م تيمور المراغي بتاريخ: 3 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يونيو 2011 نظام القائمة النسبية هو نظام انتخابي تجرى فيه الانتخابات بالشكل الآتي: يتم دمج عدد من الدوائر الانتخابية في دائرة واحدة, بشكل يجعل الدوائر الانتخابية عددها أقل و حجمها أوسع أو أكبر. فتقسم الدولة إلي دوائر كبيرة عددها قليل. يقدم كل حزب قائمة بمرشحيه, و يقوم الناخب بانتخاب القائمة بأكملها دون أن يكون له الحق في تعديل الأشخاص الموجودين بالقائمة, و على هذا يقوم الناخب بانتخاب مجموعة من الأفكار و السياسات أي يقوم بانتخاب برنامج انتخابي بغض النظر عن الأشخاص مما يجعل الصراع الانتخابي بين الأحزاب صراع أفكار سياسية و برامج انتخابية لا صراع أشخاص و في النهاية يتم عدّ الأصوات التي حصل عليها كل حزب و تحسب له بنسبة مئوية يشارك بها بنواب عن الدائرة. :مثال دائرة مصر الجديدة و مدينة نصر و الزيتون يكونون دائرة واحدة, مطلوب أن يخرج منها 10 نواب فقط. يطرح حزب التجمع قائمة بمرشحيه ال10 للدائرة مع برنامج الجزب و أفكاره و مبادئه و نفس الشئ بالنسبة للحزب الوطني و حزب الغد و الناصري و الجبهة الديمقراطية ..إلخ. ننتخب نحن قائمة من القوائم بغض النظر عن الأشخاص المكونين لها, فنحن ننتخب حزباً بناءً علي أفكاره و مبادئه و برنامجه الانتخابي تعلن النتيجة أن الحزب الوطني قد فاز ب50% و 10% لكل من الجبهة الديمقراطية و الغد و الناصري و الوفد و التجمع. يشارك كل حزب بحسب النسبة المئوية التي حصل عليها: أول 5 أسماء علي قائمة الوطني و أول أسم علي قائمة ال 5 أحزاب الآخرين فيدخل المجلس 10 ممثلون عن هذه الدائرة 50% منهم للوطني و 1 من كل حزب من الأحزاب الخمسة. أهم ميزاته: في النظام الفردي (النظام العادي البسيط و المطبّق في مصر حالياً) يحصل المرشح س علي 60% من الأصوات و المرشح ص علي 40 % فيفوز المرشح س و يتم إهدار 40% من أصوات أبناء الدائرة, لكن هذا النظام يتميز بإعطاء كل الأقليات الحق في أن يمثلهم واحد منهم, فإن كان في أحد الأحياء 10% يدعون لأفكار لا يقبلها باقي ال90% من سكان الحي, سيكون لهم تمثيل بنسبة 10% من نواب الحي في البرلمان. يحول الصراع من صراع أشخاص إلي صراع أفكار و برامج سياسية مما يزيد الوعي السياسي للمواطنين, كما أنه يقضي علي نظام التصويت للشخص الذي تدعمه العائلة أو القبيلة, و يصعب عملية شراء الأصوات. أهم عيوبه: يخلق صلات ضعيفة بين و الناخبين و نائبهم في البرلمان, لأن الناخب لا يكون له يد في تحديد هوية من يمثل الحي الذي يسكن فيه. يركز سلطات واسعة في أيدي قيادات الأحزاب, فيدفع عضو الحزب لتقديم فروض الطاعة و الولاء للقيادات حتى يفوز بترشيح الحزب له في الانتخابات. و يمكن التغلب على هذه النقطة إن كان النظام داخل الأحزاب نفسها ديمقراطياً, يرشح من هو أكفأ في انتخابات ديمقراطية داخل الحزب. حاجة النظام لوجود أحزاب سياسية حقيقية و فاعلة لأنه لا يسمح للمستقلين بالترشح. و يُرَد على النقطة الأخيرة من هذا العيب أن هذا النظم يسمح للمستقلين بالترشح في قائمة ائتلافية بينهم كأنهم حزب. مزايا الإنتخاب بالقايمة النسبية ليس سرا أن نظام حسنى مبارك كان يرفض بإصرار تطبيق القائمة النسبية فى الانتخابات البرلمانية خوفا من أنها ستضمن سيطرة الإخوان المسلمين على ربع المقاعد على الأقل. وبما أن مبارك سقط ونظامه يوشك على التداعى ونريد اقتلاع بقاياه، وبما أن الإخوان صاروا قوة معترفا بها، ساهمت بدور رئيسى فى إنجاز ثورة 25 يناير، فلم يعد من المنطقى أن نستمر فى نظام الانتخابات الفردى، وبالتالى على خبراء القانون والدستور أن يبحثوا لنا عن طريقة آمنة لتطبيق القائمة النسبية فى الانتخابات المقبلة. مزايا القائمة أكثر من أن تحصى واليكم عشر منها: هى أولا ستعطينا فكرة واضحة عن الحجم الحقيقى للأحزاب والقوى السياسية فى مصر، ولن تجعل حزبا لا يمتلك أكثر من مائة عضو ــ هم تقريبا عدد أفراد أسرة وعائلة وأقارب رئيسه ــ يطنطن ويجعجع فى أجهزة الإعلام عن حزبه ودوره ومكانته. هى ثانيا السبيل الوحيد تقريبا الذى يجعل المواطنين ــ الذين هم الناخبون ــ يبدأون فى التصويت للأحزاب والبرامج والأفكار وليس للأشخاص والعائلات والعصبيات. هى ثالثا: أفضل طريقة لكشف من يريد أن يتستر من رموز النظام القديم تحت غطاء المستقلين ويمرق إلى البرلمان. هى رابعا: الطريقة المثلى كى تتكتل القوى والأحزاب المتشابهة فى الأفكار والتوجهات تحت قائمة واحدة تتيح لها تجميع أكبر عدد من الأصوات. هى خامسا: الطريقة ــ التى لا طريقة غيرها ــ للقضاء على ضعف تمثيل الأقباط لأن أى قائمة حزبية تريد أن تمرر مرشحها القبطى ستضعه فى مكان متقدم من القائمة، بدلا من النظام الفردى الذى لسوء الحظ ــ يمثل بابا ملكيا للتعصب والطائفية أحيانا. هى سادسا تضمن تمثيلا للمرأة بديلا للفرض والجبر المتمثل فى الكوتة، لأننا ــ وبنفس طريقة الأقباط ــ نستطيع وضع المرشحات المتميزات فى مكان متقدم وبالتالى نضمن نجاحهن. هى سابعا: ربما مثلت مدخلا كى نشهد بروز قوى وائتلافات سياسية كبرى بدلا من الأحزاب الكرتونية، لأنه عندما يتعود الناس على التصويت للأحزاب وليس للأفراد، سنبدأ وقتها كمواطنين فى التعامل مع المسألة الحزبية بجدية، وليس باعتبارها عديمة الجدوى أو رجسا من عمل الشيطان ينبغى تجنبه بكل السبل. هى ثامنا: ستقضى على جذور الاستبداد فى العقل السياسى المصرى، لأنها ستعطى الأغلبية دائما للحزب وللفكرة وليس للشخص والعائلة، وشيئا فشيئا، ربما نستطيع أن نتحول إلى دولة برلمانية حقيقية مثل أى بلد متقدم. هى تاسعا: ستقلل العنف والاحتكاكات التى نشهدها دائما قبل وأثناء وبعد الانتخابات الفردية، التى تقوم على الصراعات الفردية والعائلية والتحيز والتعصب لمرشح، فى حين أن الخلافات الحزبية أقل حدة بكثير من نظيرتها الفردية وحتى لو وجدت ستكون حول الافكار وليس الاشخاص. هى عاشرا وأخيرا ربما كانت أفضل طريقة كى تأتلف كل قوى الثورة فى قائمة واحدة يسهل الترويج لها ضد أى قوى رجعية متخلفة، كما أنها ستضمن عزل التيارات المتطرفة التى تدعو إلى العنف. هذه مجرد اقتراحات ورءوس موضوعات سريعة تحتاج إلى نقاش موسع ومعمق، لكنها فى الأساس تحتاج إلى تحصين قانونى شديد حتى لا يتم الطعن عليها لاحقا كما حدث فى انتخابات 1984 ثم 1987على يد المحامى الكبير الراحل كمال خالد الذى تمكن من الحصول على إبطال وعدم دستورية البرلمان بحجة الاخلال بمبدأ المساواة لعدم وجود الانتخاب الفردى مصدر التدوينة \\ اضغط هنا المجد لولادك المخلصين ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ابراهيم عبد العزيز بتاريخ: 4 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2011 شكرا على شرحك لنظام القائمة النسبية يا سيد أرك واى نظام عمل له ايجابيات وله سلبيات لانه لا كمال فى الدنيا ولكن اذا وضعنا ايجابيات نظام القائمة فى كفة ووضعنا فى الكفة الاخرى سلبياته فسترجح كفة الايجابيات خاصة اذا نظرنا للوضع الداخلى فى مصر وما نراه من استغلال كثير من النواب المستقلين للبسطاء من الناخبين عن طريق اعطاءهم مبالغ مالية أومواد تموينية أو ما شابه من اجل ضمان اصواتهم مما يجعل هناك نواب يصلون لقبة البرلمان وهم لا يستحقون أن يكونوا ممثلين للشعب ولكن ساعدتهم اموالهم أيضا نظام القائمة النسبية أعتقد سيساهم فى رفع الوعى السياسى عن المواطن البسيط لأنه سيكون مجبرا قبل الانتخابات على قراءة برنامج كل حزب حتى يستطيع الاختيار ولن ينظر لمصلحة ضيقة كانت تأتيه فى ظل الانتخابات الفردية التى كانت قائمة سابقا ويمكننا أن نمسك العصا من المنتصف اذا كان تطبيق نظام القائمة النسبية فيه صعوبة فيمكننا تطبيقه بشكل جزئى على بعض مناطق البلاد كما اقترح المجلس العسكرى واعتقد ان المناطق الجنوبية فى مصر تحتاج بشدة لتطبيق هذا النظام حتى لا يستغل مرشح فردى بساطة الناس هناك لتحقق اغراضه . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
MohamedAli بتاريخ: 4 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2011 (معدل) انا افضل النظام الفردي لأسباب 1- نظام القائمة كأن تشتري من البائع كيلو طماطم فيه ثمرة جيدة وثمرة معفنة والبائع يجبرك اما تشتري الكل او لا! ان اريد شراء الجيد فقط لأن مصر تستحق الافضل 2- نظام القائمة سينتج برلمان طوائف واقليات وعرقيات متناحرة فالاقباط قائمة والسلفيين والبدو قائمة والنوبيين قائمة وفي الصعيد الهوارة قائمة والعرب قائمة وستصبح محاصصة طائفية لا اكثر! والنخبة المثقفة في البرج العاجي ستعود تتباكي ان الانتخابات تحولت لصراع طائفي وسيعملون علي الغاء الانتخابات مثلما عملوا علي الغاء الاستفتاء 3- صعب علي الاغلبية العظمي من الشعب قراءة برامج الاحزاب والمقارنة وتبين الفروق الدقيقة غالباً بينهم 4- سيزيد الصراع الحزبي والايدولوجي .. لأن الاحزاب علي رغم اختلافها ايدولوجباً لكن عند اختيار مرشحيها علي الارض تختار شخصيات معتدلة توافقية للحصول علي اكثر اصوات .. لكن في القائمة ستختار اكثر الشخصيات ايدولوجية وتطرفاً في كل تيار حتي تتميز عن غيرها لأن الفروق ضئيلة جداً خصوصاً بين الاحزاب في نفس التيار تم تعديل 4 يونيو 2011 بواسطة MohamedAli رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
MohamedAli بتاريخ: 4 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2011 الانتخاب الفردي والانتخاب بالقائمة د. حازم الببلاوي ليس من المبالغة القول بأنه لايوجد نظام انتخابي مثالي، فلكل نظام مزاياه وعيوبه، والاختيار بين نظام وآخر ليس اختياراً بين نظام صالح وآخر فاسد، بقدر ما هو ترجيح للنظام الأكثر ملاءمة لتاريخ كل بلد وتقاليده وظروفه. وهي أمور تختلف من مكان إلى آخر كما تتغير في الزمان. ومن هذا المنطلق فإن المفاضلة بين نظام الانتخاب الفردي ونظام التمثيل النسبي عن طريق الانتخاب بالقائمة تتطلب البحث عن النظام الأكثر ملائمة لظروف مصر في هذه اللحظة. ونظراً لأن هناك اتجاهاً متزايداً بين العديد من الكتاب لتفضيل الأخذ بنظام الانتخاب بالقائمة في الانتخابات القادمة، فقد رأيت أنه قد يكون من المناسب أن أطرح بعض المبررات التي أرى أنها ترجح ـ في نظري ـ الأخذ بنظام الانتخاب الفردي في ظروف مصر الآن. وأبدأ بالقول بأن نظام الانتخاب الفردي يقوم ـ عادة ـ على صورة أساسية، وهي انتخاب نائب واحد بين عدد من المرشحين لكل دائرة، في حين يختار الناخب في نظام القوائم إحدى القوائم الحزبية. وقد يأخذ نظام الانتخاب بالقائمة أشكالاً متعددة، وكلها تقوم على فكرة اختيار الناخب لقائمة حزبية تتضمن عدداً من المرشحين عن الدائرة الواحدة. فالملاحظة الأولى هي أن صوت الناخب في نظام القائمة لايذهب إلى مرشح بذاته وإنما إلى القائمة التي يختارها. والملاحظة الثانية هي أن القائمة الحاصلة على أغلبية الأصوات لاتحصل على كافة المقاعد لهذه الدائرة، وإنما فقط على عدد من المقاعد يتناسب مع نسبة ما تحصل عليه من أصوات. فإذا حصلت هذه القائمة على ثلثي الأصوات فإن ثلثي المرشحين في القائمة يدخلون البرلمان بحسب ترتيبهم في القائمة. ومن هنا، فإن دخول المرشح إلى البرلمان لايتوقف فقط على مدى تأييد الناخبين له في الانتخابات، وإنما أيضاً على موقعه من القائمة. فإذا كان موقعه ضمن الأسماء الأولى من القائمة فإن حظه في دخول البرلمان سيكون أكبر من زملائه في نفس القائمة والذين تجيء أسمائهم في آخر القائمة. ولذلك فإن نظام القائمة يعطي دوراً حاسماً للحزب في اختيار ممثلي الشعب في البرلمان، حيث لا ينجح بعض المرشحين ـ أحياناً ـ رغم شعبيتهم الجارفة في دوائرهم، إذا تصادف وجاء ترتيبهم متأخراً في القائمة. ويمكن معالجة ذلك بإعطاء الناخب الحق في تعديل ترتيب أو حتى اختيار مرشحيه، وبذلك يشكل الناخب قائمته الشخصية من بين المرشحين من القوائم المختلفة. وفي هذه الحالة فإن النظام، وإن كان يأخذ القائمة شكلاً، فإنه يصبح في جوهره نوعاً من الانتخاب الفردي، حيث يختار الناخب مرشحيه دون التقيد بقائمة معينة، ويكون للدائرة هنا أكثر من نائب. وتأخذ لبنان بهذا الأسلوب الانتخابي. وهو وضع يشبه النظام الحالي في مصر لترشيح اثنين من كل دائرة أحدهما من العمال والفلاحين. وهكذا، يبدو واضحاً الفارق الرئيسي بين الانتخاب الفردي والانتخاب بالقائمة. فالانتخاب الفردي هو تعبير عن علاقة شبه شخصية بين الناخب والمرشح الذي يختاره، فهو يعرفه شخصياً أو يعرف عنه ويختاره على هذا الأساس. أما الانتخاب بالقائمة فهو يقوم على اختيار الناخب لبرنامج الحزب وبالتالي فهو يختار قائمة هذا الحزب دون أن يكون متأكداً عمن سوف يدخل فعلاً البرلمان، الأمر الذي يتحدد وفقاً لنسبة ما تحصل عليه القائمة من أصوات ومكان اسم المرشح من هذه القائمة. وهذا الأُسلوب للانتخاب بالقائمة يكون، عادة، مقبولاً ومرحباً به في الدول ذات التراث الحزبي الراسخ، وبحيث تصبح الانتخابات منافسة بين أحزاب عريقة ومعروفة وفقاً لبرامجها الحزبية وليست اختياراً بين الأفراد لما يتمتعون به من ثقة لدى ناخبيهم. والسؤال هل بلغت مصر مرحلة تسمح لها بأن تكون الانتخابات منافسة على البرامج السياسية للأحزاب؟ للإجابة على ذلك، نتساءل هل لدينا أحزاب سياسية لها برامج سياسية واضحة ومتميزة؟ باستثناء الإخوان المسلمين، فإن الأحزاب المصرية هشة. حقاً، هناك الوفد وله تاريخ حافل، ولكنه فقد الكثير من شعبيته في العقود الأخيرة. وبالمثل فقد كان حزب التجمع يستند بدوره إلى إيديولوجية محددة، ولكنه بدوره بدد الكثير من رصيده. وهناك كذلك بقايا من الناصريين وحزب العمل، وقد كانت هذه الأحزاب أكثر انشغالاً بصراعاتها الداخلية وأجنحتها المتصارعة. وقد نشأت بعض الأحزاب الحديثة مثل الغد والجبهة الديمقراطية. و مع ذلك يظل المشهد الحزبي هشاً، بلا تقاليد مستقرة وحيث عرفت معظم هذه الأحزاب انقسامات ونزاعات داخلية لأسباب شخصية أكثر منها مواقف فكرية أو اختلافات على البرامج والتوجهات. ومن الطبيعي، مع ثورتنا الأخيرة وفتح الباب لتكوين الأحزاب، أن ينشأ العديد من الأحزاب الأُخرى الجديدة باسم ثورة 25 يناير وتحت عباءتها، وغالباً ما سوف ترفع شعارات متعلقة بشكل أو آخر بقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية وحماية البيئة، وما شابهها من المبادئ التي قل أن يختلف حولها الناس. وأغلب الظن أن البرامج ستكون متداخلة ومتشابهة، وإن كانت الوجوه ستكون جديدة وغير معروفة تماماً للغالبية العظمى. وبذلك يصعب القول بأننا بصدد منافسة حقيقية بين الأحزاب. فالأحزاب ليست مجرد برامج تعلن، وإنما هي مواقف وتاريخ ومسئولية. ولذلك فإن الحديث عن منافسة بين برامج حزبية في مثل هذا الإطار الجديد سيصبح، في أغلب الأحوال، مجازاً أكثر منه حقيقة. فباستثناء جماعة الإخوان التي تعرف نفسها ـ أو يعرفها الناس ـ بشكل واضح محدد، فإن الأحزاب الجديدة سوف تكون بالنسبة لمعظم المواطنين مجرد أسماء وصور دون تاريخ أو مواقف معروفة. ولذلك فإن الأخذ بنظم الانتخاب بالقائمة، في هذه المرحلة، هو استناد إلى افتراض بأن لدينا أحزاب لها برامج أو شعبية. فنحن هنا نتحدث عن أمل لم يتحقق بعد. والدول التي تأخذ بنظم القائمة تعتمد، في الغالب، على تقاليد حزبية طويلة لأحزاب لها جذور تاريخية عميقة، ارتبطت بمواقف سياسية معروفة تجاه العديد من القضايا، ولها رموز سياسية لها وقواعدها الشعبية. ولا ننسى أن الشعب المصري لم يعرف ـ لفترة طويلة ـ حياة حزبية، وهو في نسبة كبيرة منه غير متعلم. وفي مثل هذه الأحوال، فإن مطالبة الناخب المصري باختيار قائمة مكونة من عدد كبير من المرشحين إرهاق له، وهو ربما لا يعرف الكثير عن البرامج المعلنة لكل حزب بل وقد يتأثر باسم زعيم الحزب أو باتجاه الحزب العقائدي أو شعاراته. وعلى العكس ففي حالة الانتخاب الفردي فعلى الأقل أن معظم الناخبين يختارون نائباً عنهم في دائرتهم، وهم غالباً يعرفونه معرفة شخصية، وهو مسئول شخصياً أمامهم. وبذلك يصبح الاختيار أكثر تعبيراً عن إرادة واضحة واستناداً إلى معرفة أو ثقة بالمرشح. فعلى حين يقوم نظام القائمة على "افتراض" أن هناك أحزاباً قوية ذات برامج واضحة ومختلفة مع وعي كامل من جانب الناخبين بها، فإن نظام الانتخاب الفردي يستند إلى "حقيقة" أن الناخب يعرف مرشحه وله فرصة على محاسبته شخصياً. ففي الحالة الأولى نستند إلى "افتراض" وجود حياة حزبية قوية، في حين أننا نكون في الحالة الثانية بصدد "حقيقة" وهي إمكانية معرفة الناخب بمرشحه. ولعله من المفيد التأكيد هنا على نقطة ايجابية هامة يتميز بها نظام القائمة، وهي أن الأخذ بهذا النظام يؤدي عادةً إلى نوع من الانضباط الحزبي، بحيث يلتزم أعضاء الحزب بشكل عام بمواقف الحزب تجاه معظم القضايا المطروحة. ولكن يقابل هذه الميزة عيباً لايقل خطورة، وهو سيطرة قيادات الحزب على سلوك الأعضاء، وبما يحول ـ كثيراً ـ دون الخروج على اتجاهات القيادة الحزبية. وقد أدت هذه الظاهرة في كثير من الأحوال، إلى نوع من الجمود في الأحزاب والحيلولة دون بروز قيادات جديدة تتمتع بفكر متجدد ومخالف لمواقف قيادة الحزب استناداً إلى شعبيتهم في دوائرهم. ورغم أن تجربتنا مع الحزب الوطني تمت في ظل نظام الانتخاب الفردي، فإن سيطرة هذا الحزب على الحياة السياسية، جعلت قوائم ذلك الحزب أشبه بالقوائم في نظام الانتخاب بالقائمة. ولعلنا نتذكر من هذه التجربة مدى جمود الحزب، وحيث كانت إدارة الحزب تسيطر على النواب لأنها ـ وحدها ـ تملك حق إعادة ترشيحهم بإسم الحزب في الانتخابات التالية. ومن هنا جاء جمود هذا الحزب واستسلامه التام لإرادة قياداته، كما كانت تظهر في ايماءات كمال الشاذلي أو زكريا عزمي وأخيراً أحمد عز للنواب. وقد كان هؤلاء الأعضاء ساداتيون مع السادات، ومباركيون مع مبارك، بل وشاذليون مع الشاذلي وعزيون مع أحمد عز، وهكذا. أما في ظل الانتخاب الفردي فإن النائب يستمد قوته وشرعيته من جماهيريته ومساندة دائرته له وبذلك يتمتع بدرجة أكبر من الاستقلال في الرأي. بقيت نقطة أو نقطتان تستحقان الإشارة، فالانتخاب بالقائمة يعطي فرصة للأقليات الحزبية للتواجد في البرلمان. وهذه ميزة لا يستهان بها، ولكنها بالمقابل قد تصبح عبئاً على الاستقرار السياسي. فمن المشاهد أن الدول التي تأخذ بالانتخاب الفردي تنتهي ـ عادة ـ إلى وجود عدد قليل من الأحزاب الكبيرة، مع وجود حزب أو حزبان مرشحان للأغلبية. وهكذا يساعد نظام الانتخاب الفردي على ظهور أحزاب قوية قادرة على الحصول على الأغلبية وبما يحقق مزيداً من الاستقرار السياسي. أما الدول التي تأخذ بالانتخاب بالقائمة فإنها تعرف ـ عادة ـ تعدداً في الأحزاب، وبحيث يكاد يندر فيها الحصول على الأغلبية وبالتالي يصعب تشكيل حكومة فيها إلا من خلال التآلف مع الأحزاب الأُخرى. فنظام التمثيل النسبي يوفر فرصة للأقليات الحزبية دخول البرلمان وكثيراً ما تكون هذه الأحزاب هي الأكثر تطرفاً. ويكفي أن تقارن الحكومات في الدول التي تأخذ بنظام الانتخاب الفردي بتلك التي تأخذ نظام القائمة. فإنجلترا ـ وهي تأخذ بالنظام الفردي ـ تعرف استقراراً سياسياً في ظل نظام للحزبين بشكل عام، وكذا الحال في الولايات المتحدة. وقارن هذا بالدول التي تأخذ بنظام القائمة حيث تكثر الأحزاب السياسية، وبالتالي يصعب تشكيل حكومة أغلبية والاعتماد بشكل كبير على حكومات الائتلاف بين عدة أحزاب للأقلية، كما في إسرائيل أو في بلجيكا. ولعلي أضيف هنا إلى أن تجربة مصر التاريخية في الانتخابات قد استندت بشكل عام لنظام الانتخاب الفردي، وبالتالي فإن مشاكله معروفة لنا ويمكن مواجهتها، أما الانتخابات بالقائمة فهو نظام جديد على كل من الناخبين والمرشحين. كذلك فإنه يجب ألا ننسى أن المستقلين يجدون صعوبة في المشاركة السياسية الفعالة في ظل نظام القائمة. ولايخفى أنه في دولة مثل مصر لم تعرف حياة حزبية حقيقية لما يزيد على نصف القرن، فإنه ليس من المصلحة استبعاد الرموز المستقلة من الاشتراك في الانتخابات، كما أنه من الصعب توقع قيام أحزاب سياسية قوية خلال فترة قصيرة وبحيث تكون قادرة على استمالتهم إلى عضويتها، وهذا رغم أن لهؤلاء دوراً مطلوباً. وأخيراً فلابد من الاعتراف بأن الانتخابات بالقائمة تقلل من خطورة تأثير المال على الانتخابات بالنظر إلى اتساع الدوائر الانتخابية، وهي ميزة كبيرة في ذاتها ولايمكن التهوين من شأنها، ومع ذلك فهناك دائماً أساليب لتقليل آثار المال على الانتخابات حتى في ظل الانتخاب الفردي. وقد رأيت أن أضع هذه النقاط تحت نظر القارئ، وبما يساعد على إثراء النقاش حول هذه القضية الهامة. والله أعلم. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ابراهيم عبد العزيز بتاريخ: 4 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2011 (معدل) 2- نظام القائمة سينتج برلمان طوائف واقليات وعرقيات متناحرة فالاقباط قائمة والسلفيين والبدو قائمة والنوبيين قائمة وفي الصعيد الهوارة قائمة والعرب قائمة وستصبح محاصصة طائفية لا اكثر! والنخبة المثقفة في البرج العاجي ستعود تتباكي ان الانتخابات تحولت لصراع طائفي وسيعملون علي الغاء الانتخابات مثلما عملوا علي الغاء الاستفتاء السلام عليكم اخ محمد لم افهم كيف ان نظام القائمة النسبية سيفرز برلمان طوائف وأقليات وان الاقباط سيكون لهم قائمة والنوبين قائمة والهوارة قائمة كما تفضلت وقلت !! يا اخى نظام القائمة النسبية هو قائمة للأحزاب السياسية وليس لطوائف , وطبيعى أن كل حزب سياسى يوجد به اعضاء من كل ربوع مصر المحروسة سواء صعيدى او نوبى او بدوى أو مدنى أما كلامك عن برلمان طائفى فهو يكون فى حالة أن تجعل مصر نظام القائمة النسبية يكون بناء على المناطقة مثلا او الاعراق , فمثلا سيناء تدخل بقائمة والنوبة تدخل بقائمة والامازيغ يدخلون بقائمة وهكذا , واعتقد أن احدا لم يدعو لنظام قائمة بهذه الكيفية حتى نقول أنه سيخرج لمصر برلمان طائفى !! تحياتى لك تم تعديل 4 يونيو 2011 بواسطة ابراهيم عبد العزيز رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
MohamedAli بتاريخ: 4 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2011 2- نظام القائمة سينتج برلمان طوائف واقليات وعرقيات متناحرة فالاقباط قائمة والسلفيين والبدو قائمة والنوبيين قائمة وفي الصعيد الهوارة قائمة والعرب قائمة وستصبح محاصصة طائفية لا اكثر! والنخبة المثقفة في البرج العاجي ستعود تتباكي ان الانتخابات تحولت لصراع طائفي وسيعملون علي الغاء الانتخابات مثلما عملوا علي الغاء الاستفتاء السلام عليكم اخ محمد لم افهم كيف ان نظام القائمة النسبية سيفرز برلمان طوائف وأقليات وان الاقباط سيكون لهم قائمة والنوبين قائمة والهوارة قائمة كما تفضلت وقلت !! يا اخى نظام القائمة النسبية هو قائمة للأحزاب السياسية وليس لطوائف , وطبيعى أن كل حزب سياسى يوجد به اعضاء من كل ربوع مصر المحروسة سواء صعيدى او نوبى او بدوى أو مدنى أما كلامك عن برلمان طائفى فهو يكون فى حالة أن تجعل مصر نظام القائمة النسبية يكون بناء على المناطقة مثلا او الاعراق , فمثلا سيناء تدخل بقائمة والنوبة تدخل بقائمة والامازيغ يدخلون بقائمة وهكذا , واعتقد أن احدا لم يدعو لنظام قائمة بهذه الكيفية حتى نقول أنه سيخرج لمصر برلمان طائفى !! تحياتى لك الموضوع بسيط الاقباط عنهم احزاب الان والسلفيين عندهم احزاب ايضاً والباقي ممكن يعمل قائمة من المستقلين زي ما (نعم) في الاستفتاء تحولت الي رمز للمسلمين ستتحول قائمة (حزب فلان) الي قائمة المسلمين وكما تحولت (لا) لرمز للمسيحيين ستتحول قائمة (حزب فلان اخر) الي قائمة المسيحيين العائلات والقبائل في الصعيد وخصوصاً قنا (كبيرة جداً) وتحتوي اكثر من دائرة انتخابية وستتحول الانتخابات الي هوارة وعرب في حال كان النظام قائمة نسبية وسيأتيك بمجلس فيه اشخاص مثل عبد الرحيم الغول وليس وحدة هذه المرة بل ومعه بعض افراد قبيلتة كمان طبعاً لن يكون الفصل حاداً جداً هكذا لكن اتكلم عن الاصوات الكبيرة والمؤثرة لمن يعرف كيف تدار الانتخابات وليس مثل احد اعضاء 6ابريل الذي خرج في فيديو يكاد يبكي ويشتم في الشعب لأن الاستفتاء تحول لاشياء اخري ومنها الطائفية مع ان كل النذر قبل الاستفتاء باسابيع كانت توحي بذلك http://www.youtube.com/watch?v=fZDPBtH5aec&feature=player_embedded عادة النخبة عندما تتفق علي رأي! فهو خطأ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Ahmed Anwer بتاريخ: 4 يونيو 2011 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2011 أنا مع نظام القائمة الإنتخابية النسبية و افضل المغلقة كمان ده السبيل الوحيد اللي هيخلي كل واحد متأكد إن صوته هيكون مؤثر حتي لو مش من الأغلبية بالإضافة لتفتيت القبليات و الرشوة السياسية من ناحية آخري فقط ممكن أقترح جزء عن طريق الإنتخاب المباشر عشان المستقلين اللي مش هيقدروا يفرضوا نفسهم علي قائمة حزب ملحوظة إسرائيل اعتمدت نظام التمثيل النسبي منذ نشأتها لأنها كان الوسيلة الوحيدة لدمج العرقيات المتعددة فيها و لذلك نجد في إسرائيل العنصرية حزب عربي و نواب عرب في الكنيست رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان