اسرائيل أول دولة في العالم تشيد بنية تحتية متكاملة للسيارات الكهربائية

[أحمد سيف]

خبر استفزني قرأته على موقع مجلة التايمز يقول أن اسرائيل على وشك استكمال البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية لتصبح بذلك أول دولة في العالم جاهزة لتطوير واستخدام هذه التكنولوجيا الثورية التي ستغير وجه العالم خلال العقود القليلة القادمة.

هذا رابط الخبر

ولمن ليس لديه خلفية عن موضوع السيارات الكهربية فهي كما يتضح من اسمها تلك التي تستخدم محركات كهربية بدلا من - أو بالإضافة الى - محركات الاحتراق الداخلي الشائعة في السيارات الآن ... وأنواعها تشمل:

PEV: وهي تعتمد بصورة كاملة على محرك كهربي ويتم شحنها من مقبس كهربائي خاص يكون في المنزل أو أماكن الانتظار ومن أمثلتها التيسلا

PHEV: وهي تعتمد على محركين أحدهما كهربي والآخر محرك احتراق داخلي كلاهما متصل مباشرة بآلية الحركة ومن أمثلتها التويوتا بريوس

Extended range: وهي تعتمد على محرك كهربي ولكنها أيضا مزودة بمحرك ميكانيكي يقوم بشحن البطارية إذا قاربت على النفاذ ومن أمثلتها الشيفروليت فولت

Hydrogen Vehicles: وهي تعتمد على الهيدروجين كوقود ليتم تحويله الى كهرباء في خلايا طاقة Fuel Cells لتدير محرك كهربي بعد ذلك ... وهذه السيارات لازالت في طور التجرية

المشكلة الاساسية في السيارات الكهربية بالكامل هي في المدى المحدود لحركتها نتيجة محدودية الطاقة التي يمكن تخزينها في البطارية والتكلفة العالية والوزن الكبير لها ... ولكن مع التطورات التقنية المتلاحقة في مجال تخزين الطاقة أمكن الآن الوصول الى مدى 100 ميل من القيادة قبل الحاجة لإعادة شحن البطارية

الجديد الآن في المشروع الإسرائيلي هو أنه يتم إنشاء محطات لاستبدال البطاريات المستنفذة خلال خمس دقائق وبالتالي يمكنك التوقف عندها لاستبدال البطارة بنفس الكيفية التي تتوقف فيها لملء خزان سيارتك بالوقود ومتابعة رحلتك دون أي مشكلة بعدها ... وبذلك تم التغلب على العائق التقني الأهم ... ويضاف لذلك أن مالك السيارة لن يكون مجبرا على دفع ثمن البطارية بالكامل عند شراء السيارة وإنما سيستأجرها من الشركة المسؤولة عن المحطات وبذلك يتم التغلب كذلك على العائق الاقتصادي ... ولذا يتوقع أن تكون السيارات الكهربائية بما لها من مميزات اقتصادية وبيئية وتقنية الاستثمار التقني الأهم في السنوات الثلاثين القادمة على الأقل كما كان الكمبيوتر هو الاستثمار التقني الأهم خلال السنوات الثلاثين الماضية.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ... أين نحن من هذه الثورة التقنية القادمة ... وهل سندعها تفوتنا كما فاتتنا ثورات قبلها أم سنستغلها لنصبح دول صناعية ناهضة.

أزعم أن مصر تحتاج هذه التقنية أكثر من غيرها ... فموارنا البترولية محدودة وتستنزف بسرعة وأسعار النفط في تصاعد مستمر.

ومستويات التلوث وصلت معدلات غير مسبوقة نتيجة استخدام الوقود الكربوني في وسائل المواصلات وتؤدي الى مشاكل صحية واقتصادية خطيرة.

وفي نفس الوقت لدينا موارد متجددة هائلة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ... هذا بالإضافة الى امكانية استغلال الطاقة النووية في تشغيل وسائل المواصلات.

والتكنولوجيا المتعلقة بهذه السيارات - ربما باستثناء البطاريات - في متناولنا ويمكن تطويرها في وقت قصير بعد أن قضينا 50 سنة في محاولة صنع محرك احتراق داخلي وفشلنا.

أتمنى أن تلتفت مصر لهذه التقنية وتوليها اهتماما حقيقيا ليكون لنا مكاننا في العالم المتقدم.

[الغريب]

بس أنا سمعت أن مناقصة تاكسي نيويورك وتاكسي لندن ، كان من ضمن الشروط هي المحرك الكهربائي لحماية البيئة

وفازت بمناقصة تاكسي نيويورك شركة تركية صممت تاكسي رائع الشكل هحاول أجيب صورته

[Alshiekh]

في الوقت الحالي يا استاذ أحمد ، لانستطيع الحكم على مايحدث داخل مصر ، حيث لازلنا فى مرحلة إنتقالية ، وليس معروف توجهات الحكومة القادمة ومن سيقومون عليها.

التحديات التي تواجهنا كثيرة ، أهمها الآن هو:

عودة عجلة الإنتاج إلى الدوران وبسرعة ووتيرة أعلى لتعويض التوقف الذى حدث.

عودة الأمن إلى الشارع

إستغلال الطاقات البشرية بإعادة التأهيل الفنى والمهني ليواكب التطور العلمي والصناعي المنتشر حولنا فى دول كثيرة.

رجال الصناعة ، أو الذين توسمنا فيهم انهم سيكونون البذرة للأنتاج الصناعي فى مصر لايزالون فى طور " الصبى بلية " لشركات بدأت بعدهم بسنين ، واكتفوا بدور التجميع لصالح شركات لم تكن قد ولدت بعد فى دولا كانت لاتزال إلى عهد قريب تعتمد على الزراعة المطرية.

وبعد ان تمتعوا بالإعفاءات الضريبية وبالضريبة المنخفضة التى ساوت بينهم وبين بائعي الفجل فى نسبتها ، لم نجد منهم من ينشئ مركز بحثى من أي نوع ، بل وجهوا فائض أموالهم الى تسقيع الأراضى التى وهبتها لهم الدولة بجنيهات قليلة ، واصبح همهم الأساسى هو زيادة ممتلكاتهم وارصدتهم فى البنوك فرأينا المنتجعات الفاخرة والمدن الترفيهية والمحلات التجارية الإستهلاكية ونسوا الصناعة ونسوا البحث العلمي وكأن ذلك مقصورا فقط على الحكومة.

ماتتحدث عنه يا استاذ أحمد يعتبر رفاهية بالنسبة للمصريين المطحونين.

[Mostafa Kasem]

طبعا موضوع مهم جدا لابد الالتفات اليه و لكن اعتقد انها مرحلة تطبيقية لاحقة لخطوات استراتيجية ينبغي ان نأخذها في الاعتبار قبل هذا

مثل الاهتمام بتطوير بنية تحتية للبحوث في مجال الطاقة المتجددة خصوصا الطاقة الشمسية و الرياح وامواج المد و الجزر....

وهذا لابد ان يأتي اولا من خلال الاستثمار في تنمية صناعية جذرية فيها ليس فقط بان نكون من المستخدمين بل من المصنعين - خصوصا الالواح الشمسية و طواحين الهواء كبيرة الحجم

خلاصة انا ارى ان الاهتمام بالطاقة المتجددة خصوصا الشمسية و الرياح سيكون مصدر صناعي اسثتماري رائع لو تم الاهتمام به بشكل جرئ في الايام القادمة

وشكرا للموضوع

[أحمد سيف]

أشكر الإخوة الأفاضل على المشاركة في الموضوع وأتفق معهم في الملاحظات التي قدموها

الموضوع وعلى أهميته يحتاج لخطوات سابقة عليه منها ما هو عاجل وآني كاستعادة الامن ودوران عجلة الإنتاج كما أشار الاستاذ محمد ومنها ما هو متوسط أو طويل الأمد كتأسيس قاعدة علمية في مجال الطاقات المتجددة كما أشار الدكتور مصطفى

وأنا لا أعتقد بوجود تعارض بين تحقيق الأهداف الآنية والمرحلية وبين التفكير في الهدف النهائي وهو نقل مصر الى مصاف الدول الصناعية عبر ركوب الموجة التكنولوجية القادمة كما ركبت الهند موجة البرمجيات وأصبحت الرائدة عالميا في هذا المجال ... بل إن وضع هدف نهائي (مثلا أن تكون مصر المركز الإقليمي للطاقة المتجددة ووسائل المواصلات النظيفة) يساعد على رسم المسار وتحديد الأولويات

لي تجربة في مجال الطاقة المتجددة وتقنيات الاستدامة عبر دراستي في معهد مصدر بأبوظبي الذي هو جزء من مبادرة متكاملة تضم عدة أذرع منها ما هو استثماري وعقاري وصناعي وبحثي ولكنها جميعا تدور في فلك الطاقات المتجددة والاستدامة وأتمنى أن أتمكن من المساهمة في نقل تلك التجربة الى مصر يوما ما ... وسأكتب قريبا عن رؤيتي المفصلة لتحقيق هذا الهدف

[مصري أصيل]

أنا لي وجهة نظر مختلفه في هذا الموضوع و أري أن هذا الخبر المقصود منه هو الدعاية فقط و سأتكلم من خلال دراستي لأن دراستي هي ميكانيكا قوي

من المعروف أنه يتم توليد الكهرباء بأستخدام الطاقه الحرارية الناتجه من المواد البتروليه أو من المواد النوويه أو الفحم قديماً و الاتجاه الحالي لتوليد

الطاقه عن طريق الطاقه الشمسيه و سرعة الرياح و غيرها من الطاقه البديله و النظيفه في نفس الوقت .

و لكن حتي الان الحصول علي الطاقه البديله مازال مكلفاً جداً و محتاج لإمكانيات ضخمة و مساحات شاسعه جداً .

و حتي الان يتم الاعتماد علي انتاج الكهرباء عن طريق اما مشتقات البترول أو الطاقة النوويه .

و من المعروف أيضاً أن عملية استخدام الكهرباء في الحصول علي طاقه حرارية كما هو مستخدم في السخانات الكهربائية هو عملية ذبح للطاقه لأننا نأخذ الكهرباء

و التي تم صرف مبالغ ضخمة جداً في الحصول عليها لكي نحولها لطاقه حرارية نستخدمها في تسخين المياه مثلاً و كان من الاجدي و الأوفر استخدام سخان غاز مثلاً لتسخين

المياه و يستطيع أي شخص أن يقارن بين ثمن ما يتم استهلاكه من كهرباء في السخان الكهربائي و ثمن ما يتم استهلاكه من غاز في السخان الذي يعمل بالغاز .

و انا قمت بضرب هذا المثل لكي أقول أنه ليس من المجدي أبداً صرف مبالغ هائلة في توليد الكهرباء و بعد ذلك استخدام هذه الكهرباء في السيارات مع انه يمكننا

أن نستخدم المواد البتروليه بشكل مباشر في السيارات.

و لهذا لا يمكن استخدام الكهرباء بشكل مباشر في الوقت الحالي نتيجة ان توليد الكهرباء بإستخدام الطاقه البديله مازال مكلف جداً و لكن بالتأكيد عندما يتم

تقليل تكلفة الطاقه البديله مستقبلاً و التي يسعي العالم كله لتحقيقه حالياً للأستغناء عن البترول فأظن أن هذه الفكره ستكون جيده جداً و لكن متي يتحقق هذا لا

يستطيع أحد أن يجزم.

تم تعديل 27 أبريل 2011 بواسطة مصري أصيل

[أحمد سيف]

استاذي الفاضل مصري أصيل ... وجهة نظر أحترمها ولكني أختلف معها

البترول والغاز وحتى الفحم هي مصادر طاقة غير متجددة وما تجمع منها في ملايين السنوات نستهلكه نحن في عقود قليلة

ولذلك فالمستقبل للطاقات المتجددة لا محالة ... خصوصا مع المشكلات التي يسببها الوقود الاحفوري من تلوث واحتباس حراري

ثانيا مسألة الكفاءة

كفاءة محرك الاحتراق الداخلي تقريبا 20% بمعنى أن هذه النسبة فقط من الطاقة الكيميائية الموجودة في الوقود تتحول الى طاقة ميكانيكية فعالة

كفاءة محطة توليد الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي (Combined Cycle) هي 45% على الاقل

وكفاءة المعدات الكهربائية من محركات وبطاريات ومحولات وخطوط نقل بصورة عامة مرتفعة يعني حتى لو افترضنا 30% نسبة فاقد فستجد أن استخدام الكهرباء في وسائل المواصلات هو الخيار الأفضل

في مسألة السخانات معاك حق تماما لأن الشكل النهائي للطاقة هو حرارة وبالتالي فمن العبث حرق الوقود لتوليد كهرباء ثم تبديدها على صورة طاقة حرارية

ولكني مرة أخرى لا أتحدث عن استخدام الوقود الاحفوري بل عن استخدام وسائل الطاقة المتجددة

ثالثا مسألة التكلفة

أسعار البترول والغاز في ارتفاع بسبب تنامي الطلب من دول زي الصين والهند

وحتى لو نظرنا للأسعار الحالية فإن هناك دراسات أكدت أن تكلفة الطاقة المنتجة بواسطة بعض التقنيات المتجددة مثل الطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح في الأماكن المناسبة ستتعادل مع تكلفة إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري قريبا جدا (خلال أقل من خمس سنوات) مع التقدم الحادث في هذه التقنيات والإنتاج الكمي لها على مستوى العالم

مسألة المساحة

قدرت وزارة الطاقة الأمريكية المساحة المطلوبة من ألواح الـ Photovoltaic لإنتاج طاقة تكفي احتياجات العالم بأكمله بأقل من 500 ألف كيلومتر مربع ... يعني نصف مساحة مصر

أما بالنسبة لطاقة الرياح فلإنتاج طاقة تكفي العالم كله يلزم 12 مليون توربينه رياح قدرة كل واحدة 5 ميجاوات (مقارنة مع 500 مليون سيارة في العالم مثلا)

أي أن مسألة التحول الى نظام كهربائي يعتمد على الطاقات المتجددة ممكن التحقيق بل وسيتحقق خلال عقود بل سنوات قليلة إن شاء الله

وتحياتي لحضرتك