مصر طائر بلا أجنحة

[sha3ooor]

الديلى ستار:

مصر طائر بلا أجنحة

مصر: رجاء كبير لكنها طائر بلا أجنحة عنوان موح لتقرير ضاف بالإنجليزية فى الديلى ستار كتبه مؤخرا الصحفى اللبنانى المرموق سعد محيو.. جزء من رؤى ضمنها كتابه الذى يصدر قريبا فى نيويورك عن عالم الحداثة العربية الضائعة.

يقول محيو إن ثلاثمائة مثقف وفنان مصرى طالبوا السلطات بتطبيق طائفة واسعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية. هل تعنى هذه الخطوة الجسورة أن الديمقراطية سوف تأتى من مصر لا من العراق؟.

لننتظر ونرى. ولكن ما الذى ننتظره؟ .. ثلاثة أشياء.. لنرى ما إذا كانت الأحزاب الإسلامية والليبرالية والماركسية والقومية العربية التى أصدرت المانفستو الديمقراطى قادرة على التحول إلى حركة وطنية ديمقراطية موحدة.

لنرى ما إذا كان النظام التسلطى للرئيس المصرى حسنى مبارك سيهضم هذا النوع من المعارضة الراديكالية أو يتعايش معها، ولنرى ما إذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا سوف تستثمران نفوذهما الهائل لتشجيع هذه المحاولة.

منذ فترة غير بعيدة ألمحت مجلة نيوزيوك فى قصته غلاف إلى هذا عندما أعادت اكتشاف حقيقة مفادها أن أرض الفراعنة بتراثها البرلمانى الممتد من 1866 إلى 1952 وميراثها الليبرالى الطويل بين الحربين العالميتين مؤهلة أكثر من غيرها لتكون الطائر السحرى الذى يقود السرب العربى الشارد إلى فردوس الديمقراطية.

والحقيقة أن مصر وهبت مجتمعا مدنيا متجانسا ودولة مستقرة منذ 7 آلاف عام وثقافة وموارد بشرية غنية.

هذا كله يجعلها نموذجا مؤهلا بامتياز لأى مشروع ديمقراطى وحداثى. وليس من قبيل المصادفات أن معظم محاولات التحديث فى الشرق الأوسط ولدت على ضفاف النيل بداية من محاولات التحديث فى عهد محمد على باشا فى منتصف القرن التاسع عشر إلى محاولات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى منتصف القرن العشرين. على أية حال.. وحتى مع التسليم بهذا.. هل هذا الميراث، يكفى للقول إن مصر تستطيع أن تعتنق مسارا ديمقراطيا ظاهرا؟.

الإجابة.. لا.. لسببين أولهما: إنه ينبغى أن توجد بيئة دولية مواتية تسمح لمصر بأن تزدهر ديمقراطيا. وهذا يعنى ضمن أشياء أخرى.. قرارا أمريكيا حقيقيا، يسهل تغيير النظام التسلطى لمبارك إلى نظام ديمقراطى.. ولا يوجد فى واشنطن من أعطى هذا الخيار دفعة أو ما شابه ذلك.، على الرغم من الرطانة حول نشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط إلا أن إدارة بوش لم تبذل أى جهد لتطبيق هذا على مصر.

والأسباب الحقيقية لا تستعصى على الفهم، هل من مصلحة إدارة بوش أن تنبعث مصر مجددا بوصفها قائدا ديمقراطيا فى العالم العربى؟ حتى لو تحالفت مع الغرب؟ ماذا عن إسرائيل واللوبى المحافظ القوى المؤيد لإسرائيل فى الولايات المتحدة؟ هل ستقبل أمريكا طوعا بصعود مصر ديمقراطية وحديثة؟ كل المؤشرات تقول إن نموذجا مصريا ديمقراطيا فى الشرق قد يطفئ أضواء الديمقراطية الإسرائيلية التى تختطف الأبصار فى الغرب، علاوة على أن مصر الديمقراطية قد تطلق العنان لرد فعل عربى يحسبه البعض فى الولايات المتحدة مزعجا.. وإحياء للسعى نحو الوحدة العربية.

هذا ما يتعلق بما تستطيع أن تفعله أمريكا: لكن ماذا عن مصر؟ ماذا تستطيع أن تفعل لتقديم نموذج ديمقراطى محلى؟ هناك الصورة أقل غموضا، فقد عانت مصر أثناء العقود الثلاثة الأخيرة من تصلب الكثير من شرايينها.

وعلى صعيد الاقتصاد، أصيب الإصلاح بالركود، وفشل النمو فى أن يكافئ الانفجار الكبير فى السكان قفز السكان من 20 مليونا 1970 إلى 70مليونا فى 2004.

وعلى الصعيد السياسى تقلصت حصة المعارضة فى مقاعد البرلمان من 100 مقعد فى العام 1987 إلى 17 مقعدا فى البرلمان الحالى. وفى السياسة الخارجية عانت مصر من تدهور حاد فى دورها الإقليمى التقليدى.

إن أسباب الركود متعددة.. وتتمثل إحدى المشكلات فى شخصية مبارك، فالرئيس يفتقر إلى الكاريزما التى كان يتحلى بها سلفاه، أنور السادات وعبدالناصر.

أما المشكلة الثانية فهى إجهاض نمو طبقة رأسمالية مصرية مستقلة، والثالثة استمرار التحديات الأمنية التى يشكلها المتطرفون الإسلاميون.

وثمة سبب رابع أكثر أهمية هو عجز قوى التحديث فى البلاد على صياغة منهج يشبه ذلك الذى طورته أوروبا الشرقية بعد سقوط الشيوعية والتأليف بين التحديث والديمقراطية ومن الإصلاح الاقتصادى والحقوق المدنية.

ونتيجة هذا التحالف ترسخ الوضع القائم فى مصر.

هل يمكن تغيير هذا الوضع حاليا بالمعارضة الديمقراطية التى تظهر بعض بوادر الحياة بينما نشهد بدايات حرب توريث حيث يحاول مبارك تسليم السلطة لنجله جمال؟ ولأجل أن تتحقق الديمقراطية يتعين أن تغير واشنطن موقفها كما يجب على المعارضة الديمقراطية المصرية أن تبرهن على أنها قوة يمكن التعويل عليها.

وبدون هذين التطورين قد تظل مصر مرشحا قويا لدور نموذج فى الديمقراطية الشرق أوسطية لكن الأمور لن تتطور أبعد من ذلك وسوف تستمر البلاد كونها طائرا لا يستطيع التحليق.

مجدى عبدالكريم

/www.al-araby.com/articles/924/040829-12-924-fct04.htm

[seastar44]

مصـــر طائـــر بلا أجنحة ....ولا تستطيع أن تطير ..

ويقـــودها طيــــــار محتـــــرف ....

ايـــــــــــــــــــــــــه الخيبـــــــــــــــة دى ....