .. ولكن لا يستطيع الأهرام أن يذكر سواها.. لأنه لو اعترف بالحقيقة لهدم شرعية الدولة كلها). ولعل القارئ يذكر أن مجلس الشعب في مصر مطعون في شرعيته منذ عشرين عاما. هل تعني هذه الإشارة للقارئ شيئا من الواقع أو الحقيقة؟.. هل تجيب على السؤال الصاعق: ومن يحكم إذن.. هل تكشف سيطرة جهاز الأمن الباطش الجبار الغبي ووسائله المجرمة في تزوير الانتخابات وترويع الناخبين بأكثر الطرق بشاعة و أشدها إجراما ووقاحة وسفها.. ويتم ذلك كله في حماية سلطة الدولة بل تحقيقا لأوامرها واستجابة لمطالبها... يتم أمام الناس لسحقهم وترويعهم.. يتم أمام وسائل الإعلام وقنوات التلفاز والصحف والمجلات القومية فلا تنشر عنه شيئا على الإطلاق لتكون توابع الجريمة أشد تأثيرا من الجريمة نفسها.. فلماذا تقوم الأهرام أو الأخبار على سبيل المثال بالتعتيم على تزوير ضابط منحرف مزور أو على تعذيب ضابط مجرم سافل مريض مجنون .. وهل نندهش بعد ذلك لغرق الأمة في بحور اليأس والعجز والصمت.. نعم.. اليأس والعجز والصمت.. هذا هو برنامج كل حكومة مصرية أو عربية أو إسلامية.. هذا هو البرنامج الرسمي ودعكم مما عداه مما يعلن.. فكما أن بروتوكولات حكماء صهيون هي دستورنا فإن الغرق في بحور اليأس والعجز والصمت هو برنامج حكوماتنا الرسمي الذي تعهدت به أمام أمريكا و إسرائيل ولا يضمن لها استمرارها في الحكم إلا نجاحها في تنفيذ هذا البرنامج.. نعم .. فليس كل هذا اليأس والعجز والصمت نتيجة لسوء التدبير أو عجز التفكير أو خطأ التقدير.. وإنما هو هو المطلوب لذاته..وهو الذي تستديم نعمهم ووظائفهم عليه وعطاياهم ورشاواهم على أدائه في كافة أرجاء عالمنا العربي والإسلامي.. فوزير الحرب ليست مهمته إعداد الجيش للحرب بل منعه من الاستعداد للحرب وجعله احتياطا لشرطة قمع الأمة وقهر الوطن.. وبالنسبة لدول الجوار مع إسرائيل فثمة مهمة إضافية .. هي حماية حدود إسرائيل.. وزير الصناعة مهمته تدمير الصناعة وفتح البلاد لصناعات الغير.. وزير الزراعة مهمته تدمير الزراعة.. وزير الثقافة مهمته نشر السفالة والوقاحة والشذوذ والكفر والعهر والتطبيع.. *** ومرة أخرى يا قراء فإنني أشير.. فقط أشير.. أشير إلى الصحافة على سبيل المثال.. أشير إليها من خلال قضية أثارها فهمي هويدي سببت زلزالا تكاتف الجميع كي يمنعوا تداعياته وفضائحه.. كان هويدي قد أكد أن الفساد نابع من بعض القيادات الصحفية، وأنه لا يجوز فقط عقاب صحفيين شبان متورطين. وكشف هويدي عن أن أحد المسؤولين في أحد الأجهزة الرقابية أبلغه أن هناك "مؤسسة صحفية واحدة تضم 120 شخصا، تجاوز رصيد كل واحد منهم خمسة ملايين جنيه مصري. وحرص هويدي على أن يؤكد أن عبارة "الصحفي المليونير" لم تكن واردة في مصر على مدار تاريخها، إلا أن هذه العبارة أضيفت للقاموس خلال السنوات الأخيرة، رغم أن انضمام أي صحفي – كما يقول هويدي – إلى نادي المليونيرات في الظروف العادية لا يمكن أن يتحقق له من أي باب من أبواب الحرفة إذا كان شريفًا بطبيعة الحال. وقال: إن بعض هذه القيادات حولت الصحف لـ"عزب" خاصة بأسرها، وأن بعض القيادات تحصل على إتاوات عن كل شيء يدخل المؤسسة الصحفية من إعلانات إلى صفحات الوفيات. وأضاف هويدي يقول: إن هناك اختراقا من قبل بعض المؤسسات الأجنبية لبعض المؤسسات الصحفية لتمويل أنشطة مهمة فيها. وقال هويدي إن بعض المجلات الأسبوعية تنشر حملات صحفية عن مسألة معينة مثل مشكلات الدواء أو فساد الصناديق الاجتماعية، ثم تنشر بعدها إعلانات لهذه الجهات الرسمية تدافع عنها، ويعتبر ذلك ضروريا لدفع مرتبات العاملين في تلك الصحف والمجلات!. وأشار هويدي إلى أن الفساد الأكبر يأتي من الصحف المستقلة التي تدافع عن رجال الأعمال. وختم بالقول: إنه لا يمكن تحميل رجال الأعمال أو الوزارات التي تشتري المحررين كل المسؤولية؛ فهناك محاولة للإفساد، وهناك القابلية للإفساد. وقال من يحاول الإفساد ما كان له أن ينجح في ما يسعى إليه، إلا لأنه وجد أمامه طرفا قابلا للغواية. أشير أيضا إلى كارثة التعليم في مصر.. كانت مهمة بهاء الدين عليه من الله ما يستحق هو القضاء على التيار الديني والاستجابة للمطالب الأمريكية بتغيير المناهج وتجفيف منابع الدين و إحالة كل المدرسين الملتزمين إلى وظائف إدارية ونفيهم وتشتيتهم وتقديم الرشاوى إلى من يستسلمون ويبيعون دينهم ووطنهم ( رشاوى بكل معنى الكلمة.. فلجان تطوير التعليم المشتركة مع الأمريكيين كانت تحصل على رشاوى ضخمة تحت اسم المكافآت.. لكن هذه المكافآت كانت تصرف دون أي مستند.. خوفا من وقوع هذه المستندات في أيدي صحافي معارض يفضح الأمر) .. وفي ظل بهاء الدين ذاك – عليه من الله ما يستحق – وصلت المهزلة إلى حد لا يمكن تصوره وتحول التعليم المجاني إلى جهل باهظ التكاليف، وخلت المدارس من تلاميذها – كل تلاميذها تقريبا- وانتشرت الدروس الخصوصية لتستهلك المليارات من أسر مطحونة تعيش على الكفاف.. الأكثر ترويعا و إجراما أن كل فرد في الأمة كان يعرف ذلك كله.. لكن وسائل الإعلام تنشر عكسه.. لأنه ما من أسرة في مصر إلا ولها أطفال في المدارس ويعلمون علم اليقين ما يحدث فيها.. يعلمون على سبيل المثال أن نسبة الحضور لطلبة الثانوية العامة لا تزيد عن 5% بينما هو وهم – لعنه الله ولعنهم- لا يكفون عن التغني بأمجاده و أمجادهم.. وسيتفرع عن ذلك وجه آخر من وجوه الإفساد عندما يبحث هذا التلميذ عن شهادات مرضية يحصل عليها عن طريق الرشوة للأطباء أو المستشفيات.. وتستمر الدائرة الجهنمية بينما الصحف القومية وشاشات التلفاز تطالعنا كل صباح ومساء بأنبل مظاهر تخفي خلفها أقبح غايات. ولقد قيضت لي الظروف أن ألمح مشهدا من المشاهد المأساوية حين واجه أحد نظار المدارس ذلك المسئول - عليه من الله ما يستحق – فما كان من المسئول الكبير إلا أن أمر حرسه بضرب الناظر علقة ساخنة مع صدور قرار بنفيه.. وتسرب الخبر إلى الصحافة.. ومورست الضغوط على الناظر المسكين فوقع على إقرار بنفي ما حدث.. وخرج المسئول وبراءة الأطفال في عينيه يدين أولئك الرعاع الذين لا يكفون عن عرقلته في مسيرته النبيلة. لو ظللت أكتب خمسين عاما لما استطعت الإحاطة بأوجه الفساد والخراب والدمار التي تحيط بالأمة.. *** لكنني أشير إشارتي الأخيرة .. أحاول أن أتتبع معكم رحلة حياة مواطن مصري أو عربي أو أي مواطن في أي بلد إسلامي.. من مولده إلى وفاته.. *** سوف أحاول الإيجاز قدر ما أملك.. لن أتطرق إلى الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي تعتصر القلب. ولا أنا سأقابلها من الجانب الآخر بمظاهر البذخ السفيه الفاجر الذي يضاعف بشاعة من يسرقون الأمة.. فليست كل الذنوب و إن اتفقت المسميات سواء.. ذلك أن من يسرق الغنى غير المحتاج ليس كمن يسرق المعدم أو من يحسبونهم أغنياء من التعفف. فإذا ولد هذا الطفل في أسرة متدينة، فإن أغلب الظن أنه يولد ليجد أحد أبويه أو عمومته أو خئولته معتقلا بدون محاكمة.. ربما منذ عشرين عاما.. فإن لم يكن ذلك فلابد أن الابتلاء أصاب أحدا من العائلة.. في مثل هذه الأسر، تحاصرها أجهزة الأمن الباطشة الفاجرة الجبارة، تجعلها تعيش في رعب مقيم وهم مستديم، ذات مرة، ألقت الشرطة القبض على مسلم في بور سعيد، وبعد امتهان المنزل، وضرب الأب المسلم أمام أبنائه وزوجته وجيرانه لكسر هيبته وتحقيره ومنع تأثيره، اصطحبوا الأب، وفي اليوم التالي عاد أمين الشرطة، ولعله قال لنفسه إنني أعصى الله و أبيع الجنة و أشتري النار من أجل مرضاة الرئيس فلماذا لا أفعلها من أجل نفسي، عاد أمين الشرطة في اليوم التالي، ليغتصب زوجة الرجل. تحاصر هذه الأسرة، يضيق عليها، ويضايق أبناؤها ومن كان منهم موظفا في الحكومة يفصل، ومن كان موظفا في القطاع الخاص يتصل ضابط الأمن بصاحب العمل ليغويه ثم ليهدده . يحاول جهاز الأمن الباطش الجبار سحق الأسرة، يحاول، بالضغط بالعوز والجوع والفقر والحاجة أن يدفع امرأة المعتقل أو بناته إلى الزنا، وفي وسط هذا الجو المرعب، يقتنصون أخا شقيقا أو قريبا للمعتقل، ليجعلوا منه عميلا للمباحث وجاسوسا على أصحاب أخيه، ولهذا الجاسوس العميل تفتح الأبواب وتمهد الطرق وتتوفر الوظائف ويغدق المال.. و إذا تمكن من اقتناص الفرصة فقد يتحول إلى كاتب كبير تفتح له أجهزة الأمن كبريات الصحف، ومفكر عظيم تنشر له كبريات دور النشر كتبه.. لا لقيمتها.. بل لأن أجهزة الأمن أمرتها بذلك.. سنترك هذا الطفل الآن إلى طفل آخر، لم يولد في مثل تلك الأسرة، بل ولد في أسرة تلتزم الحد الأدني، هذا الطفل سينشأ على تحذيره من أن يغشى منابع التطرف: المساجد!.. أو أن يضع نفسه في مواطن الشبهات: صلاة الجماعة!.. كي لا يحدث لهم ما حدث لتلك الأسرة المنكوبة الملتزمة. الاحتمال الثالث أن يولد هذا الطفل في أسرة لا تقوم بأبسط واجبات الدين.. أسرة منحلة لا تقيم الصلاة ولا تؤتي الزكاة ولا تصوم رمضان ولا تحج أبدا.. أسرة كل المنكرات عندها مباحة وكل الفرائض إرهاب وتطرف.. فهؤلاء لا خوف عليهم من الطاغوت الفاجر المجرم. في الخامسة أو السادسة من عمره تبدأ رحلة الطفل مع المدرسة، ليجد مدرسة قد فرغت من كل من عمر الإيمان قلبه بعد أن أحالت أجهزة الأمن الباطشة الجبارة كل مدرس يعرف معنى الإيمان إلى وظيفة إدارية، ونفته من الأرض، بمساعدة وزراء تعليم منافقين فسقة. هل غفل الطواغيت أن ما يفعلونه ذاك يفسد العملية التعليمية من أساسها، ذلك أن المؤمن المتدين الذي يؤدي حق ربه هو الحريص على أن يؤدي واجبه تجاه تلاميذه وهو الذي يعرف أن الإخلاص في العمل عبادة، و أن شرخ هذا النموذج يهدم العملية التعليمية كلها، ويجعل أساس الترقي هو الفهلوة والفساد والبعد عن الدين. إن السمعة السيئة في هذا المجال ليست عائقا أمام الترقي بل هي السبيل إليه لأنها تؤكد أن صاحبها غير مشتبه به، و أنه لن يكون منبعا من منابع التطرف والإرهاب. سوف ينتقون لتدريس الدين أكثر المدرسين جهلا وتنفيرا وبعدا عن جوهر الدين ( شخصيا: أدخلت ابنتي في مدرسة إسلامية خاصة، ولم اكتشف إلا بعد أن انتهت من المرحلة الابتدائية أن مدرس الدين كان يساومهم على ألا يحفظوا ما عليهم من القرآن مقابل أن يعطوه شطائر الإفطار التي أعدتها لهم أمهاتهم) .. حذرهم المدرس من إفشاء السر.. ولم يكن هناك امتحانات كي تكشف الأمر.. ولم ينج من هذا الأمر إلا الأسر التي كانت متنبهة له منذ البداية فاعتمدت على مدرس خاص في تدريس الدين. ما يهمنا هنا.. وما نضع ألف خط تحته.. هو الحرص على أن يكون التعليم الديني مهمشا ومجوفا ومظهريا يخفي من الجهل الكثير.. أكرر.. أضع تحت هذه الجملة ألف خط.. لأن ذلك لا يتم اعتباطا.. بل يتم وفق خطط مدروسة ومخطط لها جيدا.. يتم ويُواصل في التعليم الإعدادي والثانوي والجامعة.. ويتم تخريج جيل يعرف عن نابليون أكثر مما يعرف عن خالد بن الوليد.. وعن مادونا وسامبسون أكثر مما يعرف عن هارون الرشيد ومحمد الفاتح، وعن المودة أكثر مما يعرف عن الجهاد، ويستطيع أن يسمع أسماء الولايات الأمريكية بينما يعجز عن ذكر عشر عواصم عربية، وهذا الجيل المفرغ الأجوف، المصنوع خصيصا، حسب الطلب، من النخاسين الذين يحكمون الأمة، هذا الجيل سيكون هو المستهدف بالشبهات التي يثيرها الصليبيون واليهود وخدمهم من اليساريين والشيوعيين والقوميين حول الإسلام، وهي شبهات تتهاوى أمام أي علم ديني حقيقي، من الذي حُرم هؤلاء المساكين من أن يتعلموه، يتعرضون للشبهات، فيتزلزل إيمانهم، ويهتز يقينهم، ولا يعودون صالحين للجهاد في سبيل دين أو وطن. ولقد كان هذا هو المطلوب منذ البداية. أرفع صوتي يا ناس و أحذر يا أمة.. أرفع صوتي بأنني كنت مخطئا في يقين طالما ركنت إليه.. يقين بأن المسلم لا يمكن أن يرتد من الإسلام إلى النصرانية أو اليهودية أبدا.. وكنت أضع لنفسي الأساس الفلسفي لذلك بقولي أن المشكلة العقلية كلها ليست في الإيمان بالله لأن أي دارس اليوم يدرك بقوانين الفيزياء والرياضة أن لهذا الكون خالقا هو الله سبحانه وتعالى.. دعنا من العميان الذين لا يرون ضوء الشمس فهؤلاء قلة لا يؤبه لها.. الأغلبية الساحقة تؤمن إذن بوجود الله.. تبقى المشكلة الثانية هي التساؤل: هل ترك الله عبيده الذين خلقهم دون رسل لهدايتهم وبيان الطريق القويم لهم، وذلك بمجرد المعطيات العقلية مستحيل.. إذن.. الله موجود .. وقد أرسل رسلا.. عند هذا المنعطف لا يوجد سوى الإسلام.. نعم.. فالتفوق الحاسم المطلق للإسلام لا يحتاج إلى أي دليل إلا إذا كان هذا الدليل صاروخ كروزو أو قنبلة ذكية أو طائرة أباتشي.. فنحن لا نملك دليلا مثله.. أقول أن تفوق الإسلام حاسم وتساميه معجز و إعجازه معقول ليس بالمقارنة لكم الخرافات الوحشية المجنونة في الكتب السماوية المحرفة والتي لم يحفظ الله منها سوى القرآن.. ليس من أجل ذلك.. بل بالدراسة المجردة للإسلام دون حتى مقارنة يظهر على الفور تساميا لا ينافس ولا يبارى.. هذا التسامي الذي يعبر عنه سيد الشهداء في زماننا – إن شاء الله – بقوله: (وعشت في ظلال القرآن أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الهزيلة الصغيرة ، أنظر إلى تعاجب أهل الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال ، كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال ، ولغة الأطفال ، وأعجب ، ما بال هذا الناس ، ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة). أقول ظللت لي هذا اليقين أقول لنفسي أنه قد يباح للأعمى أن ينكر وجود الشمس لكنه حال إبصاره لابد أن يعترف بها وإلا كان مأفونا مجنونا.. وكنت أقصد بالأعمى : الكافر.. وكنت أعني بالمبصر من آمن بالله.. وكنت أعني أنه إذا آمن بالله ورسله فليس من دين يحترم العقل ويوافق المنطق إلا الإسلام. ظللت على هذا اليقين واثقا أن المستحيل بعينه أن يستجيب مسلم لعمليات التبشير ويرتد.. كان ذلك مستحيلا بالنسبة لي رغم الأنباء المقلقة التي كانت تتسرب من الجزائر و أندونيسيا و أماكن أخرى.. ظللت على هذا اليقين حتى فوجئت بأنباء موثقة عن أعداد لا يستهان بها.. في قلب القاهرة .. ارتدت عن الإسلام إلى النصرانية.. صحيح أن جماعات التبشير تلك نفثت سمومها في قاع المجتمع حيث الفقر الوحشي والجهل الضاري وحيث الإسلام مجرد اسم لا تمارس أي شعيرة من شعائره.. لكنه على أي حال حدث.. ( مع توالي الضغوط طالب بعض علماء الأزهر أن تتوجه جماعات التبشير إلى الأزهر للتبشير هناك في ندوات مفتوحة تقرع فيها الحجة بالحجة.. لأنه ليس من المنطقي أن يذهب مبشرون على أعلى درجات الثقافة إلى قطاعات بشرية على أعلى درجات الجهل والفقر ليمارسوا التبشير بينهم .. وأن العدالة تقضى أن يواجه العلماء علماء.. واعتبر المبشرون ذلك اعتداء على حرية الأديان وانتهاكا.. واضطهادا.. وتفريطا .. وافتئاتا على حقوق الإنسان).. لنعد إلى طفلنا الذي كنا نتحدث عنه.. سوف نذهب مع هذا الطفل إلى المدرسة الإعدادية ثم الثانوية كبر الطفل واتسعت مداركه وازداد وعيه وبدأ يتخذ موقفا من الحياة وبدأت عيون الجهاز الغبي الباطش الجبار ترصد.. سيلاحظ الطفل أن معظم مدرسي الدين مجرد مسوخ شائهة .. وسينسحب جزء من ذلك على اللغة العربية حيث يعد الاهتمام بها نوع من الحذلقة والتخلف التي تثير الاشمئزاز والنفور والضحك.. المرجعية الكبرى عادل إمام سوف يؤكد لهم ذلك .. وحتى المسكين محمد جلال عبد القوي والدكتور يحيى الفخراني حين يكون الحديث بالعربية الفصحي في مسلسلاتهم قرين للتخلف والإرهاب ( ماذا يريد شارون أكثر من ذلك).. في هذه السن الخطرة سيكتشف الطل الكبير أو الشاب الصغير أن الكبيرة الوحيدة التي يمكن أن تهدد وجوده وليس تفوقه العلمي فقط هو أن يواظب على صلاة الجماعة.. سوف يعد احتشامه وعفته قرينة ضده لكنها لا ترقى إلى مستوى كبيرة صلاة الجماعة.. المدرس الخواجة الأمريكاني ماضغ العلك سوف يكون المثل الأعلى.. وذلك الذي يرتكب كبيرة الزنا سوف يكون المثل الأعلى الذي يحذو الأطفال الكبار أو الشباب الصغار حذوه. في مدرسة أجنبية اكتشف جاري أنهم يجعلون الأطفال يصلون أمام المذبح كل صباح.. كان معظمهم مسلمين.. وذهب الجار يحتج.. وتمسكت ناظرة المدرسة المسيحية بموقفها قائلة أن هذا هو سلوك المدرسة منذ خمسين عاما.. وهدد الرجل وتوعد.. واضطرت الناظرة إلى استثناء المسلمين من الصلاة أمام المذبح.. ابنة الرجل كانت متدينة.. ولست أدرى إذا ما كانت هذه الحكاية قد استفزتها أم أنها طبيعة التدين فيها هي التي دفعتها للتحدي والاتفاق مع مجموعة من زميلاتها على أداء الصلاة جماعة في مسجد المدرسة الخاوي على عروشه، ورتبوا الأمر بحيث لا يقيمون الصلاة في أوقاتها (!!) و إنما وقت الراحة ( الفسحة) حتى لا تتعارض صلاتهم مع الدروس والحصص. قوبل الأمر بالإهمال من الإدارة في البداية وبالسخرية من زميلاتهن المسلمات.. لكن.. شيئا فشيئا ابتدأ عدد المصليات في الزيادة.. ناظرة المدرسة ارتاعت من الظاهرة فحاولت منعها.. أصرت الطالبات.. بدأت الناظرة تكدرهن بصور شتى.. وقال جاري لابنته أنه لن يساعدها و إنما سيتركها تخوض التجربة حتى نهايتها.. ولتتعلم منها كيف تنتصر لدينها في بيئة معادية دون أن تخل بنظام ذلك المجتمع المحيط المعادي..راح عدد الطالبات يزداد.. وتمسكهن بالصلاة يشتد.. كانت قدرتهن على اجتذاب زميلاتهن قد رفع من روحهن المعنوية.. وكانت انتصارهن على ناظرة المدرسة مبعث فخار.. وبدأت الطالبات يطورن الأمر بالاتفاق على حفظ أجزاء من القرآن وتسميعها لبعضهن.. وتبادل الشرائط الدينية.. وفجأة أصدرت ناظرة المدرسة قرارا بأن يشرف مدرس الدين على المسجد ويكون مسئولا عن الصلاة .. بعد أيام رتب مدرس الدين دقائق معدودة للصلاة يغلق قبلها و بعدها المسجد.. احتجت الطالبات فقد كن يقمن أكثر من جماعة حسب ظروفهن.. لكن التضييق ازداد وادعي مدرس الدين لا غفر الله له - بإيعاز من ناظرة المدرسة – أنه يحدد وقت الصلاة بهذه الدقائق ويغلق المسجد فيما عداها خوفا من قيام الطالبات بأعمال مخلة في المسجد.. ولم يكتف بذلك بل كتب طلبا إلى ناظرة المدرسة يوضح فيه وجهة نظره.. معظم الطالبات وربما كلهن لم يكن يفهمن ماذا تقصد المربية الوقحة المجرمة لعنها الله.. واستدعهن الناظرة إلى مكتبها واتهمتهن – شفاهة.. فلم تكن الملعونة تجرؤ على الإفصاح- أنهن يمارسن الشذوذ أثناء الوضوء.. عندما فهمن أصبن بانهيار عصبي.. توقفت الصلاة.. وكان مدرس الدين هو الوجه الآخر لشيخ أزهر ووزير أوقاف.. وكان الوجه الآخر لأجهزة الأمن التي لا ترى بأسا في ممارسة الشذوذ وترى البأس كله في الصلاة.. *** قلنا منذ البداية أن التلميذ ينتمي إلى أسرة من ثلاث: المتدينة المنكوبة.. والمسلمة التي تروعها صور الأسرة المنكوبة.. والأسرة المنحلة.. سوف يحاول التلفاز تذويب الفوارق.. سوف يكون الدين مجال السخرية والاستهزاء وسوف يكون الزنا حبا والمجون تحررا والخلاعة رقيا .. وحتى في التمثيليات الدينية فإنك لن ترى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابياته و إنما سترى صحابة فاروق حسني وصحابيات صفوت الشريف.. والأمر يحتاج إلى تفصيل في مقال مستقل. *** في المدرسة أيضا سوف تسقط قيم الطفل الشاب قيمة بعد قيمة ومثلا بعد مثل.. سيتعامل مع المدرس الذي لا يسمح له بالنجاح إلا إذا أخذ عنده درسا خصوصيا.. وسيذهب البعض للشكوى للناظر أو المدير.. وسيكتشفون بعد عناء أن الناظر أو المدير يحصل على إتاوة من المدرس الذي يعطي دروسا خصوصية بينما لا يحصل على شئ من المدرس الذي يحترم نفسه وعمله فلا يعطى مثل تلك الدروس.. وسيكتشفون كم ينكل المدير بمثل هذا المدرس. سوف يكتشف الطالب أيضا أن أجهزة الأمن التي لا تغيب عنها شاردة ولا واردة في أمور الدين والصلاة قد تركت تجار البانجو والمخدرات يرتعون أمام المدرسة مع دلائل مؤكدة على تستر الأمن مقابل اشتراكه في الأرباح [8]. *** يلتحق البعض بالجامعة.. البعض الآخر يتوقف عند التعليم المتوسط لينضم إلى حشود هائلة من العاطلين يستفزهم التلفاز بإعلاناته السفيهة ويحرمهم الأمن من البحث عن ملاذ في المسجد فتتزايد حالات الانحراف والشذوذ والإدمان.. الذين يذهبون إلى الجامعة سيرون وجها أكثر بشاعة للحياة حيث يتحكم الأمن في كل كبيرة وصغيرة.. لكنهم قبل أن يذهبوا يفاجئون بآبائهم و أمهاتهم يجعلونهم يقسمون الأيمان المغلظة ألا يتورطوا في السياسة ولا في صلاة الجماعة أو الانضمام إلى أي نشاط ديني. *** رغم أنني أكره بمجامع قلبي عهد جمال عبد الناصر إلا أنني أشهد كم كان الحرس الجامعي أيامها يهاب الطلبة ويتجنب الاحتكاك بهم مهما استفزهم الطلبة.. نعم .. كان ضابط الحرس الجامعي يهاب الطالب[9].. وعشت حتى رأيت في عهد مبارك عميدا لكلية جامعية كنت أستقل معه سيارته.. كنت في المقعد الخلفي.. وكان ضابط الحرس في الكلية يجلس على المقعد المجاور للعميد الذي كان يقود السيارة بنفسه.. وكنا كلما توقفنا هرول العميد كي يفتح باب السيارة لضابط الحرس!!. كان العميد كالأساتذة كوكلاء الجامعة ورئيسها يعلمون أن قرارات ترقيتهم وتعيينهم لا يمكن أن تتم دون موافقة الحرس الجامعي وترشيحاته. الحرس الجامعي هو وجه أجهزة الأمن في الجامعة.. وهو يتألى على الله لا غفر الله لهم.. فيعز ويذل ويخفض ويرفع..ابتداء من أصغر القضايا إلى أجلها و أعظمها.. إنه يحدد قوائم اتحادات الطلبة فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.. وعندما تأتي الانتخابات يقوم بالتزوير كي تنجح أسماء بعينها.. وهو لا يختار تلك الأسماء اعتباطا.. وإنما يفرز الطلبة منذ التحاقهم بالجامعة إلى عدة فئات.. فئة خاملة لا خطر منها ولا تأثير لها ولا اهتمامات على أي مستوى أو تنحصر اهتماماتها في لعب الكرة ومغازلة الزميلات. *** تبقى فئتان: فئة منحة نشطة يقربها الأمن ويمنح أعضاءها مرتبا شهريا ويكلفه بمهام معينة وسط الطلبة منها التجسس عليهم أو إفشال مؤتمر لنصرة فلسطين أو العراق – على سبيل المثال – وكتابة تقارير لأجهزة الأمن عن الناشطين والمتدينين[10]... هذا القسم هو الذي سينمو باستمرار بعد ذلك، هو الذي سيتم توصية الأساتذة عليه كي ينجح بتفوق.. هو الذي سيغل المناصب في اتحادات الطلبة .. هو الذي سيعين كأعضاء لهيئة التدريس في الجامعة.. وبعد ثلاثين عاما سيشكل هيكل الجامعة كلها من أساتذة وعمداء ورئيس جامعة.. لكن.. ليس علينا أن ننتظر ثلاثين عاما.. لأن الموجودين اليوم هم الذين تمت تربيتهم بهذه الطريقة منذ ثلاثين عاما. الفئة الأخرى هي فئة الملتزمين.. مجرد الالتزام الهادي الذي يشكل الحد الأدنى للمسلم الحقيقي.. هذا الحد الأدني تعتبره أجهزة الأمن تطرفا و إرهابا.. أفراد هذه الفئة يسحقون سحقا.. ينكلون بهم كي يكونوا عبرة.. ويفتحون لبعضهم ثغرة كي يكونوا جواسيس على زملائهم. حكى لي بعض الطلاب أن الأمن كان كثيرا ما يفتش غرفهم في المدينة الجامعية،، وأنه كانت تحدث أثناء التفتيش حركة محمومة حيث يهرع الملتزمون إلى المنحلين يستعيرون منهم المجلات الفاضحة والصور العارية وشرائط الجنس كي يضعوها في غرفهم دليلا أمام أجهزة الأمن على براءتهم. كانت أجهزة الأمن تغفر كل ذنب وتعفو عن كل جريمة وتتجاوز عن كل خطأ إلا أن يكون هذا الخطأ اقتناء لكتاب في الفقه أو التوحيد.. بل كان مجرد وجود المصحف دليل اشتباه يستوجب منهم اليقظة والحذر والمتابعة. منذ دخول الطالب إلى الجامعة لن تحدث حركة دون موافقة الأمن عليها.. هو الذي سيحدد مواعيد الامتحانات بل طريقة التدريس التي تشغل الطالب طول العام بالامتحانات بغض النظر عن التحصيل كي لا يكون أمامه أي وقت لمحاولة فهم أي شئ في مجتمعه. كان نظام الفترتين سبيلا إلى ذلك و أحد أعمدة انهيار التعليم في الجامعة لكنها أوامر الأمن. لن يعين معيد ولا عميد ولا رئيس جامعة إلا بموافقة الأمن وترشيحه. بل لن يسمح لطالب بالتحاق بالدراسات العليا دون موافقة الأمن.. ولن تعلن نتيجته إلا بعد موافقة الأمن.. بل لقد بلغ الأمر في الأعوام الأخيرة إلى ما لا يمكن تصوره.. إذ أن نتيجة الطلاب لا تعرض على مجلس الكلية لاعتمادها قبل أن يعتمدها الأمن .. أما ما يفعله الأمن فهو أنه لا يسمح أبدا للملتزمين من الطلاب بالاحتفاظ بترتيب متفوق.. نعم.. يقوم الأمن بتغيير الدرجات وترتيب الطلاب كي لا يسمح للمتدينين بالمنافسة على وظائف المعيدين والمدرسين المساعدين، وهذا هو مفهومهم في تجفيف المنابع. هذا الانهيار في المبادئ والقيم لا يتم بلا ثمن.. وإذا كان من الممكن أن يتم تغيير الدرجات والترتيب مجاملة للحاكم والسياسة فلماذا لا يتم مجاملة للأساتذة وضباط الأمن الذين يشغل أبناؤهم كل المراكز الأولي.. كلها بلا استثناء.. بلا محاولة لذر الرماد في العيون.. بل إنني والله على ما أقول شهيد رأيت ما هو أغرب من ذلك.. رأيت طلبة حصلوا على الثانوية العامة بمجموع خمسين في المائة وحصلوا على بكالريوس الطب بامتياز وكانوا من الأوائل..أحد هؤلاء الناجحين بخمسين بالمائة.. لم يكن خريج القسم العلمي بل الأدبي!!.. أما كيف تم ذلك فبالمال والسلطان والنفوذ والفساد.. التحاق بكلية طب في رومانيا لعام واحد..تحويل إلى كلية طب محلية بتعضيد وتوصية من مسئول كبير.. معظم هؤلاء الطلبة لم يستخرجوا جوازات سفر من الأصل.. تم الأمر كله على الورق!!.. وسط هذه المباءة من الفساد انهار التعليم كله.. أصبح أخس الطلبة – بغض النظر عن مستواهم العلمي الذي لا يحدده مستواهم بل أجهزة الأمن- هو الذي يختار لوظائف المعيدين والمدرسين المساعدين.. فإذا أفلت أحد من الرقابة الصارمة فإنه لن يفلت من المصفاة التالية حيث يختار أخس المعيدين والمدرسين المساعدين لشغل وظائف المدرسين.. ثم يختار أخس المدرسين ليكونوا أساتذة مساعدين.. ثم أخس الأساتذة المساعدين ليكونوا أساتذة ثم أخس الأساتذة ليكونوا رؤساء أقسام ثم أخس رؤساء الأقسام ليكونوا عمداء كليات ثم أخس عمداء الكليات ليكونوا رؤساء جامعة. متوسط الدخل الرسمي لرئيس الجامعة ثلاثمائة ألف جنيه.. الدخل الرسمي.. لا نتحدث عن العمولات والسرقات والرشاوى.. ثلاثمائة ألف جنيه.. ليس في العام.. ولكن.. في الشهر.. وهذا ليس مرتبا مقابل عمل.. و إنما أجر نخاس يبيع شرفه وطلبة جامعته وعلمه.. لهذا فسدت الجامعة.. ووقفت مع الكفر ضد الإيمان.. مع الطغاة ضد الأمة.. وتبنت مناهج تعليم الغرب وكل وجهات نظره فينا فانفصلت عن الأمة وازدرتها.. وسقطت. *** إنني أعيد التكرار والتنبيه أنني أذكر الأمثلة على سبيل الاستدلال لا الحصر.. و أن ما يحدث في الجامعة يحدث في كل مجال آخر.. ولعل ما يحدث في الأماكن الأخرى أشد بشاعة. *** الذين لا يعينون في وظائف الجامعة وهم الغالبية العظمى ينقسمون إلى قسمين: الأغلبية الكاسحة تنضم إلى جيش العاطلين.. أما الأقلية التي رعاها الأمن.. الجواسيس والعملاء.. فإن الأمن يدفع بهم إلى أجهزة الدولة المختلفة ليواصلوا علاقاتهم وخدماتهم للأمن من أماكن أخرى.. من هذه الأماكن على سبيل المثال: الصحافة والإذاعة والتلفاز.. وتبدأ دورة أخرى من دوائر الفساد والإفساد. أحد أصدقائي المقربين وكان يشغل منصبا هاما في صحيفة حزبية خاضت مع الحكومة معارك ضارية قال لي وهو ينفس عن همه: - لقد خضنا هذه المعارك كلها و 60% من الصحافيين في الصحيفة يتبعون جهاز الأمن. *** لقد توسعت في مأساة الجامعة لكي أقول الآن أن هذه الدورة تتكرر في كل مكان في ربوع الوطن.. الوطن الكبير من المحيط إلى المحيط.. قد تختفي بعض تجليات الظاهرة لتحل محلها أخرى.. وقد تختلف بعض تفاصيلها.. لكن الأمر هو هو.. ولست أدري كيف غاب العقل والضمير والدين على أجهزة الأمن تلك.. خاصة بعد ما تمزق الغشاء وانكشف الغطاء ولم يعودوا يستطيعون الادعاء أنهم يحمون مبارك أو الأسد أو عبد الله.. تمزق الغشاء وانكشف الغطاء وانفجرت الفضيحة لأنهم يهزمون أمتهم ويهدمون دينهم لصالح أمريكا و إسرائيل. نعم.. في مثل بلادنا يدفع الأعداء الجيش والبوليس ليكونا كما أرادت لهما بروتوكولات حكماء صهيون.. أن يكون الجيش فئرانا مذعورة .. و أن يكون البوليس كلابا مسعورة.. و أن تكون الأمة شراذم محاصرة مأسورة.. *** بالطبع هناك استثناءات باهرة.. وكما يسقط الشيطان بالغواية العابدين يتنبه بعض العابثين فيئوبون إلى ربهم ويعودون إلى رشدهم ليسببوا للجهاز الغبي الباطش الجبار المشاكل. من ناحية أخري لم يعد هناك أي معنى لاستقلال الأجهزة والسلطات ما دام 60% على الأقل ممن يشغلون أهم المناصب يتبعون الجهاز الباطش الجبار. نعم.. 60% في مصر.. وحال مصر أفضل من سواها.. فإنني أحسب هذه النسبة في سوريا 80% أما في تونس فربما كانت 100%. البلد الوحيد الذي برئ من ذلك إلى حد كبير هو شعبنا في الجزيرة العربية.. أحفاد الصحابة.. ولنلتفت إلى أن مهلة ولي العهد لم تؤثر إلا على ستة فقط.. ليس معنى ذلك أنني أدافع عن الجهاز الباطش الجبار في المملكة.. بل لعلى أدرك أنه أكثر جهلا وقسوة وإجراما جبروتا من نظيره المصري– الذي كان معلما له في يوم من الأيام في مدرسة التعذيب الأمريكية-..ولا أقلل أيضا من خطورة الجواسيس والعملاء الذين يتسترون خلف مصطلحات كالإصلاحيين أو حتى العلمانيين.. أدرك خطورتهم خاصة عندما تدعمهم الدولة – زاعمة العكس- ويدعمهم الخارج.. إنما أقصد قوة إيمان أهلنا في الجزيرة.. ذلك هو الهدف الرئيسي الآن.. وهذا الهدف مطلوب تفتيته وتحطيمه. *** أريد أيضا أن أقول لكم يا ناس أن ما نحسبه هجوما مفاجئا بعد 11 سبتمبر إنما هو هجوم قديم مخطط سبق الإعداد له منذ عشرات الحقب.. وأن له مئات الفروع والروافد.. فرع منها على سبيل المثال تحرير المرأة ( كل امرأة نادت بهذا المصطلح تقع بين الكفر والفسوق) لأن المقصود فعلا تعهير المرأة.. وفرع آخر حقوق الإنسان.. والمعنى بعد " أبو غريب" لا يحتاج لبيان.. وفرع يحمل اسم الديمقراطية ..و..و.. وأن كل هذا استعمل منذ استعمل لتفتيت وحدة الأمة.. كانوا يعلمون أن الإسلام هو الضام القوي الذي يكبح كل التناقضات وكانوا يخططون لدفع الأمة لتركه أو على الأقل لعزله في المساجد ليضعوا مكانه شعاراتهم الجوفاء التي خدعت البعض منا .. أما البعض الآخر فقد أقدم عليها وهو يعلم أنه الكفر.. تحت مظلة الإسلام وبمرجعيته لم تكن الكويت تستطيع الاستعانة بكافر على مسلم لكنها براية القومية الخفاقة في الوحل فعلت.. تحت راية الإسلام كان الأكراد يدافعون عن الدولة العثمانية وتحت راية القومية أصبح منطقيا أن يطالبوا بدولة.. قومية ( منطقيا.. ولكن ليس صوابا ولا حلالا).. نفس الشيء ينطبق على البربر والأفارقة. نعم الهجوم مخطط له منذ مئات السنين وينفذ بدأب شديد وصبر أشد كي لا يفلت العيار ويصحو المسلمون فينقلب السحر على الساحر.. في السودان على سبيل المثال.. سمحت بها أوروبا لمحمد على كي تلهيه عن تكوين دولة عربية ( دعنا الآن من الوحدة التي ربطت بين البلدين منذ أعماق التاريخ.. منذ تحتمس الثالث على سبيل المثال).. سمحوا بوحدة مصر والسودان لكن إلى حين.. وبدأت المناوشات بحوردون عام 1877 تمهيدا لاحتلال مصر نفسها عام 1882.. والضربة الثانية كانت اتفاق الحكم الثنائي عام 1898.. والضربة الثالثة كانت تصرفات انقلاب 23 يوليو في مصر تحت ضغط الأمريكيين والبريطانيين.. وكان موقف مصر الأحمق ضد الإسلام بلا عقل في السودان خاصة.. لأن الإسلام في السودان متعدد الأعراق والأديان هو السبيل الوحيد للمحافظة على الدولة. المعول الأخير لتفتيت السودان يأتي على يد عسكري آخر هو البشير وهو الخطوة المكملة لما فعله صلاح سالم وجمال عبد الناصر. يقول فاروق جويدة: " كان من أسباب الجفوة أيضا , محاولات الخلط بين التيارات الإسلامية في مصر والسودان .. ان الدين في السودان يختلف تماما عنه في مصر , لأن الشعب السوداني يعتبر الدين مصدر حماية أمام ضغوط كثيرة قادمة من الجنوب تساندها كيانات دولية ضخمة .. وكان الشعب السوداني يعتبر نفسه حامل راية الإسلام في القارة السوداء .. وفي الفترات التي اشتبكت فيها ثورة يوليو مع التيارات الإسلامية في مصر في مراحل مختلفة كان ذلك من أسباب التوتر في العلاقات المصرية ـ السودانية رغم أنه من الثابت أنه لا توجد علاقة ما بين التيارات الإسلامية في البلدين."[11] كان اللواء محمد نجيب يفهم ذلك.. لكن جمال عبد الناصر لم يفهمه فساهم مساهمة كبرى في الدفع إلى الهاوية.. إلى تفتيت السودان. إذن .. عندما نتكلم عن تفتيت السودان اليوم لا بد أن نبدأ التفكير فيما حدث منذ مائتي عام على الأقل. نفس الأمر ينطبق على تفتيت الجزيرة العربية و أي بلد إسلامي آخر.. وما توسعت في متابعة حال نموذج للإنسان مصري منذ ولادته إلا لكي أنبه و أحذر.. فكل دول عالمنا الإسلامي تسير على نفس الطريق وإن اختلفت المسافات التي قطعوها والمحطات التي يقفون الآن عليها. *** نعود إلى مصر.. نعود إليها كنموذج لما سيصير إليه حال الجميع لو استمرت الأمور على ما هي عليه.. ذلك أن مصر لم تعقم.. ولم تستسلم كلها.. كان هناك دائما من يحاول الخروج على النمط الذي حددته أجهزة الأمن.. ولنقرأ معا ماذا يحدث لهم أو بالتحديد ماذا حدث لبعض الشباب الذي نهض لا لكي ينازع الطاغوت سلطانه – غير الشرعي- و إنما ليحتج على الغزو الصليبي الأمريكي للعراق..: "قالت ثلاث من أهم المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم إنه يجب على السلطات المصرية اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لما يكابده المتظاهرون ضد الحرب من الاعتقالات وصنوف التعذيب المستمرة". منال خالد , تحمل صورة زفافها الذي تم منذ عشرة أيام فقط .. القي القبض عليها وعذبت وتم تهديدها بالاغتصاب . التقى المحامون بمنال خالد أثناء اقتيادها من قسم الشرطة؛ فقالت لهم، والدموع تنهمر من عينيها، إنها تعرضت لـ"علقة موت"، وإن الرجال يُسحقون سحقاً بالداخل. وفي وقت لاحق، قالت منال خالد للمحامين إن ضباط قسم الخليفة هددوها هي ومعتقلتين أخريين بالاغتصاب. وذكر أحد المتهمين، وهو جمال عيد، للمحامين في جلسة تجديد أمر اعتقاله إن الضباط ضربوه ضرباً شديداً بعصا حتى انكسرت على جسمه؛ كما قال إنه اشتبه في وجود كسر في ساعده فطلب عرضه على طبيب، ولكنه حُرم من الرعاية الطبية. هذا، وقد استمرت موجة الاعتقالات منذ اعتقال المئات من النشطاء والمتظاهرين، بالإضافة إلى المتفرجين والمارة، أثناء المظاهرات المتفرقة المناهضة للحرب التي جرت في شتى أنحاء القاهرة يوم الجمعة الموافق 21 مارس/آذار الجاري؛ وردت الشرطة على المظاهرات باستخدام القوة المفرطة، حيث تعدت بالضرب على الكثيرين من المشاركين فيها، واعتقلت أعداداً كبيرة منها. كما احتلت الشرطة مقر نقابة المحامين نحو ست ساعات، واعتقلت المحامين خارج المقر وداخله؛ واقتيد المعتقلون إلى معسكر الأمن المركزي في حي الدراسة وإلى المقر الرئيسي لمباحث أمن الدولة في حي لاظوغلي. وقد أُفرج عن بعض هؤلاء المعتقلين، فيما أحيل 68 آخرون إلى النيابة العامة أو نيابة أمن الدولة. غير أن عدداً غير معروف من الأشخاص لا يزالون رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي، مما يشكل انتهاكاً لما ينص عليه القانون من ضرورة إحالة المعتقلين إلى مكتب النيابة في غضون 24 ساعة منذ القبض عليهم. ولا يزال العدد الإجمالي للمعتقلين ومكان اعتقالهم طي المجهول؛ فمن المحتمل أن يكون بعضهم لا يزالون محتجزين في معسكر الأمن المركزي بالدراسة، ويُعتقد أن البعض الآخر محتجزون في سجن طرة المحكوم؛ وثمة آخرون من المحتمل أن يكونوا محتجزين في مختلف أقسام الشرطة بالقاهرة. ومن بين المعتقلين ما لا يقل عن ثلاثة أطفال دون الخامسة عشرة وجهت إليهم نيابة قصر النيل الاتهامات يوم 22 مارس/آذار، بالإضافة إلى فتاة في السادسة عشرة من عمرها وجه إليها مكتب نيابة الأزبكية الاتهام. وقد تلقت منظمة هيومن رايتس ووتش في 21 مارس/آذار معلومات من المحامي جمال عيد، أثناء احتجازه في معسكر الأمن المركزي بالدراسة، مفادها أن ثمة أطفالاً في الخامسة عشرة من عمرهم محتجزين في زنزانة واحدة مع الكبار. وفي 23 مارس/آذار، اعتقلت السلطات المزيد من الناشطين، اقتيد الكثيرون منهم من منازلهم، ومن بينهم اثنان من النواب المعارضين في مجلس الشعب المصري. وأحيل سبعة من المقبوض عليهم، من بينهم النائبان المعارضان، في نفس اليوم إلى مكتب نيابة أمن الدولة. وفي صباح الثلاثاء الموافق 25 مارس/آذار، اعتُقل عدد غير معروف من طلاب جامعة القاهرة، واقتيدوا إلى فرع مباحث أمن الدولة بشارع جابر بن حيان في الجيزة. وادعى طالب أخلي سبيله أن بعض الآخرين الذين لا يزالون محتجزين هناك تعرضوا للتعذيب لإجبارهم على الكشف عن مكان كمال خليل، وهو من النشطاء ضد الحرب. وأعربت المنظمات الثلاث عن بالغ قلقها بشأن ما ورد من أقوال تفيد بتعرض المتظاهرين للضرب أثناء القبض عليهم ثم أثناء احتجازهم. وفيما يلي أمثلة من ذلك: تعرضت الناشطة منال خالد والمحامي زياد عبد الحميد العليمي للضرب المبرح عند القبض على كل منهما في 21 مارس/آذار. وذكرت منال خالد أيضاً أن ضابط أمن الدولة العميد حسام سلامة هددها بالاغتصاب عقب القبض عليها. وقد التقى طبيب من مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، وهو من المنظمات غير الحكومية المصرية، بكلا المعتقلين في قسم شرطة الأزبكية يوم 22 مارس/آذار، وقال لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن منال خالد أصيبت إصابة خطيرة في إحدى عينيها، بينما كان العليمي مصاباً بكسر في الذراع. وقالت منال خالد للمحامين والنشطاء في 25 مارس/آذار إنها حرمت من حقها في أن تُعرض على طبيب شرعي لإثبات الإصابة؛ وقال لها مفتش صحة إنها مصابة بتجمع دموي أسفل العين اليمنى، و تم تعديل 29 أغسطس 2004 بواسطة sha3ooor شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
sha3ooor بتاريخ: 29 أغسطس 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 أغسطس 2004 باقى المقال ...... لقد تعمدت في المثل الذي أوردته على الفور أن لا يكون الضحايا من الاتجاه الإسلامي.. تعمدت ذلك.. فلدي أجهزة الأمن في العالم الإسلامي فتوى من الموساد والمخابرات الأمريكية أن ذبح المسلمين واجب.. بل فرض.. والنموذج السابق يتعلق بطائفة واسعة من المجتمع.. ولم يكن ضد نظام الحكم.. ومع ذلك عومل بهذه القسوة.. إنني أريد أن أقول أن من فعل جهاز الأمن ذلك لصالحه.. هو الذي يملك أمر هذا الجهاز ويرأسه... أمريكا و إسرائيل.. و أريد أن أقول أن خبرة الدولة المصرية الحديثة منذ محمد علي باشا سنة 1805 حتى اليوم قامت على سعي الدولة الحثيث لتفليس المجتمع وإفقاده قوته وقدراته الذاتية. فقد سعت الدولة المصرية إلى ترسيخ وجودها على حساب المجتمع، من خلال تدمير مؤسسات المجتمع الطبيعية أو الأصيلة[12] ولما كانت الدولة مخترقة بالدول الأوروبية ثم ببريطانيا ثم بأمريكا ثم بالاتحاد السوفيتي ثم عادت إلى أمريكا مرة أخري فقد كانت الأمة تفتت باستمرار لصالح هذه القوى. *** ويتناول تقرير المنظمة المصرية المتابعة الميدانية لظاهرة التعذيب في مصر خلال الفترة من أبريل 2003- أبريل 2004 . وفي هذا الإطار، رصدت المنظمة (42) حالة تعذيب داخل أقسام ومراكز الشرطة بينها (16) حالة وفاة توافرت لدى المنظمة شكوك قوية أنها نتيجة التعذيب وإساءة المعاملة. كما يتناول هذا القسم أيضاً قراءة تحليلية لظاهرة التعذيب في مصر خلال الفترة من 1993-أبريل 2004 ، وفي هذا الإطار رصدت المنظمة حوالي (412) حالة تعذيب من بينها (120) حالة وفاة توافرت لدى المنظمة شكوك قوية أنها نتيجة التعذيب وإساءة المعاملة. ورغم رصد المنظمة المصرية لاتجاه الحكومة بإحالة قضايا التعذيب إلى القضاء منذ عام 2000 ، إلا أنه يلاحظ إصدار أحكام قضائية مخففة على المتهمين بسبب القصور التشريعي في مواجهة ظاهرة التعذيب . وأوضح زارع في مداخلته بان مركزه قد سجل العام الماضي 1124 حالة تعذيب ضد مواطنين ارتكبت داخل مراكز الشرطة او في مقرات جهاز أمن الدولة المصري، مشيرا إلى أن هناك اكثر من 70 وسيلة تعذيب يتم استخدامها في هذه الأماكن. ومن ناحيته دافع اللواء فؤاد علام رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق عن سجلات الشرطة التي نفي أنها تمارس التعذيب بشكل منهجي. وقال علام أثناء الندوة التي يأمل المشاركون ان تركز الانتباه علي قضايا التعذيب قد تكون هناك سلبيات ولكن هذا لا يعني أن الصورة قاتمة تماما . *** فؤاد علام هذا من كبار الجلادين وقيل أنه قتل بيديه الكثيرين منهم الشهيد كمال السنانيري زوج شقيقة الشهيد سيد قطب.. جلاد من كلاب النار.. ( ويا أخي المهندس محسن من الجزيرة العربية.. توصيني بعدم السب.. وتجعلني أكشف لك أمرا.. فو الله ما أسبهم للتنفيس عن ضيق.. ولا للتعبير عن غضب.. ولكنني أخشى أن يفلتوا من عقاب الأرض – مع يقيني بعقاب السماء- فأحاول استدراجهم لرفع قضايا سب وقذف ضدي كي أستطيع إثبات جرائمهم وكشف الستر عنها.. ويعلم الله أنني أفعل ذلك مدركا أنني يمكن أن أُسجن في أي مرة فحال القضاء والنيابة ما تعلمون.. وعلى كثرة وقسوة ما أسبهم فلم يجرءوا أبدا على مقاضاتي إلا مرة واحدة في قضية " وليمة لأعشاب البحر عندما سببتهم بأشد الألفاظ قسوة .. بل وذكرت آباءهم أيضا( أرجوك أن تراجع صحيح الجامع في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في سباب بعض المشركين على آبائهم) ومع ذلك انسحبوا من المحكمة مذعورين خوفا من أن تدينهم المحكمة: وتذكر أن من حكم بكفر نصر حامد أبو زيد كانت محكمة النقض وليس الأزهر(. *** إن مرتكب الكبيرة لا يكفر.. إنه فاسق أو عاص.. ولكن من يعذب إنسانا كي يرده عن دين الله ويصرفه عن الإسلام فهو كافر.. وأظن أن ذلك هو ما تفعله أجهزة أمننا من الرباط إلى جاكرتا.. و أرجو أن يعذر بعضهم بالجهل. *** أوصيك يا أمة مع بداية أي تغيير في أي بلد من بلادك ألا تغفري لهذه الحيوانات المتوحشة أبدا.. و أن تحاكميهم في كل جريمة ارتكبوها لتقيمي فيهم حدود الله.. *** لطالما حيرتني ظاهرة التعذيب في بلادنا.. فالشمول والوحشية والاتساع والفجور الذي اتسمت به لا يعود إلى أي فترة من تاريخنا.. ولا حتى في الجاهلية.. و إن كان ثمة صلة مع الماضي فهي تشبه اضطهاد الرومان للموحدين من أقباط مصر.. أما في العصر الحديث فليس لها سوي أب واحد ولدت منه سفاحا.. هذا الأب هو المخابرات المركزية الأمريكية. *** نعم.. الشكل واحد.. والمواصفات واحدة.. ولقد فشلنا في كل شئ حاولنا نقله عن الغرب.. إلا الأمن.. وهذه الطرق الوحشية المسعورة في امتهان البشر وخداعهم والكذب عليهم.. فشلنا في كل شئ لكننا نقلنا عنهم القسوة الوحشية المجنونة والخسة التي لا حدود لها وافتقاد المنطق والعقل والضمير.. *** /http://www.alshaab.com/2004/30-07-2004/mabbas.htm شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان