اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

تفاصيل خطة "إدارة" للسيطرة على ميدان التحرير بعد الثورة


Recommended Posts

الخطة إرادة وفق ما نشر عنها، هي خطة أجهزة الأمن المصري للسيطرة على أحداث شغب تفوق مواجهتها قدرة قوات الشرطة منفردة. نظريا كان من المفترض أن يناقش المجلس الأعلى للقوات المسلحة آلية تطبيق هذه الخطة أثناء أحداث 25 يناير بما تتضمنه من دك ميدان التحرير تماما، لكن سؤالا طرحه المشير محمد حسين طنطاوي في أول اجتماع للمجلس على أحد أعضاءه: الوقت دقيق وحازم فماذا ترانا فاعلين؟ فرد بسؤال: إذا كنت في موقف الاختيار بين الوطن والانضباط العسكري فماذا تختار؟ فأجاب المشير علي الفور الوطن (التفاصيل نقلا عن كتاب عبد القادر شهيب (السطور الأخيرة في حكم مبارك)).

أما الخطة إدارة التي أقترحها -ويا ريت لو حد لديه اقتراح أو ملاحظة لتطويرها أو تحسينها بما يخدم المصلحة العامة يتفضل يدلي برأيه - (وهي تختلف عن خطة هيكلة وزارة الداخلية المقترحة في 2009م)، فهي تهدف إلى تعامل متكامل مع ميدان التحرير وتجمعاته الصاخبة، ومظاهراته المزعجة، بحيث يتحول من نقطة ضعف إلى مصدر قوة.

من وجهة نظري، فإن الــمــشــكــلــة الأولــى التي تواجه الدولة المصرية إزاء ميدان التحرير هي أنّ تجمعات الميدان تجتذب وسائل الإعلام وتنشر حالة قلق لدى الأغلبية الصامتة، ناهيك عن الاعتصامات وأثرها السلبي (رئيس سابق واقتصادي بارز اعتذرا عن مؤتمر بمكتبة الإسكندرية عقب مظاهرات 8 يوليو الشبه مليونية وما تلاها من تصعيد إعلامي لقلة في ميدان التحرير) - بالمناسبة، اعتبارهم قلة لا يعني أنهم مخطؤون تماما أو يبرر التعرض لهم بأذى.

حل المشكلة الأولى: أن تكون أخبار مظاهرات التحرير طبيعية وروتينية، مع اجتذاب أكبر قدر من الأغلبية الصامتة لحضور فعالياتها.

آليات حل المشكلة الأولى:

1-تشجيع المواطنين على النزول لمظاهرات الجمعة باعتبارها فسحة أسبوعية، وإبراز ذلك إعلاميا، بالتزامن مع تشجيع شركات ومكاتب التوظيف والتخطيط الوظيفي للباحثين عن عمل؛ تشجيع هذه الشركات والمكاتب على تنظيم الأنشطة والفعاليات ونشر برامجهم ورؤاهم أثناء هذه المظاهرات (سواء كانت هنالك مظاهرات معلن عنها أم لا).

من الأماكن المرشحة للدعاية للنزول والترويج لبرامج التوظيف مقاهي الانترنت بالأحياء الشعبية.

تجربة شخصية الجمعة 8 يوليو في الميدان: نسبة ليست قليلة من المتظاهرين هم من الشباب العاطل، وأسر مواطنين عاديين نزلوا لتغيير الجو، بما في ذلك طلاب وفتيات في المرحلة الجامعية أو الدبلومات الفنية. الملاحظة الأبرز هو أن الهتافات التي توصف بالتطرف (ديكتاتور ديكتاتور .. طنطاوي عليه الدور) ترددها قلة لا تتجاوز خمسة أو ستة أفراد يحيط بهم ما لا يزيد عن مائتي شخص، بينما الأغلبية العظمى إما تصور، وإما تشاهد، وإما تدردش، وقد تسبق هذه الهتافات أغاني وطنية يتفاعل معها الحضور ويستمر هذا التفاعل بالتصفيق مع تغيير الهتافات وليس بالضرورة عن اقتناع بهذه الهتافات أو تأييد لها - بدليل أن المعتصمين لا يتجاوزون بضع عشرات. إن نزول المواطن العادي لمظاهرات التحرير والقائد إبراهيم والأربعين يزيل ضيقه أو غضبه أو عدم ارتياحه لهذه المظاهرات والفعاليات المصاحبة لها بعيدا عن تضخيم أجهزة ووسائل الإعلام لها.

2-إلزام الصحف والبرامج التلفزيونية بتخصيص جزء لفعاليات ميدان التحرير. الصحف تخصص ربع أو ثمن صفحة يوميا مع نصف صفحة مثلا ليوم الجمعة، على أن تكون في صفحة ثابتة بعد الصفحة السادسة وقبل الصفحة الثالثة عشرة، على أن تخصص البرامج الإخبارية والحوارية بضع دقائق لتقارير "تحريرية".

الــمــشــكــلــة الــثــانــيــة هي أن حادث أمني (تفجير قنبلة مثلا لا سمح الله) داخل ميدان التحرير ستكون له نتائج لا تحمد عقباها خصوصا إذا تزامن مع مظاهرات حاشدة لجماعة أو حزب أو تيار بعينه.

حل المشكلة الثانية: التأمين الشامل لميدان التحرير وكل ما له علاقة به من بشر وحجر.

آليات حل المشكلة الثانية:

1- إنشاء إدارة (ميدان التحرير) برئاسة مجلس الوزراء وكافة القطاعات الأمنية المتخصصة كالحرس الجمهوري (أو الرئاسة) وهيئة الأمن القومي وجهاز المخابرات العامة وجهاز المخابرات الحربية وقطاع الأمن الوطني، على أن تستعين هذه الإدارة بالعناصر الشابة مع ضم عناصر التتبع الالكتروني (لرصد مثل هذه المعلومة) والأهم: ضم خبراء علم الاجتماع أو المدربين على رصد وتحليل السلوكيات المجتمعية، على أن تكون من مهام هذه الإدارة أو لجنتها التنسيقية ما يلي على سبيل المثال لا الحصر:

حضور جميع فعاليات ميدان التحرير، بل يفضل أن يكون من طاقم إدارة (ميدان التحرير) من يقطن بجوار التحرير أو تؤجر لها شقق ملاصقة للميدان والطرق المؤدية إليه.

الاستحواذ على المحال التجارية والشقق السكنية في محيط ميدان التحرير ومبنى ماسبيرو.

متابعة الفنادق والأنشطة التأجيرية المختلفة.

متابعة الأنشطة والفعاليات المرتبطة بما في ذلك جامع عمر مكرم وإمامه وأنشطته وأطقم وزارة الصحة العاملة في النطاق الجغرافي للميدان، وكذا مجمع التحرير وموظفي الإدارات ذات العلاقة (مثلا موظفي شركة الكهرباء المسؤولون عن كهربة وإنارة الميدان والطرق المؤدية إليه).

رصد وتحليل مطالب المتظاهرين بما فيها المطالب الشخصية، باعتبار ميدان التحرير نبضا مصغرا للحياة المصرية، وهذا يفيد إذا لوحظ كثرة المتضررين من محافظ معين أو إدارة محلية في محافظة نائية ما، بحيث يتم التصرف السياسي إزاء هكذا شكاوى قبيل تفاقمها.

صناعة شخصيات كاريكاتورية أو مروجة لفكر معين داخل الميدان، بحيث تكون مادة للإعلام وقبلة للمتظاهرين.

2- نقل المؤسسات الاستراتيجية كوزارة الداخلية ومجمع التحرير من موقعهما الحالي لمكان آخر مع نقل ملكيتها وإدارتها إلى إدارة أو إدارات ميدان التحريرأو لجنتها التنسيقية.

3- تمويل مائدة يومية كبيرة لإطعام المواطنين دون قيد أو شرط (يمكن نقل مائدة مسجد الفتح برمسيس إلى ميدان التحرير).

4- استخدام أرض ميدان التحرير في إفطار وسحور جماعيين يوميا خلال شهر رمضان المعظم، بما في ذلك صلاتا التراويح والتهجد، وبما يشمل صلاتي العيدين: الفطر والأضحى.

5- تخصيص مجموعة من موظفي المجمع والأهالي تكون مهمتها المعارضة السلمية والاحتجاج الدائم ضد التجمعات السياسية المعارضة مع إبراز صوتها إعلاميا.

6- تخصيص مساحة محددة بإيجار رمزي للراغبين في التظاهر، على أن يتم إلزام وسائل الإعلام بتغطية هذه التظاهرات مع الحرص على التضييق أو المنع لأية تظاهرة أو فئة أو جهة مهما كانت متوافقة أو متعارضة مع وجهة نظر الدولة المصرية.

7- بحث نقل بعض مواقف الأجرة وخطوط المواصلات إلى التحرير بدلا من رمسيس أو عبود، بهدف ربط مصالح المواطنين اليومية بالحركة الطبيعية في ميدان التحرير.

8- بحث إقامة بعض الألعاب وملاهي الأطفال في منطقة مخصصة داخل ميدان التحرير، أو في الصينية بحيث تباشر عملها مع حلول الغروب يوميا وطوال يوم الجمعة.

9- اختصاص إدارة (ميدان التحرير) التابعة لمجلس الوزراء بالبحث الفوري للمشكلات المعروضة من كافة المواطنين داخل الميدان، وتنسيق تفعيل وتنفيذ حل فوري وعاجل لتلك المشكلات، عبر صلاحيات كاملة وبالتنسيق مع الإدارات الحكومية المعنية (نقل معلمة من مكان ناءٍ، مطلقة تعاني من تسجيل ابنتها في مدرسة خاصة، علاج مريضة لا يشملها التأمين ...إلخ). على أن يكون لهذه الإدارة تواجد فعلي وفعال داخل الميدان على مدار الأسبوع وبشكل خاص خلال أيام الجمع، مع مراعاة تطبيق قواعد التنقل الوظيفي للعاملين في هذه الإدارة.

الــمــشــكــلــة الــثــالــثــة غياب تطبيق قاعدة درهم وقاية خير من قنطار علاج، وهو الغياب الذي أدى لاندلاع أحداث 25 يناير بكل نتائجها التي كان يمكن أن تكون كارثية لولا لطف الله.

حل المشكلة الثالثة: الاهتمام بتوصيل الرسالة الإعلامية للدولة المصرية إلى جمهور المواطنين المصريين (بما في ذلك التواصل المباشر معهم) وإعطاء أولوية قصوى للتواصل مع سكان وقاطني مدينة القاهرة وأقاليمها الثلاثة القليوبية والجيزة وحلوان.

آليات حل المشكلة الثالثة:

1- تفعيل اتحادات الملاك في العمارات السكنية، وتشجيع أواصر المودة والتراحم والتعاون بين سكانها، وبث البرامج الدينية المؤدية لهذا الهدف في أوقات الذروة على التلفزيون المصري الأرضي (أرشح برنامج الموعظة الحسنة للدكتور مبروك عطية رئيس قسم بجامعة الأزهر). تفعيل اتحادات الملاك قد يقتضي أن يكون لها دور في استقبال الرسائل العامة الهامة الموجهة للمواطنين (بما في ذلك اجتماع لاتحاد ملاك أحياء كل مدينة).

2- تشجيع شباب الجامعات الخاصة والأندية الاجتماعية على التعامل الفعال مع مشكلات المجتمع، بما في ذلك مشكلة لجوء مواطنين لركوب القطارات بين العربات للسفر من وإلى القاهرة من محافظات نائية (الغربية أو المنوفية مثلا) وذلك توفيرا لأجرة قطار تستقطع مبلغا كبيرا من الراتب الشهري لهؤلاء المواطنين، ومنهم أفراد عاملون في وزارة الداخلية، على أن تكون واجهة التعامل مع هؤلاء المواطنين عبر منظومة حكومية بعيدة عن التعقيدات الروتينية، أو توظيف جهة لا علاقة للقائمين عليها بالسياسة مثل جمعية رسالة. إنّ المخاطرة التي يعانيها هؤلاء المواطنون وهم يقاسون الأتربة والغبار وفرص الارتطام بالأرض فضلا عن قيظ الصيف وبرد الشتاء، إنها مخاطرة تستلزم نظرة مجتمعية تقودها الدولة بما يحفظ في نفس الوقت لهم كرامتهم وآدميتهم.

3- تشجيع المساجد يوم الجمعة والكنائس أيام الأحد على تقديم مساعدة جدية للباحثين عن عمل وحديثي التخرج، بحيث تكون منتديات أسبوعية لهذا الهدف. قد تتمثل هذه المساعدة في تطوع عضو اتحاد ملاك بعمارة مجاورة للمسجد بشرح مبسط عن الفرص الوظيفية في مجال تخصصه إجمالا وتقديم نصائح عامة لحديثي التخرج (طبيب يتحدث بنصائح عامة لطلاب الطب ويشرح تعامل المهن الأخرى مع مهنة الطب). ما المانع كذلك من نشر قوائم أسبوعية بالوظائف الشاغرة يشارك في تحريرها أهالي المنطقة وبتعاون من اتحادات الملاك؟

4- نشر مسابقات تشجع الشباب على القراءة وكتابة ملخصات للكتب المقروءة، بحيث تستهلك مثل هذه المسابقات أوقات فراغهم وتشعرهم بأداء التزام وطني، وتفيد في تجهيز ملف كامل عن نقاط وملاحظات من كتب التاريخ والسياسة مثلا تكون زادا للباحثين السياسيين والاجتماعيين. في نفس الوقت ستكون القراءة زادا للشباب تعرفهم بتاريخ الوطن وتطورات أحداثه السياسية بما يوفر لهم معرفة ناضجة تحول دون التلاعب بهم استغلالا لجهل أو نقص ثقافة.

تم تعديل بواسطة abdulmuttaleb

يا رب عفوك ورضاك

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...