يا للعار , يا للشنار...الطبقة الوسطى فى إندثار

[disappointed]

نشرت مجلّة احدى الحركات الأمريكيه الناشطه فى مجال انقراض الزواحف صرخة استغاثه تنبّه الى أن السّحليّه الأرجوانيه المبرقشه قد أصبحت على وشك الاندثار cbyb: وتدعو لتضافر جهود العالم المتحضّر لانقاذها من الهلاك رغم ان شكل هذه السّحليه أساسا يقطع الخميره من البيت وتفوق فى قبحها غندورة السّياسه الأمريكيه " الحربايه" مادلين أولبرايت mfb: التى رحمنا الله من طلعتها البهيّه فى الرايحه والجايّه :D , ورغم أنّه يكفى أن يتم وضع بوستر لاحدى تلك السّحالى فى صدر الصّالون f((: لتضمن ربّة المنزل أن أطفالها لن يفكّروا مجرّد تفكير فى الدخول للصالون للعبث بالتحف الصّينى والبورسلين الموضوعه على أرفف المكتبّه (التى وصلت لمرحلة التفكير فى كهربتها mf( لابعاد أطفالها عنها) وهى تلك التحف التى كانت تشتريها كلّما شعرت بوجود فائض من النقود السائله فى جيب زوجها يفوق مصروف مواصلاته وسجائره التى تم تخفيضها من أمريكانى مع السّماح بركوب تاكسيات أيّام الخطوبه الى يونانى مهرّب من بورسعيد مع السّماح بركوب المكيّف والمينى باص بعد الزّواج ثم الى كليوباترا وبلمونت فرط مع عدم التهاون فى الالتزام الكامل بأتوبيس تلات سبعات بشرطه بعد الانجاب :D

وهنا تسائلت لماذا لاتتبنّى احدى مجلاّتنا أو صحفنا القوميه حركه ناشطه مماثله يكون هدفها محاولة انقاذ الطبقه الوسطى المصريه من الانقراض الذى أصبح شبه واقع بالفعل ومن الاندثار الذى بات مصيرا محتوما لهذه الطبقه التى تتضائل باضطراد يضاهى ذلك التضاؤل فى وزن رغيف العيش وفى وزن وعدد من قد يمثّلون المثل الأعلى للشباب ;)

يتبع......

تم تعديل 2 سبتمبر 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

ولأن التركيبه الاجتماعيه المصريه قد تم اللعب فيها باستخدام الهندسه الوراثيه (أقصد الاقتصاديه ;) ) فتحوّرت وتشوّهت بعد اللعب فى "أفكارها" والعبث بأيديولوجياتها والتسخيف لقيمها لتنسخط بقدرة قادر من ثلاث طبقات تشكّل وسطاها غالبية تكوينها الىطبقتين على طرفى النقيض غابت طبقتها الوسطى وأصبحت طيفا حتى صارت تركيبتنا الاجتماعيّه كسندوتشات بوفيه محطّة مصر وكافيتيريا مطار القاهره والتى تراها من زاويه علويه ومن وراء زجاج البوفيه وقد سال لعابك على منظر خبزها الشهى فتشتريها بثمن يشير الى أن سيلان لعابك كان ريالة عبط واعاقه ذهنيّه :D وليس مظهر فسيولوجى من مظاهر الجوع لتكتشف عند تفحّصك للسندوتش أن خبز وجهه المعروض كان على طرف النقيض من خبز قفاه المحروق - ناهيك عن أنك تكتشف لاحقا أنه تقريبا (فاضى) من الوسط -f((:

ولأنّنا كما قال عبد الوهّاب جايّين الدنيا مانعرف ليه ولا رايحين فين :D , فانّه واستكمالا لمسلسل التوهان لم يسعدنا الحظ حتى الآن بأن يرسل القدر لنا نخبة حاكمة تدرك خطورة انقراض الطبقه المتوسطه التى تعمل عبر طيفها الواسع على امتصاص الصدمات بين الطبقتين العلويه والسفليه للمجتمع حماية لهاتين الطبقتين من التصادم و التناحر mfb: (اذ أن كلاهما قادر على الاجهاز على الآخر -العلويه بسلطاتها وامكانياتها والسفليه بكثافة تعدادها وبمخزون المراره داخلها-) بدلا من أن يظل مجتمعنا كالسياره دون "مساعدين" يشعر من يركب فيها بأصغر مطب فى الطريق وهو يقفز من الاسفلت ليستقر كالشلّوت فى أسفل ظهره mf(

يتبع.....

[disappointed]

ولأن أوجه ومظاهر نشاطات الحياه اليوميّه لأى مجتمع (خصوصا فى مجال الخدمات) انما هى انعكاس لتركيبة هذا المجتمع فقد تقلّص مجال المرافق المقدّمه للخدمات الطبّيه هو الآخر الى طبقتين علويه وسفليه مع اندثار وانقراض الطبقه الوسطى....فإما ان تكون خدمه طبّيه سياحيّه استثماريه من ماركة " ظرّفنى تعرفنى" f((: أو خدمه طبيه كلّشنكانيه من طراز " كل واشكر" :D

أمّا عن الخدمه الطبيه العلّيوى فيمثّلها مستشفيات الفندقه الــ"فايف ستارز" التى تخجل من نفسها اذا لم يتوفّر بها الـــ"جاكوزى" واذا لم تتمايل فى جنباتها الممرضّات اللاتى كان يجدر بهن العمل فى مجال الاعلانات mf( , ففى هذه المستشفيات يتم ارسال الــــ" مينيو" قبل كل وجبه للنزيل المقيم بها (وليس المريض المعالج بها) ليحدد ما اذا كان يفضّل الــ"شاتو بريان" أم الــ"فيتوتشينى آلا جريك" على الغذاء :D

وعلى النقيض تماما نرى الخدمه الطبيه السفليه التى يمثلها من ناحية المستوصفات الطبيه التى تقوم الجوامع والجمعيّات الخيريه والدينيه بتأسيسها كصدقة جاريه , و من ناحية أخرى تلك المستوصفات الطبيه الأهليه التى يقوم بتأسيسها أناس لاعلاقة لهم بالطب وقد لاتعرف القرائه والكتابه من أساسه , وتقوم هذه المستوصفات غالبا على مساحة لاتتجاوز شقتين مفتوحين على بعض بمنافعهم بل وقد يستوحى صاحب المستوصف تصميمه من واقع مهنته الأصليّه كفرارجى ;)

ويمثّل هذه الخدمه الطبّيه السفليّه أيضا المستشفيات الحكوميه والجامعيّه والتى تعالج رسميّا بالمجّان وفعليا بتحميل المريض وأهله جزء كبير من نفقات العلاج رغم تحمّله لتفعيص الطّلبه فيه وتعلّمهم عليه ناهيك عن مستوى النظافه المتردّى وأنواع الصراصير والحشرات التى لاحصر لها والتى تستوطن العنابر مع المرضى جنبا الى جنب مع حلل المحشى وبوابير الجاز المتناثره فى الغرف مع كل زياره لأهالى المرضى من منطلق المقوله الخالده :"وهوّه يعنى ياخويا مش لازم يرمّ عظمه؟؟؟؟ " mfb:

يتبع.....

[disappointed]

ولعل فارق الطبقات وانقراض وسطاها يتجلّى فى قصّة ذلك الباشا الحوت الذى كانت آخر مشاهد رآها بالمستشفى قبل أن يسلم الروح هى مشاهد شيّقه من فيلم توم كروز على احدى قنوات الــ"شو تايم" فى جناح المستشفى المطل على النيل , بينما لفظ الأسطى حسانين سائق احدى سيارات هذا الباشا أنفاسه فى عملية لوز من أم ميّه وخمسين جنيه بعدما اصطاده طبيب أنف وأذن "ضاربه السلك" :D من على القهوه وهو يشتكى أثناء لعب الدومينو من أن اللوز أفقدته الاستمتاع بالمعسّل فأقنعه بأن يقوم بعمل عملية اللوز له فى مستوصف من ايّاهم.....

وعندما ذهب الأسطى حسانين الى المستوصف وجده ليس الاّ غرفه فى بئر سلّم بيت مبني بالطوب الأحمر mf( فسلّم أمره لله وتمدّد على ترابيزة العمليات بعد أن قام الجرّاح وزميله (بتاع البنج) بلملمة بواقى السندوتشات التى كانوا يأكلونها عند وصول الأسطى حسانين والذى لم يخرج حيّا من هذا المستوصف المزعوم وكانت آخر مشاهد رآها هى دكتور التخدير وهو يشتبك مع الجرّاح لرفض الأخير زيادته "بريزه" f((: على الثلاتين جنيها التى أعطاه ايّاها رغم أن طبيب التخدير ذكّر الجراح "ناكر الجميل :D " بأنّه هوالذى اشترى سندوتشات الفول فى ذلك اليومmfb:

[فــيــروز]

حتى صارت تركيبتنا الاجتماعيّه كسندوتشات بوفيه محطّة مصر وكافيتيريا مطار القاهره والتى تراها من زاويه علويه ومن وراء زجاج البوفيه وقد سال لعابك على منظر خبزها الشهى فتشتريها بثمن يشير الى أن سيلان لعابك كان ريالة عبط واعاقه ذهنيّه  non:: وليس مظهر فسيولوجى من مظاهر الجوع لتكتشف عند تفحّصك للسندوتش أن خبز وجهه المعروض كان على طرف النقيض من خبز قفاه المحروق - ناهيك عن أنك تكتشف لاحقا أنه تقريبا (فاضى) من الوسط -:D

فين باقى السندوتش !! hpc:!:

قصدى باقى الموضوع .. :P

كيف نقيس حجم الطبقه المتوسطه فى اى مجتمع !! mf( وكيف نعرف انها تنقرض او تنمو !! :unsure: الموضوع ده من المواضيع اللى بتعجبنى جدا .. :P

[disappointed]

القياس بيكون roughly estimated من خلال ملاحظة الزيادة المطّردة فى عدد الأسر التى لاتستطيع الذهاب لدار السينما فى خروجة عائليّة فى نهاية الأسبوع , ولا تضرب أخماسا فى أسداسا و تستدين فى بدء الموسم الدراسى , ولا تتبهدل و تبيع اللى وراها و اللى قدّامها لمّا أحد أفراد الأسرة يمرض بمرض عضال , و لا تتجوّل فى الطرقات لمشاهدة الفتارين دون التفكير فى شراء حذاء جديد لأحد أفراد الأسرة الاّ عندما يرفع الحذاء الحيله الراية البيضاء , ولا تأكل اللحم أكثر من مرّة واحدة فى الأسبوع , ولا تتجرّأ على التهوّر بأكلة سمك أكثر من مرّة واحدة شهريّا , و لا يعتبر تزويج الأبناء عندها حلماً بعيد المنال حتى فى ظل عدم التفكير إلا فى أساسيّات الأساسيّات التى لايمكن فتح بيت سوى بها , ولا يزيد الإيداع عن مقدار السحب فى دفتر توفير البريد الحيلة الخاص بالأسرة والذى لا تتجاوز أصفار المبلغ المودع به الصفرين

تم تعديل 11 سبتمبر 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

وبالمناسبة

من أوائل ماكتبته هنا فى المحاورات كان موضوعاً عن التفاوت الرهيب و الهوّة التى تزداد سحقاً بين الأغلبيّة المطحونة و الصفوة الميسورة ( وهى الهوّة التى يسببها تآكل الطبقة الوسطى)

الموضوع كان بعنوان :

إنفصام الشخصيّة .... وبرامجنا التليفزيونيّة

وهذه هى الوصلة إليه :

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.ph...wtopic=2139&hl=

[دكتور عادل الليثي]

لا شك أن توصيف الطبقة الوسطى يأخد طابعا اقتصاديا

ولكن يضاف إليه وهذا مهم .... الخصائص الثقافية

وبالتالي يتحدد سلوك هذه الطبقة ....

فقد تكون أسرة لها دخل يضعها ضمن الطبقة الوسطى

ولكنها ثقافيا لا تحسب ضمنها ...

وبالتالي سلوكها يكون مختلف ..... وطبعا الزمن له دور في تكوينها

وعلى ما أعتقد أن الطبقة الوسطى تتشكل غالبتها من موظفين و تجار ومهنيين وحرفيين وعمال

ومعظمهم يكون من سكان المدن

وظهورها مرتبط بالتصنيع ... والديموقراطية ........

ولذلك نجد أن هذا المفهوم للطبقة المتوسطة ليس له وجود حقيقي في الدول الغنية الغير مصنعة

كما هي دول الخليج مثلا ....

ونجد الطبقة المتوسط لها رؤية كذلك وسطية بالنسبة للدين

خلافا للطبقة الدنيا التي يشكل الدين كل ثقافتها تقريبا ... والطبقة العليا التي يقل اهتمامها بالدين

والطبقة المتوسطة ... أكبر مستهلك للمنتجات الثقافية حجما وتنوعا ..... ( نصيب الفرد )

وهي أكثر اهتماما ببمارسة الحياة السياسية ...

سواء التصويت ... أو كمرشحين ... لدرجة أننا نجد أن الحكام ورجال الإدارة آتيين من الطبقة الوسطى ...

وفي مصر فالمشكلة ترجع إلى

مستوى التصنيع والتحديث ... الذي يؤثر في حجم هذه الطبقة

الانقلابات الاجتماعية المتسارعة بسبب تأثيرت الحربين العالميتين ومابينهما ... ثورة يوليو .. الانفتاح المفاجئ

الشيء الذي لم يعطي الفرصة لتكوين هذه الطبقة ثقافيا بالذات

دكتاتورية الحكم .... التي تؤدي إلى تحجيم هذه الطبقة ... وتكون المجتمع من طبقتين عليا ودنيا لا غير .....

[فــيــروز]

شكرا جزيلا لمحبط و للاستاذ طه على هذا التوضيح ..

وفى الحقيقه الاستاذ طه اثار نقطه كانت تلح على بالى وهى تحديد الطبقات على اساس اقتصادى بحت !!

وهل يتفق هذا مع الرغبه فى تحقيق تقدم للمجتمع؟ يعنى كثير من الحرفيين الآن يجوز تصنيفهم اقتصاديا على انهم من الطبقه الوسطى .. وبعضهم قد يصنف فى طبقه اعلى منها لكن هل يعتبره ابناء الطبقه الوسطى -المصنفون من حيث المستوى الثقافى و الاجتماعى- منتميا حقا الى هذه الطبقه المرتفعه؟

[دكتور عادل الليثي]

أعتقد أن العامل الثقافي يسبق العامل الاقتصادي بخطوة أو خطوتين وفي أحيان أكثر من ذلك

لتحديد الانتماء الطبقي للطبقة المتوسطة

فكرتيني بأحد أساتذتي القدامى

وكان هو وقتها من أصغر رؤساء مجالس إدارات شركات القطاع العام في أواخر السبعينات

وكان ينتمي إلى الطبقة الوسطى التقليدية في مصر من أبناء كبار الموظفين

رغم أنه ماديا لايملك غير شقة موروثة أوضتين في شارع قصر النيل

ورصيد يتقارب من الصفر دائما في البنك

وجاء الانفتاح بأغنيائه الجدد كالطوفان يهدد بالغرق

وكان من ضمن رموز مقاومته لهذا الغرق ... أنه باع سيارته البيجو 504 بـ 2000 جنيه

الذي أصبح الكثير يمتلك مثلها

واشترى بنفس المبلغ سيارة قديمة أمريكاني طويلة عريضة لكي يتميز عن بعض صغار موظفيه ...

واشترك في نادي الجزيرة ... وقبلوا عضويته ...

في حين كانوا لا يقبلون أغنياء

من هؤلاء الجدد بجلاليبهم أو ملابسهم الغير متناسقة ... رغن إلحاحهم وعرضهم للتبرعات ...

فالقاعدة كانت أن تقبل العضوية بناء على تزكية عدة أعضاء سابقين

لأن العبرة في النهاية بطريقة التفكير والمفاهيم والسلوك ...

فهو الذي يحدد التصنيف في النهاية لهذه الطبقة .....

والطبقة الوسطى كذلك تعتبر مخزن القيم المحافظة ....

دونا عن الطبقتين الأخريتين

أما الطبقتين العليا والدنيا ... فالعنصر الاقتصادي هو الأفعل في تحديدهما ....

[Contra Mundum]

قام السيد الفاضل محبط و الاستاذ المحترم طه برصد احوال الطبقة الوسطى باقتدار :) . لى استفسار:

1- متى كان بمصر طبقة وسطى تذهب للسينما فى نهاية الاسبوع وتاكل اللحم و السمك وياخذ افرادها حصتهم من البروتين وغيره من مقومات النظام الغذائى السليم يوميا و باختصار يتوافر لهم الحد المتوسط من الخدمات الطبية و التعليمية والاجتماعية ? كم كانت نسبة هؤلاء من المجتمع ?

السؤال استفسارى و ليس استنكارى ...

هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى ما هو النظام الاقتصادى الامثل للحفاظ على وجود السحلية ( ...اقصد الطبقة المتوسطة) وحمايتها من التحلل و الاندثار ?

علما ان النظام الاقتصادى المصرى منذ عهد الثورة المباركة لا يمكن تحديد ملامحه. فلا طبقت الاشتراكية فى عهد الزعيم الخالد كاشتراكية فرنسا مثلا بل كانت اقرب للشيوعية (من الشق الاقتصادى).

ومع الانفتاح .. طبقت راسمالية بلا ضوابط او حدود تحت رعاية بطل الحرب و السلام مع الاحتفاظ بمؤسسات خاسرة تشكل عبء على الحكومة المباركة .... خلطبيطة او فخفاخينا اقتصادية من النوع الفاخر ....وهى "ميزة" تفردت بها المحروسة دونا عن كل بلاد العالم بالرغم من كون تطبيق اى نظام اقتصادى ليس من علوم الفضاء او الما ورائيات و الغيبيات .....

تم تعديل 14 سبتمبر 2004 بواسطة Contra Mundum

[دكتور عادل الليثي]

حسب تصوري يا أستاذ كونترا

فإن حجم الطبقة المتوسطة يتزايد مع ارتفاع منحنى التصنيع في بلد ما

فتزايد الصناعة كمصدر للدخل في مجتمع ما يعني عدة أشياء

إرتفاع متوسط الدخل .... وهذا يصب في زيادة حجم الطبقة الوسطى اقتصاديا

إرتفاع المستوى الثقافي والرؤية العلمية لغالبية أعضاء المجتمع

زيادة إستقلالية الناس عن الدولة في أعمالهم ... بل زيادة احتياج الدولة لهم

زيادة تعارض المصالح بين فئات مجتمع أكثر وعيا مما يدعو للتفاهم ونشوء الديموقراطية

مما يؤدي إلى منطقية توزيع الدخول .......

هذا بشكل عام

بالنسبة لمصر يمكن الكلام عن

بداية للتحديث في عهد محمد علي ... والتي ضربت

ثم دخول مصر في نطاق الاقتصاد الغربي والانجليزي بشكل خاص

وعمليات التحديث التابعة التي حدثت

السكك الحديدية الطرق والكباري والعمارة التليفونات البنوك البورصات ..

وما تبعها من تطوير مؤسسات كالبوليس والجمارك والتعليم ... وخلافه

ثم مرحلة مابين الحربين وما يرمز لها طلعت حرب وبنك مصر والسينما وصناعة النسيج وغيره

من محاولة مصرنة التحديث .. والتي ضربت

ثم ثورة يوليو وإعادة هيكلة المجتمع قسرا وبعنف ...

والتنمية المظهرية .. التي تتم في مجتمع خائف ومكبوت

ثم الانفتاح وتحرير الاقتصاد .. والذي يتم في ظل دكتاتورية

عدم تكافؤ الفرص ... إختفاء المبادرة الفردية أو الجماعية الحرة

مما يخلق اقتصادا مشوها وغير طموح ...

ينعكس في خلق مجتمع له نفس الصفات مشوه وغير طموح ....

والذي يقسم المجتمع إلى طبقة عليا وطبقة دنيا .. وتقل فيه فرص تكون طبقة وسطى

فالاقتصاد المطلوب هو اقتصاد حر مع حرية سياسية

تم تعديل 14 سبتمبر 2004 بواسطة Taha

[Contra Mundum]

الاستاذ طه ....

اتفق معك فى كل ما تفضلت بذكره ... وارى ان مفتاح فهمى لمداخلتك الاخيرة يعتمد اساسا على جملتين :

ثم ثورة يوليو وإعادة هيكلة المجتمع قسرا وبعنف ....

ومثيلتها التى تخدم نفس المعنى:

ثم الانفتاح وتحرير الاقتصاد .. والذي يتم في ظل دكتاتورية عدم تكافؤ الفرص .....

ثم لخصت فاوجزت:

فالاقتصاد المطلوب هو اقتصاد حر مع حرية سياسية ....

انا ارى الحرية السياسية هى سبيل التقدم فى اى بلد ... حيث تفصح الانتخابات الحرة عن توجهات المجتمع وما يختاره لنفسه من نظام يرى انه مناسب لطبيعته و امكاناته و موارده و يختار النظام الذى يحقق النفع الاعظم للسواد من الشعب .... فليس كل مجتمع تنفعه الاشتراكية او تفيده الراسمالية .....وتصبح الانتخابات المتعاقبة هى محاولة "تظبيط" للعملية او fine tuning كما يسميها المحللون السياسيون ....

ولكن تبقى نقطة :

مع تقلص دور الطبقة المتوسطة سياسيا كنتيجة طبيعية لاندثارها (وهى ظاهرة رصدها السيد محبط بدقة) ... وهى الطبقة التى قادت الحياة الفكرية بمصر ... وانتشار الامية بشكل مخيف و بالتالى نتج عنها امية ثقافية وسياسية وسطحية فى التعامل مع القضايا المختلفة ... ما طبيعة وجدوى الحرية السياسية ?

هناك شقين للمسالة:

احدهما...حرية التعبير عن الاراء .... ولا نختلف عليها فهى حق مكتسب للانسان ...

والشق الاخر .... هل نظام "وزن" الاصوات الانتخابية ضرورة فى المراحل الاولية للحرية السياسية واعادة بناء المجتمع حتى يصل افراده للحد الادنى من المعرفة السياسية التى تؤهلهم للاختيار ?

الجملة الاخيرة تبدو للوهلة الاولى دعوة لفرض وصاية على المجتمع ... ولكنها قد تكون حماية له ...

[دكتور عادل الليثي]

الأستاذ كونترا

أنا أرى أن النظام السياسي في أي مجتمع هو النظام القائد

لكل النشاطات المختلفة الاقتصادية والثقافية وغيرها

زي النظام الأساسي في الكمبيوتر وندوس

ثم تركب عليه أي حلجة ثانية وورد إكسيل فوتوشوب ... أي حاجة

فإذا كان محتكر فستعمل هذه النشاطات كما يريد المحتكرون

وإذا كان حر فستعمل حسب مايريد الناخبون

أو هو مثل السوق بالمعنى الاقتصادي

دايرة كبيرة

حولها دوائر صغيرة .. المنتجين ... المستهلكين ... العمال ... رؤوس المال ... .. إلخ

وكل واحد بيخش الدائرة الكبيرة ليبادل ما معه بما يريده ...

وهناك يتحدد الطلب ويتحدد العرض من كل شيء

وتتحدد الأسعار ... المنتجات والخدمات واليد العاملة ورأس المال .... إلخ

ففي الدكتاتورية لا يدخل الجمهور هذه السوق أصلا

أو هو النظام الذي يقوم .... بإعادة الضبط .... في بقية النظم

الاقتصادي والثقافي وغيره

لتتأقلم حسب الأوضاع المستجدة لضمان حسن الأداء وضبط اتجاه السير ...

ففي الكتاتورية فإن مقود الضبط في يد الناس اللي فوق

وفي الحرية .. فإن المقود في يد الناس

وعندنا من 23 يوليو حتى الآن

فإن النظام السياسي محتكر في أيدي معينة

وبالتالي فبقية النظم تعمل لصالحهم

فبدون هذا النظام فلا أمل في أي شيء أو أي شخص سواء إسمة جمال أو عمرو أو أي حاجة ثانية

مفيش مدرسة للديموقراطية غير الشارع السياسي

وفي هذا الخصوص أنا شايف أن تجربة دول شرق أوروبا مفيدة

فبعد التغيير إلى الديموقراطية مباشرة

نجح الناس الذين كانوا على الكراسي بنسبة 80 %

ثاني مرة ... نجحوا في الإعادة ... لآنهم لم يحصلوا على أكثر من 50 %

ثالث مرة سقطوا ونجح ناس جداد

ومع الديموقراطية تزيد كفاءة المجتمع وتزيد الطبقة الوسطى

أنا شايف أن مصر عامية وطرشة وكل الحواس عنها متوقفة ....

[فــيــروز]

طيب يا استاذ طه لماذا لم ننجح نحن ايضا كما نجحت دول شرق اروبا .. هو الفشل مكتوب علينا لوحدنا !! دى حاجه تجنن !! :D خاصة ان هذه هى الدول التى كان الرئيس دائما ما يقارننا بها ليدلل على اننا احسن من غيرنا !! :D طيب الحمد لله ربنا نفخ فى صورتهم و بقوا احسن مننا :D

تم تعديل 17 سبتمبر 2004 بواسطة فــيــروز

[دكتور عادل الليثي]

عزيزتي فيروز

أنا شايف إن الدول الوحيدة التي صنعت هذه العلاقة الديموقراطية

بين عناصر المجتمع ومنها الحاكم والمحكوم

هي دول غرب أوروبا

من خلال تطور طبيعي داخلي حدث هناك

وخد وقته ... 500 سنة أو أكثر

والآن وقد أصبح العالم قرية صغيرة

فإن التحولات الديموقراطية تتم من خلال إرادة عالمية

حيث تشكل مصالح الدول الكبرى دوافع الحركة في هذا الاتجاه

فشرق أوروبا كان لا بد أن.... يخلص من الاتحاد السوفييتي .... ويلحق بالغرب

لتدمير المعسكر المعادي ... كهدف للغرب ككل

وتوسيع أوروبا كقوة تأمل لأن يكون لها دور أكبر

مقابل القوة الأمريكية ... أو إرثها لها عندما تأفل

أما مصر فتقع في منطقة لها حسابات أخرى عند الغرب

حيث استخدمت لضرب الاتحاد السوفييتي

بواسطة الدين

وكانت النظم القائمة مفيدة في ذلك

أما الآن فمطلوب شيء آخر

التسامح مع الآخر ... والحد من الهجرة إليهم

فهل هذا سيؤدي إلى ديموقراطية ما ؟؟

تم تعديل 18 سبتمبر 2004 بواسطة Taha