من الذي ركـَّعنا ؟

[Seafood]

في ضوء ما يعرض علينا الآن من آراء لمثقفين تنويريين ليبراليين , ومن فتاوى لعلماء ليسوا بالضرورة علماء سلطان , من إستنكار للمقاومة العراقية , ودعوة للتعايش مع العدو , والرضوخ له , وآخرها فتاوى العبيكان ... في ضوء كل ذلك هل من حقنا أن نعقد مقارنة بين ما يحدث الآن في العراق , وبين ما كان يحدث في بلادنا مصر أيام الأحتلال الإنجليزي والفرنسي ... ؟

هل كان هناك مقاومة كالتي نراها الآن في العراق ؟ .. أم أننا إستسلمنا للغازي وتعايشنا معه , ورضينا بمن وضعه الإحتلال ليحكمنا سواء كان ملك أو رئيس وزراء ..

أعلم أنه كان هناك مقاومة في بعض المدن ومن بعض الفئات .. ولكن معظم الشعب كان متعايش مع الإحتلال .. يعمل , وينتج , ويدرس , بل ويرقص ويغني وينتج الأفلام ... في ظل الإحتلال.

فهل كان هناك أكثر من عبيكان في ذاك الوقت ؟ .. أدوا دورهم وشرعوا للإحتلال , وأقنعونا بأن العيش في ظله خيرٌ لنا من الموت ونحن نقاومه ..

الأدهى أن هناك من يتمنى الآن عودة هذه الأيام .. أي الأيام التي كان فيها الملك ورئيس وزرائه يأتمرون بأوامر مباشرة من الإحتلال .. وفي نفس الوقت هم يعترضون على أن يأتي الإصلاح من الخارج في هذه الأيام !! .. في تناقض شديد بين رؤيتنا لواقعنا ورؤيتنا للتاريخ ..

فهل هذا التمني دليل على أن حالنا كان أفضل أيام الإحتلال ؟ .. أم أنه لأننا لم نقاوم الإنجليز كما يقاوم العراقيون الآن , فقد وصل بنا الحال إلى أننا أصبحنا نتمنى أن تعود أيام الإحتلال , وأننا لو كنا قاومنا حتى ولو مات نصفنا لكنا الآن في خير حال .. ؟

فإن كان الإحتمال الثاني هو الأوقع , فمن حقنا أن نعرف من الذي ركـَّعنا أمام المحتل , وأذل أعناقنا , وحلل لنا التعايش في ظله .. حتى لا يتكرر الأمر ثانية .. وحتى نعد للأمر عدته إن وقع .. ولو معنوياً ..

تم تعديل 13 سبتمبر 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

هل السؤال صعب إلى هذه الدرجة , أم أننا خائفون من أن نعترف بأننا ركعنا أمام الإحتلال ؟

أين كانت الفتوى التي تقول انه إذا نزل العدو بأرض المسلمين , صار قتاله فرض عين على كل مسلم ومسلمة حتى يخرج منها .. لا يستأذن الإبن أباه , ولا المرأة زوجها ..

من الذي أنسى علماءنا هذه الفتوى .. أم كانوا منشغلين ساعتها بإصدار فتوى جواز التعبد بالمذهب الشيعي .. أم كان هناك ما يمنع صدورها ؟ .. أم أننا لم نعتبر الإنجليز أصلاً أعداء .. ؟

يبدو أن هناك الكثير من صفحات التاريخ لا بد أن يعاد فتحها , ليتم التحقيق ولو غيابياً مع من تسبب في تركيعنا .. ليدان كل من شوه الدين وتلاعب به , فأظهر بعضه وأعرض عن بعض .. ليجعل منه مطية يركبها لتوصله إلى أعلى المناصب ..

تم تعديل 13 سبتمبر 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

ربما يساعدنا في فهم سبب تعايشنا مع الإحتلال أن نسأل السؤال التالي , وهو " ما الذي جعل العراقيين لا يركعون للإحتلال ؟ " ..

في الواقع إن حال العراق بعد غزو الأمريكان ربما لم يكن ليختلف عن حالنا أيام إحتلال الإنجليز, لولا أن هناك قوىً قد تواجدت على الساحة السياسية والشعبية في المنطقة العربية والإسلامية , قوىً لم تكن موجودة في أيام الإحتلال الإنجليزي لمصر خاصة ً في أعوامه الأولى .. هذا بالإضافة إلى المتغيرات التي طرأت على الأوضاع العربية والإسلامية حكوماتٍ وشعوب ..

وأهم هذه القوى التي تواجدت على الساحة هما قوتان تزامنتا في الصعود, وإنطلقتا من نفس المصدر الفكري ..

هاتان القوتان هما " الإنتفاضة الفلسطينية " , و " تنظيم القاعدة " .. وكلتاهما قد إنطلقتا من فكر الجهاد الذي أسس له حسن البنا وأكمله من بعده سيد قطب , هذا الفكر الذي أخذ عقدين من الزمان بعد أن إكتمل حتى يتبلور في نفوس الناس , وتتشبع الأفكار به .. ليخرج لنا فيما بعد جيلاً قد تشرب بهذا الفكر الجهادي , حتى أصبح عقيدة له ..

ولا يعني ذلك أنه قبل بزوغ هاتين القوتين لم يكن هناك قوىً أخرى مناهضة للإستعمار والإحتلال, ولكنها كانت قوىً يغلب عليها الطابع القومي, والوطني . سواءاً كانت قوى وطنية في مصر أو في الأرض المحتلة أو في سوريا والعراق .. وهذا الطابع القومي والوطني لا يصلح للشعوب الإسلامية لبعث روح الجهاد والمقاومة فيها ...

بل إن أقصى ما يمكن أن يثيره مثل هذا الفكر الوطني والقومي , هو مقاومة شعبية هنا أو هناك , تتميز بانها مقاومة فردية أو جماعية محدودة , من أناس يؤمنون بالفكر الوطني أو الفكر القومي , وهذا النوع من المقاومة لا يلبث أن يخمد بمجرد إشتعاله .. ثم تعود الحياة إليه من جديد بعد فترة فيشتعل مرة أخرى ليخمد , وهكذا دواليك في صعود وهبوط ..

ومثل هذه النوع من المقاومة لا يفلح ليخرج مستعمر .. إذ أن إخراج المستعمر المحتل يحتاج إلى عمل دؤوب ومتواصل , وإيمان عميق يرتكز إلى عقيدة راسخة , ويشمل قطاعات عريضة من الشعب , تعمل دون كلل أو ملل , حتى يتم إستنزاف المستعمر , فلا يجد له بداً من الرحيل .. وهو ما حدث في فيتنام على سبيل المثال ..

وقد عرف الأمريكان خطورة هذا الفكر , فكر الجهاد , الذي تولي جناحه الشرقي تنظيم القاعدة , وجناحه الغربي الإنتفاضة الفلسيطينية , ولذلك فقد تم العمل على وأد هذا الفكر , وعدم التهاون أو التسامح معه تحت أي ظرف ..ونلاحظ ذلك من خلال تعاملهم مع مؤسسيه بالتصفية الجسدية , فتم إغتيال حسن البنا , ثم إعدام سيد قطب ..

ونلاحظه أيضاً من خلال إسلوب تعاملهم مع القوتين اللتين إنبثقتا عن هذا الفكر .. وهما جناحه الشرقي المتمثل في " تنظيم القاعدة " , حيث تم ملاحقته للقضاء على قيادييه وأنصاره في كل مكان , في أفغانستان وباكستان والسعودية ومصر والجزائر, ونلاحظ هنا ايضاً أن التعامل مع ارباب هذا الفكر كان دائماً بالتصفية الجسدية ...

بعكس التعامل مع التيارات الأخرى وسطية كانت أو وطنية أو قومية , فإنه يتم سجنها كما حدث مع صدام حسين رغم أهميته الظاهرية ( فعلى الأقل فقد شنت الحرب كما زعموا لإسقاطه ) , لكنهم يعرفون أن صدام حسين ليس له أهمية فكرية أو عقدية من الممكن أن تهيج الشعوب الإسلامية عليهم أو تكون نواة لفكر يجتاح الأجيال القادمة , بل إن قتله قد يجعل منه شهيداً .. لذلك تركوه كما تركوا سعد زغلول , ومصطفى كامل , وعرابي وكل رموز الوطنية والقومية العربية ..

وأما الجناح الغربي لهذا الفكر وهو " الإنتفاضة الفلسطينية " , فقد تم إسناد مهمة القضاء عليه إلى إسرائيل .. وهنا ايضاً نجد أن التصفية الجسدية هي الطابع المميز في التعامل مع قياديي ونشطاء هذا الفكر , فلا تهاون ولا تسامح .. بل إقصاء ومحو .. فقتلوا منهم ما قتلوا , ولا مجال هنا لتعدادهم فهم كـُثر ..

وقد حرصت أمريكا على أن لا يحدث أي نوع من التزاوج أو التئآخي بين هاتين القوتين بأي وسيلة , فتم العمل على تأكيد الفصل بين الفكرين , والتأكيد على أن ما يحدث في أفغانستان لا يمت بصلة لما يحدث في فلسطين , وتم إبراز يعض الشيوخ في وسائل الإعلام الذين يدينون فكر القاعدة , ويعلون من فكر الإنتفاضة , ويؤيدون هجمات يقتل فيها مدنيون إن كانت في فلسطين , بينما يدينون هجمات يقتل فيها مدنيون إن كانت بإسم القاعدة ..

ونجد أن قناة الجزيرة , تصف من يُقتل في فلسطين بالشهيد بينما من يقتل في أفغانستان والعراق فهم قتلى .. لا لشيئ إلا من أجل التأكيد على هذا الفصل بين ما يحدث هنا وما يحدث هناك .. وما إغتيال عبد الله عزَّام الذي قال " إن الطريق لتحرير القدس يبدأ من أفغانستان " , وإتهام بن لادن بأنه هو من حرض على قتله , إلا محاولة أيضاً لمنع هذا التزاوج من أن يحدث في يوم من الايام ...

إن هذا الفكر الجهادي الذي وجد له تطبيق عملي على أرض الواقع في قوتين شغلتا الدنيا والناس , هو الذي أحدث نقلة نوعية في تصورنا جميعاً لحقيقة الجهاد , وانه فرض ديني وعقيدة وليس مجرد واجب قومي أو وطني , وأنه ليس مجرد حرب ندخلها لندافع بها عن أراضينا ونحررها , ولكنه منهج فكري متكامل , له قواعده , وأصوله, وفقهاؤه ..

من أجل ذلك كان القضاء على القاعدة , وحرب أفغانستان مُقدَّمٌ على , أو مُقدمة لغزو العراق , لأنهم يعرفون أن القاعدة ستكون هي الفكر والقوة التي تقود المقاومة في العراق , وأنه لا بد من تصفيتها قبل الإقدام على غزو العراق .. ولكنهم تعجلوا, وتسرعوا في حرب العراق قبل أن تنتهي ولاية بوش , ظانين أنهم قد قضوا على القاعدة .. ولكنها ظهرت لهم كالشبح في وسط بغداد , ليس بالضرورة في هيئة رجال , ولكنها ظهرت لهم في هيئة فكر جهادي يقود هذه المقاومة .. ويبقي عليها متأججة .. وهم الذين حسبوهم سيستقبلونهم بالأحضان ويقفون خلف حكوماتهم العميلة كما حدث من قبل , على مدار قرن من الزمان ..

وعلى هذا فإنني أحسب أنه لولا حسن البنا ومن بعده سيد قطب وفكره الذي أسس له , لربما كان العراقيون قد إستقبلوا الامريكان بالورود والياسمين كما توقعوا, ولكان للحكومة الإنتقالية ولعلاوي من بعدهم الكلمة العليا في الحكم , واليد الطولى في ترسيخ هذا الإحتلال .. كما حدث معنا على يد الوطنيين والقوميين العرب ..

تم تعديل 15 سبتمبر 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

يقال أننا لكي نفهم الحاضر فلا بد لنا من أن ندرس التاريخ ونأخذ العِبرَ منه , لكن يبدو أن العكس هو صحيحٌ أيضاً .. أي أننا لكي نفهم التاريخ لا بد لنا أن درس الحاضر ونحلله ونعتبر به ...

فقد كشفت لنا كثير من أحداث الحاضر بعضاً من الأمور التي غمضت علينا من التاريخ , أو لنقل بعضاً من الأمور التي زيفت لنا من صفحات التاريخ , وأننا إذا ما أسقطنا الحاضر بأحداثه عليها , فإننا سنتوصل إلى حقائق كانت ستغيب عنا لو أننا نظرنا إلى التاريخ نظرة مجردة ومعزولة عن الحاضر وأحداثه ..

أي أنه كما أن الماضي هو درسٌ للحاضر , فإن الحاضر هو أيضاً درسٌ للماضي وقطعاً للمستقبل ..

فلقد كشف لنا إحتلال العراق , والتواجد الأمريكي على الأرض العربية والإسلامية , والحكومات العربية التي عاونته وتعاملت وما زالت تتعامل معه ضد شعوبها .. كشف لنا كل ذلك عن أمور مشابهة كانت تحدث في الماضي , ولكن لجهلنا بديننا وقصر نظرنا , كنا ننظر إليها نظرة مختلفة , نظرة جعلت من الخائن وطنياً , ومن عميل الإحتلال زعيم أمة , ومن الإنهزاميين رواد ثقافة وأصحاب فكر وعمداء أدب ..

فعلاوي اليوم و "جلبي" الأمس لا يختلف عن زعماء الماضي الذين كانوا يُطلق عليهم وطنيون ,الذين كانوا يقاومون الإحتلال في الظاهر , ثم يتعاونون معه في الخفاء , ويمضون إتفاقيات هدفها تركيع الشعب وتسكين المقاومة , حتى يبقى الإحتلال أكبر فترة ممكنة ...

وكل الكتاب الليبراليين والمفكرين الإسلاميين الذين نراهم اليوم يروجون للإحتلال الثقافي بل والعسكري , ويعلون من شأن الحضارة الغربية , ويحطون من قدر كل ما هو إسلامي .. هم أنفسهم المثقفين التنويريين الذين تعاقبوا علينا على مدى فترة الإحتلال الإنجليزي والفرنسي يشوهون تاريخنا ويمجدون في ثقافة المستعمر الآتي لنا لكي يخرجنا من الظلمات إلى النور ..

وعلماء السلطة اليوم الذين حللوا التدخل الأمريكي في المنطقة , وقالوا عن المقاومة أنها خروج على شرعية الحاكم , وغمزوا ولمزوا في المجاهدين , هم يقومون بنفس الدور الذي قام به الأزهر .. الذي كان تابعاً للملك الذي بدوره كان تابعاً للإحتلال .. فسيس علماؤه الدين بدلاً من أن يديِّنوا السياسة .. وجعلوا من الملك الخائن ولي أمر يطاع , كما جعل علماء السعودية من الملك الخائن ولي أمر يطاع ..

إنها نفس الصور تتكرر , ولكنها تزداد وضوحاً كلما تكررت , فتزول الغشاوة والزغللة التي كانت عليها في أول طبعة وإصدار لها .. نفس الصور مع إستبدال العمة بالشماغ , والطربوش بالعقال , والقفطان بالبدلة .. تغيرت الوجوه ولكن العقل واحد لم يتغير ..

من الذي ركـَّعنا ؟

تم تعديل 16 سبتمبر 2004 بواسطة Seafood

[Seafood]

موضوع له علاقة .. به معلومات تاريخية مفيدة .. قد ترشدنا إلى من ركـَّعنا

كيف إحتل الإنجليز مصر

[Seafood]

لا أدري كيف يطول الإحتلال الإنجليزي لمدة أكثر من سبعين عاماً لدولة مثل مصر في القرن الماضي , بينما تعجز أكبر قوة عسكرية عن ترسيخ وجودها في العراق الآن في القرن الحادي والعشرين , رغم البون الشاسع بين القدرة التسلحية للمقاومة العراقية , وبين الآلة العسكرية الأمريكية .. ورغم أن أسلحة الإنجليز في ذلك الزمان كانت تعتبر بدائية إذا ما قورنت بأسلحة الدمار الشامل الأمريكية الآن ..

إن هذا لا يفسره إلا شيئ واحد , وهو أن هذا الإحتلال الأنجليزي كان هناك من يشرع له , ويحميه , ويصادقه , ويلهي الشعب عن مقاومته .. وأن المقاومة نفسها كانت لا تستند إلى الشريعة الإسلامية التي تفرض مقاومة المحتل حتى يخرج من البلد ..

بل كانت مقاومة تستند إلى مبادئ الوطنية التي تعتمد على تحقيق أمجاد شخصية لفئة محدودة من الشعب تسمى "السلطة أو الحكومة" على حساب الأغلبية فيه , مدعية أنها تريد مصلحة الشعب وحقن دمائه .. تماماً مثلما تطيل السلطة الفلسطينية أمد الإحتلال الإسرائيلي وهي تدعي بأنها تقاومه وتبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني , وكما تفعل حكومة علاوي عندما تدعي أنها تطارد المقاومة لأنها تريد مصلحة الشعب العراقي .. وكما فعل السادات عندما رمانا في أحضان الأمريكان ليحقق أمجاداً شخصية له , ثم يدعي بأنه أراد أن يدافع عن كل نقطة دم مصري , بينما هو قد جعل الدم يحتقن في عروقنا وليته تركه يسيل فربما تطهرنا ..

وأنا لا أتكلم عن تاريخ مصر وحدها , بل أتكلم عن معظم الدول العربية التي كانت محتلة من قبل الإنجليز والفرنسيين , والإيطاليين ... أتكلم عن أكثر من سبعين عاماً دام فيها الإحتلال الإنجليزي لمصر , ومع ذلك لم تفلح القوى الوطنية أن تخرج الإنجليز , بل تحالفت نفس هذه القوى الوطنية بعد ذلك مع المحتل , ودخلت في حكومات تابعة له وللملك تأتمر بأمره ..

لا بد لنا إذاً أن نشكك في كل من يقول أنه وطني , وأن لا نعطيه الثقة والتفويض لمجرد أنه رفع شعار الوطنية , لا بد لنا أن نوقفه ونسأله , ماذا تعني بأنك وطني ؟ , وهل معنى ذلك أنك إنطلاقاً من وطنيتك ستفاوض المحتل وتعقد معه الصفقات كما فعل سعد زغلول لتركعنا عندما يأتي الأمريكان ..

وهل ستقول لنا أنك تتعامل مع الواقع الجديد , وأن السياسة هي فن الممكن , وأننا يجب ان نتفاوض مع من يملك أوراق اللعبة , إلى آخر تلك الترهات التي لا أصل لها في ديننا والتي ركعتنا لا أقول لسنوات بل لعقود طويلة ..

فهل من ركع الوطن هم ذاتهم الوطنيون ؟

تم تعديل 25 نوفمبر 2004 بواسطة Seafood

[ابو يوسف]

بارك الله فيك - أخى الكريم - على اثارة هذا الموضوع الهام جداَ

و قد كنت للتو سأكتب فى مثل هذا الموضوع خاصة بعد حرقة الدم التى أصابتنى أمس و أنا أشاهد اعادة لبرنامج قناة الجزيرة (الاتجاه المعاكس) و الذى استضافت فيه نكرة مصرى يدعى نبيل شرف الدين (و هو أبعد ما يكوم عن النبل و الشرف و الدين !!! ).. مع مفكر عراقى ينتمى لحزب شيوعي عراقى ..

المستفز فى الأمر أن هذا المصرى تحدث عن قوات الاحتلال الامريكية وأعمالها (المباركة) فى العراق بحماسة تفوق حماسة بوش و رامسفيلد و يرى أن المقاومة هى عصابات ارهابية تقتل الامريكان الغلابة ... القادمين من بلادهم من أجل حريتنا و كرامتنا !!

المدعو نبيل يرى أن مؤتمر شرم الشيخ هو الفرصة (الوحيدة و الأخيرة ) من أجل حل أزمة العراق .. و أن الحكام العرب قد فعلوا كل ما فى وسعهم لانقاذ هذا الشعب المسكين الا أنهم (تأخروا قليلاً ) !!!

أتساءل .....من أين تأتى الجزيرة بأمثال هؤلاء المنسوبون زورا لمصر ؟؟

و كيف أختطلت المفاهيم الى هذا الحد فتحولت المقاومة الى عصابات ارهابية ؟؟ و تحول الاحتلال و قتل المدنين و اغتصاب النساء و التعدى على المساجد و حروب الابادة .. كل هذا تحول الى حركات تحريرية مباركة يشهدها العالم فى صمت و يراها الحكام العرب بضمائر ميتة عفنة يعلوها صدأ العمالة والتخاذل !!!

أى احباط هذا أصاب المواطن العربى فجعله يغرق فى صمت الاموات

..هل تبلدت مشاعره من كثرة ما رأى من دماء تراق و من حرمات تندس بأقدام الخنازير ..

هل أصبحت مشاهد دماء الفلسطينيون و مشاهد ما يحدث فى الفلوجا .. مسلسلا عربيا مملاً نراه و نحن نتغطى تحت الألحفة نمصمص الشفاة .. و ندعو بزلزلة الأرض تحت أقدام الامريكان و اليهود ...

و أخيراً ...

يبدوا أننا لن نستيقظ و لن نرفض الركوع ؟؟؟

الا عندما نسمع أن قوات الاحتلال تجتاح مدينة المنصورة للقضاء على الارهاب ؟؟

ووقتها سيكون قد فات الأوان كثيراً !!!

و رحم الله من قال :

لقد أسمعت ان ناديت حياً ...

و لكن لا حياة لمن تنادى !!!!!

لا حياة لمن تنادى

لا حياة لمن تنادى

لا حياة لمن تنادى