اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

من الذي يدفع للزمار


مرسي سلطان

Recommended Posts

حول علاقة مؤسسة فورد بالمخابرات المركزية

(يا لضيعة العمر فبعد كل الشقاء والعذاب والحرمان واسوار المعتقلات اراني في لحظة واحدة أنني أكلت خبزي، واكل أولادي معي من الكتابة في مجلة يمولها الاستعمار. )

بتلك الكلمات من كتابه «ثقافتنا بين نعم ولا» قدم«غالي شكري» اعتذاره ، عما قام به في بداية الستينيات ، بقبوله التعامل مع مجلة «حوار» التي رأس تحريرها في بيروت الشاعر الفلسطيني «توفيق صايغ» وذلك ضمن رسالة مبهمة ، بعث بها اليه ضمن الكتاب ، و كان «غالي شكري» قد كتب للمجلة عدة مرات بتوقيع مستعار هو «احمد رشدي حسين» ، ثم اعتذر بعد ذلك عن قبوله العمل مراسلاً لها او التعامل معها ، بعدما كشفت مجلة «نيويورك تايمز» عام 1966 حقيقة ان « منظمة المؤتمر العالمي للحرية الثقافية» - و التي تمول المجلة - تتلقى المعونات والدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، من خلال واجهات خادعة ، كمؤسّسة فورد فاونديشن و مؤسّسة روكفلر للأبحاث.

وهي المنظمة التي كانت- رغم بريق اسمها - وراء عدم نيل شاعر تشيلي نيرودا جائزة نوبل عام 1964 ، فلم يفز بها إلا بعدما اصبح سفيراً في فرنسا لحكومة الليندي عام 1971 ، وقبل أن تقتله المخابرات الأميركية بعامين ، كما هي أيضا المنظمة التي كانت وراء إخضاع أرنست همنجواي للتحري والتحقيق حتى أصابه الاكتئاب ، فانتحر بإطلاق الرصاص علي رأسه.

ومانراه اليوم من اختراق لانشطة الغزو الثقافي الأمريكي لحياتنا تحت ستار التنمية الثقافية يجعل الليلة تشبه البارحة ، غير قلة الرجال أمثال غالي شكري ، ويوسف إدريس و نجيب محفوظ اللذين رفض كل منهما جائزة قدمتها تلك المجلة لكل منهما تقدر بعشرة آلاف ليرة لبنانية وقتها ، و رغم أن الحرب الباردة كانت لاتزال بين القطبين ، ولم نكن بعد في بؤرة اهتمام السياسة الأمريكية ـ ولم تكن الأوضاع كما هي عليه الآن ، من احتلال مباشر لدولة بحجم العراق ، والتلويح بالعصا لباقي القطيع !.

فما تقوم بها المؤسّسات الأمريكية اليوم في مصر يشكل ركائز الاختراق الثقافي-العلمي المنظم، ومحاولة فهم المجتمع المصري وتفاصيل علاقاته السياسية والاجتماعية و الثقافية من خلال حزم كثيفة من المعلومات والدراسات ، تتلقفها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية C.I.A. بهدف إعادة برمجتها، وفق أساليب ونظم علمية متطورة تساعدها فيما بعد علي فهم العقلية وفي التعامل بالتالي مع المجتمع ككل ، و بالطبع ، تصب في النهاية أيضا في خدمة الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية من خلال آليات التعاون الأمريكي الصهيوني .

وتعتبر "مؤسّسة فورد"، هي أخطر مؤسسات التجسس العلمي الأمريكية في مصر ، فهي التي تقوم بتمويل "أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، ومن خلالها تقوم "وكالة التنمية الأمريكية" AID بتخصيص حوالي مائة مليون دولار سنوياً لمركز البحث العلمي والجامعات المصرية منذ نهاية السبعينات إلى اليوم.

وفي هذا السياق يقول محمد حسنين هيكل إنّ أكثر الجهات المستفيدة من هذه الأموال، هي الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيلوأنه قرأ دراسة تتحدث عن حزام الفقر المحيط بالقاهرة، فوجدها تركّز تحديدا على معسكرات الأمن المركزي والقوات المسلّحة الموجودة في هذا النطاق، ثم تتحدّث عن التفاعل بين الناس وهذه القوات في إطار هذا الحزام من الفقر..".

ويضيف حرفياً: "إنّني معتقد أن هذا كلام في منتهى الخطورة ، مائة مليون دولار كل سنة تدخل لاستكشاف وتقصّي مايدور داخل العقل‏ المصري !؟".

رابط هذا التعليق
شارك

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل في السفير اللبنانية (7\1\1997): اعتراضي أساساً على التمويل الخارجي للأبحاث أنه غير مؤهل وغير مسيطر عليه. ويذكر المثل الأنجليزي: الرجل الذي يدفع للزمار هو الذي يقرر النغمة التي يعزفها الزمار. ويقول عندما لا يكون لنا رأي في توجيه هذا التمويل للأبحاث, ولا نعلم لمن تقدم نتائج هذه الأبحاث, وفي غياب مفهوم شامل يعطيني كل الصورة, وبدون رقابة أو توجيه يدخل التمويل للسيطرة على عقل المجتمع ووجدانه وضميره, ونوع من السيطرة على تصرف المجتمع. إن ما يحدث في مصر لا يوجد له مثيل في مكان آخر, ويتساءل عندما يكون أحد الأبحاث يمول من السي آي آيه أو المركز الأكاديمي الإسرائيلي, فهل يعقل أن يكون ذلك طبيعياً. وهل يمكن أن نفصل بين موضوع البحث ومن سيستفيد منه؟ إن هناك مشكلة حقيقية في قلة الأموال المحلية للأبحاث, ولكن هل وسيلتي لتعويض التخلف هو عمل أبحاث بتمويل أجنبي الذي هو سيحدد مجال البحث؟

فمثلاً إذا ركزت الأبحاث على المشكلة الطائفية أو على الجريمة الجنسية سوف تكون هذه الأبحاث مشوهة. ويقول:

"في أوربا وأمريكا لا يسمحون لك بذلك فللبحث العلمي شروط منها الحصول على تصريح إلى إشراف جامعة معترف بها, وأساتذة مؤهلون ورقابة على الصرف. فعندما نجد أن 100 مليونن دولار من المعونة الأمريكية مرصودة للأبحاث, فلا بد من أن أسأل ما هو المطلوب؟" وهذا يجر إلى موقف المثقفين. يقول الأستاذ هيكل في هذه المقابلة عن أساتذة الجامعة المصريين: "هالني ما يحدث, فاساتذة الجامعات المصرية يعمل ثلثهم في الجامعات المصرية ويعمل الثلث الثاني في الجامعات العربية, والثلث الأخير مستوعب في الأبحاث. هل يمكن أن تقول لي سأفتح أحشاء مجتمع دون أن تكون مؤهلاً, وعلى فرض أنك مؤهل يجب أن تعرف من أنت وما الذي ستفعله في أحشائه ولمن سترسل النتائج. إن ما أطالب به أن تكون قضية الأبحاث الأجنبية تحت الأضواء وأن نحدد نحن كمجتمع هذا الدور" (انتهى كلام "هيكل).

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

يا اخي الفاضل انت تتحدث عن المنظمات الاجنبية والتي تاتي الينا من الخارج وهي بكل الاحوال سوف تتوغل بطريقة او باخرى وايضا يمكن فهم اسلوبها او على الاقل تعطيل نشاطها

المصيبه الاكبر تاتينا من الداخل من اللوبي الصهيوني الداخلي عندنا في مصر من صفوت الى والي الى الشاذلي واختتموها بهذا المخن؟؟؟؟ حسني

Yasso.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...