صباح كوهم

[أثر الطائر]

صباح كوهم

لك .. أيها الصبح ..

أن تترك كل طيور الأشجار

عرضة للقنص

ببنادق الصيد

وأن تدع بواباتك مشرعة

لضباب وأتربة

تغبش الرؤية

وتملأ العيون

وأن تشهد شروق شمسك

بلا أدنى مسرة

ولك .. أيها الصبح ..

أن تتسلى

بعدّ أنفاسنا

أنا وأنت ..

أنفاسنا التي أصبحت تشبه

جثثا

لا ينقصها الموت

لك ..

أن تقطب في الوجوه

وأن تعلن الحداد

على أفئدة

باعت الحلم

ولك ..

أن تقهقه ساخرا

أو تضحك

حزينا

من أوهامي

وأن تقول لباعة اليأس

الجائلين :

أنتم الناس ..

لك .. أيها الصبح ..

أن تفعل ما تشاء

فلم يعد مهما أن

يشفى الجرح

فجرحنا أيها الصباح

لا يخص أحدا غير

أنا وأنت ..

وهو الذي ما عاد يشفى

وهو الذي أضحى

أكبر مني ومنك

لك أيها الصبح .. ولك ..

فسريعا

سيؤذن الغروب

وأنت ستظل معلقا

في السماء

كوهم

أتحمله وحدي

[أثر الطائر]

صباح كوهم(2)

يا أيها الصباح

وأنا أنظر حولي

أرى الحياة فيك

فأفرح

أراها

وأثمل

لا أرى فيك إلا الحياة

فأغتر

في كل هذى الحياة

يكمن لنا الموت!!

ألا يدهشك الموت كثيرا أيها الصباح؟

هؤلاء الذين صادقوا الموت

مثلك

يعتقدون أنه

ليس مخيفا بما يكفي

ليثير فزعهم

ويرونه عضوا فاعلا

وحيا (!!)

في جسد الحياة ذاتها

ألا يدهشهم أنفسهم

أن يخرج الموت علينا

فجأة

من البيوت

ومن منحنيات الطرق؟

وبدون أن نكون قد دعوناه

أو فعلنا أوقلنا ما يجلبه علينا؟

سأموت أنا أيضا يا أيها الصباح

ليس مثلما تموت أنت

ربما – كل يوم – مرة

لكنك تظل رغم موتك الكثير

جاهلا بالموت

مثلي

أنا الذي لم أجرب الموت من قبل

ولن أصادقه

أما هؤلاء الذين سلموا للموت

شرف الحياة

فلم يخطأوا كثيرا

لكنهم فقدوا – أيضا – كل أمل

في أن ينجو بعد الموت شيئا

أي شيء

يمكنه أن ينتمي لزوالهم