aimen بتاريخ: 23 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 أبريل 2011 نجح فيما فشلت فيه دبلوماسية نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على مدار 30 عاما.. تغلغل في أدغال أفريقيا ليفرض الوجود المصري في هذه القارة السمراء عبر التجارة التي كانت ستارا لمساعدة معظم دول القارة على الاستقلال عبر مساعدتهم بالسلاح والمال لتصبح لمصر مكانة غير مسبوقة تراجعت إبان النظام المخلوع. أسس "شركة النصر للتصدير والاستيراد" التي تشعبت في ربوع أفريقيا لتصبح الأكبر والأشهر في مجال التصدير والاستيراد ليطلق عليه بعد ذلك "غازي أفريقيا"، وهو اللقب الذى احتفظ به على مدار أكثر من خمسة عقود كاملة فشلت فيها الخارجية المصرية فى السيطرة على أفريقيا او حتى حماية مصالح مصر فى القارة السمراء. هذا هو رجل المخابرات في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، محمد أحمد غانم، صاحب أول شركة مصرية وعربية تدخل أفريقيا وتقيم شركات ومصالح تجارية وسياسية جعلت منه رجل مصر الأول فى أفريقيا قبل أن توفيه المنية منذ عدة أيام مطلع الأسبوع الجارى. الشركة كان نشاطها الرسمي هو الاستيراد والتصدير بين مصر وأفريقيا، إلا أن النشاط الخفى للشركة كان مساعدة الدول الأفريقية الواقعة تحت الاستعمار الغربى بالمال والسلاح، كذلك كانت تمثل الشركة مركزا لرعاية مصالح مصر التجارية والسياسية والعسكرية هناك. الشركة الأكبر فى أفريقيا كما قالت عنها جامعات وصحف غربية مثل تقدير جامعة ألينوي الأمريكية لها بأنها واحدة من أهم 600 شركة علي مستوي العالم فى ذلك الوقت، وقد وصل عدد العاملين فيها إلي 3500 موظف، فيما اعتبرها بنك "أوف أمريكا" الشهير أنها بالنسبة لدول حوض المتوسط تعادل شركة ميتسويشي العملاقة في الحجم والقوة الائتمانية بالنسبة لليابان. الضابط محمد صلاح تخرج غانم من الكلية الحربية عام ١٩٤٤ والتحق بسلاح المدفعية وشارك بحرب فلسطين ومُنح فيها نجمة فؤاد العسكرية، كما تطوع فى ديسمبر عام ١٩٤٨ كضابط ملاحظة مدسوس وسط قوات العدو الإسرائيلى الذى حاول اختراق الحدود المصرية فيما بين رفح وغزة، ونجح فى مهمته وصار مسئولا عن ١٠ متطوعين لا تعرف قلوبهم الخوف، فسبب الألم للعدو الإسرائيلى. وفى عام ١٩٥٤ حصل على النجمة العسكرية لأنه كنت رأس حربة للفدائيين فى منطقة القنال لإزعاج القوات البريطانية وإشعارها أن مصر لم تعد البلد الآمن لوجودها، وكان اسمه الحركى محمد صلاح. وفى عام ١٩٥٤ وقع الاختيار عليه لمحاربة تشكيل حلف بغداد الذى سعت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لتكوينه لعمل حزام أمنى يحمى مصالحها فى المنطقة ضد التهديد الروسى لمناطق البترول، فسافر إلى بيروت تحت اسم محمد عزت، مدير فرع شركة النيل للإعلان هناك، لتنجح مصر عبر دعم موجات القومية العربية فى شعوب المنطقة فى حث الدول العربية على التراجع عن المشاركة فى الحلف ماعدا العراق التى عرف عن رئيسها فى ذلك الوقت "سعيد النورى" ولاؤه للإنجليز، وفى عام ١٩٥٨ كان إنشاء "شركة النصر للتصدير والاستيراد" التى لعبت دورا بارزا فى أفريقيا. غازى أفريقيا نجح محمد غانم بهذه الشركة فيما فشلت فيه مصر بأكبر تمثيل دبلوماسى فى أفريقيا خلال عهد مبارك، فعبر هذه الشركة أمن غانم مصالح مصر فى أفريقيا عبر أكثر من 25 دولة برأس مال لا يتجاوز 25 ألف جنيه عند التأسيس، أصبح مليون جنيه بعد التأميم. تأسست الشركة فى عام ١٩٥٨ باسم "محمد غانم وشركاه"، وكان هدفها توطيد العلاقات الاقتصادية مع كل دول القارة، كان رأسمال الشركة يومها ٢٥ ألف جنيه. ولكن عندما صدرت قوانين التأميم فى عام ١٩٦١ رفعت الحكومة رأسمالها إلى مليون جنيه، وعملت على تصدير كل شئ ممكن لأفريقيا واستيراد كل ما يمكن منهم، فأصبح اسمها "النصر للتصدير والاستيراد". ثم جاء التوسع فى الشركة وإنشاء فروع فى بلدان أفريقية أخرى. وواجه تحدي بافتتاح أفرع للشركة بميزانية ضئيلة ولكن كان هناك ١٢٠ رجلاً من العاملين فى تلك الفروع امتلكوا العزيمة والوطنية لتحقيق المستحيل وتوطيد أقدام مصر في أفريقيا، ويصف غانم العاملين معه قائلا "كان الرجال يعملون ٤٨ ساعة فى اليوم ليرفعوا رصيد الشركة، مصر كانت فوق رؤوسهم، لم يكن الواحد منهم يحصل على راتبه ولكن كان هناك هدف يعرفون قيمته". من أشهر مقرات الشركة هي عمارة في العاصمة العاجية أبيدجان مكونة من ١٧ دوراً، على الطابق الأخير لافتة الشركة يراها أهل البلد والوافدون إليها. وفي ساحل العاج لم يكن هناك مبان أعلى من طابقين ولذا كان بناء مقر الشركة هناك حدثاً حضر افتتاحه رئيس الدولة. ويتذكر غانم هذه العمارة بأسى قائلا "عندما كان عاطف عبيد وزيراً لقطاع الأعمال الذي تتبعه الشركة، فوجئت بهم يعلنون عن نيتهم بيع مبنى الشركة في ساحل العاج لسداد ٦٠ مليون جنيه خسرها فرع الشركة هناك في عمليات غير مدروسة، فذهبت له وأنا أبكى على مجهود رجال فرطنا فيه بلا سبب، وقلت له إن العمارة رمز لوجود مصر ولا يجب أن نفرط فيها مهما حدث، فلم أستشعر اهتماماً". مغامرات فى أفريقيا عبر سنوات عديدة ساعد غانم ومن ورائه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر - الذى تم إنشاء الشركة تحت رعايته المباشرة – فى تدعيم مصالح مصر فى أفريقيا وكسب أراضى جديدة وحلفاء جدد. وعندما استقلت زامبيا وأصبح “كينيس كاوندا" رئيسا لها، سارعت مصر بالاعتراف بها وسافر وفد مصرى برئاسة حسين الشافعى والسيد محمد فائق وغانم الذي رأس الوفد التجاري، وقتها كانت هناك شركتان إنجليزيتان تسيطران على عملية استخراج النحاس وتصديره للخارج، مقابل منح زامبيا ٣٨ مليون جنيه إسترليني في السنة؛ كان الإنجليز يدعون أن تكلفة طن النحاس ٦٠٠ جنيه إسترلينى، وكانوا يبيعونه فى بورصة لندن بمبلغ ٨٠٠ جنيه إسترليني. فجلس غانم مع رئيس الوفد الزيمبابوى وكان إنجليزياً وبوطنية تحدث معه عن استعداد مصر لشراء طن النحاس بمبلغ ٧٠٠ جنيه إسترلينى، وهكذا تكون مصر وزيمبابوى قد استفادتا من فارق السعر. إلا أنه غضب وأنهى الاجتماع وبالطبع أخبر رئيس الجمهورية الذى دعا لاجتماع عام بحضور وزراء حكومته بعد ساعات قليلة، وأكد له أنه ليس فى شجاعة عبد الناصر الذى أمم القناة وأنه يخشى لو فعل ذلك أن تكف بريطانيا عن دفع الـ٣٨ مليون جنيه فى الوقت الذى تبلغ فيه ميزانية دولته ٤٢ مليون جنيه إسترلينى، فقال غانم "لو استطعت لفعلت"، وهو ما حدث فى غضون عامين من ذلك الموقف فأصبحت مصر تستورد النحاس من هناك بـ٧٠٠ جنيه إسترلينى للطن. كذلك فى نيجيريا التى كانت تعتمد على تصدير الزيوت وتحتكره بريطانيا، فذهب مدير الفرع الخاص بالشركة للمسئول النيجيري عن الأمر، وسأله لم لا يصدروا هم بأنفسهم محصول الزيت، فتعجب الرجل وقال له أنهم لن يستطيعوا فعل ذلك لأنهم لا يعرفون وإن فعلوا خسروا كل شئ، وظل مدير فرع الشركة فى نيجيريا يلح فى طلبه حتى نجح فى إقناع الرجل بمنحه جزءاً من المحصول لتصديره وبسعر أعلى وبالفعل نجح فى ذلك بسرية تامة وصدر المحصول لفرنسا، وكان حدثاً شديد الأهمية وخرجت الصحف النيجيرية كلها بعنوان واحد “We Can Do It» أى نستطيع فعلها. ومن أطرف مغامرات غانم فى أفريقيا هى عندما ضغط عليه جمال سالم وزير التخطيط في عصر عبدالناصر لتصدير الأرز المصري إلى هناك، وبدوره ضغط غانم علي مديري فروع شركة النصر في إفريقيا، ورغم صعوبة التكليف إلا أن المديرين اعتبروا الأمر تكليفا وطنيا استراتيجيا يجب تنفيذه. ففي أحد فروع الشركة كان مديره علي علاقة طيبة مع إدارة التليفزيون في دولته، فاتفق معه أن تشمل بعض برامج التليفزيون فقرات عن كيفية طهي الأرز المصري، ولما كانت طريقة الطهي لا يعرفها إلا الطهاة الأفارقة المحترفون، فقد قامت زوجته وزوجة محاسب الفرع بشرح طريقة طهي الأرز المصري، وبالفعل بدء إذاعة برامج عن كيفية الطهي بعدما تحمس مقدمتي البرنامج للفكرة وهو الذى نقل الحماس للمشاهدين حيث تحمست العائلات الإفريقية لشراء الأرز المصري وطهيه. مساعدات عسكرية بجانب الجزء التجارى فى الشركة فإنها كانت تمثل واجهة للمساعدة فى التخلص من الاحتلال الغربى فى أفريقيا وهو من أهم الأدوار التي لعبها محمد غانم من خلال شركة النصر للتصدير والاستيراد، كان معاونة حركات التحرر في أفريقيا ومدها بالسلاح، وكان توصيل السلاح للحركات التحررية تكليفاً شخصياً له من عبد الناصر. وحتي ينفذ غانم تكليفات عبد الناصر له فيما يخص السلاح، فقد استأجر مخزناً بميناء الإسكندرية، وكانت تأتي إليه العربات المصفحة والمجنزرات والأسلحة المتحركة فتدخل المخزن ثم يجري عليها تغييرا كاملا في هيئتها إلي حد أن تخرج من بوابة المخزن الأخري علي هيئة جرارات زراعية ومحاريث ومعدات هندسية، يتم تحميلها علي بواخر شركة النصر، والتي كانت تحط في مثل هذه الرحلات في موانئ غير رئيسية لتجد المراكب الكوستر (وهي مراكب صغيرة الحجم مرنة الحركة) في انتظارها، تحمل العربات والمجنزرات وتلقيها علي الشواطئ في المناطق المتفق عليها لتسليمها إلي قادة الحركات التحررية في البلدان الإفريقية، هذا غير الأموال اللازمة للإنفاق علي خطط الثورات التحررية. استقالة لم يتقدم بها أعلن الرئيس محمد أنور السادات (1971-1981) قبوله استقالة محمد أحمد غانم من الشركة في عام 1975 وهى الاستقالة التي لم يتقدم به غانم وإنما أعلن أن غانم قد استقال، ومنحه أكبر النياشين ومنحه معاشاً استثنائياً تقديرا لتاريخه الوطني والاقتصادي الكبير، لم يراجع غانم السادات في قراره، قائلا: "لم تسمح كرامتي وعزة نفسي أن أراجع السيد رئيس الجمهورية في ذلك، وكان ذلك ممكنا، لكني فضلت أن أحقق نجاحا خارج النطاق الحكومي". ويقول غانم عن هذه الاستقالة إن السادات كان مقتنع أن 95 % من أورق اللعب فى يد الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي فنحن لا نحتاج إلى أفريقيا، على العكس من ذلك كان الرئيس عبد الناصر الذي أنشئ هذه الشركة بغرض التقرب إلى أفريقيا. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
لماضة مصرية جدا بتاريخ: 23 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 أبريل 2011 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جزي الله حضرتك كل خير استاذي ايمن علي التعريف بالنموذج المصري بحلم ان كتب التاريخ و خاصة في المرحلة الاعدادية و الثانوية يكون فيها سيرات ذاتية لنماذج مصرية مشرفة اوي كده امبارح كنا لسه بنتكلم عن نموذج مصري رائع عايش عندنا في الامارات و هو مهندس قام بتخطيط مدينة ابو ظبي كلها اد ايه الواحد حس بالفخر ليه ميكونشي فيه شوارع باسماء كل الصروح الانسانية دي ليه ميكونشي فيه افلام تسجيلية تحكي للشباب الصغير اللي بيتوحد مع "تيمو و انتيمو"...عن ناس حقيقين....مشيوا في طريق الحياة و سابوا بصمة....سابوا اثر لاقدامهم و لم يمروا مرور العابرين مش لاقية حاجة غير اني اقول ارفع راسك.....انت مصري ربي لك الحمد...من قبل و من بعد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الباشمهندس ياسر بتاريخ: 23 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 أبريل 2011 العزيز ايمن ايه المانع يا نجم ان تقود حملة ع الفيس لتعريف الشباب بشركة النصر اللي باعها العميل عاطف عبيد و ف نفس الوقت تدعو لفكرة قيام بدائل جديده عشان نلحق حاجة قبل الصين هناك و عندنا ما يسمح اننا نبدأ بيه فكر ممكن تعملها تفاءلوا بالخير تجدوه بعضا مني هنا .. فاحفظوه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shiko بتاريخ: 24 أبريل 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 أبريل 2011 ....كم انا ممنونة لهذا المقال الرائع استاذ /ايمن ..... وكم انا فخورة لانى كنت ممن عرفوا وتنعموا بمعرفة الاب الروحى محمد غانم ...يمئلؤنى كل كل الفخر...انى أقراء تلك المقالة الرائعة عن موقفه الاقتصادى ....فى منتدانا الكريم وسأحاول ان انقل لكم جزء من مواقفه التى عايشته معه ...فهو نعم الاب ونعم الوطنى ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان