المعارك الفكرية و تعريف المصطلحات

[عادل أبوزيد]

من أولويات أى إتفاق قانونى أن نبدأه بديباجة للتعريف بأطراف الإتفاق و كذا التعريف بجزئيات الإتفاق ... و كلنا نعى عبارة "فلان الفلانى القاطن فى ... و يحمل بطاقة ... و جنسيته ... طرف أول"

و نفس التقليد ينطبق على الدراسات الجامعية حيث نحدد مسبقا مجال الدراسة و ما ينضوى تحتها.

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

لاحظت فى معظم معاركنا الفكرية سواء فى محاورات المصريين أو فى الصحف و المجلات السيارة أننا نغفل هذه البديهية ...

و يحمى وطيس المعركة - الفكرية - و كل طرف يدافع أو يهاجم الطرف الآخر بناء على مفهومه هو لإصطلاح معين.

و هذا ليس بظاهرة صحية و أحسب أن هناك خلللا فى حياتنا الثقافية - هنا فى الشرق - كيف يتأتى أن نغفل عن ببساطة عن أحد أهم مفردات الإتفاق و الإختلاف ؟

هنا فى المحاورات قمت بالبحث عن لفظة "علمانية" فى عناوين الموضوعات ووجد خمسة عشر موضوعا يصل عدد المداخلات فى بعضها إلى عشرة صفحات !!! و ذلك على مدار السنوات الأربع المنصرمة و كل من شارك فى تلك المعارك الفكرية - جوازا - لم يهتم أن يضع تعريفا للعلمانية أو أن يتأكد أن الطرف الآخر عنده نفس المفهوم عن معنى العلمانية ....

و كان الأحرى بهؤلاء أن يتجاهلوا المصطلح تماما و يتكلمون عن الفكر الأصلى الذى حاولوا إختزاله فى المصطلخ.

أحرص ألا أستدرج - بضم الألف - لسرد حالات و مواقف إستغربتها من أصحابها ... و هذا يكفى.

لأدلل على مدى حجم الخلل أورد هنا موضوعين عن العلمانية و أترك لكم الحكم على مستقبلنا الثقافى و العلمى

المقال الأول بعنوان "هل العلمانية كلمة قبيحة" و أورد الرجل شرحا للمصطلح و تأريخا للمناقشات التى دارت حول المصطلح.

و المقال الثانى بعنوان "أساليب العلمانيين في تغريب المـرأة المسلمة" و فيه يأخذ بتعريف معين للعلمانية و يهاجم بشدة كل حديث عن تحرير المرأة و لا أريد أن يستدرج - بضم الياء - أحد القراء للخروج عن الموضوع الأصلى و الإندفاع للدفاع عن أى من المنظورين.

ترى هل يمكننا - هنا فى المحاورات على الأقل - أن نبذل بعض الجهد فى الإتفاق على ما سنتعرض له من مصطلحات قبل أن يحمى وطيس المعركة ... الفكرية ؟

[فــيــروز]

الاستاذ الفاضل عادل ابو زيد

موضوع فى وقته تماما .. حيث اننا فى احيان كثيره نخوض غمار موضوعات و مناقشات مطوله حول مفهوم من المفاهيم دون ان نعرف على وجه التحديد و اليقين معنى هذه المفاهيم فى اذهان المتحاورين قبل ان نتحاور !!

وربما يكون هذا الموضوع بدايه لاتفاق ودّى ان نتفق اولا على "معانى الكلمات" قبل ان نقتلها بحثا :D لكن ارجو الا يستدرجنا الحوار حول المعنى الى نسيان الموضوع الاساسى و التفرغ للتناحر حول المعنى :D

تحياتى للجميع :D

[عادل أبوزيد]

الذى يتابع محاورات المصريين يجد عدة موضوعات جديدة يصل عدد المشاركات فيها إلى ما يزيد عن المائتين و كلها تبدأ بإفتراض فهم معين لكلمة علمانى على أنه ملحد أو عن فصل الدين الدولة دون أن يتطرق أحد للقبول أولا بمعنى المصطلح قبل إخراج السيوف و آلات الحرب.

أدعو مفكرى محاورات المصريين أن يتقدم بتشريح أى من تلك المعارك الحامية الوطيس ليثبت للجميع أن المتحاورين متفقين على صلب الموضوع بنسبة قد تزيد عن 80% و الباقى يدور حول الخلاف عن نصف الكوب الفارغ أو الملآن.

هل من متطوع ؟