يونايتيد برس: سبعة عشر ألف جندي أمريكي مصاب لم يق

[Gharib fi el zolomat]

عام :الوطن العربي :الأحد 5 شعبان 1425هـ - 19 سبتمبر 2004 م آخر تحديث 12:50ص بتوقيت مكة

مفكرة الإسلام : في تقرير خطير بثته [وكالة يونايتيد برس إنترناشيونال] عن حجم خسائر القوات الأمريكية غير المعلنة في العراق وأفغانستان طبقا للبيانات العسكرية التي راجعها خبراء بالوكالة جاء فيه : إن سبعة عشر ألف جندي أخلوا طبيا من العراق وأفغانستان؛ وعلى الرغم من ذلك خلى من ذكرهم التقرير العام لخسائر الحرب الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن معظم هؤلاء الجنود لم ترق إصاباتهم إلى الحد الذي يمكن أن يسجلوا عنده في سجلات الإصابات، لكن العسكريين ذوي الخبرة يقولون إن هؤلاء الجنود كان لا بد أن يقيدوا في السجلات العسكرية.

وإضافة إلى عمليات الإخلاء تلك، فإن 32,684 من الجنود المحاربين ذوي الخبرة في العراق وأفغانستان أصبحوا خارج عداد الجيش ويتلقون الرعاية الطبية من قسم شؤون المحاربين القدماء بحلول شهر يوليو2004 وبالتحديد 22 يوليو، وذلك طبقا للتقارير التي أعدها [[قسم شؤون المحاربين القدماءDVA]] والذي حصلت اليونايتيد برس على نسخة منها.

وطبقا لقيادة النقل الأمريكية المسؤولة عن عمليات الإخلاء الطبي، فقد أخلى الجيش الأمريكي 16,765 جندي بشكل فردي من العراق وأفغانستان نظرًا لإصابات وأمراض ليست لها علاقة مباشرة بالمعارك، وأكثر هذا العدد كان في [عملية تحرير العراق].

والتقرير العام لخسائر وزارة الدفاع الأمريكية www.defenselink.mil, لا يدرج إلا الجنود الذين ماتوا أو جرحوا في المعارك.

وتقول تعريفات خسائر الحرب الخاصة بالبنتاجون، والتي حصلت عليها اليونايتيد برس في شهر ديسمبر بأن وصف الخسارة يتحقق في واحد من الحالات الآتية [أي شخص يفقد ويتبين موته صراحة، أداء خدمة عسكرية ويفقد في مكان مجهول، مرض، أو جريح]

وفي بيان الأربعاء أعطى البنتاجون تعريفًا مختلفًا للخسارة تضمن الإصابات حسب نوعها وشدتها، كما أوضح أن أكثر عمليات الإخلاء الطبي لم تحسب في الإصابات.

وأضاف البيان: 'الغالبية العظمى من عمليات الإخلاء في عملية تحرير العراق لم تكن بسبب الإصابات'.

واستشهد البيان بأمثلة لبعض الأمراض من قبيل :الشد العضلي، وآلام الظهر، والكليتين، والإسهال، والحمى.

وقال تقرير البنتاجون:' إن تقارير الإصابات التي تقدم للجمهور تختص بحالات الإصابة العرضية والمصابين في الميدان'.

وإن تقارير الخسائر التي يعدها البنتاجون تعد قوائم بأسماء الجنود الذين ماتوا في حوادث غير متعلقة بالحرب أو بسبب المرض، إلا أنها لا تثبت الجنود المصابون أو المرضى لأسباب غير قتالية، أو الجنود المفقودون في تقاريرها.

بينما نصح أحد الخبراء العسكريين 'مايك شيلي' مدير قسم العلاقات الخارجية والأمن القومي في الجيش الأمريكي بأن على البنتاجون إعداد تقارير كاملة عن الخسائر بما فيها الإصابات غير القتالية، والمرضى، وقال شيلي مستنكرًا: 'إن هؤلاء المصابين أصيبوا في الحرب' !.

وأضاف 'شيلي' :' أعتقد أنه يتحتم علينا إعداد قوائم صادقة عن الإصابات قصيرة المدى وكذلك العاهات المستديمة التي حدث في أية اشتباكات وأي مكان'.

وقال الناطق باسم قيادة النقل إن وحدته -وبدون الأوامر من القيادة المركزية الأمريكية- لا تعد بيانات مفصلة حول الإخلاءات الطبية لمعرفة عدد المنقولين من العراق وأفغانستان.

وأضاف المقدم 'سكوت روس' :' إننا لا نزال نعمل في مسارنا المعتاد، وعلى أية حال فإن معظم عمليات الإخلاء تبدو أوضح في عملية تحرير العراق، حيث تمت العديد من عمليات النقل إذا ما قورنت بأفغانستان'.

وطبقا للوثائق التي راجعتها اليونايتد برس من قبل فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن 1019 ميت، و7245 مصاب في العراق.

إضافة إلى عدد 27.571 من الخبراء والرتب المتقدمة في الجيش بحاجة إلى الرعاية الصحية.

ومن بين هؤلاء المحتاجين إلى الرعاية الصحية في العراق: 5375 أصيبوا بأمراض عقلية ونفسية، مما يشير إلى أن الاضطرابات العقلية تحتل المركز الثالث بين الأمراض المشخصة، وذلك بعد أمراض العظام، واضطرابات الجهاز الهضمي.

ومن بين أعداد المصابين 800 جندي أصيبوا بأمراض عقلية .

وقد أظهرت دراسة عسكرية نشرتها مجلة 'نيو إنجلاند' الطبية في شهر يوليو أن 16% من الجنود العائدين من العراق يعانون من الاكتئاب الشديد نتيجة للقلق أو الاضطراب النفسي الناجم عن الصدمة.

كما أظهرت الدراسة أن 11% من الجنود العائدين من أفغانستان قد يكون لديهم نفس المشكلات.

ويأتي هذا التقرير ليلقي بظلاله على شيء من التعتيم الإعلامي الذي تعتمده قوات الاحتلال في إخفاء أو تقليل آثارها الكبيرة في كل من أفغانستان والعراق وإن كان التقرير يؤكد على تضاعف حجم خسائر القوات الأمريكية في العراق على وجه الخصوص .

كما يلقي بشكوك عريضة أيضا حول الضغوط التي مورست على كثير من الفضائيات خاصة العربية منها لتتبع السياسة نفسها في التكتم أو تقليل خسائر الاحتلال المتزايدة على وجه الخصوص بصورة لافتة جدا.

ومن الجدير بالذكر أن التقرير أغفل أيضا أن قوات الاحتلال لاتعتبر من خسائرها أولئك الذين لايحملون الجنسية الأمريكية ممن قامت السفارات الأمريكية في كثير من دول العالم بتجنيدهم مقابل منحهم ما يعرف بالجرين كارد الذي يتيح لهم العمل داخل أمريكا أو منح بعضهم الجنسية الأمريكية فهؤلاء لاتتناولهم التقارير التي تتحدث عن خسائر قوات الاحتلال من قليل أو بعيد