مصطفىالكومي بتاريخ: 13 مايو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 مايو 2011 هذين المشروعين الإصلاحيين هما الأكثر انتشارا في الأمة الإسلامية لذلك أردت أن أعرض ملامح كل مشروع حسب ما رأيت وعلمت محاولا التركيز على نقاط الاتفاق , مع توضيح التباين بين المشروعين ,و لا أقصد من ذلك إلا بيان مدى اتفاق وشمول المشروعين واستيعابه لتعاليم الإسلام , لست أكتب عن أفضلية كل مشروع, ولا أقصد تجريح أحد, ولكنها مناقشة موضوعية ,تحاول أن تعقد مقارنة بين المشروعين,ولا أقارن بين الأشخاص المنتمين للمشروعين, وقد أكون مقصر في فهم ملامح كل مشروع ولكنها محاولة للفهم فأرجو المعذرة عن التقصير و أطلب تصحيح المعلومات إن لم تكن صحيحة. من ناحية حجم الإصلاح الذي يريده كلا الفريقين مشروع السلفية يركز على إصلاح العقيدة ومحاربة البدع والمنكرات. بينما مشروع الإخوان يجعل مشروعه الإصلاحي شامل للعقيدة والعبادة والأخلاق والمجتمع وشئونه السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وهذا واضح في مراحل العمل التي تتضمن سبعة مراحل تبدأ بإصلاح الفرد فالأسرة فالمجتمع فالحكومة والاستقلال السياسي والاقتصادي ثم وحدة المسلمين وأستاذية العالم . إصلاح العقيدة مشروع السلفية يركز على إصلاح العقيدة ويحمل الناس على المذهب السلفي للعقيدة ويرفض كل من الأشاعرة والماتردية كمذهبين من مذاهب أهل السنة والجماعة . ويتفق الإخوان مع السلفيين في إصلاح العقيدة ولكنهم لا يحملون الناس على مذهب السلف بالذات وإن كان له الأفضلية عندهم و يقبلون كل مذاهب أهل السنة والجماعة ( السلفية و الأشاعرة والماتريدية ) ويركز على تأثير العقيدة في النفس والسلوك ولكنهم في مسألة الصفات بالذاتِ يدعو الشهيد البنا على الأخذ بمذهب السلف وعدم الجنوح في تأويل الصفات.فيقول الشهيد حسن البنا في تعاليمه: ( ومعرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام ، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه , نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل , ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء , ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه )وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آل عمران:7(( في مقاومة البدع يتفق الإخوان والسلفيين على مقاومة البدع والمنكرات ولكن مشروع السلفيين يتوسع في تعريف البدع حتى تصل إلى العادات والتقاليد ومظاهر الحياة الشخصية والاجتماعية بينما الإخوان يعتبرون البدعة التي يجب محاربتها إنما تكون في الدين فقط والتي لا أصل لها فيقول الشهيد في الأصل الحادي عشر (وكل بدعة في دين الله لا أصل لها ـ استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه ـ ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها( . مع التأكيد على محاربة العادات والتقاليد المستورة إن لم تتفق مع الأحكام الإسلامية. القبور والأولياء يتفق السلفيين والإخوان على وجوب محاربة الشركيات التي تحدث في مقابر ما يسمى الأولياء ويعتبرها السلفيين قضية محورية عندهم وفي صدارة أولوياتهم ويتفق الإخوان معهم ولكنهم يعتبرونها جزء من مشروع إصلاح العقيدة ومشروعهم الشامل ويقول الشهيد حسن البنا في الأصل الربع عشر ( وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة , ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها , ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة( . التعامل مع سلف الأمة يعتبر بعض السلفيين أقوال السلف و فهمهم وتصوراتهم وتصرفاتهم حتى لو كانت فردية بمثابة تفسيرا للقرآن والسنة وترفعه كمصدر تشريعي معتبر حتى لو اختلف سلف الأمة في أقوالهم وتفسيراتهم . ويتفق الإخوان مع السلفيين بالأخذ بأقوال السلف وفهمهم إذا اتفقت فقط مع كتاب الله وسنة نبيه ولا تقدس كلامهم ولا تعتبر كلام وتصرفات الآحاد منهم معصومة , وفي ذلك قال الشهيد حسن البنا في الأصل السادس من التعاليم ( وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم , وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه , و إلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع ، ولكنا لا نعرض للأشخاص ـ فيما اختلف فيه ـ بطعن أو تجريح , ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا( الموقف من المذاهب الفقهية لا يرى بعض السلفيين الأخذ بمذهب من مذاهب الفقه المعروفة لأهل السنة والجماعة ( الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ) بل يرون أنه يجب على المسلم أن يأخذه مباشرة من الكتاب والسنة وأقوال السلف ويعتبرون المذاهب الفقهية تفرقة للأمة ومع أن المذاهب الفقهية لم تتجاوز الكتاب والسنة إلا أن السلفيين يعتبرون المذاهب قد تجاوزت عن الكتاب والسنة وهذا يعتبر دعوة لمذهب فقهي جديد يرفض كل مذاهب الفقه لأهل السنة والجماعة . بينما الإخوان لا يتبنون مذهب فقهي محدد من مذاهب أهل السنة والجماعة بل يتركون الحرية للمسلم لاختيار المذهب الذي يريده طالما لم يتجاوز الكتاب والسنة . فيقول الشهيد في الأصل السابع (ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين ، ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته ، وان يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته , وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر .) الحكم والسياسة مشروع الإخوان يهدف إلى إصلاح نظم الحكم والسياسة وإعادتها إلى أصلها من الشورى والعدل والاستقلالية والعزة وحق الأمة في اختيار حكامها .ويقول الشهيد حسن البنا في المرحلة الخامسة للإصلاح (وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق , وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للأمة و أجير عندها و عامل على مصلحتها , والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين لفرائض الإسلام غير متجاهرين بعصيان , وكانت منفذة لأحكام الإسلام وتعاليمه) بينما مشروع السلفية متصالح مع النظم الحاكمة وليس إصلاح الحكومة أو أعادة تطبيق الشورى من ضمن مشروعه الإصلاحي , وذلك حتى ثورة 25 يناير. وإن كان بعض الاتجاهات السلفية الآن تحاول أن تدخل المعترك السياسي وعلى سبيل المثال في الكويت والجزائر والبحرين . أسلوب الدعوة تركز السلفية على المواعظ العامة والدروس العامة وطلب العلم وخاصة علم الحديث. ويتفق الإخوان مع السلف بالأخذ بالدروس العامة وإن كان على نطاق أضيق ولعل هذا نتيجة القبضة الأمنية التي كانوا يعانون منها , ولكنهم أيضا يركزون على التربية في المحاضن التربوية قليلة العدد ويوازنون في طلب العلم فلا يغلب عندهم علم دون علم بل يأخذون بكل علوم الدين بما في ذلك التاريخ واللغة والسير وعلوم العصر التي لا يستغنى عنها . البناء التنظيمي السلفية ليس لها تنظيم عضوي محدد بل مجرد ملامح عامة للمشروع من إلتزم بها أصبح سلفي ولهم رؤوس يتبنون هذا المشروع ويعملون على نشره ويتصدر للدعوة كل من يملك العلم ويلتزم بملامح المشروع . أما الإخوان فلهم تنظيم عضوي وتسلسل قيادي يتصدر للقيادة فيه عن طريق الشورى ولهم ولجان تعمل على كافة محاور مشروعهم الإصلاحي. ولكن هذا لم يمنع من وجود كثير من المسلمين يحملون المشروع الإصلاحي للإخوان أو أغلب ملامحه ولا ينتمون له عضويا . الوحدة الإسلامية لا تعبر السلفية الوحدة الإسلامية من ضمن مشروعها الإصلاحي وتنتشر في أدبياتهم مقولة( كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة ) بينما الإخوان يعتبرون وحدة المسلمين أفرادا ودول من ضمن مشروعهم الإصلاحي ومرحلة من مراحل الإصلاح عندهم فيقول الشهيد في المرحلة السادسة( إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية , بتحرير أوطانها وإحياء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع كلمتها , حتى يؤدى ذلك كله إلى إعادة الخلافة المفقودة والوحدة المنشودة .) فلسطين قضية تحرير فلسطين ليست قضية محورية عند بعض السلفيين وإن كانت تتناولها في بعض أدبياتها بالتأييد , بينما هي عند الإخوان قضية محورية تعمل من أجل تحريرها وبالرغم من حداثة نشوء دعوة الإخوان في حرب 48فقد أرسلت بشبابها المجاهدين لتحريرها لولا تدخل الحكومة المصرية في ذلك الوقت وبالرغم أن الدعوة السلفية تسبق دعوة الإخوان زمنيا إلا أنهم لم يشاركوا في هذه المعركة . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان