اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

في التاكسي.. أنت إخواني ولاّ سلفي؟


الغريب

Recommended Posts

أعجبني المقال لكاتبة مسيحية على جريدة الوفد

في التاكسي.. أنت إخواني ولاّ سلفي؟

كتبت - كارولين كامل:

"انت إخواني ولا سلفي..؟" سؤال لم أتخيل إطلاقا أنني قد أسأله لأي زميل أو صديق أو لأي مصري مسلم ملتح، إلا إنني الخميس الماضي كنت أنتظر على كورنيش النيل لأستقل تاكسي، وانتطرت حوالي ثلث ساعة حتى وجدت تاكسي قادما من بعيد ولا يركب فيه أي ركاب، فرفعت يدى لأستوقفه.

وعندما اقترب مني وجدت السائق ذو لحية رمادية كثيفة طويلة، فتوترت بشدة وحاولت التراجع أو التحجج بأي شىء حتى لا أركب معه، إلا أنني شعرت بالحرج ووقفت أحاول فتح الباب الخلفي وفشلت كافة محاولاتي، فابتسم لي وطلب مني أن أركب فى المقعد الأمامي، حتى لا نعطل الطريق.

"أنا مأخدتكيش"

جلست فى المقعد الأمامى وأخبرته أني أرغب فى الوصول إلى أي محطة مترو، فابتسم وسألني أي محطة؟، لا أعرف كيف هربت مني الكلمات ونسيت أن أخبره أني أرغب فى الوصول إلى محطة التحرير، فابتسم مرة أخرى وسألنى أنتي من شبرا..؟، وبابتسامة فاترة جاوبته أنى بالفعل أعيش هناك، فسألته "كيف عرفت وأنت أخذتني من على الكورنيش؟"، فضحك بشدة وقال "لا أنا مأخدتكيش.. وبعد كده تقولي عايز يتجوزني والكلام ده.. والدنيا تولع"، فابتسمت وأخبرته أني لم أقصد هذا المعنى إنما أقصد أني ركبت معه من منطقة بعيدة عن شبرا، فقال لى "أصل أنتوا عايشين كلكوا تقريبا هناك"، وجدتنى أضحك وأخبره "مين اللى قال كده.. المسيحيين منتشرين في القاهرة كلها"، فقال لى "لكن أنتوا مميزين أوي فى شبرا".

لا أعرف كيف جاءتني الشجاعة لأسأله "وحضرتك إخواني..؟"، فقالى لى "لا"، "طيب سلفى..؟"، "برضو لا.. أنا مسلم وعندي عقلى وأقدر أميز ايه اللي فعلا يرضى الله وايه اللى يزعله.. مش محتاج حد يقودني ويعرفني".

الصورة الحقيقية

فسألني هل سأنزل التحرير يوم الجمعة 27 مايو (جمعة الغضب الثانية)، فأخبرته أني لم أعد أعرف ما الذى يتوجب فعله، فسألته "وحضرتك هتنزل؟"، فأخبرني أنه سيفعل أى شىء من أجل أن تصبح البلد أفضل، وإن كان النزول يوم الجمعة سيساعد على ذلك فإنه سيشارك بكل تأكيد، وجدتني أخبره بأن السلفيين والإخوان يرفضون المشاركة، فابتسم مرة أخرى وقال لي لكني لست أيا منهما حتى إن كنت بلحية.

ثم قال: "انتي عارفة.. الصورة الحقيقية بين المسلم والمسيحي ظهرت في التحرير أيام الثورة.. مكنش فيه فرق.. المسيحي كان بيحمي المسلم وهو بيصلي..".

كنا قد اقتربنا من محطة مترو التحرير، فسألني أين أريد أن أذهب بالمترو.. وهو سيوصلني للمكان الذي أرغبه عوضا عن النزول وعبور الطريق ونزول سلم المترو.. ومش حياخد أجرة زيادة، فأخبرته أنى متوجهة إلى الدقي..

تناقشنا فى السياسة وفي أحوال البلد وكان دائم الابتسام وهادئ، ومستمع جيد، ومثقف، وبعد أن أوصلني تمنى لي الخير والتوفيق، فأعطيته الأجرة، فأستأذني فى أن يعطينى الباقي عملات معدنية لأنه لا يحبها، فأخبرته أني احتاجها وأفضلها عن الورقية لذلك سأخذها بكل سعادة.

الشك تجاه الآخر

في طريقي استعدت كل كلمات السائق.. لأتعجب من كل ما حدث، وكيف أصبحت علاقة المصريين المسلمين والمسيحيين يحكمها الشك تجاه الآخر، فعلى قدر خوفي وقلقي من الركوب مع "السائق الملتحي"، على قدر قلقه هو الآخر من خوفي البادي عليَ، وهو ما دفعه لتحسين صورته سواء بكلماته أو بالابتسامة التي لم تفارق شفاهه ليطمئني، وعلى قدر سعادتي بالحديث معه وتقدير محاولاته لتخفيف توتري، على قدر حزني وشفقتي عليه وعلى نفسي وعلى المصريين، لن أقول إن هذا الشك جديد ولم يعتاده المصريون، ولكن وبكل حزن عقب ثورة 25 يناير أصبح يسيطر على المشهد الاجتماعي بسبب الفئة المتطرفة في الجانبين، التى لا تعكس أبدا الصورة الحقيقية لعلاقة المسيحيين والمسلمين.

ehm448.gif

رابط هذا التعليق
شارك

سلمت يداك يا غريب .. مقال جميل و بيوصف الواقع بشفافية و تحية للكاتبة المنصفة

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا تسلم ايدك على نقل المقال ده..... لمحة نور في وسط الضلمة

حسيت بقشعرة لما قريت مدحها في الراجل المسلم البسيط ده

بحب من وقت للتاني أسمع رأي أي حد من المسيحيين يكون لا يبخس المسلمين حقهم

وسواق التاكسي ده أمثاله كتير في كل حتة في مصر

بس زي مابيقولوا .... السيئة بتعم

du3a.gif
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 16
      لم أستوعب العدد لأول وهلة و ظننت ان هناك خطأ ما في الخبر الذي قرأته .. فبحثت بتركيز آكثر لأجد انه صحيح و بصور مختلفة تدور حول نفس التبرير  :   *   وزير التعليم يصدق على فصل 1070 "مدرس إخواني" - البوابة نيوز *   مصر.. فصل 1070 معلماً لانتمائهم لجماعة الإخوان - العربية نت *  وزير التعليم: فصل 1070 معلمًا أصحاب أفكار متطرفة | المصري اليوم ... *   فصل 1070 معلما لهم انتماءات وأفكار متطرفة - اليوم السابع *   مصر: فصل 1070 معلماً بدعوى أفكارهم "الهدّامة والمتطرفة" _ العرب
    • 0
      هذه التماثيل ليس فيها شيء وليست اصناما تعبد ولكن ما نريده من السلفيين هو التحطيم المعنوي وليس الحسي لاصنامهم المعبودة مع الله ومن يقدسونهم مع الله او من دون الله .... سحقا لهم من جهلاء  فعلا فيه مرضى دائما في عقلهم الفحش حتى ممكن يشوفوه في طفلة صغيرة لم تبلغ فيه سن إظهار مفاتنها وممكن يروه في فستان متعلق في محل ملابس أو تمثال .... وللأسف شافوه باعترافهم في الحيوانات واتكلموا في التمتع بإناثهم .... لن نحطم لهم كل شيء لأن ما يستحق التحطيم هي نفساتهم المريضة وعقولهم الخربة
    • 17
      هو: إخواني وأفتخر أنا: مصري وأفتخر هو: أخواني ليست جنسية أنا: مسلم وأفتخر هو: إخواني ليست ديانة أنا: عربي وأفتخر هو: يا جاهل، إخواني ليست قومية أنا: علمني مما علمك الله، ماذا تعني "إخواني" هو: إنها طريقة أنا: أيوه فهمت، تقصد طريقة مثل الطريقة الشاذلية والأحمدية والطريقة القادرية والطريقة الرفاعية .... الخ الخ هو: الجاهل حيفضل جاهل، لأ يا أخي، لاشيئ مما إستنتجت، إنها طريقة الإمام الشهيد حسن البنا في فهم الإسلام، والتي تختلف عن فهم العامة والجهال والسلطة وا
    • 0
      17 نقطه ستحدث إذا حكم اخواني مصر رأي أحد شيوخ السلفية في تنظيم الإخوان الإرهابي منشور على "يوتيوب" في 25/5/2012 ترى هل يراهم بشكل صائب؟ https://www.youtube.com/watch?v=sz-eQpYyQV0
    • 9
      المقال ملئ بالمعلومات وربما يحتوي خفايا لم نكن نعلمها، ولكن بالتأكيد سيكون هناك المزيد ربما من مصادر أخرى ============== ياسر رزق السيسي.. الذي أعرفه لا أذكر أنني ترددت يوماً قبل أن أكتب بقدر ما أشعر الآن! كلما أمسكت بالقلم لأسطر مقالي عن ثورة شعب توقعتها قولاً وكتابة، مقبلة كالقدر المحتوم، وعن غضبة جماهير كنت أرى وهج لهيبها من قبل أن أسمع دوي انفجارها، وعن نزول ثان للجيش كنت واثقاً أنه آت لا محالة، درءاً لفوضى، وصوناً لأمن وطن، وحماية لمقدرات شعب، وحفاظاً على تماسك دولة تلين مفاص
×
×
  • أضف...