اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شربات ورد


عشتار

Recommended Posts

sharbat-gula.jpg

شربات ورد ..

وقعت اليد الثقيلة كالمطرقة على قفاها فى خبطة مؤلمة ..فصرخت بصوت عال و استدارت فى حدة..وهى تتأوة ..تحاول أن تتملص من تلك الأصابع التى قبضت على شعرها فى قسوة ..".. ماذا تفعلين هنا يا زبالة يا بنت الزباليين ؟ " ..

ألقى ذلك الصوت الأجش الرعب فى قلبها وهى تحدق فى ذلك الوجه الغليظ الملامح ..الحاد التقاسيم الذى راح يسلط عيونه عليها..فتهدج صوتها وهى تقول.." أنا ..أنا ..أنا أبحث فقط عما آكله .." .. بكت باسترحام وهى تحمى وجهها بذراعيها .." أنا لم أفعل شيئاً " ..

كان صندوق القمامة يبدو وكأنه قد أخرج كل أحشائه حتى بدا أشعثاً مثلها ..بالكاد يحمل زبالته المتكومة والتى تناثرت من حوله فى قذارة على الأرض..دائماً ما كانت تتربع على عرش الزبالة كجرذ ضخم .. واضحة بكامل نصفها العلوى للمارة الذاهبين لأعمالهم فى تلك الساعة المبكرة من الصباح .. تبصق عليها نظراتهم التى كانت تحمل من الشفقة قليلاً ومن الإشمئزاز كثيراً كثيراً ..

وبرغم محاولتها المستميتة للتملص من يد هذا " الهرقل " ... إلا أنه كان محكماً القبض على شعرها.. ويده الأخرى تنهال على وجهها صفعاً..لم تؤثر فيه تلك الدموع الغزيرة التى طفرت من عينيها مصحوبة بصرخات متصاعدة ونهنهات عالية .. ولا حتى آثار الضرب القاسية التى تركت علاماتها الفورية على الوجه.. ولم يكترث ليده التى تلوثت ببقايا الأطعمة التى كانت عالقة بفمها ووجهها ويديها..كان الرجل يبدو كمن أصيب بلوثة انتقامية مفاجئة يعاقب فيها " شربات " وبشكل ماسوشى تماماً ..على غلطة مجتمع كامل ..!!

انتهت وصلة الضرب المبرحة ..فقذفها خارج الزبالة حتى سقطت على الأسفلت كالطوبة التى سرعان ما استحالت إلى كرة مطاطية راحت تجرى بعيدًا وهى تعرج بقدمها اليمنى هاربة فى ذعر من أصداء الضربات والوعيد ..

فى مدخل إحدى البنايات القديمة ..حطت " شربات " رحالها ....حيث تراصت مقتنياتها الثمينة التى كانت تجمعها من أكياس القمامة على مدار الأيام.. بقايا علبة بسكويت .. أجولة قديمة مكدسة بالخبز المقدد والمتعفن .. ملابس قديمة متكومة على الأرض .. كل شىء من حولها بدا مقفرا كئيباً..

كانت نهاية رحلتها كل يوم هنا.. فى هذه المقبرة المهجورة ..آمنة فى هذا الجحر الذى يجعل للحياة طعم فى نظرها ..لا أحد يعترض سبيلها .. لا أحد يثور بوجهها..لا سحنة عابسة تتحرش بها ..كانت على إستعداد لأن تقضى كل عمرها هنا حتى لو مر عليها الزمن بطيئاً بشكل مقزز !

قامت " شربات " بطقوسها المعتادة .. كبست الخبز الذى كانت تقوم بتجميعه من صناديق القمامة بكلتا يديها فى جوال إمتلأ إلى منتصفه..ثم جلست وهى تلهث من التعب مستندة إلى حائط البناية المبقع..كانت دائما ما تشرد بعيونها إلى خارج الجحر من هذا الموقع باتجاه الشارع ونور الصباح..إلى الفضاء الممتد أمامها ..حتى إذا ما استكانت أغمضت عينيها وهى تتصور أفواه أخواتها المتلهفين إلى عودتها ببعض الحلوى .. تلك التى اعتادت أن تحملها لهم من بين القمامة ..وحتى بقايا الأطعمة مثل اللحم والجبن .. كانت تلتقطها لهم من بين مخلفات الطعام.. و تمسحها بيدها تمهيداً للإلتهام على نظافة .. !

ابتسمت وهى تطأطأ رأسها.. تنظر فى جيوبها الضخمة التى امتلئت ببقايا الأطعمة والحلوى .. أخرجت كل ما بقى فيهم ..كانت تريد أن تطمئن على حصيلتها من بعد الرمية العنيفة التى ارتمتها على الأسفلت ..كانت ابتسامتها تتسع كلما مدت يدها وأخرجت شيئاً ..ابتسامة طغت على أثر الخدوش الدامية فوق ركبتها .. وعلى ذكرى العلقة الساخنة التى لم تبرد آثارها بعد على وجهها ..

فى أقل من ثانية أعادت كل ما أخرجته إلى جيوبها مرة أخرى .. نهضت ..ورفعت إحدى أجولة الخبز فوق رأسها ..ووقفت عند مدخل الجحر تنظر يمنة ويسرة فى حذر ..وأخيراً تقدمت..وماهى إلا نصف الساعة حتى كانت هى وجوالها الثمين فى حوش منزلهم المتهالك فى العزبة الفقيرة على أطراف المدينة ..

لم يلتفتا إليها..لا أمها ولا أبوها اللذان كانا جالسين على الأرض.. منهمكين فى خياطة أجولة مكدسة بالخبز بدوبارة بلاستيكية متسخة بين أيديهم .. و هناك على سور قصير ..رُصت أجولة أخرى ممتلئة ومحكمة الخياطة..كانا كلما انتهيا من خياطة واحد ..قامت الأم برصه بجانب إخوته فى طابور طويل ..

تحلق حولهما أخواتها الصغار الذين سال لعابهم وهم يراقبون تقدمها ..شخصت بعيونها نحوهم ..وبِصمت ناتج ربما من الإعتياد أنزلت الجوال من فوق رأسها .. إتجهت نحو أخواتها تفرغ لهم جيوبها .. " يللا ..يللا ..أحضرى الخبز هنا حتى نكمل باقى الأجولة ..الزبائن على وشك الوصول للشراء " ..

أشاحت " شربات " بوجهها عن أمها..وبلا إهتمام اتجهت إلى غرفة وحيدة فى نهاية الحوش.. غرفة واحدة كانوا يعيشون ويأكلون وينامون تحت سقفها الصغير..كانت تبدو وكأنها للتو قد تعرضت لحريق أودى بكيانها ..فأصاب جدرانها العالية بصدوع وهباب ..وأجهز على الكراكيب العتيقة التى احتفظت بصلابتها على مضض !

لم تنتبه لأى شىء ..ولا حتى لشقيقتها الرضيعة الملقاة بلا إكتراث على الأرض .. ترددت لوهلة وهى تنظر إليها..ثم أشاحت عنها بوجهها هى الأخرى..اتجهت لقناية المياة فى ركن الغرفة ..تغسلت وأزاحت أثر القاذورات من على وجهها ويديها وقدميها..

بدلت فى عجلة ملابسها بملابس أخرى كحلية كانت معلقة على مسمار..بدت وكأنها زى مدرسى ..نظيفة ..مهندمة ..من الواضح أنها كانت توليها معاملة خاصة .. ودون أن تلتفت مدت أصابعها لتلتقط فرشاة مكسورة اليد من فوق رف متهالك..وراحت تسرح شعرها أمام قطعة مرآه متآكلة ..

توقفت " شربات " فجأة ..وهى تقترب بوجهها من المرآة ..وراحت تتحسسه فى رفق .. كانت آثار الضرب لاتزال ملتهبة على وجهها ..وإن إتخذت شكلا أكثر بروزاًً.. بقع حمراء متورمة بطول أصابع اليد تراصت على خدها بالكامل .. دارت عيونها فى ضيق فوق وجهها الخمرى المشوب بحمرة ربانية.. وإستغرقتها الحالة .. ففردت شعرها المتوسط الطول على كتفيها ..تتأمل منظرها بإحساس أنثوى مفاجىء ..وراحت تتحسسه ..كان أشعث من أثر الإهمال والقذارة ..يحيط وجهها الدائرى كالتاج الذى بهت بريقه مع الزمن .. كانت " شربات " طفلة لا تتعدى الثالثة عشرة من عمرها ..ولكنها كانت كمن تعدت عمرها ثلاثة أضعافا على الأقل .. نظرات عيونها وحدها كانت توحى بذلك .. دائما شاخصة ..متجمدة ..تخترق كل ما أمامها فى تحدى سافر ..لا تعرف أين تنظر بالتحديد ..ولم تكن تذرف دموعا يسيرة ..كانت تنظر فقط بعيونها الغريبة الثاقبة نظرات..مجرد نظرات كأنها دموع من نوع آخر ..

أفاقت على سعال أختها الرضيعة تتأهب للبكاء..التفتت إليها ..ثم إنحنت نحو هدوم " الشغل " الملقاة على أرضية الغرفة العارية.. تفتش فى جيوبها.. وما لبثت أن أخرجت من الجيب قطعة من الحلوى المغلفة كانت تحتفظ بها خصيصاً لها .. مزقت الغلاف فى سرعة ثم انحنت من جديد لتثبتها بين أصابع الصغيرة ..وسرعان ما اختفت فى فمها ..

نهضت سريعاً .. أسدلت فوق شعرها إيشارب أبيض..أحكمت وضعه جيداً حول آثار الضرب الواضحة على وجهها لتخفيها..ثم انحنت تجر حذاءً أسود يلمع من تحت منضدة قديمة ..استندت على الحائط لترتدى الجوارب البيضاء ثم الحذاء ..انتصبت واقفة من جديد لتلقى نظرة أخيرة على هيئتها فى المرآة ..ابتسمت ..إذ بدت ولا زميلتها فى المدرسة " صفاء " ..بنت الذوات ..هكذا حدثت نفسها ..

وخرجت مسرعة ..

فى مدرسة " الزهور " الإعدادية ..وعلى باب فصل ( 3 – 3 ) ..وقفت " شربات " ..تنتظر أن تأذن لها المعلمة بالدخول.. وتتمنى لو أن لا تأنبها على التأخير ..التفتت إليها المعلمة شذراً.. وأشاحت بوجهها عنها وهى تشير لها أن تدحل بعلامة مبهمة ..سادت الفصل حالة من الصمت المفاجىء ..والرهبة .. وكأن مقدم " شربات " هو الحدث الجلل الكافى لأن يقلب الحياة المدرسية فى الإتجاه العكسى..

تقدمت خجلى ..مرتبكة ..تتعثر فى خطواتها .. تنظر فى الأرض على إستحياء.. لا تجرؤ على رفع عينيها فى مواجهة عيون زميلاتها التى كانت تأكلها أكلاً فى هذه اللحظات ..

جلست فى مكانها المعتاد ..وحيدة ..فى آخر الصف ..والهمسات من حولها تتعالى .." الزبّالة " ..

...

ارتفعت اليد لتهوى على وجهها بلا رحمة..الأمر الذى جعل " شربات " تطلق صرخة ألم شديدة مصحوبة بغمغمة مبهمة وهى تتحسس مكان الصفعة بأصابعها .. راحت تنظر إلى مديرة مدرستها الثانوية بغيظ.. تستقبل ثرثرتها المستفزة بعيونها المتحدية وهى تصرخ فى وجهها .." كيف تجرؤين يا قذرة على سرقة معلمتك ..كيف واتتك الجرأة لتمدى يدك التى تستأهل قطعها على الحقيبة وتسرقين النقود ..ماذا أفعل معك الآن بعدما ضبطك متلبسة وأخرجت الفلوس من جيوبك الواسعة هذه ..لقد استنفذت معك كل الوسائل الممكنة لأجعل منك بنى آدم ولم يعد من سبيل أمامى سوى فصلك أو تحضرين ولى أمرك..أريد أن أرى لك ولى أمر ..وإلا فوالله لأفصلك فصل نهائى حتى أقى زميلاتك ومدرسيك شرورك..."

حاولت " شربات" أن تتحدث فى محاولة يائسة للدفاع عن نفسها " أختى كانت مريضة وأنا ..".. قاطعتها المديرة بصوت هادر " اخرسى يا زبّالة ..ستعيشين زبّالة وستموتين زبًالة ..وحرامية ..ذيل الكلب عمره ما ينعدل ولو علقوا فيه قالب .." ..

وخرجت " شربات " من المكتب .. مطرودة من الدنيا..

وقفت " شربات " بكامل هيئتها الأنيقة وجمالها الطبيعى على مسافة بعيدة نسبياً من عميد الكلية الذى جلس خلف مكتبه منهمكا فى الكتابة بعصبية..راحت تنظر له من جانب عينها حتى انتهى .. ناداها أن تقترب محدثاً إياها وقد نفذ صبره .." لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى فى الكلية ..إياك أن تطرقيها بقدميك النجستين..اذهبى إلى حال سبيلك بعيدًا عنا ..إلى الشقق التى تدخلينها ..فلا مكان هنا لأمثالك ..خارج هذا الحرم يوجد مستقبلك الحقيقى ..على السكك .."

رمى الورقة فى وجهها وهو يصرخ " لا فائدة فيك ..برااا "

حاولت " شربات " أن تسترحمه ليسمعها .. إلا أنه إستوقفها بإشارة صارمة من يده وهو يضغط ذر استدعاء رجل الأمن الذى دخل مسرعاً ..فأشار له بإشارة صامتة أن يطردها .. فجذبها الرجل فى عنف ..و ألقاها خارج الجامعة كلها ..

وخرجت " شربات " من المكتب .. مطرودة من الدنيا ..

أمام الحرم الجامعى ..وقفت " شربات " مهزومة العينين .. بدمع متجمد تنظر للرائحين والغاديين ..وجحافل السيارات أمامها.. تجرى على الطريق فى جنون ..وقفت برهة ترى ولا ترى مَن يشيرون إليها ..تسمع ولا تسمع شيئا مما يقولونه عنها .. خطت نحو الطريق .. تدق الأرض وكأنها تتوعد الدنيا كلها .. غير عابئة بنظرات الناس ولا همساتهم..

انتبهت لشحاذ فى الطريق كادت أن تدهسه..فمد يده لها طالباً حسنة .. لوهلة نظرت له فى جمود ..ثم أدارت عينها نحو جيوبها الواسعة ..تعبث فيها .. كانت دائماً تفضل الملابس بالجيوب الضخمة !! .. أخرجت جنيهاً أعطته إياه فما كان من الرجل إلا أن رفع وجهه للسماء يبتهل ..ويدعى لها بالستر فى الدنيا والآخرة .. !

وبكت ..

بدت " شربات " وكأنها قد تحولت لقدمان تقطعان المسافات بلا هدف ..الطريق أمامها طويل وهى لا تلوى على شىء ..وصور شتى تطاردها ويكتظ بها إحساسها الخاوى ..وبريق لدموع تلمع فى عينيها ..سمعت هتاف عالياً من خلفها " العرقسوس ..الشربات ..السوبيا ..التمر ..اروى عطشك يا حران .. شربات ورد يا ورد .." ".. كانت عربة من تلك العربات التى تبيع المشروبات الشعبية المثلجة فى قيظ الصيف.. توقفت مرة أخرى وراحت تفتش فى جيوبها ..إستغرقت وقتاً حتى أخرجت بين أصابعها جنيهاً آخر " كوباية ورد ..."

اختطف منها البائع الجنية وهو يناولها الشربات برغوتها الحمراء الكثيفة ورائحتها النقية

مداعبا " الورد للورد يا أحمر الخدين .. ادفع مرة واشرب مرتين .." ..تجرعت الكوب على دفعتين ..

وانصرفت ..

استمرت قدماها فى المسير بلا هدى ..ومن خلال دموعها وشهقاتها التى أرخيت لها العنان ..تدفقت كلماتها ..مختنقة ..متقطعة ..

" لما الشربات الدلوعة ..الشخلوعة تموت ..

طعم التوت عمره ما هايفضل توت !

الليلة هاغنى وهارقص وهفوت

على الدنيا أديها بالشلوت

آه يا متلوعة ..مانتيش لاقية القوت ..

زبالة .. يا زبّالة ..

على واحد هلفوت ..

وجنية واتين ولا حد يموت ..

لما الشربات الدلوعة ..الشخلوعـــــة تمــــــــوت .."

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عشتار

راقني العنوان و لااخفيكي سرا اني دلفته احمل صورة ذهنية تتراقص في مخيلتي "شربات ورد" صينية عليها كوبان و بداخلهما سائل احمر و تحمل فرحة عمر لعاشقين منهكين ععلي طريق الحياة

دلفت القصة بتلك الصورة بمجرد قرائتي للعنوان و انا اتلمس بشارة "فرح" تاتي في الأفق.

معالأسطر الأولي حين صدمتني صورة "يد تتهاوي علي وجه فتاة وماسوشية الإيذاء" مفردات جعلت صورتي التي اعددتها تنفض بداخلي و تتلاشي تماما.

و لكنك بحنكة شديدة جدا أجبرتني علي تتبع "شربات"

أري ان هناك ثلاث فتيات و ليس فتاة واحدة تدعي "شربات"

خيط رفيع يربطهن ليس ببعضهمن و لكن بتلك الصورة التي اقتبستيها لفتاة افغانية هي الاخري كانت "شربات"

ليس في حمرة الخدين

و ليس في صغر السن

و ليس في نظرتها لملامح وجهها المنهك في المرآة كما فعلت "شربات" في القصة او "شربات" حين نظرت لعدسة التصوير

كلهن تجمعهن صفة واحدة

احساس واحد

هن "شربات" اسم يبدو مبهج لكنه يحمل مأساة

مأساة فرضت عليهم بجبروت و قوة مجتمع تمثلت فيه برودة المقابر و تبلد المدرسة و قسوة الحياة

تنقلت بشغف بين كل سطر

اتابع كل "شربات" هنا

و ألوم نفسي اكثر

اتدرين

في زاوية ما من القلب "ألوم نفسي كثيرا"

لأني أحد أفراد مجتمع توجد به "شربات"

نراهن

نصطدم بهن في طرقات الحياة

ندس ايدينا في جيوبنا و نمن عليهم بالفتات و ننام قريري العين أننا صرنا "ورد"

و لا نسأل انفسنا

لما لم نلقي عليهن تحية المساء

لماذا لم نقل لهن

"شربات" بداخلك الكثير و الكثير و الكثير جدا و يفيض من "الورد"

بداخلكن "خيرا ما" حين وقفت "شربات" الأولي و تلمست جمالا يرتسم علي وجهها في المرآة

لما لم نتوقف و نتلمس جمالا في كل من مررن عليهم من "شربات"

لما لم نبحث عن ال "ورد" في ال "شربات"

اكتفينا بدرو صامت

و اكتفت هي بنظرة صامتة كما ارتمست علي ملامح الصورة

و اكتفت انها في النهارية

"تموت الشخلوعة"

و نمضي نحن

ظانين اننا كنا ال "ورد" و هن مجرد "شربات" عابرات

نص أدبي ثري جدا

لأني بنهايته اجد بعض مني قد يكون "شربات ورد"

تحياتي لا تكفي

لكن ادعوكي للنشر...ادعوكي لمشاركة أفكراك علي مساحات أرحب

فقملك قطعا يستحق

صباحك......"ورد" :give_rose:

رابط هذا التعليق
شارك

عشتار..سامحيني.. :clappingrose:

ربما هذه المرة فقط..وربما في مرات قادمة أيضا..

فكلما سيكون عليّ أن أختار بين رؤية شيء آخر أو رؤيتك..

فإنني لا يمكنني إلا أن أراك..

في الواقع ما أراه في القصة هو رقة قلبك..وروعة رحمتك..وعمقك الإنساني..

قدرتك اللانهائية التي حبتك بها ربات الأنوثة على العطاء والرقة والرحمة والبذل..

أنت - كما أعرفك دائما - عاشقة نادرة للإنسانية..

تستبطنين جمال وقوة إنسانيتنا كما تلامسين ضعفنا وقبحنا..

تفجرين ينابيع عذوبتنا..كما تصورين براكين ألمنا..

في كل سطور القصة أجتهدت أن أرى..

وفشلت في أن أرى سواك..

عشتار..سامحيني..مرة أخرى.. :clappingrose:

هذه قصة ناضجة تامة اللغة ومكتملة البناء..

شديدة التكثيف في تفتحها على وقائع حياة كاملة وبائسة..

قوية في تركيزها المشهدي وانتقاءها الزمني..

إنها قصة كاملة يا عشتار..

ينقصها فقط أن يكون لها ناقد..

من أسفي أن أخفق في أن أكونه..

فأنا - مهما أعدت النظر - لا أرى فيها كل مرة..سواك

رابط هذا التعليق
شارك

مشهد يتكرر امامنا كثيرا ..ومن كثره ما اعتدنا عليه

لم نعد نتوقف عنده او نشغل تفكيرنا به ..الا فى اللحظات

التى تمتد ايدينا اليهم ببعض النقود ودون ان تخلو نظراتنا

من الشفقه المصحوبه ببعض الأشمئزاز وكما تفضلت .. وهى صفعه

من نوع آخر وان لم تؤلم جسديا فهى وقعها على النفس قد يكون

اشد قسوه.. ثم نستدير عنهم و نسقطهم من ذاكراتنا تماما وكأنهم لم يكونوا

يوما فى حياتنا ..وننسى انهم بشرا مثلنا يحملون احاسيسا ومشاعر ربما ارهف

كثيرا مما نتصور ..هذه النفوس البشريه التى لم تحظى من الحياه الا بأنفاسهم

الضائعه فيها فسكنت شقوق الفقر ولفظها المجتمع وكأنهاليست جزءمنه..

والتى جسدتيها فى قصتك بروعه وابداع فى شخص شربات ..نقطه سوداء فى

جبين مجتمع بأكمله ولا نستثنى انفسنا منه ويقع علينا عبئ التجاهل

لهذه الشريحه الموجوده بقوه حتى اصبحت تمثل ظاهره خطيره وفنبله موقوته

قد تنفجر فى اى لحظه من كثره الضغوط عليها ...

استاذه عشتار ..استمتعت جدا بقراءه قصتك .. واعتذر عن تعليقى

لأنه يرقى الى مستوى رائعتك

تقبلى مرورى المتواضع جدااااا ودمت بخير

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 11
      السلام عليكم نشر ستيف ماكوري هذه الصورة في 1985 الفتاة الأفغانية على غلاف ناشيونال جيوجرافيك .. أثارت ضجة رهيبة لخصت مأساة فتاة أفغانية قتل الروس والديها في غارة صورها في خيمة مدرسة معسكر لاجئين وصلت الى الملجأ بعد رحلة وعرة وسط الجبال على الاقدام من أفغانستان ظلت شخصيتها مجهولة حتى 2002.. إذ قررت المجلة و المصور البحث عنها مرة أخرى المعسكر لم يعد موجودا بدا العثور عليها مستحيلا لكن المفاجأه .. أنهم وجدوها تعرف على الصورة أحد أبناء قريتها أخبرهم بمكانها الجديد عادت لبلدها .. أفغا
×
×
  • أضف...